السفارة الإيرانية في لندن تنفي تورط طهران بحادثة الهجوم على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"



انتقد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مرة أخرى تضييق نطاق وصول المفتشين إلى الأنشطة النووية الإيرانية، وقال في الوقت نفسه إن الاتفاق النووي تم التخلي عنه عملياً وقدرات إيران النووية لم تعد كما كانت عليه قبل عشر سنوات.
وصرح رافائيل غروسي لشبكة PBS يوم الجمعة، 29 مارس، أنه على الرغم من أن التقرير الأخير للوكالة أشار إلى خفض مخزون اليورانيوم عالي التركيز، إلا أن "الاتجاه العام هو زيادة المواد النووية ذات التخصيب العالي جدًا جدًا".
وفي الشهر الماضي، ذكرت "رويترز" أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت أعضاءها بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة مستمر، لكنه تباطأ في الأشهر الأخيرة.
وخلال مقابلته الجديدة مع شبكة PBS، انتقد رافائيل غروسي مرة أخرى الوصول المحدود لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الأنشطة النووية الإيرانية، مشددًا على أن "إيران قضية معقدة للغاية".
وقال: "لدينا عمليات تفتيش في إيران، ولكن ليس بالمستويات والعمق الذي تتطلبه طبيعة المشكلة".
وأوضح المدير العام لهيئة الطاقة الذرية أن الاتفاق النووي تم التخلي عنه فعليا وهو مجرد قشرة فارغة، قائلا: "اتفاق 2015 كان مبنيا على عدد معين وأنواع محددة من التقنيات والقدرات والإمكانات، لكن ذلك كان قبل عشر سنوات... إيران لديها الآن أجهزة طرد مركزي أسرع وأكثر كفاءة ونشاطا".
وأضاف أن الأطراف تشير في خطاباتها للعودة إلى الاتفاق النووي، "لكن الواقع هو أن إيران 2024، ليست إيران 2015".
يذكر أنه تم التوقيع على خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة باسم الاتفاق النووي في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الست.
وبعد أقل من ثلاث سنوات، في مايو 2018، أعلن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، انسحاب أميركا من هذا الاتفاق، ومنذ ذلك الحين تخلت إيران عن التزاماتها بموجب الاتفاق في عدة خطوات.
وقد أدى الإجراء الذي اتخذته إيران العام الماضي بعدم تجديد تراخيص عدد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين وصفهم غروسي بـ "المفتشين الأكثر خبرة"، إلى تأجيج الخلافات بين طهران والدول الغربية.
وفي إشارة إلى أن الوكالة لا تريد تكرار "تجربة العراق"، قال رافائيل غروسي لشبكة PBS: "إذا استمرت إيران في عدم الخضوع للتفتيش، فإننا نقترب من نقطة سنرفض فيها تقديم ضمانات موثوقة بأننا متأكدون تماما من أن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية تماما".
وأضاف غروسي: "لقد تعلمنا من تجربة العراق المأساوية ولا نريد العودة إليها مرة أخرى. ولا أعتقد أنه سيفيد أحدا. ولذلك، فإن إغلاق عمليات التفتيش وطرد المفتشين ليست فكرة جيدة على الإطلاق".
وكان الحد من عمليات التفتيش والعثور على آثار لليورانيوم المخصب في أماكن غير معلنة من بين الخلافات بين الوكالة وإيران.
وقد أعلن رافائيل غروسي، في مارس الحالي، قراره بالسفر إلى طهران مرة أخرى ومتابعة المفاوضات السابقة.
لكن بعد ذلك مباشرة، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن هذه الرحلة ستتم في مايو(أيار)، في إشارة إلى "تراكم البرنامج في مارس(آذار)".

بعد جدل بناء المساجد في الحدائق العامة بطهران، والخوف من استخدامها كمراكز لقمع الاحتجاجات، كتب موقع "ديدبان إيران": "قائد الحرس الثوري في طهران، حسن زاده، استخدم لأول مرة قبل سنوات عبارة "الحي الإسلامي"، ويبدو أن بناء المساجد في الحدائق، هو مشروع الحرس الثوري في طهران.

أعلنت شرطة المرور الإيرانية عن ارتفاع عدد قتلى أحداث السير في إيران خلال 10 أيام من بدء عطلة النوروز(بداية العام الإيراني) إلى 664 شخصا.

