"الإيكونوميست": إسرائيل تسعى لإسقاط النظام الإيراني قبل انتهاء ولاية ترامب

ذكرت مجلة "الإيكونوميست" في تحليل لها، بالإشارة إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، أنّ الحرب المقبلة ستشهد على الأرجّح سعي إسرائيل لتغيير نظام طهران.

ذكرت مجلة "الإيكونوميست" في تحليل لها، بالإشارة إلى الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، أنّ الحرب المقبلة ستشهد على الأرجّح سعي إسرائيل لتغيير نظام طهران.
وفي مقال نُشر يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، اعتبرت المجلة أنّ الهجمات على النظام الإيراني خلال الحرب مع إسرائيل تمثّل علامة على انهيار "إمبراطورية رجال الدين" في المنطقة، وكتبت أنّ الحروب الأخيرة في الشرق الأوسط كانت في آنٍ واحد "محورية وغير مكتملة".
وتابعت المجلة في ما يتعلّق باحتمال اندلاع مواجهة جديدة بين النظام الإيراني وإسرائيل: "إذا اندلعت حرب ثانية، فمن المرجّح أن تسعى إسرائيل إلى إسقاط النظام، لكن إذا اعتقدت إيران أنّ إسرائيل تنوي تغيير النظام، فقد تهاجم جيرانها، ما قد يجبر ترامب على الاختيار بين كبح إسرائيل ومواجهة خطر زعزعة الاستقرار في الدول العربية الحليفة لأميركا".
وفي الأسابيع الأخيرة، صدرت تصريحات متعدّدة حول احتمال تجدّد الحرب بين إيران وإسرائيل. ففي 10 نوفمبر، أعلن مسؤول أمني إسرائيلي أنّ جيش بلاده يستعد لسيناريو حرب قد تستمر أكثر من 12 يومًا. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع أيضًا إنّ على إسرائيل أن تضع هدف إسقاط النظام الإيراني ضمن أولوياتها قبل نهاية ولاية ترامب.
وأشارت مجلة "الإيكونوميست" إلى أنّ "علي خامنئي حاول طوال عقود البقاء على حافة الحرب والسلام مع إسرائيل، وعلى أعتاب إنتاج القنبلة النووية"، وأضافت: "لقد انهار هذا التوازن، لكن خامنئي، الذي يبلغ الآن 86 عامًا، لا يبدو مستعدًا لتغيير مساره، وستقع هذه المهمة على عاتق خليفته".
أما صحيفة "جيروزالِيم بوست"، فقد نشرت بدورها مقالًا تحليليًا حول مساعي إسرائيل لتغيير نظام الحكم في إيران بالتعاون مع الولايات المتحدة قبل انتهاء إدارة دونالد ترامب، مشيرةً إلى أنّه بعد وفاة علي خامنئي وحدوث مأزق بشأن خلافته، قد تتمكّن أميركا وإسرائيل "بمهارة ودقّة" من استغلال الفرصة لإحداث تغيير في النظام.
وأضافت "جيروزالِيم بوست" أنّ قتل خامنئي أو اعتقاله أو إزاحته أو حتى إبعاد خليفته لن يؤدي بمفرده إلى سقوط النظام، بل قد يفضي إلى ردود فعل داخلية تزيد الأوضاع تعقيدًا. وتابعت الصحيفة أنّه إذا مات خامنئي ميتة طبيعية، فسيكون من الطبيعي أن تظهر حالة من الفوضى والتنافس بين التيارات المتنازعة داخل النظام.
من جانبه، قال مسعود بزشکیان، رئيس الحكومة الإيرانية، في 11 نوفمبر، خلال كلمة له في الجلسة العلنية للبرلمان الإيراني، إنّه خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين النظام الإيراني وإسرائيل، كان قلقًا على سلامة خامنئي، لأنه كان يعتقد أنه لو قُتل "المرشد" في هجوم إسرائيلي، لاندلع صراع داخلي داخل النظام، ولم تكن هناك حاجة حينها إلى أن تشنّ إسرائيل أي هجوم آخر.

أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 32 شخصاً وكياناً في كل من إيران، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، والصين، وهونغ كونغ، والهند، وألمانيا، وأوكرانيا.
وجاءت هذه العقوبات بسبب تورطهم في شبكات توريد مرتبطة بإنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التابعة للنظام الإيراني.
وقال نائب وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، يوم الأربعاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، إنّ النظام الإيراني يستغل الأنظمة المالية حول العالم لغسل الأموال، وشراء مكونات لبرامجه النووية والعسكرية، ودعم وكلائه في المنطقة.
وأضاف: "بأمر من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ستواصل الولايات المتحدة ممارسة سياسة الضغط الأقصى على إيران حتى إنهاء تهديدها النووي"، مؤكداً أنّ واشنطن تتوقع من جميع الدول تطبيق العقوبات "غير القابلة للإلغاء"، التي فرضتها الأمم المتحدة على طهران، لقطع وصولها إلى النظام المالي العالمي.
وأشار بيان وزارة الخزانة الأميركية إلى أنّ الأشخاص والشركات المشمولين بالعقوبات يمثلون تهديداً للملاحة التجارية في البحر الأحمر، وللقوات الأميركية وحلفائها في الشرق الأوسط.
شبكة دولية لشراء مواد وقود الصواريخ
في أحدث خطوات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية تم إدراج شبكة متعددة الجنسيات تُعرف باسم "شراكة MVM" على قائمة العقوبات؛ بسبب تزويدها إيران بمواد كيميائية تُستخدم في تصنيع وقود الصواريخ.
ومنذ عام 2023، عملت هذه الشبكة بالتنسيق مع مجمع الصناعات الكيماوية بـ "بارتشين"، التابع لمنظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية، على شراء مواد مثل كلورات الصوديوم وبيركلورات الصوديوم وحمض السباسيك من الصين، وهي مواد تدخل في إنتاج الوقود الصلب والرّاتنجات المستخدمة في الصواريخ الباليستية.
وقد نقلت الشبكة مئات الأطنان من هذه المواد إلى إيران منذ تأسيسها.
وشملت العقوبات ماركو كلينغ، المقيم في الإمارات، ومجيد دولت خواه ووحيد قيومي في إيران وتركيا، لدورهم في تسهيل عمليات الشراء والنقل. كما أدرجت عدة شركات منها: EVA، وFramlane، وMVM Amici، وزاكرس شیمی فارس، وفرقان نوین بارس، وVGGW.
توريد مكونات حيوية للطائرات المسيّرة
كما فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من الأفراد والشركات المرتبطة بشركة كيميا بارت سیوان (KIPAS) الإيرانية، التي تعمل مع قوة القدس التابعة للحرس الثوري في تطوير الطائرات المسيّرة.
وشملت العقوبات شركتي بسبار بویا (Pardo) وبارس نوانديشان (ARIAPA) اللتين تنتجان وتصلحان قطع الطائرات المسيّرة، وتعملان في تطوير أنظمة إلكترونية لصالح برنامج المسيّرات الإيراني.
وأُدرج أيضاً كلّ من علي أبطحي، ومحمد روحاني، وحسين صيادي تورانلو، وإحسان محقق دولت آبادي ضمن قائمة العقوبات لدورهم في إدارة عمليات التوريد والتصنيع.
شبكة تمويل وتسليح
استهدفت العقوبات أيضاً شركة "أوج برواز ما دو نفر" (Mado)، المسؤولة عن تصنيع محركات الطائرات المُسيّرة من طراز "شاهد-131" و"شاهد-136"، إلى جانب أحد عشر كياناً وشخصاً داعمين لها.
وشملت العقوبات ما جي، وهو مواطن صيني ينظم التعاون الدفاعي بين إيران والمورّدين الصينيين، ويدير شركات صينية، وأخرى في هونغ كونغ، منها: Yiwu City Xianma، وQian Xi Long، وHin Yun، وجميعها أدرجت على القائمة السوداء.
كما شملت العقوبات خمس شركات تركية (Arkadia، Intro Auto، On Ucar، Royal Yapi Viren) وثلاث شركات أخرى (Loris، Ozcam، Artash) بسبب تعاملها المالي مع تلك الكيانات.
