ولي عهد إيران السابق: صدى خطوات إيران التحررية أرعب قلوب حراس الأفعى المظلمة



شدد الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال تهنئته بعيد النوروز، على دعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية ومحاسبة نظام الجمهورية الإسلامية على انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي رسالة تحمل عبارة "عيد سعيد"، هنأ جو بايدن بعيد النوروز ووصف هذا الاحتفال بأنه "جزء بهيج من الثقافة الأميركية". وشدد على دعم "النساء الإيرانيات الشجاعات اللاتي يناضلن من أجل الحرية"، وقال إن أميركا وشركاءها سيحاسبون المسؤولين الإيرانيين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
كما نشر أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، صورة لنفسه وزملائه بجوار طاولة "هفت سين"، وكتب على شبكة X الاجتماعية: "أهنئ بقدوم الربيع وبداية جديدة لكل من يحتفل بعيد النوروز".
وأضاف: "فلنكرم الروابط العائلية والوعد بغد أكثر إشراقا".
وقد وصف نائب الممثل الخاص للولايات المتحدة للشؤون الإيرانية، أبرام بيلي، في تهنئته بمناسبة عيد النوروز، إيران بأنها دولة ذات موارد طبيعية ضخمة ومواهب بشرية عظيمة. وأشار إلى أن النظام الإيراني يهدر موارد البلاد، وأكد على دعم الشعب الإيراني لتحقيق الحرية والديمقراطية.
رسائل النوروز فرصة للدعوة إلى التغيير
وفي داخل إيران، أكد عدد من السجناء السياسيين على استمرار نهجهم الاحتجاجي ضد الإعدام والجرائم الأخرى التي يرتكبها النظام، وطالبوا بدعم الشعب الإيراني المحب للحرية في هذا الاتجاه.
كما وصفت رابطة الكتاب الإيرانيين الربيع بأنه رسول التغيير، كما تناولت نقابات المعلمين انتهاكات حقوق الإنسان خلال العام الماضي (1402شمسي).
وذكّرت رابطة الكتاب الإيرانيين في رسالتها بعيد النوروز، بأنه في العام الماضي، فرض النظام الرقابة والقمع والمزيد من الفقر وخنق المواطنين وكان مشغولاً بالانتقام من انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
وبحسب واضعي البيان فإن قمع الحريات وفرض البؤس زاد أكثر من أي وقت مضى هذا العام. ومع ذلك، واصل الشعب، وخاصة الشبان والنساء، انتفاضتهم المطالبة بالحقوق والحرية.
وأعرب البيان عن أمله في إطلاق سراح السجناء السياسيين، ورفع الرقابة، وتحقيق الحرية، والرخاء والسعادة للشعب، مضيفاً: "إن قدوم الربيع يعد بأن كل هذه الأمور ممكنة. لأن الربيع يبشر بالتغيير".
استمرار حملة "الثلاثاء الأسود" لا للإعدام
أعلنت مجموعة من السجناء السياسيين في سجون قزل حصار وإيفين وكرج ومشهد وخرم آباد، يوم 19مارس(آذار)، في بيان، عن إضرابهم عن الطعام لمدة سبعة أسابيع، أيام الثلاثاء، احتجاجا على صدور وتنفيذ أحكام الإعدام في إيران.
وقالوا إنهم واصلوا في 19 مارس(آذار) وفي يوم الثلاثاء الأخير من عام 1402 شمسي، وللأسبوع الثامن على التوالي، إضرابهم عن الطعام تخليداً لذكرى كافة ضحايا جهاز "قمع الاستبداد الديني"، وخاصة الذين تم إعدامهم.
ووصف هؤلاء السجناء السياسيون الهدف من حملة "الثلاثاء الأسود" وإضرابهم الأسبوعي إلى لفت انتباه الرأي العام إلى قضية الإعدام وأكدوا أن "الإعدام جريمة قتل يرتكبها النظام، وعقوبة لا رجعة فيها، وأداة لقمع وترهيب الشعب من قبل أقلية استبدادية تحكم البلاد".
وأكدوا أنهم سيواصلون احتجاجهم من داخل السجون ضد أحكام الإعدام حتى يوم إسقاط الجمهورية الإسلامية وطالبوا جميع المواطنين بأن يكونوا معهم في هذا الطريق.
وفي إشارة إلى التقرير الأخير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وضرورة الإدانة العالمية لانتهاكات حقوق الإنسان والإعدامات في إيران، قال الموقعون على البيان: "إن انتصار الشعب وتحقيق العدالة لا يمكن تحقيقه إلا في ظل وحدة وتضامن الشعب الإيراني نفسه".
وقد بدأ الإضراب الأسبوعي عن الطعام للسجناء في 30 يناير هذا العام بدعوة 10 سجناء سياسيين في سجن قزل حصار في كرج.
