43 منظمة حقوقية تطالب بإجراء تحقيق مستقل في الاعتداء على السجينات بسجن إيفين الإيراني



هاجمت قوات الأمن الإيرانية تجمع الممرضين في مستشفى "ولي عصر" في أراك، وسط إيران، واعتقلت واحدا منهم أثناء محاولة لفض المظاهرة وإنهاء إضرابهم المستمر منذ أيام.

يواصل الممرضون والممرضات في إيران إضراباتهم واحتجاجاتهم المستمرة منذ أسابيع؛ للتنديد بالأزمات الاقتصادية التي يواجهونها وتجاهل المسؤولين لمطالبهم، التي يصرون عليها، منذ بدء موجة احتجاجاتهم الحالية، التي انطلقت مطلع الشهر الجاري.
وشهدت مدن مشهد والأهواز وأصفهان، اليوم الاثنين، إضرابات لهؤلاء الممرضين ووقفاتهم الاحتجاجية؛ ليؤكدوا عزمهم الاستمرار وتوسيع نطاق حراكهم، حتى تلبية مطالبهم النقابية.
وردد المتظاهرون في أصفهان هتافات، مثل: "أيها الممرض ارفع صوتك وطالب بحقك".
كما تجمع الممرضون في الأهواز أمام قائمقامية الحكومة مرددين هتاف: "لم نسمع شيئًا سوى الشعارات من المسؤولين"، و"حاربنا كورونا ولم يتم دعمنا".
وانضم ممرضو مستشفى "خاتم الأنبياء" في مشهد إلى مستشفيات المدينة اليوم الاثنين، وهتفوا: "كفانا وعودًا.. موائدنا فارغة".
وشاركت مدن أراك وجهرم وقزوين ومشهد وياسوج، أمس الأحد، وأمس الأول السبت، في مسيرات واحتجاجات الممرضين، ورفع المتظاهرون شعارات ضد المسؤولين، مطالبين بإصلاحات في ظروف العمل وتحسين واقع الرواتب.
وردد هؤلاء الممرضون هتافات عديدة، مثل: "لا تخافوا.. إننا معًا"، و"لقد سئمنا من كثرة الوعود"، و"لا تظنوا أننا سنتوقف.. سيكون هذا عملنا كل يوم"، "إذا لم نحصل على حقوقنا فلن نعود إلى أعمالنا".
ويحتج الممرضون المضربون في إيران، على ظروف العمل المرهقة، وانخفاض الأجور، وطول ساعات العمل، وعدم تصحيح صيغة تعرفة خدمة التمريض، وانخفاض أجور العمل الإضافي، وعدم دفع المزايا وأجور العمل الإضافي ومستحقات السنوات الماضية، وعدم تلبية وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمطالبهم.
وتستمر الجولة الجديدة من احتجاجات الممرضين، بينما أعلن الأمين العام لدار الممرضين، محمد شريفي مقدم، أنه تم استدعاء وتهديد الممرضين في أجزاء مختلفة من البلاد لحضورهم التجمعات النقابية، في وقت سابق من شهر يوليو (تموز) الماضي.
ونشرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، المعنية بحقوق العمال، تقريرًا بعنوان: "من التهديدات والنفي إلى الفصل؛ الرد على مطالب الممرضين المحتجين"، في 7 يوليو من هذا العام، وذكرت أن الممرضين العاملين في القطاع الخاص لا يتمتعون بحرية المشاركة في التجمعات الاحتجاجية، وإذا شاركوا في الاحتجاجات فلن يتم تجديد عقودهم وسيتم فصلهم.
وكان عضو المجلس الأعلى لنظام التمريض، فريدون مرادي، قد أعلن في 21 يوليو الماضي أيضًا، هجرة 150 إلى 200 ممرض شهريًا من إيران، وقال: "يتم إنفاق ما بين مليار ونصف المليار إلى ملياري تومان مقابل كل طالب تمريض، ولكننا نفقدهم بسهولة".
ويأتي استدعاء الممرضين في إيران وتهديدهم وترحيلهم وطردهم، في وفت أعلن فيه مساعد وزير الصحة لشؤون التمريض، عباس عبادي، في أغسطس 2023، وجود عجز يُقدر بنحو 100 ألف ممرض بجميع أنحاء البلاد.

قال الناشط الإيراني المقرب من النظام، سعد الله زارعي، إن "الجمهورية الإسلامية هي ولي دم إسماعيل هنية، ولهذا ترى الثأر له والانتقام من إسرائيل واجبًا عليها". وأضاف زارعي: "إذا تراجعنا عن الانتقام، فإن إيران ستشهد تكرار مثل هذه الاغتيالات".

