مقتل ثلاثة جنود إيرانيين إثر هجوم على مقرين عسكريين في بلوشستان



قالت وكالة "رويترز"، في تقرير لها، إن إيران تواجه معضلة كبيرة بعد أن هاجمت إسرائيل قنصليتها في دمشق، وقد نشأت هذه الأزمة من صعوبة اتخاذ القرار للرد على هذا الهجوم.
ويرى مراقبون أن تصعيد الصراع في المنطقة ليس على جدول أعمال إيران حاليا، وهو ما يجعلها أمام تحد واضح يتمثل في طبيعة الرد الذي يحفظ ماء وجهها، وفي الوقت نفسه لا يورطها في حرب مباشرة مع إسرائيل.
وخلال الهجوم الذي وقع يوم الاثنين 1 نيسان (أبريل)، على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، قُتل سبعة قادة وضباط في الحرس الثوري، من بينهم محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري، في سوريا ولبنان.
ويحمّل المسؤولون الإيرانيون إسرائيل مسؤولية هذا الهجوم، ويتوعدون بالرد والانتقام من تل أبيب التي لم تتبن حتى الآن مسؤولية الهجوم.
وذكرت "رويترز" في تقرير لها أن لدى طهران خيارات للرد على إسرائيل، منها: أن تأمر الجماعات المسلحة التابعة لها بمهاجمة المواقع الأميركية في المنطقة أو استهداف إسرائيل بشكل مباشر.
كما تستطيع طهران زيادة وتيرة برنامجها النووي، وهي خطوة سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة منع وإجبار إيران على التراجع عنها.
وقال بعض المسؤولين الأميركيين لـ"رويترز" إن واشنطن تراقب الوضع في المنطقة عن كثب بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير، لمعرفة ما إذا كانت الجماعات الوكيلة لإيران ستهاجم القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا كما فعلت في الماضي.
وطلب هؤلاء المسؤولون عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الأمر.
وتوقفت هجمات الميليشيات المدعومة من إيران في فبراير (شباط) من هذا العام، وذلك بعد أن نفذت الولايات المتحدة ضربات انتقامية ضد مواقع هذه الجماعات إثر مقتل 3 جنود أميركيين على الحدود الأردنية السورية.
ووفقا لمسؤولين أميركيين، لا توجد حتى الآن معلومات حول النية المحتملة للوكلاء إيران لمهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة، ردا على القصف الإسرائيلي الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق.
وحذرت واشنطن، الثلاثاء 2 أبريل (نيسان)، طهران من مهاجمة القوات الأميركية في المنطقة.
وقال نائب الممثل الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود: "لن نتردد في الدفاع عن قواتنا، ونجدد تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها من السعي إلى استغلال الوضع الراهن للقيام بهجمات ضد القوات الأميركية".
وأوضح مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"رويترز" أن إيران تواجه معضلة لأنها، من ناحية، تخطط للانتقام من أجل خلق الردع ومنع العمليات الإسرائيلية المستقبلية، ومن الجانب الآخر تريد تجنب حرب شاملة مع إسرائيل.
وأضاف المصدر أن السلطات الإيرانية تحاول التخفيف من رد فعلها على الهجوم الإسرائيلي، بما يظهر أنها قامت بالرد المنتظر لكن دون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد.
ووفقا للمصدر ذاته فإن الأراضي الإسرائيلية والسفارات الإسرائيلية والمنشآت اليهودية في أجزاء مختلفة من العالم يمكن أن تكون أهدافًا محتملة للنظام الإيراني.
وأكد أنه إذا لم ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي في هذه الحالة، فسيكون ذلك إشارة إلى أن النظام الإيراني ليس سوى "نمر من ورق" في مجال الردع.
وقال مسؤول أميركي أيضًا إنه نظرًا لأهمية الهجوم الإسرائيلي الأخير، قد تضطر إيران إلى استهداف المصالح الإسرائيلية وليس الجنود أو القواعد الأميركية انتقاما لاستهداف قنصليتها.
ويرى خبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية إليوت أبرامز، أن طهران لا تسعى إلى حرب واسعة النطاق مع إسرائيل، لكن هناك احتمال أن تهاجم أهدافا إسرائيلية.