كما أعلنت سجينات عنبر النساء بسجن إيفين إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على إعدام وفاء أذربار، ومحمد فرامرزي، وبجمان فتحي، ومحسن مظلوم، ولوقف إعدام سجناء آخرين وتضامناً مع سجناء قزل حصار.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن فرنسا وألمانيا وهولندا وخمس دول أوروبية أخرى طلبت الشهر الماضي من جوزيب بوريل فرض عقوبات على إيران لتزويدها الأسلحة للميليشيات في المنطقة، لكن بوريل قال إن مثل هذه الخطوة من شأنها تقويض الدبلوماسية النووية مع طهران وزيادة التوترات الإقليمية.

كشف رئيس شرطة المرور في إيران، تيمور حسيني، عن مصرع 177 مواطنا خلال الأيام الخمسة الأخيرة نتيجة حوادث السير، بالتزامن مع بدء موسم عطلة النيروز السياحي.
وبينما يربط مراقبون للشأن الإيراني ارتفاع نسبة الوفيات بعامل رداءة السيارات والطرق السيئة، حاول رئيس شرطة المرور تحميل العامل الإنساني (المواطنين) المسؤولية الرئيسية في كثرة الوفيات الناجمة عن حوادث السير.
وقال حسيني في تصريحات له حول الموضوع: "لا نستطيع أن ننشر قوات شرطة المرور في كافة طرق البلد والبالغة نسبتها 330 ألف كيلومتر".
ووعد المسؤول الإيراني بالعمل واتخاذ التدابير اللازمة لخفض نسبة الوفيات في حوادث السير، وأضاف: "سنعمل بكل ما بوسعنا لخفض نسبة الوفيات ما بين 15 إلى 20 المائة حتى نهاية عهد حكومة رئيسي".
وفي وقت سابق شكا المواطنون الإيرانيون، في رسائلهم التي بعثوا بها إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، من رداءة جودة السيارات الإيرانية والطرق السيئة بين المدن، مؤكدين أنها السبب الرئيس وراء معظم حالات السير التي تشهدها البلاد في عيد النيروز.
وعدد المواطنون في تعليقاتهم وردودهم عوامل عدة أكدوا أنها من الأسباب الرئيسة لحوادث السير في إيران، منها: تولي المسؤولين غير الأكفاء إدارة الطرق، والسيارات منخفضة الجودة، بالإضافة إلى افتقادها للمعايير الدولية، بجانب سوء حالة الطرق، وعدم مراعاة قوانين السير، وإرهاق قائدي المركبات، وعدم أخذهم قسطًا وافرًا من الراحة.
وتتسبب حوادث السير بإيران في مقتل نحو 20 ألف شخص وإصابة 360 ألفا آخرين سنويا.

انتقدت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية التبريرات التي قدمها ممثل المرشد الإيراني في طهران كاظم صديقي بشأن ملف فساده، وقالت إن "تبرير" صديقي زاد من غموض الملف وملابساته.
وكشفت وثائق، نشرها مصدر صحافي إيراني، عن فساد خطيب جمعة طهران كاظم صديقي، المقرب للمرشد خامنئي، حيث حصل وأبناؤه على آلاف الأمتار المربعة من الأراضي في شمال العاصمة الإيرانية من خلال إنشاء شركة عائلية.
وقد أسس كاظم صديقي، قبل 20 عامًا، حوزة علمية سماها "أزكل" على أرض مساحتها 20 ألف متر مربع بالقرب من مدينة "تجريش" في طهران، ومعظمها تابع لمنظمة الأوقاف وبلدية العاصمة.
وبعد انتشار هذا الملف وإثارته جدلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي بعث خطيب جمعة طهران كاظم صديقي، رسالة إلى المدعي العام في إيران لتبرير القضية، وقال: "ما حدث كان دون علمي، وتوقيعي تم تزويره من شخص كنت أثق به".
وكتبت وكالة "إيسنا" تعليقا على رد خطيب جمعة طهران إن التبرير حول ملف الاستيلاء على الأراضي من قبل كاظم صديقي قد زاد من الغموض والإبهامات التي تحيط بهذا الملف.
وأكدت الوكالة أنه وفي حال لم يتم معالجة هذا الملف ورفع الشبهات حوله فإن الإبقاء على المناصب الكبيرة بيد صديقي يصبح أمرا غير مبرر.
وأوضحت الوكالة، المقربة من التيار الإصلاحي في إيران، إن كاظم صديقي ليس له إدراك للقضايا التي تمس سمعته بين الناس، وإن وقوع مثل هذه المخالفة والفساد من شخص يعتبر من "المقربين" يعتبر دليلا على التساهل والإهمال.