شبكات دعم صناعات الطيران الإيرانية
كذلك فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على شبكة تدعم شركة صناعات الطائرات الإيرانية (هسا) التابعة لوزارة الدفاع، وهي المسؤولة عن إنتاج الطائرات العسكرية والطائرات المسيّرة من طراز أبابيل.
كما أُضيف الاسم الجديد للشركة "FTP Co"، إلى القائمة.
وبحسب البيان، استخدم بهرام طبيبي، عبر شركتين في أوكرانيا (Imperative GK وEcofra)، شركات واجهة لتوريد مكونات طيران، مثل أجهزة القياس والمغناطيسات لـ "هسا".
وشملت العقوبات أيضاً بتول شفيعي وسعيد پهلواني نجاد لدورهما في عمليات التحويل والدفع.
استمرار الضغط الأقصى
يأتي هذا الإجراء في إطار حملة جديدة من سياسة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني، التي أعاد تفعيلها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد أقل من أسبوعين على بدء ولايته الثانية.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت في يوليو (تموز) الماضي عقوبات على 22 شركة وهيئة في هونغ كونغ والإمارات وتركيا بتهمة الالتفاف على العقوبات وتمويل مبيعات النفط لصالح قوة القدس التابعة للحرس الثوري.
وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، آنذاك إن النظام الإيراني "يستخدم عائدات النفط لتمويل برامجه النووية والصاروخية المزعزعة للاستقرار بدلاً من خدمة الشعب"، مؤكداً أنّ واشنطن ستواصل جهودها لخنق مصادر تمويل هذه الأنشطة، ومنع طهران من الوصول إلى مواردها المالية.

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري، أنّه منذ الهجمات الأميركية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، فقدت الوكالة إمكانية التحقق من مخزونات اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من المستوى العسكري في إيران.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، يوم الأربعاء 12 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن التقرير السري، الذي تم توزيعه على الدول الأعضاء، شدّد على أنّ استمرار هذا الوضع يمنع الوكالة من تقييم الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، وأنّ إعادة تشكيل صورة كاملة عن وضع مخزونات اليورانيوم الإيرانية ستكون عملية طويلة ومعقدة.
كما نقلت وكالة "رويترز"، عن التقرير السري نفسه، أنّ الوكالة لم تتمكن منذ خمسة أشهر من الوصول إلى المواد النووية الإيرانية.
وأكد التقرير أنّ كمية اليورانيوم عالي التخصيب، التي أنتجتها إيران واحتفظت بها تُعدّ "مسألة بالغة القلق".
ووفقًا لأحدث تقرير رسمي للوكالة، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، فإن إيران تمتلك 440.9 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة لا تفصلها سوى خطوة تقنية واحدة عن مستوى التخصيب العسكري البالغ 90 في المائة.
ومع ذلك، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ، يوم الاثنين 10 نوفمبر الجاري، بأنّ طهران لا تزال عضوًا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، مشيرًا إلى أنّ مفتشي الوكالة زاروا عددًا من المنشآت النووية الإيرانية، خلال الأسبوع الماضي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد حذّر من أنّ هذه الكمية من اليورانيوم يمكن أن تكفي، في حال قررت إيران تصنيع سلاح نووي، لإنتاج ما يصل إلى 10 قنابل ذرية، مع تأكيده في الوقت نفسه أنّ طهران لم تتخذ مثل هذا القرار حتى الآن.
مطالبة الوكالة بتقرير خاص
وبموجب اتفاق الضمانات بين إيران والوكالة، يتعين على طهران تقديم تقرير خاص عن وضع ومكان المواد النووية لديها، بما في ذلك مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب، بعد أحداث مثل الهجمات أو الزلازل.
ويجب أن يتضمن هذا التقرير أيضًا تفاصيل حول حالة المنشآت، التي تضررت خلال الحرب في شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وقالت الوكالة إنّ تلقي هذا التقرير ضروري ولا بديل عنه لضمان بقاء المواد النووية ضمن الأنشطة السلمية، ومنع استخدامها لأغراض عسكرية.
