القضاء الإيراني يجرِّم 89 متظاهرًا شاركوا في احتجاجات عام 2019



اتهم حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس مسعود بزشكيان، بالكذب أمام نواب البرلمان، أمس الأربعاء، حين قال إن اختياره للوزراء تم بالتنسيق والتشاور مع المرشد والأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
ووصف شريعتمداري هذه التصريحات بـ "الادعاءات غير الواقعية"، مطالبًا بزشكيان بـ "تصحيح ذلك وسد الطريق أمام استغلال الأعداء لها".

في مشهد يعكس احتدام الأزمة وتزايد الإحباط، وصلت احتجاجات الممرضين في إيران، إلى العاصمة طهران، بعد أكثر من أسبوعين من التظاهر؛ تنديدًا بالأوضاع الوظيفية الصعبة وعدم تلبية المطالب.
وأظهرت الصور المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، تجمع الممرضين أمام مبنى وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في طهران، يوم أمس الأربعاء 21 أغسطس (آب).
وردد الممرضون المحتجون عدة شعارات، ومنها: "العمل الإضافي بـ 20 تومان، عار عليكم"، و"إذا لم يكن الممرض سوف ينهار النظام".
وفي الوقت نفسه، أُقيمت تجمعات احتجاجية أخرى في مدن أصفهان وتبريز ورشت والأهواز ومريوان ودهدشت وكرمانشاه.
واستمرت التجمعات الاحتجاجية للممرضين منذ أشهر، لكن الجولة الجديدة بدأت في الثالث من الشهر الجاري، باحتجاجات وإضرابات مستشفيات مدينة شيراز، جنوب إيران، والتي امتدت إلى مدن أخرى.
وتوقف ممرضو مستشفيات شيراز بمحافظة فارس عن العمل، منذ يوم السبت 3 أغسطس الجاري؛ احتجاجًا على "العمل الإضافي القسري، وعدم تطبيق القوانين، وانخفاض الرواتب، وظروف العمل الصعبة، والإهانات والتهديدات"، ودعوا إلى اتخاذ إجراء مباشر من قِبل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان.
وتوقف الممرضون عن العمل، في بعض المدن، بما في ذلك شيراز، بينما هدد الممرضون، في بعض المدن الأخرى، مثل أصفهان، بالإضراب، إذا استمرت السلطات في تجاهلهم.
وذكرت صحيفة "هم ميهن"، الأحد 11 أغسطس، أن 90 بالمائة من الممرضين في مستشفيات شيراز توقفوا عن العمل، وبدلاً من تواصل مديري المستشفيات مع هؤلاء الممرضين، "تواصلت معهم المؤسسات الأمنية والمشرفون وهددوهم بالفصل ورفع القضايا والاستدعاء".
وكانت النقابات قد أعلنت، في وقت سابق، عن تهديد الممرضين في هذه المدينة من قِبل الأجهزة الأمنية.
وقال الأمين العام لدار الممرضين في إيران، محمد شريفي مقدم، يوم الخميس 15 أغسطس، إنه تم إغلاق غرف العمليات في خمسة أو ستة مستشفيات في شيراز بالكامل؛ بسبب إضراب الممرضين، خلال الأيام الماضية.
وأشار شريفي مقدم، إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجهها مهنة التمريض، وقال إن عدد حالات الانتحار بين الممرضين "أعلى بكثير من بقية الفئات، ولا يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام".

نشرت ليلي مهدوي، والدة سياوش محمودي، المراهق الذي قُتل في الاحتجاجات الإيرانية صورة للأشعة المقطعية من رأس ابنها المقتول، وكتبت: "رغم أن الرصاصة أصابت الرأس، لكن عندما ذهب جثمان ابني إلى الطبيب الشرعي، اختفت الرصاصة، وتم حذف تسجيل الكاميرات".

قال مرتضى ألويري، الناشط السياسي الإصلاحي الإيراني: "أكثر من 50% من الشعب لم يصوتوا في الانتخابات، والذين جاءوا إلى صناديق الاقتراع بالتوسل والترجي صوتوا لبزشكيان". وأضاف: "يمكن القول إن ما بين 70 و80% من الشعب غير راضين عن الوضع الحالي، ويريدون التغيير".

