المرشح الأصولي، سعيد جليلي: لدي خطة تجعل أميركا تندم على فرض العقوبات ضد إيران



قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، حسين علي زاده، لقناة "إيران إنترناشيونال" إن "رئيس الجمهورية في كل العالم يصبح مسموع الكلمة عندما يصل إلى الرئاسة، ويطيعه ملايين المواطنين، لكن في إيران الأمر ليس كذلك، لأن الرئيس هو مجرد خادم لدى المرشد".
وأضاف علي زاده: "السؤال المطروح هو: هل يستطيع بزشكيان عندما يصبح رئيسا أن يمضي كلمته على فيلق القدس التابع للحرس الثوري؟ هل يستطيع الرئيس أن يمرر ما يريده على المرشد؟".
وأكد أن "الانتخابات في إيران هي انتخابات لاختيار خادم للمرشد"، متسائلا: "ما الذي تتوقعونه من مجرد خادم؟".

أشار المحلل السياسي الإيراني، مراد ويسي، إلى الفروق بين المرشحين للرئاسة الإيرانية بزشكيان وجليلي، وقال إن جليلي بتفكيره "يقف وهو حامل للسكين، ويقول بكل صراحة إننا لا نبالي بأصوات الشعب".
وأضاف: جليلي ممثل لجبهة "الصمود" ولأفكار مرجع التقليد المتشدد مصباح يزدي، الذي كان يعلن جهرا بأن الشعب لا يحق له اختيار الرؤساء.
وقارن ويسي بين بزشكيان وجليلي قائلا إن مرشح الإصلاحيين "يريد أن يذبح باستخدام القطن"، موضحا أن بزشكيان وظريف يعطيان هذه الأيام وعودا لا يستطيعان الوفاء بها.

وصف الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي مقاطعة 60 في المائة من الإيرانيين للانتخابات الرئاسية بـ"غير المسبوقة" في تاريخ الجمهورية الإسلامية، وأنها دليل على "الاستياء العام" تجاه النظام الحاكم.
وذكر زعيم التيار الإصلاحي في إيران أن هذه المقاطعة "غير المسبوقة" تكشف "قطيعة الأكثرية مع النظام"، داعيا المقاطعين إلى المشاركة في الجولة الثانية المقررة الجمعة المقبلة، لكي "يمنعوا وصول شخص بتصويت الأقلية".
وأعلنت إيران أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بلغت نحو 40%، لكن العديد من الخبراء تساورهم شكوك جدية حول حقيقة هذه الإحصائية، ويعتقدون أن النسبة الحقيقة للمشاركة أقل من المعلن عنه من قبل النظام.
كما أشار الرئيس الأسبق إلى حجم الاستياء الشعبي من النظام الحاكم، وقال: "هذا الاستياء ليس محصورا على من لم يشاركوا في الانتخابات، وإنما يشمل الكثير ممن شاركوا في الانتخابات، وأنهم قرروا التصويت على الرغم من استيائهم بأمل التغيير".