أفادت مصادر حقوقية بأنه تم إعدام ما لا يقل عن 8 سجناء إيرانيين آخرين، في إطار مسلسل الإعدامات المستمرة في السجون الإيرانية، كما أكدت السجينات السياسيات في عنبر النساء بسجن إيفين أنهن سيواصلن النضال ضد عقوبة الإعدام، رغم الضغوطات.
وذكرت وسائل الإعلام المعنية بحقوق الإنسان أن عدد السجناء الذين أُعدموا صباح اليوم الاثنين، 19 أغسطس (آب)، بلغ ثمانية أشخاص على الأقل.
وأكد موقع "حال وش"، إعدام خمسة أشخاص في سجن يزد وعرّفهم بأنهم ثلاثة مواطنين بلوش ومواطنان أفغانيان أُدينوا بتهم تتعلق بالمخدرات أو القتل.
كما أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية إعدام ثلاثة أشخاص في سجن عادل آباد بمدينة شيراز، صباح اليوم الاثنين.
استمرار مكافحة الإعدام رغم الضغوط الأخيرة
في غضون ذلك، أكدت مريم يحيوي، السجينة السياسية في سجن إيفين، التقارير التي تحدثت حول الهجوم الأخير لعناصر الأمن على السجينات النساء اللاتي تجمعن احتجاجًا على أحكام الإعدام.
وكتبت يحيوي، في رسالة نشرت يوم أمس الأحد، 18 أغسطس: "لقد جمعوا قوتهم في أذرعهم ووضعوها على رؤوسنا وحياتنا".
وهاجم عناصر الأمن في سجن إيفين النساء اللاتي تجمعن خلال "حملة كل ثلاثاء لا للإعدام" للاحتجاج على تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المتظاهر الإيراني، رضا رسايي، وبحسب التقارير، اعتدوا عليهن بالضرب و الإهانات، وذلك يوم الثلاثاء 8 أغسطس (آب) الجاري.
وفي إشارة إلى الضغوطات، التي تلت هذا الهجوم، بما في ذلك منع الزيارات والمكالمات الهاتفية للسجناء المتجمعات، أكدت مريم يحيوي أنه رغم هذه الضغوطات فإن معارضتهن لعقوبة الإعدام ستستمر.
وشددت غولروخ إيرايي، وهي سجينة سياسية أخرى مسجونة في سجن إيفين، في رسالة نُشرت يوم الاثنين، على أن جميع المواطنين "من أي موقع كنا، كناشطين سياسيين أو منتقدين أو معارضين، وحتى المواطنين الذين يطلقون على أنفسهم غير سياسيين" يجب عليهم إدانة أحكام الإعدام ومعارضته علنًا.
هذا وقد تزايدت عمليات الإعدام في الأشهر الأخيرة، ووفقًا لتقديرات منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، تم إعدام ما لا يقل عن 87 شخصًا في سجون إيران خلال شهر واحد فقط بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا.
وفي وقت سابق، أعرب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عن قلقه بشأن عمليات الإعدام في إيران.

قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي، مايك تيرنر، في حوار مع قناة "سي بي إس نيوز"، منتقدًا أداء إدارة بايدن، إن إيران قد تقدم نفسها كدولة تمتلك أسلحة نووية "بحلول نهاية العام".
وأضاف: "من المحتمل أنه مع التقدم المحرز في ظل سياسات إدارة بايدن، ستتمكن إيران من إعلان نفسها دولة تمتلك أسلحة نووية بحلول نهاية العام، بحسب التقارير المنشورة".
وردًا على سؤال ما إذا كان من الممكن التوصل إلى مثل هذا الاستنتاج بشكل قاطع، قال هذا النائب الجمهوري: "لا".
ووفقًا لقول تيرنر، فإن "دونالد ترامب مارس أكبر قدر من الضغوط على إيران، اقتصاديًا وعسكريًا، من خلال حملة الضغط الأقصى على طهران".
وبحسب قول ممثل ولاية أوهايو، فإن "المرونة والحرية اللتين تمتعوا بهما في إدارة بايدن منحتاهم القدرة على محاولة التأثير على انتخاباتنا، ومحاولة اغتيال دونالد ترامب، وامتلاك أسلحة نووية، ومواصلة برامجهم للتخصيب النووي".
ومع ذلك، حذر قائلاً: "مع ما نراه الآن في هذه الإدارة، قد تعلن (إيران) نفسها دولة تمتلك أسلحة نووية بحلول نهاية هذا العام"، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بأقصى قدر من الضغط في عهد ترامب.
وأضاف تيرنر: في إدارة بايدن "لم يكن هناك رد فعل من شأنه أن يؤثر على إيران، أو يكون له تأثير رادع أو يحاسبها. وهذا، بالطبع، يؤدي إلى زيادة نشاط وجرأة إيران للتدخل في انتخاباتنا".
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، قد ذكر أيضًا أنهم "لا يمكنهم امتلاك أسلحة نووية، وكنا نتأكد من أنهم لن يتمكنوا من الحصول على أسلحة نووية"، لأنه حينها "سيكون لدينا عالم مختلف تمامًا".
وفي وقت سابق، أعلن مقر حملة ترامب، في إشارة إلى تقرير شركة "مايكروسوفت" الأخير عن هجوم قراصنة إيرانيين على مسؤول كبير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أن بعض المراسلات الداخلية للمقر تعرضت للاختراق من قِبل "مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة"، وهو ادعاء نفته إيران.