ومع ذلك، أبلغت طهران الوكالة، في رسالة يوم الثلاثاء 11 نوفمبر، بأنّ "أي تعاون مع هذه المؤسسة سيعتمد على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني".
وأكد التقرير أيضًا أنّ إيران لم تسمح بعد لمفتشي الوكالة بالدخول إلى المنشآت المتضررة، رغم أنّه بعد اتفاق المدير العام غروسي مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، المعروف باسم "اتفاق القاهرة"، تم السماح بزيارات إلى بعض المراكز غير المتضررة، مثل محطة بوشهر للطاقة النووية، والمفاعل البحثي في طهران، وعدة منشآت أخرى.
وأضافت الوكالة أنّ مفتشيها سيتوجهون إلى إيران لإجراء تفتيش في مركز التكنولوجيا النووية في أصفهان، الواقع على بعد نحو 350 كيلومترًا جنوب شرق طهران، والذي يضم آلاف الخبراء النوويين، وثلاثة مفاعلات بحثية صينية الصنع، وعددًا من المختبرات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
العقوبات وعزلة إيران
بعد انتهاء الحرب، التي استمرت 12 يومًا، علّقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين أعاد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات الواسعة ضد طهران عبر "آلية الزناد" (العودة التلقائية للعقوبات).
وأثار هذا الإجراء غضب طهران، وأدى في النهاية إلى عدم تنفيذ "اتفاق القاهرة".
وفي رواية متناقضة، قال عراقجي إنّ التعاون مع الوكالة "لا يمكن أن يستمر كما في السابق".
وبحسب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، تلتزم إيران قانونيًا بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولكن إعادة فرض العقوبات الأممية أدت إلى تجميد الأصول الإيرانية في الخارج، ووقف الصفقات العسكرية مع طهران، وإخضاع برنامجها الصاروخي لعقوبات جديدة.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أنّ هذه التطورات جعلت إيران في عزلة غير مسبوقة، وأنّ أزمة الثقة بينها وبين المؤسسات الدولية، بشأن طبيعة برنامجها النووي، بلغت مستوى غير مسبوق من التوتر.

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في مقال تحليلي، عن سعي إسرائيل إلى تغيير النظام الإيراني، قبل انتهاء ولاية دونالد ترامب، أنه بعد وفاة المرشد علي خامنئي، وحدوث صراع حول خلافته، قد تتمكن أميركا وإسرائيل بـ "مهارة ودقة" من استغلال الفرصة لتغيير ذلك النظام.
وأضافت الصحيفة، في مقال نُشر يوم الثلاثاء 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن قتل أو اعتقال أو إقصاء خامنئي أو تنحيه بمفرده "لن يكون حتى قريبًا من إسقاط النظام" ومن الممكن أن يصعّب الأمر بسبب ردود الفعل داخل إيران؛ بينما إذا مات خامنئي طبيعيًا، فقد تنشأ الفوضى والتنافس بين الفصائل المتنافسة من تلقاء نفسها.
وأوضحت: "بالنظر إلى قوات التعبئة، والتحكم بالإنترنت، والنفوذ العميق للحرس الثوري في كل المجالات السياسية والاقتصادية في إيران، سيكون من الصعب للغاية إسقاط هذا النظام، دون مزيج من حركة احتجاجية واسعة النطاق وعلى الأقل قائد عسكري رفيع المستوى قادر على تنظيم قواته خلف المحتجين وضد قوات التعبئة".
وقال الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، في خطاب ألقاه، خلال جلسة علنية للبرلمان الإيراني، يوم الثلاثاء 11 نوفمبر، إنه خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، كان قلقًا من أن يصاب خامنئي لأنه كان يعتقد أنه إذا قُتل "المرشد" في هجوم إسرائيلي فستنشب صراعات داخل السلطة، ولن تكون هناك حاجة لهجوم إسرائيلي آخر.
وأضاف: "عمود الخيمة للثورة هو المرشد. قد نختلف معًا، لكن هناك من يقول بشأن الخلافات هذا لا أو ذاك لا. انتهى الأمر وذهب".
