برلماني إيراني:إذا لم نرد على الهجوم الإسرائيلي فستحدث أمور أكثر خطورة



أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن في تقرير لها عن الهجوم على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، أن ثلاثة من المشتبه بهم في الهجوم توجهوا مباشرة إلى مطار "هيثرو" بعد ساعات قليلة من الحادث، وغادروا المملكة المتحدة.
ووفقا لهذا التقرير، الذي نشر على الموقع الإلكتروني لشرطة العاصمة يوم الثلاثاء 2 أبريل ( نيسان)، فر ثلاثة من المشتبه بهم في الهجوم بسيارة من نوع "مازدا 3" زرقاء اللون من المكان بعد الهجوم على زراعتي في حي "ويمبلدون" بلندن، وتركوا سيارتهم التي عثر عليها في منطقة "نيو مالدن".
وتعرض زراعتي، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، أثناء مغادرته منزله في لندن، لهجوم من قبل عدة أشخاص مجهولين وأصيب في ساقه، وخرج من المستشفى بعد يومين من الحادثة.
وأشارت شرطة لندن في التقرير الذي نشرته إلى أنها تواصل التحقيق للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة، دومينيك ميرفي: "نعمل الآن مع شركاء دوليين للحصول على مزيد من التفاصيل".
وأكد هذا المسؤول في الشرطة أن "التحقيق في هذا المجال لا يزال في مراحله الأولية، وأن الدافع وراء الهجوم لا يزال مجهولا". ووفقا له: "يتم التحقيق في كل الاحتمالات الممكنة، وستتحقق الشرطة من جميع السيناريوهات".
وكانت شرطة العاصمة البريطانية قد أعلنت، يوم الاثنين الماضي، أنه وبالنظر لأن زراعتي يعد صحافيا يعمل في قناة تأخذ من بريطانيا مقرا لها، وتم توجيه تهديدات ضد هذه المجموعة من الصحافيين من قبل، فإن قيادة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة تحقق في هذا الحادث.
وقال رئيس وحدة قيادة مكافحة الإرهاب: "نواصل التحقيق وتقييم ملابسات هذا الحادث وتحقيقاتنا تتقدم".
وأضاف أن ضباط الشرطة ما زالوا يجمعون الأدلة المتعلقة بهذا الهجوم، موضحا أن أي شخص لديه معلومات حول الحادث، ويريد التحدث مع ضباط الشرطة عنه يجب عليه الاتصال برقم هاتف الشرطة 0800789321.
وهدد قادة النظام الإيراني مرات عدة موظفي قناة "إيران إنترناشيونال" وغيرهم من الصحافيين الإيرانيين في الخارج، واتخذوا إجراءات ضدهم.
وعقب نشر خبر الهجوم على زراعتي، أدان عدد من متابعي "إيران إنترناشيونال" في رسائلهم للقناة الهجوم، وتمنوا الشفاء للمذيع والعودة العاجلة إلى عمله.

تعليقا على الهجوم ضد القنصلية الإيرانية في دمشق، كتب نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي مطهري، على منصة "X " أن: "استشهاد الضباط الذين قضوا في الهجوم هو أمنية لهم لكنها خسارة للشعب الإيراني". وتساءل عن سبب تجمع هؤلاء الأشخاص معًا في مرمى صواريخ إسرائيل.

وكالة "فارس" الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، أعلنت عن اعتقال شخص قام برفع علم إسرائيل في ميدان "الحرية" وطريق " الإمام علي" الرئيسي في طهران. وقالت الوكالة إن هذا الشخص قام بهذا الفعل بدافع "العناد ضد النظام".

