حملة "ثلاثاء لا للإعدام" في إيران تدخل أسبوعها الثلاثين



أعلنت ثلاث وكالات استخبارات أميركية أن إيران تقف وراء الهجمات الإلكترونية على مقرات الحملات الانتخابية في البلاد، في إطار تدخل أوسع للنظام الإيراني، بهدف التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية، وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية بالولايات المتحدة.
وتم الإعلان عن هذا الأمر، مساء أمس الإثنين، 19 أغسطس (آب)، في بيان مشترك لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ووكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأميركية.
وأكدت وكالات الاستخبارات الثلاث أن "إيران تسعى إلى خلق الفتنة وتقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة"، وذكرت، في بيان مشترك: "لقد شهدنا أنشطة هجومية متزايدة من قِبل إيران خلال فترة الانتخابات هذه".
وجاء في هذا البيان أن "مجتمع الاستخبارات الأميركي يعتبر العملية السيبرانية الأخيرة ضد الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، من صنع إيران".
وشددت وكالات الاستخبارات الأميركية الثلاث، في بيانها المشترك، على أن الأنشطة السيبرانية الإيرانية استهدفت مواطنين أميركيين، وكذلك الحملات الانتخابية، في إشارة إلى التقييم السابق بأن إيران تعتبر هذه الفترة من الانتخابات الأميركية مهمة.
ووفقًا لهذا البيان، فإن هدف إيران من هذا الهجوم السيبراني، ليس فقط خلق انقسام في المجتمع الأميركي، ولكن أيضًا التأثير على نتيجة الانتخابات، بالنظر إلى ما يمكن أن تحدثه على الأمن القومي الإيراني.
ونسب المقر الرئيس للمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، أثناء إعلانه اختراق مراسلاته الداخلية، الأمر إلى النظام الإيراني، في 10 أغسطس الجاري.
وبعد ذلك، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن قراصنة تابعين لإيران حاولوا اختراق حملة بايدن- هاريس، قبل بضعة أشهر.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي حينها أنه يحقق في الخبر.
ويأتي بيان وكالات المخابرات الأميركية بعد أقل من أسبوعين من إعلان خبراء شركة "مايكروسوفت" للبرمجيات، أن قراصنة مرتبطين بإيران حاولوا اختراق حساب "مسؤول رفيع المستوى" في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في يونيو.
وبحسب تقرير خبراء "مايكروسوفت"، فإن "مجموعة تديرها وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني أرسلت رسالة بريد إلكتروني تصيدية مستهدفة إلى مسؤول رفيع المستوى في مقر الانتخابات الرئاسية" و"مجموعة أخرى مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني اخترقت حساب مستخدم حكومي على مستوى الولاية باستخدام الحد الأدنى من الترخيص".
كما أعلنت شركة "غوغل"، في تقرير مستقل أن مجموعة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري حاولت اختراق حسابات "جي ميل" لعشرات الأشخاص المرتبطين بكل من جو بايدن ودونالد ترامب.
ونفى مكتب التمثيل الإيراني في الأمم المتحدة كل هذه الاتهامات، وقال: "ليس لدى الحكومة الإيرانية غرض أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية".
ومع ذلك، قالت شركة "OpenAI" لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، يوم الجمعة الماضي، إنها حددت وفككت حملة إيرانية استخدمت "ChatGPT"، وهي تقنية الذكاء الاصطناعي المملوكة للشركة، لنشر معلومات كاذبة عبر الإنترنت، بما في ذلك المحتوى المتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفقًا للشركة، فقد حاول بعض المشغلين استخدام دردشة "GPT" لإنشاء قصص إخبارية مزيفة طويلة، بالإضافة إلى كتابة تعليقات لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم تعلق شركتا "X" و"Meta" (المالكتان لإنستغرام وفيسبوك) بعد على نشاط وإغلاق هذه الحسابات، لكن "OpenAI" تقول إنه يبدو أن هذه الحسابات لم تعد نشطة على شبكات التواصل الاجتماعي.