وقبل أن يعلن مجلس صيانة الدستور نتائج الموافقة على المرشحين المؤهلين، أكد خاتمي أنه إذا تمت الموافقة على المرشح الإصلاحي فإن الإصلاحيين سيشاركون في الانتخابات.
وبعد تزكية مجلس صيانة الدستور للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، أعلن خاتمي، عبر بيان، أنه سيصوت له.
كما أعلن جميع الإصلاحيين تقريبا بأنهم سيصوتون لصالح بزشكيان، وهو ما يكشف أن الشرط الذي اقتطعه خاتمي على النظام قد تحقق.
وعلى النقيض من خاتمي والإصلاحيين الذين يدعمون بزشكيان، رفضت بعض شخصيات هذا التيار دعم هذا المرشح. ومن بينهم مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد زعيما الحركة الخضراء، ومصطفى تاج زاده، الذي رفض المشاركة في الانتخابات من داخل سجنه في طهران.
وأشار خاتمي في تصريحاته إلى وجود نهجين في إيران اليوم، واعتبر أحدهما تفكيرا ومنهجا "يعارض فكرة الجمهورية بشكل واضح (الأصوليين)، وإن هذا النهج يرى في العقوبات "نعمة"، وانتشار الفقر المتزايد والفساد في المجتمع وخسارة الموارد المادية والروحية والبشرية هو نتيجة هذه النعمة.
وأما النهج الثاني، حسب ما ذكر خاتمي، فهو "يخالف التفكير والمنهج السابق، ويعتبر كل المواطنين- بغض النظر عن توجههم أو جنسهم أو عرقهم أو دينهم- لهم حقوق مكفولة ولديهم الحق في تحديد مصيرهم".
واعتبر خاتمي المواطنين الذين قاطعوا الانتخابات بأنهم ضد النهج الأول، وقال: "الأغلبية الساحقة من المواطنين بمن فيهم الذين قاطعوا الانتخابات الأخيرة، رفضت النهج الأول، وقد عبر كل من الذين لم يصوتوا والذين صوتوا للتغيير عن ذلك بشكل جيد".
يذكر أنه من الأسباب والدوافع التي جعلت أغلبية الإيرانيين يقاطعون الانتخابات، ويرفضون كلا المرشحين بمن فيهم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، هو أن هذا الأخير أيضا أعلن صراحة دعمه وتبعيته لولاية الفقيه والمرشد علي خامنئي، ووصف نفسه بأنه "منبهر" بولاية الفقيه، كما أنه يعتبر من الداعمين للحجاب الإجباري.
وفي ختام حديثه دعا خاتمي أنصاره مرة أخرى للمشاركة في الانتخابات، وقال: "المنطق والشعور بالمسؤولية والإحسان تجاه الوطن والمواطنين يتطلب من الجميع أن يأتوا ويكملوا العمل غير المكتمل، وألا يتسببوا في فوز النهج، الذي لا يريدونه ويعتبرونه ضررا على الوطن والمواطنين، بالسلطة".

أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية، محسن إسلامي، أن النظام نظم عمليات اقتراع في 136 مركزا انتخابيا في الخارج، وشارك فيها 97 ألفا و967 مواطنا إيرانيا من المقيمين بالخارج، منهم 3 آلاف و66 شخصا أدلوا بأصوات باطلة.
ووفقاً للإعلان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الإيرانية عام 2021، يحق لأكثر من 3.5 ملايين إيراني في الخارج التصويت في الانتخابات. وعلى هذا الأساس، ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فقد شارك 2.8% فقط من الإيرانيين الذين يحق لهم التصويت في الخارج في الانتخابات الرئاسية الجمعة الماضية.

في تقرير ميداني يبحث أسباب عزوف الإيرانيين عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية وتسجيل أدنى نسبة مشاركة، قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن "الغضب الشعبي"، بسبب تدهور الاقتصاد إلى أدنى مستوياته، والقمع الدموي للمعارضين خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022، "ما زال مشتعلا".
وأشار هذا التقرير إلى تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2001، عندما سخر من نسبة المشاركة السياسية للشعب الأميركي، وقال في صلاة الجمعة: "من العار على شعب أن يصوت بنسبة 35 أو 40 في المائة من الناخبين".
في هذا الخطاب، قال خامنئي إن هذا المستوى من المشاركة يدل على أن "شعبهم لا يثق في حكومته، وليس لديه أمل في نظام الحكم الذي لا يهتم به".
وفي إشارة إلى نسبة المشاركة البالغة 39.9 في المائة من الشعب في الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية التي جرت الجمعة الماضية، أضافت وكالة "أسوشيتد برس": "تواجه إيران الآن ما سبق وسخر منه المرشد".
وبحسب جزء من هذا التقرير، فإن سعيد جليلي، المفاوض النووي "الأصولي" السابق، يواجه الآن "الإصلاحي" مسعود بزشكيان، جراح القلب الذي ربما يحتاج إلى عدد كبير من الأصوات للفوز بالانتخابات الرئاسية.
أنصار بزشكيان يحذرون من الأيام المظلمة إذا فاز جليلي. وفي الوقت نفسه، فإن العديد من الناس غير مقتنعين بأن أصواتهم ذات أهمية.
وفي شوارع طهران بعد التصويت في 28 يونيو (حزيران)، قال كثير لوكالة "أسوشيتد برس" إنهم لا يهتمون بالانتخابات.
ليلى سيدي (23 عاما)، وهي طالبة جامعية تدرس تصميم الجرافيك، قالت: "لم ولن أصوت، لأنه لم يعتذر أحد عن مقتل مهسا أميني والمآسي اللاحقة التي يواجهها الشباب، لا أحد من الإصلاحيين أو المتشددين اعتذر".
وقال أحمد طاهري، وهو طالب علم نفس يبلغ من العمر 27 عاما: "لم أصوت لأن الرؤساء السابقين لم يفوا بوعودهم"، وأكد "لن أصوت يوم الجمعة المقبل أيضا".
فيما أشار محمد علي رباطي، مهندس إلكترونيات يبلغ من العمر 43 عاماً وأب لطفلين، إلى أن اللامبالاة الواضحة من جانب السلطات الإيرانية تجاه الضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها الشعب جعلته يمتنع عن التصويت.
وأضاف رباطي: "بعد سنوات من المشكلات الاقتصادية، لم أعد مهتما بالسياسة".
وكتب المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على منصة "X" أن "حكومته ستقاوم الحجاب [الإجباري] الذي تفرضه الشرطة والقيود المفروضة على الإنترنت". ومع ذلك، قالت طاهرة نمازي، معلمة الرياضيات البالغة من العمر 31 عاما، إنها لن "تصوت لأن أيا من المرشحين لم يقدم التزاما واضحا بشأن هذه القضايا".
وقد قال أولئك الذين لم يصوتوا وتحدثوا إلى وكالة "أسوشيتد برس" بأن قرارهم لم يكن جزءًا من مقاطعة منظمة، بل اتخذوه بأنفسهم".
وفي وقت الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية عام 2015، كان سعر صرف العملة الإيرانية 320 ألف ريال مقابل دولار واحد، واليوم يبلغ 617 ألف ريال مقابل دولار واحد.
وقد لاحظ كثيرون أن قيمة حساباتهم المصرفية وصناديق التقاعد وغيرها من الأصول انخفضت مع الانخفاض المتزايد في قيمة العملة الإيرانية.
ويقترب هذا الرقم من الرقم القياسي المنخفض البالغ 700 ألف ريال، والذي تم الوصول إليه لفترة قصيرة بعد الهجوم المباشر غير المسبوق للنظام الإيراني على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي.
وقال مركز الأبحاث "ماكريز صوفان"، ومقره نيويورك، في تحليل للإقبال المنخفض على التصويت، إن "مستوى مشاركة الناخبين وأوراق الاقتراع البيضاء يعكس معارضة الشعب لسياسات النظام، وخاصة قمع المعارضين والنساء اللاتي يرفضن اتباع قوانين الحجاب الإجباري".
وكتبت وكالة "أسوشيتد برس" في نهاية هذا التقرير؛ وفي الأيام الأخيرة، فإن بزشكيان أشار مراراً إلى قصة "الفلاح المضحي"، وهي قصة تُحكى تقريباً لكل طفل إيراني في المدرسة، عن فلاح في عام 1961 خلع قميصه وأضرم فيه النار ليحذر القطار من الصخور التي سدت الطريق.
لكن أولئك الذين لا يشاركون في الانتخابات يعتقدون أن القطار قد تحطم من قبل.