سلط الهجوم الجوي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أعلنت مصادر "إيران إنترناشيونال" أن إسرائيل نفذته، الضوء على احتمال قيام طهران بهجوم مضاد على المواقع الإسرائيلية. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يضع الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة.
وكشفت مصادر "إيران إنترناشيونال"، بعد ظهر الثلاثاء 2 أبريل (نيسان)، أن الهجوم الإسرائيلي على قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا جاء ردا على الهجمات المتزايدة والمتكررة لمليشيات إيران ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق طائرة مسيرة على قاعدة إيلات البحرية.
وبحسب هذه المصادر، فإن إسرائيل كانت مسؤولة عن الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يوم أمس الاثنين 1 أبريل (نيسان)، والذي أدى لمقتل القيادي الكبير في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، ومسؤولين عسكريين آخرين كانوا يرافقونه.
وناقشت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير لها هذا الهجوم وعواقبه، وكتبت أن التصرف الإسرائيلي يثير فرضية بأن تل أبيب قد تتخذ أي إجراء في صراعها المتنامي مع طهران.
وفي الأشهر الأخيرة، اغتالت إسرائيل عددًا من قادة الحرس الثوري الإيراني في دمشق، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مبنى دبلوماسي لإيران.
وكتبت "التايمز" البريطانية أن إيران الآن مضطرة للرد، واتخاذ موقف ضد إسرائيل بعد هذا الهجوم.
ويبدو أن هذه هي اللحظة التي يخشاها الجميع منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ سلسلة من الصراعات بين إسرائيل والميليشيات المتحالفة مع طهران والتي ستؤدي إلى حرب إقليمية.
ومع ذلك، إذا دخلت إيران في مواجهة مباشرة مع إسرائيل فسوف تخسر الكثير، لذلك، يمكن القول إن طهران ستتخذ الخيار الأكثر حذراً في المستقبل.
وجاء الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بعد ساعات من إعلان مجموعة ميليشيا عراقية، تدعمها إيران، مسؤوليتها عن هجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية في مدينة إيلات الساحلية بطائرة مسيرة.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية ضد حزب الله في لبنان، مما يدل على التشدد المتزايد لتل أبيب ضد الهجمات عبر الحدود التي تشنها هذه الجماعات المسلحة، والتي أدت إلى إخلاء أجزاء في الشمال الإسرائيلي.
ومن غير المرجح أن تكون إسرائيل قد نفذت هذا الهجوم دون تخطيط أو تنسيق مسبق.
ففي هذا الهجوم، لم تتضرر المباني المحيطة بمبنى قنصلية إيران، بما في ذلك المبنى المهجور للسفارة الكندية. وتشير هذه المعطيات إلى التخطيط المسبق والحصول على المعلومات بشكل دقيق قبل تنفيذ الهجوم.
ووصفت صحيفة "التايمز" البريطانية هذا الهجوم بأنه "مصدر عار" لطهران، وكتبت أنه بلا شك، ستقوم إيران بمراجعة حساباتها وافتراضاتها فيما يتعلق باستخدام القوة ضد إسرائيل.
ووفقاً لهذا التقرير، يجب على طهران الآن أن تثبت قوتها الرادعة؛ مثلما حدث بعد مقتل قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة عام 2020، حيث قصفت قاعدة أميركية في العراق.
وقبل الهجوم على القاعدة الجوية الأميركية في العراق عام 2020، حذرت طهران الولايات المتحدة من هجوم وشيك على قاعدة "عين الأسد" لتجنب عواقب وقوع خسائر فادحة.
ومن ناحية أخرى، قد تتوصل إيران إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل نفذت هذا الهجوم لكبح جماح المليشيات التابعة لطهران، وخاصة حزب الله.
وفي هذه الحالة، ربما يكون أفضل خيار لطهران هو الاستمرار على نفس المسار أي تحريك المليشيات في إطلاق الصواريخ واستهداف مواقع إسرائيلية.