كتبت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، الأربعاء 21 أغسطس (آب)، خلافا للتقارير الرسمية السابقة، أنه في حادث تحطم مروحية إبراهيم رئيسي ورفاقه، لم يتم مراعاة حالتين من "البروتوكولات الأمنية الضرورية لرئاسة الجمهورية".
وكتبت وكالة "فارس" أنه تم تحديد "الوزن الزائد" و"الظروف الجوية" كأسباب للحادث.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تذكر اسمه، أنه بناء على تقارير الطقس، تم إبلاغ فرق رحلة رئيسي ورفاقه بأن الرحلة يجب أن تتم قبل الساعة 13:00.
وأضافت: "عندما بدأت الرحلة، فإن التأخير الذي سببته زيارات الرئيس جعل الوضع الجوي غير مناسب، ومن ناحية أخرى فإن ارتفاع وزن المروحية في الضغط الجوي لتلك المنطقة كان عاملاً مهماً في عدم قدرة الطيار في السيطرة على المروحية".
وتحطمت المروحية التي كانت تقل رئيسي وعددًا من كبار المسؤولين في إيران، بمن فيهم حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية، ومحمد علي آل اشم، خطيب جمعة تبريز، في 19 مايو (أيار) في منطقة ورزقان الجبلية. في محافظة أذربيجان الشرقية، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وقال المصدر الأمني، في حديثه مع وكالة أنباء "فارس"، إن المروحية التي تقل رئيسي كانت تقل شخصين أكثر من البروتوكولات الأمنية، الأمر الذي أثر على رد فعل الطيار في الظروف الجوية غير المواتية.
وأضاف: "عندما رأى الطيار كتلة الضباب وقام بتعديل المروحية على ارتفاع طيران مناسب، لم تكن قوة جر المروحية كافية لهذا الإجراء، وحدث الاصطدام بالجبل بسبب تدني الرؤية الناتج عن الضباب".
ويأتي نشر تصريحات هذا المصدر المطلع في وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني، في حين أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، باعتبارها الهيئة المسؤولة عن التحقيق في قضية تحطم مروحية رئيسي، في تقرير بتاريخ 29 مايو (أيار) أنه قد تمت مراعاة "السعة المسموح بها للمروحية".
وبحسب هذه المؤسسة العسكرية، لم يتم ملاحظة أي مشكلات في صيانة وإصلاح مروحية رئيسي يمكن أن تتسبب في هذا الحادث، كما يستبعد احتمال حدوث انفجار ناجم عن عمل تخريبي في هذا الحادث.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء "فارس"، أفاد المصدر الأمني أيضاً أن المروحية التي تقل رئيسي ورفاقه في أذربيجان الشرقية لم يكن بها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتم تغيير قادة الرحلة في الطريق ذهاباً وإياباً، وكلاهما كان في إطار البروتوكولات الأمنية.
وأضاف: "بما أن معظم أنظمة هذه المروحيات ميكانيكية، فإن احتمال التشويش على الأنظمة الإلكترونية واختراقها مستبعد بشكل أساسي".
وبحسب هذا المصدر، فإن نحو 30 ألف شخص "خضعوا للتحليل الأمني والاستخباراتي" بعد مقتل رئيسي، وتظهر نتائج هذه الدراسات عدم وجود "أي عامل مشبوه" في هذه الحادثة.
وفي 23 مايو (أيار)، بحثت صحيفة "جمهوري إسلامي" الصادرة في طهران في تكهنات حول احتمال وجود "مؤامرة أجنبية" في مقتل رئيسي.
وكتبت هذه الصحيفة أن "نشر منشآت عسكرية واستخباراتية واتصالات إسرائيلية على الجدار الحدودي لجمهورية أذربيجان يسلط الضوء على احتمال تورط إسرائيل في إسقاط مروحية رئيسي".
وفي بيان لها يوم 30 مايو (أيار)، اعتبرت منظمة "تضامن الجمهوريين الإيرانيين" رواية النظام الإيراني عن تحطم طائرة رئيسي بأنها "تحتوي على غموض وتناقضات".
وأعلنت: "في حال تحطمت مروحية رئيسي بمؤامرة داخلية، فإن خطر تكثيف العلاقات المافيوية للنظام أمر مثير للقلق".