الرئيس الإيراني: خامنئي يحدد سياسات البلاد وعلينا جميعًا تنفيذها



حكمت السلطات القضائية في إيران بالسجن 8 سنوات و10 أشهر على المواطن ما شاء الله كرمي، والد المتظاهر المعدوم محمد مهدي كرمي. كما قضت بتغريمه ماليًا 19 مليار ريال، ومصادرة أمواله وممتلكاته؛ بتهمة "جمع أموال بشكل غير مشروع"، و"المشاركة في غسيل الأموال".

واصل الممرضون في إيران، للأسبوع الثاني على التوالي، مظاهراتهم المنددة بسوء الأحوال المعيشية، والمطالبة بتحسين ظروف عملهم، وسط تجاهل المسؤولين، وتوعدهم بفصل هؤلاء الممرضين من العمل.
وشهدت مدن أراك ومشهد وياسوج، اليوم السبت، مظاهرات وإضرابات متزامنة للمرضين، في خطوة يهدفون منها إلى الضغط على المسؤولين لتلبية مطالبهم وحقوقهم.
ورفع المتظاهرون شعارات مثل: "سمعنا وعودًا كثيرة.. لم نر جوابًا لمطالبنا"، و"أيها الممرض ارفع صوتك وطالب بحقك"، و"الممرض يموت ولا يقبل الذل" و"من شيراز إلى مشهد.. إضرابات إضرابات".
واستمرت هذه الإضرابات، التي بدأت يوم الخامس من شهر أغسطس (آب) الجاري في عدة مدن، اليوم السبت.
ويحتج الممرضون المضربون على ظروف العمل المرهقة، وانخفاض الأجور، وطول ساعات العمل، وعدم تصحيح صيغة تعرفة خدمة التمريض، وانخفاض أجور العمل الإضافي، وعدم دفع المزايا وأجور العمل الإضافي ومستحقات السنوات الماضية، وعدم تلبية وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمطالبهم.
وتستمر الجولة الجديدة من احتجاجات الممرضين، بينما أعلن الأمين العام لدار الممرضين، محمد شريفي مقدم، أنه استدعاء وتهديد الممرضين في أجزاء مختلفة من البلاد لحضورهم التجمعات النقابية، في وقت سابق من شهر يوليو (تموز) الماضي.
ونشرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، المعنية بحقوق العمال، تقريرًا بعنوان "من التهديدات والنفي إلى الفصل؛ الرد على مطالب الممرضين المحتجين"، في 7 يوليو من هذا العام، وذكرت أن الممرضين العاملين في القطاع الخاص لا يتمتعون بحرية المشاركة في التجمعات الاحتجاجية، وإذا شاركوا في الاحتجاجات فلن يتم تجديد عقودهم وسيتم فصلهم.
وكان عضو المجلس الأعلى لنظام التمريض، فريدون مرادي، قد أعلن في 21 يوليو الماضي أيضًا، هجرة 150 إلى 200 ممرض شهريًا من إيران، وقال: "يتم إنفاق ما بين مليار ونصف المليار إلى ملياري تومان مقابل كل طالب تمريض، ولكننا نفقدهم بسهولة".
ويأتي استدعاء الممرضين في إيران وتهديدهم وترحيلهم وطردهم، في وفت أعلن فيه مساعد وزير الصحة لشؤون التمريض، عباس عبادي، في أغسطس 2023، وجود عجز يُقدر بنحو 100 ألف ممرض.

أشارت صحيفة "جملة" إلى تصريحات خامنئي حول خطورة "التراجع غير التكتيكي"، وأنه سيجلب غضب الله، وذكرت أن العكس أيضًا سيكون صحيحًا؛ أي أن التراجع إذا كان "تكتيكيًا" فسيجلب رحمة الله.
ودافعت عن قرار عدم مهاجمة إسرائيل والتراجع عن ذلك باعتباره "تراجعًا تكتيكيًا"، ووصفته بأنه "خطوة ذكية" و"قرار حكيم".