أفادت عالمة الاجتماع والباحثة في القضايا الاجتماعية في إيران، فاطمة موسوي ويايه، في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين"، أن هجرة الشباب المهرة زادت بنسبة 140% العام الماضي، وأن أكثر من نصف هؤلاء الأشخاص كانوا من النساء.
وأضافت موسوي أن الكثير يلجأ إلى "استراتيجية الخروج" بسبب إحباطهم من "تغيير وإصلاح الحكومة"، مشيرة إلى أن "أولئك الذين يهاجرون يشعرون بخيبة أمل من تغير أوضاع المجتمع، ولهذا يغادرون البلاد".
وفي وقت سابق، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، حذر سعيد معيدفر، رئيس جمعية علم الاجتماع، من أن إيران على عتبة "موجة قوية للغاية من الهجرة".
وقال إن "اليأس الرهيب" يسيطر على المجتمع، وخاصة الشباب والنخبة.
وفي 12 مارس (آذار)، كتبت صحيفة "دنياي اقتصاد"، نقلاً عن نتائج إحدى الدراسات، أن معدل عودة الإيرانيين إلى بلدهم الأصلي، بعد خمس سنوات من الهجرة، يبلغ 16% فقط، وهي نسبة منخفضة بشكل ملحوظ.
وأشارت هذه الصحيفة إلى النمو الاقتصادي والأمل في تحسين الأوضاع في المستقبل كعوامل فعالة في عودة المهاجرين، وأضافت أن العقوبات وتعتيم الآفاق الاقتصادية في إيران أدى إلى زيادة معدل الهجرة وانخفاض رغبة المهاجرين في العودة إلى البلاد.
وتحدثت موسوي عن تزايد أعداد حالات الانتحار والإدمان، واعتبرت هذه الظواهر كأمثلة على رغبة المجتمع في "استراتيجية الخروج".
وأكدت أن "استراتيجية الخروج لا تشير فقط إلى الهجرة، فالانتحار هو أيضًا شكل من أشكال الخروج. وبالطبع فإن الشخص الذي ينتحر لا يعتبر فعلته احتجاجًا سياسيًا.
إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة ولا يستطيع تحمل الاستمرار في العيش."
وبحسب قول موسوي، فإن الإدمان هو أيضاً شكل من أشكال "الهروب من الواقع على حساب تدمير الجسد" و"نتيجة للعلاقات الاقتصادية والسياسية غير العادلة".
وقد أثارت قضية انتحار طبيبة القلب برستو بخشي ردود فعل عديدة في الأيام الماضية.
وبرستو، التي كانت تبلغ من العمر 35 عامًا فقط وقت وفاتها، أنهت حياتها بتناول الدواء في أوائل العام الإيراني الجديد (بدأ في 20 مارس/آذار الماضي)
وفي 31 مارس (آذار)، انتقد هادي يزداني، الناشط الإعلامي، بعض ردود الفعل على انتحار بخشي، وأكد أنه من الخطأ اختزال هذه الحادثة إلى مستوى القضايا الشخصية والعاطفية.
ووصف يزداني الأحداث التي أدت إلى انتحار هذه الطبيبة بأنها مثال على "القمع والإذلال الممنهج" للطاقم الطبي في وزارة الصحة.
وفي شهر يناير (كانون الثاني)، كتب موقع "تجارت نيوز" أنه تم الإبلاغ عن ثلاث حالات انتحار بين مساعدي الأطباء والأطباء خلال أسبوع واحد فقط.
في ذلك الوقت، اعتبر بابك شكارجي، نائب رئيس منظمة النظام الطبي الإيراني، أن أكبر مشكلة لمساعدي الأطباء والأطباء هي "عدم وجود أمل في المستقبل".
وفي جزء آخر من كلمتها أشارت فاطمة موسوي إلى عدم تلبية مطالب المرأة الإيرانية، وزيادة الخلافات حول الحجاب الإجباري عام 2023.
وقالت عالمة الاجتماع: "لا يزال الحكم السياسي يفرض غرامات على النساء غير المحجبات أو يوقف السيارات ويغلق المحال التجارية خارج نطاق الإجراءات القانونية؛ معركة مدمرة تستهلك الموارد المحدودة للنظام في قوات الشرطة، وتؤجج السخط الاجتماعي، وتسببت في انضمام جزء من الطبقات الدينية والمحجبات إلى معارضي الحجاب الإجباري".
وتوقعت موسوي "اشتداد الجمود السياسي والمشكلات الاقتصادية وموجات الهجرة والإدمان والانتحار والسرقة والأزمات البيئية" خلال العام الإيراني الجديد.