وكان أحمد قد نُقل إلى مستشفى طالقاني في الأهواز مصابًا بحروق بلغت نسبتها نحو 70 في المئة، لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياته.
وذكرت وكالة أنباء "مهر" التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية، أن هذا الشاب توفي صباح الثلاثاء 11 نوفمبر رغم جهود الطاقم الطبي لإنقاذه.
وفي 10 نوفمبر، أعلن أمير خلفيان، المدعي العام والثوري لمدينة الأهواز، عن توقيف مؤقت وإطلاق سراح بكفالة لكل من رئيس البلدية ومدير قسم التنفيذ البلدي، إضافة إلى إصدار أوامر اعتقال بحق ثلاثة أشخاص آخرين على خلفية قضية إحراق أحمد لنفسه.
وأضاف خلفيان: "تم أيضًا إطلاق سراح عدة أشخاص آخرين بكفالة، ممن كانوا يسعون لإثارة التوتر والاضطرابات عبر الفضاء الإلكتروني".
وكانت منظمة "كارون" لحقوق الإنسان قد أفادت في وقت سابق بأن عناصر بلدية المنطقة الثالثة في الأهواز، بمرافقة قوات من الشرطة، توجهوا أول نوفمبر إلى حديقة الزيتون دون علم أو حضور مجاهد بالدي، مالك كشك بيع المأكولات، وقاموا بهدمه بالقوة.
وأثناء حضور القوات، كانت زوجة مجاهد بالدي وابنه أحمد، وهو طالب جامعي، داخل الكشك وحاولا منع عملية الهدم عبر الاعتصام في الداخل، لكن العمال وموظفي البلدية استمروا في عملية التدمير.
وبحسب التقرير، قام نائب مدير الخدمات في بلدية المنطقة الثالثة بجرّ زوجة مجاهد بالدي بعنف وإلقائها خارج الكشك.
وبعد هذا السلوك القاسي وغير العادل والمعاملة العنيفة، أقدم أحمد بالدي أمام أعين موظفي البلدية على إشعال النار في نفسه باستخدام البنزين احتجاجًا على ما وصفه بـ"الظلم والاعتداء".
وقد روى مجاهد بالدي، والد أحمد، في حديث مع صحيفة "هم میهن" تفاصيل إضافية عن الحادثة، قائلاً إنه صباح يوم الحادث ذهب إلى دائرة الخدمات البلدية في الأهواز لطلب تمديد مهلة إخلاء الكشك، لكن رئيس بلدية المنطقة الثالثة رفض طلبه قائلاً: "يجب هدم الكشك اليوم".
وأضاف مجاهد أنه عند وقوع الحادث، تم قطع التيار الكهربائي عن الكشك وأُغلقت الأبواب الحديدية، وكان ابنه أحمد داخل الكشك بينما كانت زوجة مجاهد تتوسل للسماح لها بالدخول لإنقاذ الشاب.
وقال الأب إن عناصر البلدية قاموا باستفزاز أحمد، حيث "قال له أحدهم: هل أعطيك قداحة؟ هل تريد عود ثقاب؟".
وتابع بالدي: "عندما جرّ أحد الموظفين زوجة مجاهد بالدي بعنف، أشعل أحمد النار بنفسه. وفتحت فرق الإطفاء الباب، لكنهم لم يتدخلوا إلا بعد أن اشتعلت النيران بالفعل".
وقد أثار هذا الحادث موجة واسعة من الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث نشر المستخدمون صور أحمد وانتقدوا ما وصفوه بـ"الظلم والسلوك غير القانوني من بلدية الأهواز".
وعقب الحادث نظم عدد من المواطنين وأقارب بالدي تجمعًا احتجاجيًا أمام مستشفى طالقاني في الأهواز، تنديدًا بما حدث.
كما اعتقلت قوات الأمن ثلاثة نشطاء إعلاميين ومدنيين عرب أهوازيين هم حسن سلامات، وجواد ساعدي، وصادق آلبوشوکه، بعد أن نشروا أخبارًا وتقارير عن حادثة إحراق أحمد لنفسه.
يشار إلى أن إيران شهدت خلال السنوات الأخيرة حالات عديدة من الانتحار أو محاولات إحراق النفس بين العمال والمواطنين، احتجاجًا على الفصل من العمل، وظروف العمل الصعبة، وتأخر أو عدم دفع الأجور، والأوضاع الاقتصادية القاسية.