مع بدء دراسة أوراق مرشحي الرئيس الإيراني لتولي الوزارات، ازدادت الانتقادات لتشكيلة الحكومة، لاسيما من قِبل نواب أهل السُّنة في البرلمان، والذين اتهموا "بزشكيان" بحرمانهم من أي مناصب وزارية، بعد دعمهم له في الانتخابات الرئاسية، ورغم ادعائه تشكيل حكومة "وقاق وطني".
وكان النائب السُّني في البرلمان الإيراني، محمد قسيم عثماني، من بين هؤلاء المنتقدين؛ حيث قال إن بزشكيان، وخلافًا لوعوده بتشكيل حكومة "وفاق وطني" تشمل الجميع، حرم أهل السُّنة من أي منصب، وخاطب الرئيس الجديد بالقول: "لقد ادعيتم أنكم تسعون لتشكيل حكومة وفاق وطني، وسلمتم المناصب لمعارضيكم (الأصوليين)، لكن لم تخصصوا لـ 15 مليون مواطن من أهل السُّنة وزارة واحدة، أو حتى منصبًا واحدًا".
ورفض قسيم عثماني ادعاء الرئيس الإيراني بأنه شكّل حكومة وفاق وطني، قائلاً: "إن بزشكيان شكّل حكومة شراكة (مع الأصوليين)، وليست حكومة وحدة وطنية".
وأضاف البرلماني السُّني، مخاطبًا الرئيس الإيراني: "أعطيت خصومك حقائب وزارية، لكنك لم تعطِ السُّنة منصبًا وزاريًا واحدًا، أو حتى نائب وزير".
وواصل قسيم عثماني قائلاً: "يا سيد بزشكيان، يتم انتقادنا باستمرار في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب دعمنا لكم، لكن أنتم وأصحابكم لا تُبالون بذلك، ولا تهتمون".
ومن جهته، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في كلمته أمام البرلمان اليوم، أنه قد اختار وزراء من حكومة رئيسي وحكومة روحاني وحكومة محمود أحمدي نجاد، دليلاً على رغبته في تشكيل حكومة "وفاق وطني"، لكنه لم يشر إلى سبب حرمان أهل السُّنة من الوزارات، رغم دعمهم له في الانتخابات.
وكان الرئيس الإيراني، قد دعا نواب البرلمان، في كلمته، إلى أن يكونوا "يدًا واحدة" و"صوتًا موحدًا"، خلف المرشد علي خامنئي، وذلك خلال دفاعه عن تشكيلته الوزارية المقترحة في جلسة للبرلمان.
وكثيرا ما يؤكد بزشكيان ضرورة اتباع تعليمات خامنئي وسياساته، وقال إنه لم يكن يفوز بالرئاسة لولا وجود خامنئي ورضاؤه، وهي تصريحات أثارت انتقادات لـ "بزشكيان"، وعززت جبهة معارضي النظام، الذين يؤكدون أن الانتخابات في إيران عبارة عن مسرحية يرتب خامنئي لاعبيها، وأنه لا دور للمواطنين في العملية الانتخابية.

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الحرس الثوري الإيراني يحاول توسيع قدرته في مجال المراقبة عن بُعد وجمع المعلومات الاستخبارية، من خلال التعاون مع شركتين صينيتين للأقمار الصناعية. وقد تشمل هذه المراقبة تلقي صور عالية الدقة لأهداف عسكرية في إسرائيل وجميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة الأميركية، أمس الجمعة، نقلاً عن مسؤولين أمنيين غربيين، أنه في الأشهر الأخيرة، عُقدت عدة اجتماعات بين أعضاء من الحرس الثوري الإيراني وهاتين الشركتين الصينيتين.
وأكدت أن الشركتين الصينيتين، تشانغقوانغ ومينو سبيس، متخصصتان في إنتاج أقمار صناعية صغيرة ذات كاميرات قوية، وأثارت التقييمات الاستخباراتية القلق بشأن التطبيقات العسكرية المحتملة لهذه الأقمار الصناعية.
وقال مسؤولون أمنيون غربيون وشرق أوسطيون، لصحيفة "واشنطن بوست"، شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إن طلب إيران من الشركتين يخضع للمراقبة عن كثب؛ لأن هناك مخاوف من أن أي اتفاق في هذا الصدد قد يسمح لإيران بتحسين قدرتها بشكل كبير على التجسس على المنشآت العسكرية الأميركية والإسرائيلية، فضلاً عن خصومها العرب من الدول الخليجية.
وبحسب هذا التقرير، فإن المعدات البصرية للأقمار الصناعية التابعة لهاتين الشركتين تبلغ حساسيتها على الأقل ضعف حساسية الأقمار الصناعية الإيرانية الأكثر تقدمًا.
وحذر تقييم سري، اطلعت عليه صحيفة "واشنطن بوست"، من أن الاتفاق مع الصين يمكن أن يمنح إيران قدرات استهداف معززة لترسانتها من الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى أنظمة إنذار مبكر للكشف عن الهجمات الوشيكة.
وكتبت الصحيفة أن إيران قد تكون في وضع يمكنها من تقديم معلومات عبر الأقمار الصناعية لحلفاء مثل جماعة الحوثي اليمنية، التي نفذت هجمات صاروخية على السفن التجارية في البحر الأحمر، أو الميليشيات السورية والعراقية المسؤولة عن هجمات بالطائرات المُسيّرة والصواريخ على قواعد الجيش الأميركي.
وجاء في هذه الوثيقة أن إيران قدمت حتى الآن صورًا عبر الأقمار الصناعية التي تم شراؤها من الصين لهذه المجموعات.
ولا تخضع أي من الشركتين الصينيتين، تشانغقوانغ ومينو سبيس، لعقوبات اقتصادية أميركية أو دولية، لكن الحرس الثوري الإيراني يُصنف كمنظمة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة.
ويأتي اجتماع الوفدين الصيني والإيراني في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقات بين بكين وطهران أوثق بعد توقيع اتفاقية التعاون السياسي والاقتصادي لمدة خمسة وعشرين عامًا، والتي وقعها قبل ثلاث سنوات وزيرا خارجية الدولتين.
وكانت إيران قد طلبت في السابق من روسيا المساعدة في تطوير شبكة من أقمار المراقبة الصناعية الخاضعة لسيطرتها.
وتوسعت العلاقات بين طهران وموسكو مع تزايد اعتماد روسيا على إيران كمورد للطائرات الهجومية المُسيّرة المستخدمة في حرب موسكو ضد أوكرانيا.