لاقت عملية"الطعن بالسكاكين"التي شنها أشخاص مجهولون ضد مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، إدانة واسعة من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام والناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وقد انعكس ذلك في وسائل الإعلام البريطانية والعالمية.
ففي يوم الجمعة 29 مارس(آذار)، تعرض بوريا زراعتي لطعن بالسكاكين من قبل مجهولين أثناء خروجه من منزله في لندن وأصيب في ساقه. وهو حاليا في المستشفى وحالته مستقرة.
وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة، دومينيك ميرفي، إن "قوات هذه الوحدة في حالة تأهب لأي دافع محتمل وراء الهجوم".
ولم يتم حتى الآن اعتقال أي شخص على صلة بهذا الهجوم، كما لا توجد تفاصيل حول الدافع المحتمل للمهاجمين.
جدير بالذكر أن قادة النظام الإيراني هددوا ، مرارا وتكرارا، موظفي "إيران إنترناشيونال" وغيرهم من الصحفيين الإيرانيين في الخارج واتخذوا إجراءات ضدهم.
وعقب نشر خبر الهجوم على بوريا زراعتي، أدان المعارض الإيراني حامد إسماعيليون هذا العمل ووصفه بالهمجي، وكتب: إن الأخبار الرهيبة عن عملية "الطعن بالسكاكين" ضد "زراعتي" في لندن أثارت غضب الجميع. أتمنى صحة جيدة للسيد "زراعتي" وآمل أن تجد شرطة لندن مرتكبي هذا العمل الإجرامي.
وأضاف: "إن الصحافة والإعلام الحر من ركائز الديمقراطية، ومن المحزن للغاية أن تحدث مثل هذه الأعمال الهمجية في العالم الحر".
كما كتبت الصحفية والناشطة السياسية المعارضة للنظام الإيراني، مسيح علي نجاد، في نفس السياق: أشعر بحزن شديد بسبب "الهجوم الجبان" على صديقي. وأضافت: إنه صحفي شجاع كرس حياته لفضح الجرائم والأعمال الإرهابية التي يرتكبها النظام في إيران.
وقالت: "في هذه الأوقات الصعبة، حيث تأخذ الحكومات تهديدات النظام الإيراني على محمل الجد، وتجرم القمع العابر للحدود، أحث بقوة شرطة لندن على إجراء تحقيق شامل في هذا الهجوم المروع".
وشددت علي نجاد على أن التهديد المستمر للصحفيين من قبل النظام الإيراني ينذر "بالخطر"، وكتبت: "علينا أن نتحد في إدانة مثل هذه الأعمال العدوانية الحمقاء".
وأعربت الممثلة المعارضة للنظام الإيراني، نازانين بنيادي، عن أملها في أن تأخذ الشرطة البريطانية، على محمل الجد، تهديدات النظام الإيراني بقتل الصحفيين الإيرانيين في المنفى.
وبحسب صحيفة "ديلي تلغراف"، فقد تم إبلاغ منظمة الاستخبارات للأمن القومي في بريطانيا (MI5) بهذا الهجوم على زراعتي. كما تناولت العديد من وسائل الإعلام البريطانية الأخرى، بما في ذلك "بي بي سي" و"الإندبندنت"، هذا الخبر وتاريخ التهديدات التي وجهها النظام الإيراني ضد الصحفيين الإيرانيين في الخارج، وخاصة موظفي "إيران إنترناشيونال".
وقالت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، أليشا كيرنز، ردا على الهجوم ضد زراعتي: "رغم أننا لا نعرف ملابسات هذا الهجوم، إلا أن إيران تواصل ملاحقة من لديهم الشجاعة للتحدث ضدها. لكنني لست مقتنعة بأننا وحلفاءنا لدينا استراتيجيات واضحة لحماية الناس في بلادنا منهم (النظام الإيراني) ولحماية مصالحنا في الخارج".
وقد عزت ممثلة ألمانيا في البرلمان الأوروبي، هانا نيومان، عملية "الطعن بالسكاكين" ضد الصحفي بقناة "إيران إنترناشيونال" بوريا زراعتي، إلى "النظام الإيراني المجرم" وتمنت للصحفي الشفاء العاجل. كما شددت على ضرورة حماية كل من يعيش في الغرب، "حيث يتعرضون للتهديدات والعنف العابر للحدود". حسب وصفها.
وقال عضو البرلمان السويدي من أصل إيراني، علي رضا أخوندي: "نريد من بريطانيا أن تحمي الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني".
وقد وصف الاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا العظمى وأيرلندا، في بيان له، هذا الهجوم بأنه "صادم".
وقال الأمين العام للاتحاد، ميشيل ستينستريت: الاستهداف المنهجي للصحفيين – لمجرد قيامهم بعملهم – يجب أن يتوقف. وأضاف: على المجتمع الدولي أن يزيد الضغط على إيران، وعلى الأمم المتحدة أن تحاسب طهران على أفعالها.
وأكد أن عملية الطعن "الهمجية" هذه تثير حتماً قلق العديد من الصحفيين الذين تم استهدافهم في "إيران إنترناشيونال" و"بي بي سي" الفارسية، من أنهم ليسوا آمنين في المنزل أو عندما يذهبون إلى العمل.
وأضاف هذا الاتحاد أن طعن على "زراعتي" جاء بعد الكشف الشهر الماضي عن محاكمة صحفيين يعيشون ويعملون في بريطانيا غيابيا من قبل المحكمة الثورية في طهران بتهمة "الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية".

أعلنت شرطة العاصمة البريطانية أن ضباطًا متخصصين في مكافحة الإرهاب يقودون التحقيق في الهجوم بالسكاكين ضد المذيع في قناة "إيران إنترناشيونال" بوريا زراعتي. وأكد رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية على يقظة هذه الوحدة حول دوافع الهجوم.