تشكيل مقر لرفع نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية



جرت المناظرة التلفزيونية الثانية بين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، الثلاثاء 2 يوليو (تموز)، المرشحين اللذين تأهلا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران لاختيار خلفية للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
وفي الجولة الأولى من الانتخابات، حصل المرشح المدعوم من الإصلاحيين مسعود بزشكيان على أكثر من 10 ملايين و400 ألف صوت، فيما حصل المرشح الأصولي سعيد جليلي على أكثر من 9 ملايين و400 ألف صوت.
وانتقد المرشح الأصولي سعيد جليلي كلام المرشح المدعوم من الإصلاحيين مسعود بزشكيان، وقال: "لماذا يقول بزشكيان نحن في قفص؟ يمكننا أن نقوم بتدابير واسعة النطاق".
وأضاف جليلي مخاطبا بزشكيان: "يؤسفني أنكم تريدون إعطاء امتيازات لرفع الحظر المفروض". مشيرا إلى أن بزشكيان يتجنب الإجابة على الأسئلة، ولا يتحدث عن حلوله للمشكلات.
وانتقد جليلي استخدام بزشكيان لمصطلح "الإعدام" عند الحديث عن ضرورة محاسبة المسؤولين واستجوابهم.
وقال المرشح الأصولي إن الحكومة التي سيشكلها المرشح الإصلاحي، في حال فوزه بانتخابات الرئاسة في إيران، ستكون عبارة عن استمرار لحكومة الرئيس السابق حسن روحاني.
كما أشاد المرشح الأصولي بحكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وكثرة أسفاره وزيارته الداخلية والخارجية، قائلا إن روحاني في المقابل خلال 8 سنوات من حكمه لم يذهب إلى القارة الأفريقية سوى مرة واحدة.
فيما انتقد بزشكيان جليلي وقال: "تقولون إن جميع من حولك هم أشخاص سيئون. قولوا من حولكم أنتم؟ من هم الذين تسللوا على جدران السفارة السعودية؟"
ورد سعيد جليلي على بزشكيان الذي اتهم داعمي المرشح الأصولي بالهجوم على السفارة السعودية وقال: "لقد حذرتُ من الهجوم على السفارة في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي، لكنهم لم ينتبهوا".
فيما نشر مؤيدو بزشكيان صورة لمحسن منصوري، رئيس مقر انتخابات جليلي، وهو موجود ضمن مهاجمي السفارة السعودية في يناير (كانون الثاني) عام 2016.
من جانبه أشار المحلل السياسي، مراد ويسي، إلى الفروق بين المرشحين للرئاسة الإيرانية بزشكيان وجليلي، وقال إن جليلي بتفكيره "يقف وهو حامل للسكين، ويقول بكل صراحة إننا لا نبالي بأصوات الشعب".
وأضاف: جليلي ممثل لجبهة "الصمود" ولأفكار مرجع التقليد المتشدد مصباح يزدي، الذي كان يعلن جهرا بأن الشعب لا يحق له اختيار الرؤساء.
وقارن ويسي بين بزشكيان وجليلي قائلا إن مرشح الإصلاحيين "يريد أن يذبح باستخدام القطن"، موضحا أن بزشكيان وظريف يعطيان هذه الأيام وعودا لا يستطيعان الوفاء بها.
فيما قال الباحث الحقوقي والمحلل السياسي، أميد شمس، في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" إن "المرشحين في الانتخابات الإيرانية لا يمكن أن يصبحوا ممثلين لنا، لأن نتائجها محسومة سلفا"، مضيفا أن طبيعة نظام الجمهورية الإسلامية أفرغت الانتخابات من معناها.
وتابع شمس قائلا: في نظام الجمهورية الإسلامية، نحن أمام انقسام في البنية القانونية والسياسية. بمعنى آخر، نحن أمام بنية تحمل المفاهيم الدينية من جهة، والمفاهيم الديمقراطية من جهة أخرى. وهذان المفهومان يلغي كل منهما الآخر باستمرار. فمن ناحية يقول المرشد علي خامنئي إن الشعب ليس مؤهلا لكي يشارك في استفتاء؛ ومن ناحية أخرى يؤكد على ضرورة مشاركة الشعب في الانتخابات.
المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، حسين علي زاده، قال في حديثه لقناة "إيران إنترناشيونال" إن "رئيس الجمهورية في كل العالم يصبح مسموع الكلمة عندما يصل إلى الرئاسة، ويطيعه ملايين المواطنين، لكن في إيران الأمر ليس كذلك، لأن الرئيس هو مجرد خادم لدى المرشد".
وأضاف علي زاده: "السؤال المطروح هو: هل يستطيع بزشكيان عندما يصبح رئيسا أن يمضي كلمته على فيلق القدس التابع للحرس الثوري؟ هل يستطيع الرئيس أن يمرر ما يريده على المرشد؟".
وأكد أن "الانتخابات في إيران هي انتخابات لاختيار خادم للمرشد"، متسائلا: "ما الذي تتوقعونه من مجرد خادم؟".
يذكر أن الجولة الثانية من الانتخابات ستعقد يوم الجمعة المقبل، فيما قاطع أكثر من 60 بالمائة من المواطنين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات الجولة الأولي، وهي أعلى نسبة مقاطعة في تاريخ النظام منذ ثورة عام 1979.
كما أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية، محسن إسلامي، أن النظام نظم عمليات اقتراع في 136 مركزا انتخابيا في الخارج، وشارك فيها 97 ألفا و967 مواطنا إيرانيا من المقيمين بالخارج، منهم 3 آلاف و66 شخصا أدلوا بأصوات باطلة.
ووفقاً للإعلان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الإيرانية عام 2021، يحق لأكثر من 3.5 ملايين إيراني في الخارج التصويت في الانتخابات. وعلى هذا الأساس، ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فقد شارك 2.8% فقط من الإيرانيين الذين يحق لهم التصويت في الخارج في الانتخابات الرئاسية الجمعة الماضية.