وبحسب قول بزشکیان، فإن الساحة السياسية في إيران لم تتعلم بعد "فن الحوار مع بعضهم البعض" وبدلاً من النقاش يسهل عليهم إدانة بعضهم البعض واتهامهم.
وقال إن وجود مرشد للنظام الإيراني هو العامل الرئيس في منع الانقسام والأزمة الداخلية في مثل هذه الظروف.
الموت بآلاف الجراح
استطردت "جيروزاليم بوست" أنه خلال فترة رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، في إسرائيل، أطلقت الحكومة والجيش والموساد عشرات العمليات في إيران أُطلق عليها بشكل غير رسمي اسم "الموت بآلاف الجراح"، لاستخدام بعض التقنيات طويلة المدى نفسها التي استخدمتها أميركا لإضعاف الاتحاد السوفييتي، من أجل إضعاف النظام الإيراني.
وأشار التحليل إلى أنه ليس خامنئي فقط من يجب إضعافه، بل الحرس الثوري- بكل أجزائه- ينبغي أن يُضعف ويُستبدل بقوى محلية طبيعية أخرى في إيران، حتى يصبح إسقاط النظام "بمعنى إزالة كل المكونات التي تكن عداءً شديدًا لإسرائيل والغرب" ممكنًا.
وفي الأشهر الماضية، صدرت عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين تصريحات تهدد المرشد الإيراني بالموت.
وردًا على تهديدات إسرائيل بقتل خامنئي، شدد الأخير في رسالة من مخبئه نشرت في وسائل الإعلام الإيرانية، في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي على مواصلة القتال حتى الموت، ووصف "الشهادة" بأنها ثمن "الجهاد".
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، في 15 سبتمبر الماضي، بأنه في جلسة عُقدت مساء 12 يونيو (حزيران) الماضي، بحضور مسؤولين حكوميين وعسكريين إسرائيليين، طُرح البحث عن فرصة لقتل خامنئي، وزعزعة النظام الإيراني.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 17 يونيو الماضي، أنه على علم بمكان اختباء خامنئي، لكنه لا يعتزم قتله، "في الوقت الحالي".
وقال رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، في 16 يونيو الماضي أيضًا، حول احتمال استهداف المرشد الإيراني، علي خامنئي، لقناة "إيران إنترناشيونال": "لن أدخل في التفاصيل حتى يبقى كل شيء مفتوحًا".

قال الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، في مقابلة مع "واشنطن بوست" إن حكومته قامت بطرد القوات الإيرانية وحزب الله من سوريا وهي مستعدة لمرحلة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأوضح الشرع، في المقابلة التي نُشرت يوم الثلاثاء 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن "الهدف الأهم هو بدء بناء العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة، لأنه في المائة عام الماضية، لم تكن العلاقة جيدة".
وأضاف الشعار أن بلاده تجري محادثات مع إسرائيل بدعم من الرئيس دونالد ترامب وشركاء دوليين آخرين.
وقال: "إن إسرائيل دائمًا قالت إنها تشعر بالقلق من سوريا لأنها تخشى التهديدات التي تمثلها الميليشيات الإيرانية وحزب الله". وأضاف: "نحن من طردنا تلك القوات من سوريا".
وأشار إلى أن المفاوضات السورية مع إسرائيل حققت تقدمًا، قائلاً: "نحن في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقطعنا شوطًا جيدًا في طريق الوصول إلى اتفاق". وأضاف: "لكن للوصول إلى اتفاق نهائي، يجب على إسرائيل الانسحاب إلى حدودها ما قبل 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024".
وتابع قائلًا: "الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا في هذه المفاوضات. اليوم، اكتشفنا أن السيد ترامب يدعم وجهة نظرنا أيضًا، وسوف يدفع بأسرع ما يمكن من أجل الوصول إلى حل لهذا الأمر".
وحول فكرة إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، قال الشرع: "التحدث عن منطقة منزوعة السلاح بالكامل سيكون أمرًا صعبًا، لأنه إذا حدث أي نوع من الفوضى، من سيحميها؟ وفي النهاية، هذه أراضٍ سورية، وسوريا يجب أن تتمتع بحرية التعامل مع أراضيها".