وتساءلت الوكالة الإيرانية عن السبب الذي يجعل المؤسسات الرقابية في إيران تغفل عن نقل ملكية هذه الأراضي الواسعة إلى شخص بشكل غير قانوني.
يُذكر أن كاظم صديقي كان يعمل في القضاء قبل أن يعينه خامنئي خطيبًا لجمعة طهران، وقبل خمس سنوات أصبح رئيسًا لمقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران.
وكانت تقارير تحدثت عن تورط صديقي في الإعدامات السياسية التي نفذها النظام الإيراني في ثمانينيات القرن الماضي.
وقبل أيام نشر المرصد الإيراني لحقوق الإنسان صورا من الزخرفة في حوزة "أزكل" العلمية التابعة لصديقي، وخيام المدارس في محافظة بلوشستان، منتقدا هذا التناقض والازدواجية بين وضع التعليم، وحالة الحوزات العملية التابعة للمسؤولين والمقربين من صناعة القرار في إيران.
وأثار خبر فساد ممثل خامنئي في طهران ردود فعل واسعة بين النشطاء السياسيين في وسائل التواصل الاجتماعي.
الناشط السياسي علي قلهكي شكك في رواية صديقي وتبريره لحادثة الفساد، وكتب في تغريدة له على منصة "إكس"، قائلا: "ما فائدة الشخص الذي قام بتزوير الأوراق وكتابة الأراضي باسمكم؟ لماذا لم تتواصل مع المدعي العام قبل أن تظهر القضية في الإعلام؟ لماذا لم تقدم شكوى في ذلك؟".
فيما نشر الصحافي حسين باستان مقطع فيديو يظهر كلمة لصديقي أمام المرشد علي خامنئي، كإشارة للعلاقة الوطيدة بين الطرفين، وكتب: "المسافة بين البيت (قصر المرشد) وبين بيت المال أدق من الشعرة".
فيما قال الناشط السياسي والمساعد للرئيس الإيراني الأسبق، محمد علي أبطحي، إن قصص "روبن هود" الخيالية أيضا لا ترقى إلى قصة صديقي وتبريره حول الحادثة. يبدو أن بكاء صديقي الدائم سببه هذه المظلومية التي يتعرض لها.
وتظهر التحقيقات أن أبناء صديقي أيضا لهم نشاطات تجارية ومالية كبير بجانب والدهم.
ويعتبر نجلا كاظم صديقي، إلى جانب حسام الدين مهدوي أبهري، نجل عضو سابق في البرلمان وصديق كاظم صديقي، أعضاء في مجلس إدارة شركة "آريا معدن بيركاس" التي تنشط في مجال التعدين.

أكدت وكالة "هرانا"، المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في تقرير لها حول حقوق الإنسان للعام الإيراني (من 21 مارس/آذار 2023 إلى 21 مارس 2024)، أنه تم إعدام ما لا يقل عن 767 مواطناً، بينهم طفلان و21 امرأة، خلال هذه الفترة.
وبحسب هذا التقرير فقد "استمرت انتهاكات حقوق الإنسان في إيران"، بما في ذلك استهداف النساء اللاتي يعارضن الحجاب الإجباري، مشيرا إلى أنه خلال 12 شهراً الماضية، تم الإعلان عن 3 آلاف و176 حالة استهداف للنساء بسبب ما أسماه النظام "الحجاب السيئ" أو عدم ارتداء الحجاب.
وفي هذا العام أيضاً، تم اعتقال 3 آلاف و187 شخصًا لأسباب أيديولوجية أو سياسية، وتم اعتقال 672 شخصًا بسبب أسلوب حياتهم الخاص.
وفي العام نفسه، حكم على متهمين أمنيين أو سجناء رأي بالسجن لمدة 31809 أشهر، و1981 شهرا مع وقف التنفيذ في 843 قضية.
وأعلنت "هرانا" عما لا يقل عن 37 حالة اغتصاب وتحرش جنسي، و98 حالة قتل لنساء، و40 حالة قتل دفاعًا عن الشرف، وحالتين من حرق النفس، و36 حالة انتحار، و8 حالات اعتداءات بالأحماض.
بالإضافة إلى هذه الحالات، في هذا العام الإيراني نُظم ما لا يقل عن 2257 تجمعًا احتجاجيًا في إيران، وتم فصل 7066 عاملاً أو أصبحوا عاطلين عن العمل.
كما لقي 1527 شخصا حتفهم في حوادث العمل هذا العام، وأصيب 4215 آخرون أثناء العمل.
وكتبت "إيران إنترناشيونال" مؤخرًا، استناداً إلى تقارير إحصائية، أنه في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، تم تسجيل 1625 حالة وفاة في العمل بإيران.