كشف ياسين رامين نجل محمد علي رامين، مساعد الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد للشؤون الإعلامية، أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يستغل الهلال الأحمر لتنفيذ خططه وسياساته في المنطقة.
وقال ياسين رامين في مقابلة خاصة مع قناة "إيران إنترناشيونال" في برنامج "حديث خاص" الذي تقدمه نيوشا صارمي، إنه "وصل لمنصب مدير مركز "رشد" للأدوية، التابع لمنظمة الهلال الأحمر الإيرانية، بسبب مكانة والده في حكومة أحمدي نجاد"، كاشفا أن "المناصب في النظام الإيراني الحالي تتوزع وفقا للمحسوبيات".
وأشار رامين إلى أن "وكالات الأنباء التابعة للنظام، مثل "فارس" و"تسنيم" و"مؤسسة الإذاعة والتلفزيون"، شنت حملة ضده بعد أن خرج من البلاد وانشق عن النظام، وصار يظهر علنا لإبداء آرائه ومعتقداته المعارضة للنظام".
وأضاف أن "القضاء الإيراني فتح ملفات ضده بعد أن تجاوز الخطوط الحمر، وتحدث عن قضايا غير مسبوقة في منظمة الهلال الأحمر الإيراني". وقال: "هذه هي التكلفة التي أتحملها في مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية".
وأشار نجل مساعد أحمدي نجاد إلى اكتشاف 200 مليون يورو في حقائب رئيس الهلال الأحمر الإيراني، قبل سنوات، في دبي بالإمارات، مؤكدا أن "هذه المنظمة هي من أكبر المنظمات التي تشهد فسادا كبيرا في إيران".
وقال إن "مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني، قام بتأسيس شبكة عبر تنصيب محمد رضا زاكاني، عمدة طهران الحالي، في الهلال الأحمر، ليستغل موارد هذه المؤسسة لصالح الأنظمة الأمنية مثل الباسيج والحرس الثوري".
وأوضح أن "تعاون منظمة الهلال الأحمر مع الحرس الثوري الإيراني إحدى النقاط الأساسية التي جعلته أحد أكثر أعضاء الهلال الأحمر "مكروهًا" لهذه المنظمة، حيث اطلع على التعاون السري بين المنظمتين".
وأشار إلى أن "الهلال الأحمر تعاون بقوة مع الحرس الثوري الإيراني في الأماكن التي يعمل فيها الهلال الأحمر خارج إيران، حيث كان يعمل فيلق القدس التابع للحرس الثوري على تنفيذ أنشطته وأهدافه من خلال أعضائه الذين تم توظيفهم كنشطاء في هذه المنظمة الإغاثية".
وتابع: "على سبيل المثال، في عام 2015، عندما كان معبر رفح تحت الحصار، كان من المفترض أن تذهب سفينة تسمى "سفينة الإنقاذ الإيرانية" إلى رفح بمساعدات جمعها الإيرانيون لإنهاء الحصار. في ذلك الوقت، علمت أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يريد القيام بهذه المهمة. لأن ممثلين عن هذه القوات جاءوا واستقروا في الهلال الأحمر. وبعد عدة اجتماعات مع مديري المنظمة الإغاثية، تولى أعضاء فيلق القدس قيادة هذه المهمة".
وأضاف أن "فيلق القدس نفذ مهاما كبيرة من خلال الهلال الأحمر الإيراني، بما في ذلك تجهيز الميليشيا بالأسلحة والذخائر. وقد حدث أحيانًا أن حصل الحرس الثوري الإيراني على طائرات هليكوبتر من خلال الهلال الأحمر. بمعنى أنهم اشتروها للعمل الإغاثي، لكن تم استخدامها من قبل قوات الحرس الثوري".
وكشف رامين أن "الهلال الأحمر الإيراني يتواجد في أكثر من 30 دولة عبر إنشاء مكاتب تمثيلية ومستشفيات وعيادات وغيرها".
ومضى في التأكيد على وجود تعاون بين الحرس الثوري الإيراني والهلال الأحمر، وقال: "يمكننا أن نرى بير حسين كوليوند، رئيس الهلال الأحمر في الدول التي تواجد فيها جنرالات الحرس الثوري الإيراني، في حين أن دوره الرئيس يجب أن يكون الإغاثة في حالات الكوارث داخل إيران".

مددت شركة "لوفتهانزا" وشركاتها التابعة، يوم الاثنين 19 أغسطس (آب)، تعليق رحلاتها إلى طهران وتل أبيب وبيروت وعمان وأربيل حتى الثلاثاء 27 من الشهر الجاري، بسبب مخاوف بشأن التصعيد المحتمل للتوترات في الشرق الأوسط.
وبحسب إعلان "لوفتهانزا"، فإن شركة الطيران والشركات التابعة لها، وهي الخطوط الجوية السويسرية الدولية، والخطوط الجوية النمساوية، ويورو وينجز، ستواصل عدم التحليق فوق سماء إيران والعراق خلال هذه الفترة.
وسبق أن علقت "لوفتهانزا" رحلاتها من وإلى المدن الخمس في الشرق الأوسط حتى 21 أغسطس (آب).
ومع استمرار التوترات بين إيران والجماعات الوكيلة لها، وخاصة حزب الله اللبناني، مع إسرائيل، أوقف العديد من شركات الطيران الدولية رحلاتها إلى الشرق الأوسط.
وكان حزب الله قد شن هجوما صاروخيا على شمال إسرائيل في 27 يوليو (تموز)، مما أسفر عن مقتل 12 طفلا ومراهقا.
من ناحية أخرى، استهدفت إسرائيل، في 30 يوليو (تموز)، فؤاد شكر، القائد العسكري الأعلى في حزب الله، في هجوم مميت في بيروت.
وبعد ساعات قليلة فقط، في صباح يوم 31 يوليو (تموز) تم استهداف إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، في هجوم مميت في طهران، نُسب إلى إسرائيل على الرغم من موقفها "لا تأكيد ولا نفي".
وقد حذرت إيران وحزب الله من أنهما لن يتركا هذه الهجمات القاتلة تمر دون رد. كما وعدت السلطات الإسرائيلية بأن أي جهة تهاجم إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً.

