وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر، كتبت الحملة: "نبدأ قبيل ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019، بإحياء ذكرى من قضوا على أيدي النظام المستبد".
وأضاف البيان: "منذ وصول دكتاتورية ولاية الفقيه في فبراير (شباط) 1979 وحتى انتفاضة نوفمبر 2019، ومن نوفمبر 2019 حتى الانتفاضة الوطنية في 2022 وحتى اليوم، خطا شعب إيران خطوات باهظة الثمن نحو الحرية وكرامة الإنسان. فقد عجزت عقود من القمع والتمييز والقتل عن كسر إرادة الشعب في التحرر والحرية".
وأشار موقعو البيان، بالإشارة إلى تأكيد حكم الإعدام على رضا عبدالي، السجين السياسي في المحكمة العليا، إلى أنهم يطالبون بإلغاء هذا الحكم فورًا ووقف دورة الإعدامات في سجون إيران.
كما تناولوا نقل إحسان أفراشته ومهدي فريد، وهما سجينان محكومان بالإعدام، إلى مكان مجهول، وأوضحوا أنه رغم محاولات السجناء السياسيين منع هذا النقل، فإن الخشية قائمة من تنفيذ أحكامهم.
وأفادت "إيران إنترناشيونال" في 10 نوفمبر أن أكثر من 200 سجين سياسي محتجز في سجن إيفين اعترضوا على نقل أفراشته وعدد من زملائه، بما في ذلك فريد وبناهي، إلى مكان مجهول، مع تعرضهم للضرب أثناء النقل.
وفي الوقت نفسه، أفاد موقع حقوق الإنسان "هرانا" بأنه أثناء نقل أفراشته إلى مكان مجهول، أصيب أحد السجناء بنوبة صرع، ونُقل بعنف إلى عيادة السجن.
الألم المستمر للمجتمع
وأشار بيان حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" إلى ازدياد حالات الانتحار عبر إشعال النار في النفس بين الفئات الضعيفة في المجتمع، واعتبر ذلك نتيجة مباشرة لـ"الضغط والإذلال والقمع".
وورد في البيان أسماء: كوروش خيري، سائق مطرود من إدارة التربية والتعليم في خرم آباد، الذي أقدم على إشعال النار في نفسه احتجاجًا على فصله، وأحمد بالدي، طالب شاب يبلغ من العمر 20 عامًا في الأهواز، أقدم على إحراق نفسه بعد أن هدمت بلدية المدينة كشك بيع الطعام لعائلته، وتوفي.
وأشار مجاهد بالدي، والد أحمد بالدي، في مقابلة مع صحيفة "هم میهن" إلى أن موظفي البلدية حرضوا ابنه عند قيامه بإشعال النار في نفسه: "قال أحدهم: هل أعطيك ولاعة؟ أم أعطيك عود ثقاب؟".
ووصف البيان هاتين الحالتين كمثال على "صرخة الشعب الصامت الذي لا يملك سوى حياته للاحتجاج".
وفي السنوات الماضية، أُبلغ عن حالات عديدة لمحاولات إحراق النفس وانتحار بين العمال في إيران بسبب الفصل من العمل، أو ظروف العمل الصعبة، أو التأخير في دفع الأجور أو عدم دفعها، وغيرها من القضايا.
موجة الإعدامات.. تطبيع الموت في إيران
انتقد السجناء المشاركون في حملة " كل ثلاثاء لا للإعدام" تسارع وتيرة الإعدامات في الأشهر الأخيرة، واعتبروها دليلاً على "جنون آلة الموت الحكومية".
ووفقًا لموقعي البيان، فقد أُعدم 165 شخصًا في إيران منذ 23 أكتوبر؛ ومن هؤلاء فقط في الأسبوع الماضي 72 شخصًا، وفي يومي 3 و4 نوفمبر، فقد 29 شخصًا حياتهم.
وأفاد موقع "هرانا" في 9 أكتوبر، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أنه خلال العام الماضي أُعدم ما لا يقل عن 1537 شخصًا في إيران.
وأكد بيان هذا الأسبوع لحملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" أن النظام لا يستطيع من خلال الإعدام إسكات صوت العدالة والحرية.
ودعا موقعو البيان كل الضمائر اليقظة إلى رفع صرخة "لا للإعدام" في كل مدينة وشارع.
يذكر أن حملة الإضراب عن الطعام لسجناء حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" بدأت في 29 يناير (كانون الثاني) 2024، مطالبين بوقف إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، وفي الأسبوع الرابع والتسعين من الحملة، أقدم السجناء المحتجزون في 54 سجنًا في جميع أنحاء إيران على الإضراب عن الطعام.