قال المرشح الأصولي، سعيد جليلي في المناظرة الانتخابية الثانية مع منافسه مسعود بزشكيان حول خطته لإلغاء العقوبات ومواصلة المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة: "يجب أن نجعل أميركا تندم على العقوبات اقتصاديا ويكون مكلفا بالنسبة لها.".

قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية، حسين علي زاده، لقناة "إيران إنترناشيونال" إن "رئيس الجمهورية في كل العالم يصبح مسموع الكلمة عندما يصل إلى الرئاسة، ويطيعه ملايين المواطنين، لكن في إيران الأمر ليس كذلك، لأن الرئيس هو مجرد خادم لدى المرشد".
وأضاف علي زاده: "السؤال المطروح هو: هل يستطيع بزشكيان عندما يصبح رئيسا أن يمضي كلمته على فيلق القدس التابع للحرس الثوري؟ هل يستطيع الرئيس أن يمرر ما يريده على المرشد؟".
وأكد أن "الانتخابات في إيران هي انتخابات لاختيار خادم للمرشد"، متسائلا: "ما الذي تتوقعونه من مجرد خادم؟".

أشار المحلل السياسي الإيراني، مراد ويسي، إلى الفروق بين المرشحين للرئاسة الإيرانية بزشكيان وجليلي، وقال إن جليلي بتفكيره "يقف وهو حامل للسكين، ويقول بكل صراحة إننا لا نبالي بأصوات الشعب".
وأضاف: جليلي ممثل لجبهة "الصمود" ولأفكار مرجع التقليد المتشدد مصباح يزدي، الذي كان يعلن جهرا بأن الشعب لا يحق له اختيار الرؤساء.
وقارن ويسي بين بزشكيان وجليلي قائلا إن مرشح الإصلاحيين "يريد أن يذبح باستخدام القطن"، موضحا أن بزشكيان وظريف يعطيان هذه الأيام وعودا لا يستطيعان الوفاء بها.