دعت 43 منظمة حقوقية دولية، في بيان لها، إلى إجراء تحقيق مستقل في ضرب السجينات بسجن إيفين الإيراني، اللاتي احتججن على إعدام السجين السياسي رضا رسايي. وأعربت المنظمات عن تضامنها مع السجينات اللاتي خاطرن بحياتهن في النضال من أجل السلام والديمقراطية.
وذكرت منظمات حقوق الإنسان في بيانها أنه يوجد حاليًا حوالي 70 سجينة سياسية في "إيفين"، وأن هؤلاء النساء تم اعتقالهن وسجنهن فقط بسبب النضال من أجل الحرية وحقوق الإنسان في إيران.
ونشر البيان المذكور اليوم الاثنين 19 أغسطس (آب) بأربع لغات أوروبية.
وأعربت المنظمات عن قلقها البالغ إزاء تعرض السجينات السياسيات للضرب في إيفين، وأكدت وقوفها بقوة إلى جانب هؤلاء النساء وجميع الناشطين والمواطنين الذين يدافعون عن حقوقهم.
وفي إشارة إلى حرمان السجناء المحتجين المصابين من الرعاية الطبية المناسبة ونقلهم إلى المستشفى، ذكّرت المنظمات بأن سلطات السجن تركت طلب السجناء بتقديم شكوى ضد حراس السجن دون إجابة.
وهاجم عناصر الأمن في سجن إيفين النساء اللاتي تجمعن خلال "حملة كل ثلاثاء لا للإعدام" للاحتجاج على تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المتظاهر الإيراني رضا رسايي، وبحسب التقارير، تم الاعتداء عليهن بالضرب والإهانات، وذلك يوم الثلاثاء 8 أغسطس (آب) الجاري.
وفي بيان، نفت السلطات الإيرانية الاعتداء على السجينات أو ضربهن من قبل عناصر السجن وحرسه.
وذكّرت 43 منظمة حقوقية دولية في بيانها بتجمع السجينات السياسيات في إيفين يوم 6 أغسطس (آب)، عقب تنفيذ حكم الإعدام على رضا رسايي، ومعارضة لحكم الإعدام الصادر بحق بخشان عزيزي وشريفة محمدي، وخطر إصدار حكم الإعدام على وريشه مرادي ونسيم غلامي سيمياري.
وحكم النظام قبل أشهر على بخشان عزيزي وشريفة محمدي بالإعدام بعد أن وجه لهما تهمة "البغي".
وذكرت منظمات حقوق الإنسان أن سجن "إيفين" للنساء هو المكان الذي أصبح حصنًا قويًا في النضال من أجل الحرية.
وطالبت المنظمات بالوقف الفوري لعقوبة الإعدام، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين، والتنفيذ الفوري لإجراءات ضمان السلامة الجسدية والعقلية للسجناء في إيران، وخاصة في جناح النساء بسجن إيفين، وإجراء تحقيق دولي مستقل لكشف حقيقة العنف ضد السجناء السياسيين، ومحاسبة المتورطين.
في غضون ذلك، أكدت مريم يحيوي، السجينة السياسية في سجن إيفين، التقارير التي تحدثت عن الهجوم الأخير لعناصر الأمن على السجينات النساء اللاتي تجمعن احتجاجًا على أحكام الإعدام.
وكتبت يحيوي، في رسالة نشرت الأحد 18 أغسطس (آب): "لقد جمعوا قوتهم في أذرعهم ووضعوها على رؤوسنا وحياتنا".

دعت 43 منظمة حقوقية دولية، في بيان لها، إلى إجراء تحقيق مستقل في ضرب السجينات بسجن إيفين الإيراني، اللاتي احتججن على إعدام السجين السياسي رضا رسايي. وأعربت المنظمات عن تضامنها مع السجينات اللاتي خاطرن بحياتهن في النضال من أجل السلام والديمقراطية.