وأضاف أبرامز: "أعتقد أن إيران لا تريد حرباً كبيرة بين حزب الله وإسرائيل في الوقت الحالي. ولذلك، فإن رد إيران على الهجوم الإسرائيلي لن يظهر في شكل عمل واسع النطاق من قبل حزب الله".
وبحسب هذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فإن طهران قد تلجأ إلى خيارات أخرى مثل تفجير السفارات الإسرائيلية.
وكتبت "رويترز" في تقريرها أن الرد المحتمل الآخر لإيران قد يكون تطوير برنامجها النووي، لكن هناك خطوتين فعالتين في هذا الخيار؛ زيادة نقاء اليورانيوم المخصب إلى 90٪ وإحياء الجهود لإنتاج قنبلة ذرية، ويمكن أن يأتي ذلك بنتائج عكسية ويؤدي إلى هجوم من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف أنه لا يعتقد أن إيران مستعدة لقبول مثل هذه المخاطرة في المرحلة الحالية.
وتوقع جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن طهران لن يكون لديها رد فعل كبير على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وبحسب ألترمان، تسعى إيران أن تثبت لحلفائها في الشرق الأوسط أنها ليست ضعيفة أكثر من رغبتها في الانتقام من إسرائيل.

أعربت منظمة "المادة 19 لحقوق الإنسان" عن قلقها البالغ بشأن سلامة الصحافيين بعد الهجوم المسلح على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، وأشارت إلى تهديدات النظام الإيراني ضد الإعلاميين والمعارضين في العالم، مؤكدة أن القمع العابر للحدود أصبح "سلاحا" بيد طهران تستخدمه ضد الصحافيين.
وقالت سلوى غزواني، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "المادة 19"، إن السلطات الإيرانية أظهرت مرارا أنها تستخدم كل أداة في القمع، من القتل الوحشي وغير القانوني للمتظاهرين، مرورا بالاعتقال التعسفي للصحافيين والناشطين السياسيين، وانتهاء بالتهديدات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في الداخل والخارج.
وأضافت غزواني أن النظام الإيراني يتخذ مثل هذه الإجراءات للحفاظ على سلطته، وإخفاء الجرائم التي يرتكبها عن أعين العالم.
وتعرض المذيع بقناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، أثناء مغادرته منزله في لندن، لهجوم من قبل عدة أشخاص مجهولين وأصيب في ساقه، وخرج من المستشفى بعد يومين من الحادثة.
في غضون ذلك قال المتحدث باسم قناة "إيران إنترناشيونال"، آدام بيلي، لإذاعة "بي بي سي" البريطانية، إنه على الرغم من التهديدات، فإن صحافيي "إيران إنترناشيونال" مصممون على مواصلة عملهم والاستمرار في نشاطهم الإعلامي. وأضاف: "بالنسبة لنا، لن يتغير شيء".
وبالإشارة إلى التهديدات السابقة ضد "إيران إنترناشيونال" في لندن، كتبت منظمة "المادة 19" أن هذه التهديدات هي جزء من "نمط أوسع من الترهيب والعنف" تستخدمه إيران ضد المعارضين والصحافيين في جميع أنحاء العالم.
وأضافت منظمة حقوق الإنسان أن طهران تصنف قناة "إيران إنترناشيونال" كـ"منظمة إرهابية"، وهددت موظفي القناة علنًا.
يشار إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" اضطرت يوم 18 فبراير (شباط) من العام الماضي إلى نقل بثها التلفزيوني مؤقتا من مكتبها في لندن إلى واشنطن بشكل كامل بعد تهديدات إرهابية.
وجاء قرار إغلاق مكتب لندن بعد أن قالت الشرطة البريطانية، في بيان لها، إن "مواطنا نمساويا يدعى محمد حسين دوتايف، اعتقلته شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بتهمة محاولة ارتكاب جرائم إرهابية ضد مقر قناة إيران إنترناشيونال".