وصف الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي مقاطعة 60 في المائة من الإيرانيين للانتخابات الرئاسية بـ"غير المسبوقة" في تاريخ الجمهورية الإسلامية، وأنها دليل على "الاستياء العام" تجاه النظام الحاكم.
وذكر زعيم التيار الإصلاحي في إيران أن هذه المقاطعة "غير المسبوقة" تكشف "قطيعة الأكثرية مع النظام"، داعيا المقاطعين إلى المشاركة في الجولة الثانية المقررة الجمعة المقبلة، لكي "يمنعوا وصول شخص بتصويت الأقلية".
وأعلنت إيران أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بلغت نحو 40%، لكن العديد من الخبراء تساورهم شكوك جدية حول حقيقة هذه الإحصائية، ويعتقدون أن النسبة الحقيقة للمشاركة أقل من المعلن عنه من قبل النظام.
كما أشار الرئيس الأسبق إلى حجم الاستياء الشعبي من النظام الحاكم، وقال: "هذا الاستياء ليس محصورا على من لم يشاركوا في الانتخابات، وإنما يشمل الكثير ممن شاركوا في الانتخابات، وأنهم قرروا التصويت على الرغم من استيائهم بأمل التغيير".
وقبل أن يعلن مجلس صيانة الدستور نتائج الموافقة على المرشحين المؤهلين، أكد خاتمي أنه إذا تمت الموافقة على المرشح الإصلاحي فإن الإصلاحيين سيشاركون في الانتخابات.
وبعد تزكية مجلس صيانة الدستور للمرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، أعلن خاتمي، عبر بيان، أنه سيصوت له.
كما أعلن جميع الإصلاحيين تقريبا بأنهم سيصوتون لصالح بزشكيان، وهو ما يكشف أن الشرط الذي اقتطعه خاتمي على النظام قد تحقق.
وعلى النقيض من خاتمي والإصلاحيين الذين يدعمون بزشكيان، رفضت بعض شخصيات هذا التيار دعم هذا المرشح. ومن بينهم مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد زعيما الحركة الخضراء، ومصطفى تاج زاده، الذي رفض المشاركة في الانتخابات من داخل سجنه في طهران.
وأشار خاتمي في تصريحاته إلى وجود نهجين في إيران اليوم، واعتبر أحدهما تفكيرا ومنهجا "يعارض فكرة الجمهورية بشكل واضح (الأصوليين)، وإن هذا النهج يرى في العقوبات "نعمة"، وانتشار الفقر المتزايد والفساد في المجتمع وخسارة الموارد المادية والروحية والبشرية هو نتيجة هذه النعمة.
وأما النهج الثاني، حسب ما ذكر خاتمي، فهو "يخالف التفكير والمنهج السابق، ويعتبر كل المواطنين- بغض النظر عن توجههم أو جنسهم أو عرقهم أو دينهم- لهم حقوق مكفولة ولديهم الحق في تحديد مصيرهم".
واعتبر خاتمي المواطنين الذين قاطعوا الانتخابات بأنهم ضد النهج الأول، وقال: "الأغلبية الساحقة من المواطنين بمن فيهم الذين قاطعوا الانتخابات الأخيرة، رفضت النهج الأول، وقد عبر كل من الذين لم يصوتوا والذين صوتوا للتغيير عن ذلك بشكل جيد".
يذكر أنه من الأسباب والدوافع التي جعلت أغلبية الإيرانيين يقاطعون الانتخابات، ويرفضون كلا المرشحين بمن فيهم المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، هو أن هذا الأخير أيضا أعلن صراحة دعمه وتبعيته لولاية الفقيه والمرشد علي خامنئي، ووصف نفسه بأنه "منبهر" بولاية الفقيه، كما أنه يعتبر من الداعمين للحجاب الإجباري.
وفي ختام حديثه دعا خاتمي أنصاره مرة أخرى للمشاركة في الانتخابات، وقال: "المنطق والشعور بالمسؤولية والإحسان تجاه الوطن والمواطنين يتطلب من الجميع أن يأتوا ويكملوا العمل غير المكتمل، وألا يتسببوا في فوز النهج، الذي لا يريدونه ويعتبرونه ضررا على الوطن والمواطنين، بالسلطة".