المرشح وزيرًا للاقتصاد الإيراني: مشاكل البلاد تتفاقم والتضخم يلامس 40 بالمائة



قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في كلمته أمام البرلمان، مدافعًا عن وزرائه المقترحين: "طريقنا هو الذي رسمه خامنئي، كما أنه حدد سياسات البلاد، وعلينا جميعًا العمل بموجبها". وأضاف: «نحن ملتزمون بتنفيذ مراسيم وأوامر خامنئي، وسنثبت ذلك عمليًا».

حكمت السلطات القضائية في إيران بالسجن 8 سنوات و10 أشهر على المواطن ما شاء الله كرمي، والد المتظاهر المعدوم محمد مهدي كرمي. كما قضت بتغريمه ماليًا 19 مليار ريال، ومصادرة أمواله وممتلكاته؛ بتهمة "جمع أموال بشكل غير مشروع"، و"المشاركة في غسيل الأموال".

واصل الممرضون في إيران، للأسبوع الثاني على التوالي، مظاهراتهم المنددة بسوء الأحوال المعيشية، والمطالبة بتحسين ظروف عملهم، وسط تجاهل المسؤولين، وتوعدهم بفصل هؤلاء الممرضين من العمل.
وشهدت مدن أراك ومشهد وياسوج، اليوم السبت، مظاهرات وإضرابات متزامنة للمرضين، في خطوة يهدفون منها إلى الضغط على المسؤولين لتلبية مطالبهم وحقوقهم.
ورفع المتظاهرون شعارات مثل: "سمعنا وعودًا كثيرة.. لم نر جوابًا لمطالبنا"، و"أيها الممرض ارفع صوتك وطالب بحقك"، و"الممرض يموت ولا يقبل الذل" و"من شيراز إلى مشهد.. إضرابات إضرابات".
واستمرت هذه الإضرابات، التي بدأت يوم الخامس من شهر أغسطس (آب) الجاري في عدة مدن، اليوم السبت.
ويحتج الممرضون المضربون على ظروف العمل المرهقة، وانخفاض الأجور، وطول ساعات العمل، وعدم تصحيح صيغة تعرفة خدمة التمريض، وانخفاض أجور العمل الإضافي، وعدم دفع المزايا وأجور العمل الإضافي ومستحقات السنوات الماضية، وعدم تلبية وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمطالبهم.
وتستمر الجولة الجديدة من احتجاجات الممرضين، بينما أعلن الأمين العام لدار الممرضين، محمد شريفي مقدم، أنه استدعاء وتهديد الممرضين في أجزاء مختلفة من البلاد لحضورهم التجمعات النقابية، في وقت سابق من شهر يوليو (تموز) الماضي.
ونشرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، المعنية بحقوق العمال، تقريرًا بعنوان "من التهديدات والنفي إلى الفصل؛ الرد على مطالب الممرضين المحتجين"، في 7 يوليو من هذا العام، وذكرت أن الممرضين العاملين في القطاع الخاص لا يتمتعون بحرية المشاركة في التجمعات الاحتجاجية، وإذا شاركوا في الاحتجاجات فلن يتم تجديد عقودهم وسيتم فصلهم.
وكان عضو المجلس الأعلى لنظام التمريض، فريدون مرادي، قد أعلن في 21 يوليو الماضي أيضًا، هجرة 150 إلى 200 ممرض شهريًا من إيران، وقال: "يتم إنفاق ما بين مليار ونصف المليار إلى ملياري تومان مقابل كل طالب تمريض، ولكننا نفقدهم بسهولة".
ويأتي استدعاء الممرضين في إيران وتهديدهم وترحيلهم وطردهم، في وفت أعلن فيه مساعد وزير الصحة لشؤون التمريض، عباس عبادي، في أغسطس 2023، وجود عجز يُقدر بنحو 100 ألف ممرض.

أشارت صحيفة "جملة" إلى تصريحات خامنئي حول خطورة "التراجع غير التكتيكي"، وأنه سيجلب غضب الله، وذكرت أن العكس أيضًا سيكون صحيحًا؛ أي أن التراجع إذا كان "تكتيكيًا" فسيجلب رحمة الله.
ودافعت عن قرار عدم مهاجمة إسرائيل والتراجع عن ذلك باعتباره "تراجعًا تكتيكيًا"، ووصفته بأنه "خطوة ذكية" و"قرار حكيم".

مع بدء دراسة أوراق مرشحي الرئيس الإيراني لتولي الوزارات، ازدادت الانتقادات لتشكيلة الحكومة، لاسيما من قِبل نواب أهل السُّنة في البرلمان، والذين اتهموا "بزشكيان" بحرمانهم من أي مناصب وزارية، بعد دعمهم له في الانتخابات الرئاسية، ورغم ادعائه تشكيل حكومة "وقاق وطني".
وكان النائب السُّني في البرلمان الإيراني، محمد قسيم عثماني، من بين هؤلاء المنتقدين؛ حيث قال إن بزشكيان، وخلافًا لوعوده بتشكيل حكومة "وفاق وطني" تشمل الجميع، حرم أهل السُّنة من أي منصب، وخاطب الرئيس الجديد بالقول: "لقد ادعيتم أنكم تسعون لتشكيل حكومة وفاق وطني، وسلمتم المناصب لمعارضيكم (الأصوليين)، لكن لم تخصصوا لـ 15 مليون مواطن من أهل السُّنة وزارة واحدة، أو حتى منصبًا واحدًا".
ورفض قسيم عثماني ادعاء الرئيس الإيراني بأنه شكّل حكومة وفاق وطني، قائلاً: "إن بزشكيان شكّل حكومة شراكة (مع الأصوليين)، وليست حكومة وحدة وطنية".
وأضاف البرلماني السُّني، مخاطبًا الرئيس الإيراني: "أعطيت خصومك حقائب وزارية، لكنك لم تعطِ السُّنة منصبًا وزاريًا واحدًا، أو حتى نائب وزير".
وواصل قسيم عثماني قائلاً: "يا سيد بزشكيان، يتم انتقادنا باستمرار في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب دعمنا لكم، لكن أنتم وأصحابكم لا تُبالون بذلك، ولا تهتمون".
ومن جهته، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في كلمته أمام البرلمان اليوم، أنه قد اختار وزراء من حكومة رئيسي وحكومة روحاني وحكومة محمود أحمدي نجاد، دليلاً على رغبته في تشكيل حكومة "وفاق وطني"، لكنه لم يشر إلى سبب حرمان أهل السُّنة من الوزارات، رغم دعمهم له في الانتخابات.
وكان الرئيس الإيراني، قد دعا نواب البرلمان، في كلمته، إلى أن يكونوا "يدًا واحدة" و"صوتًا موحدًا"، خلف المرشد علي خامنئي، وذلك خلال دفاعه عن تشكيلته الوزارية المقترحة في جلسة للبرلمان.
وكثيرا ما يؤكد بزشكيان ضرورة اتباع تعليمات خامنئي وسياساته، وقال إنه لم يكن يفوز بالرئاسة لولا وجود خامنئي ورضاؤه، وهي تصريحات أثارت انتقادات لـ "بزشكيان"، وعززت جبهة معارضي النظام، الذين يؤكدون أن الانتخابات في إيران عبارة عن مسرحية يرتب خامنئي لاعبيها، وأنه لا دور للمواطنين في العملية الانتخابية.