وكنموذج على هذه الإجراءات والأعمال التي تقوم بها طهران ضد قناة "إيران إنترناشيونال" ذكرت قناة "آي تي في" البريطانية، في تقرير سابق، أن جواسيس الحرس الثوري الإيراني عرضوا على أحد المتاجرين بالبشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة لهذه القناة، سيما ثابت، مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف المؤامرة، حيث كان جاسوسا مزدوجا.
وطلبت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "المادة 19"، في إشارة إلى سلسلة أعمال إيران ضد الصحافيين، من الحكومة البريطانية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الإعلاميين المقيمين في بريطانيا من تهديدات نظام طهران.
وأضافت غزواني أنه بالإضافة إلى الجناة في بريطانيا، يجب أن يشمل التحقيق الجنائي المسؤولين الإيرانيين الذين يشتبه في أنهم "أمروا بارتكاب الجرائم وقاموا بالتخطيط لها والتحريض عليها".
وبعد الهجوم على مذيع القناة الجمعة الماضي أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن في تقرير لها عن الهجوم، أن ثلاثة من المشتبه بهم في الهجوم توجهوا مباشرة إلى مطار "هيثرو" بعد ساعات قليلة من الحادث، وغادروا المملكة المتحدة.
وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة، دومينيك ميرفي: "نعمل الآن مع شركاء دوليين للحصول على مزيد من التفاصيل".

وصفت مديرة مكتب منظمة "مراسلون بلا حدود" في بريطانيا، فيونا أوبراين، الهجوم على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، بأنه "صادم للغاية". وقالت إن الصحفيين الإيرانيين يعيشون في ظل الهجمات المحتملة، ودعت الحكومة البريطانية إلى العمل على حفظ سلامة هؤلاء الصحفيين.

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن روسيا تتلقى كميات كبيرة من الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران، وأن الدول الأعضاء في الناتو ستناقش كيفية التعامل مع هذا الدعم العسكري من طهران وبيونغ يانغ لموسكو.
وأعلن ستولتنبرغ، الأربعاء 3 أبريل (نيسان)، في بداية اجتماع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل، أن المنظمة تبحث عن اتفاق لتقديم دعم أقوى لأوكرانيا لتتأكد من أن روسيا لن تستطيع الفوز في الحرب الحالية.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت روسيا من استخدام الطائرات دون طيار الإيرانية ضد كييف.
وتعد إيران أحد حلفاء روسيا الرئيسيين، ومتهمة بإرسال مسيرات "شاهد" من نوع "131" و"136" إلى روسيا لاستخدامها خلال العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وذكرت قناة "سكاي نيوز" التلفزيونية في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن إيران صممت طائرة دون طيار هجومية جديدة تسمى "شاهد 107"، والتي من المفترض أن تستخدم في حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حتى الآن عقوبات على إيران عدة مرات بسبب الدعم العسكري المقدم لروسيا في غزو أوكرانيا.
وينفى مسؤولون في طهران، بمن فيهم المرشد علي خامنئي، إرسال طائرات دون طيار إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وفي وقت سابق من هذا العام نقلت قناة "سكاي نيوز" عن مصدر أمني مطلع أن إيران صممت طائرة مسيرة هجومية جديدة، من المفترض أن تستخدمها روسيا خلال حربها ضد أوكرانيا.
وذكرت القناة أن هذه الطائرة المسيرة، والمعروفة باسم "شاهد 107"، من النوع المتفجر، ويمكن استخدامها أيضا في عمليات الاستطلاع.
وأضافت "سكاي نيوز"، في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه تم تجهيز هذه الطائرة المسيرة بالتكنولوجيا اللازمة للعثور على أهداف قتالية عالية القيمة، ولهذا السبب، يمكن مقارنتها بأنظمة الصواريخ الأميركية والبريطانية متعددة الانطلاق التي تم إرسالها إلى أوكرانيا.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن بلاده تزيد من استعداداتها وتوسع عملياتها ضد حزب الله اللبناني والمنظمات الأخرى التي تهدد إسرائيل. وأضاف: "نحن مستعدون لأي سيناريو وتهديد"، وذلك في أعقاب تهديدات النظام الإيراني بالانتقام من هجوم دمشق.