علاقات عملية مع روسيا
فيما يتعلق بروسيا، قال الشرع إن سوريا قاتلت قوات موسكو لعقد من الزمان، لكنها الآن تسعى إلى علاقة عملية معها بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي. وقال: "نحتاج إلى روسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن. نحتاج إلى تصويتها لصالحنا في بعض القضايا، ولدينا مصالح استراتيجية معهم".
وأضاف أن مسألة الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، الذي يوجد في روسيا، لا تزال غير مُعالجة، قائلًا: "مسألة بشار الأسد تُعد مشكلة لروسيا، وعلاقتنا معهم. نحن ما زلنا في البداية". وأضاف: "سوف نحافظ على حقوقنا كسوريين في المطالبة بمحاكمة الأسد".
وجاءت تصريحات الشرع، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة معظم العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يومًا، مع الإبقاء على القيود المتعلقة بالأعمال التجارية المرتبطة بإيران وروسيا، وفقًا لما ذكرته وزارة الخزانة الأميركية، يوم الاثنين 10 نوفمبر الجاري.
ويهدف القرار إلى تمديد بعض التخفيف الجزئي بموجب قانون "قانون قيصر"، لكنه يحافظ على القيود المتعلقة بالمعاملات التي تشمل حكومات إيران وروسيا أو بضائعها أو تقنياتها أو تمويلها.
وجاءت هذه الخطوة بعد زيارة الشرع إلى واشنطن، وهي أول زيارة لرئيس سوري إلى العاصمة الأميركية، حيث التقى دونالد ترامب لمناقشة إعادة بناء العلاقات. وقد أزالت واشنطن الشرع من قائمة "الإرهابيين العالميين المصنفين" قبل الزيارة، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

قال أستاذ العلوم السياسية والمحلل البارز المقيم في طهران، صادق زيباکلام، إنّ إيران تستخدم المفاوضات كغطاء للمماطلة، والسعي نحو امتلاك السلاح النووي، مؤكدًا أن النظام "يعيش على العداء لأميركا"، ولا يملك ما يقدمه للشعب سواه.
وأضاف زيباكلام، في برنامج حواري يوم الثلاثاء 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن النظام الإيراني كان يختبئ وراء شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، بينما كان يخدع العالم بشأن أهدافه النووية. وقال: "لقد صرخت طوال حياتك بشعارات الموت لأميركا وفعلت كل ما في وسعك لتدمير إسرائيل. كانت مفاوضاتك مزيفة. كنت تضيع الوقت. أنت تسعى وراء سلاح نووي".
وتابع قائلاً في البرنامج الذي بثته وسائل إعلام: "إذا أخذت منهم عداءهم تجاه أميركا، ليس لديهم ما يقولونه للشعب".
إيران تجدد دعوتها لاتفاق سلمي
جاءت تصريحات زيباكلام بعد يوم من قول دبلوماسي إيراني كبير إن طهران لا تزال ترغب في اتفاق نووي "سلمي" مع الولايات المتحدة، لكنها لن تتنازل عن أمنها القومي. واتهم نائب وزير الخارجية واشنطن بإرسال "رسائل متناقضة" من خلال الوسطاء وخيانة الدبلوماسية.
وكانت واشنطن وطهران قد عقدتا خمس جولات من المحادثات قبل الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، في يونيو (حزيران) الماضي، والتي استهدفت خلالها القوات الأميركية المواقع النووية الإيرانية. وقال ترامب، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن "يد الصداقة" الأميركية لا تزال ممدودة إذا كانت طهران مستعدة لإبرام اتفاق.
ويُذكر أن زيباكلام، الذي تعرض للعديد من الملاحقات القضائية وأحكام بالسجن بسبب آرارئه المعارضة، تم اتهامه في يناير (كانون الثاني) بعد خطاب ألقاه في الدوحة أغضب السلطات الإيرانية. وقالت وسائل إعلام قضائية إنه تم الحكم عليه بالسجن بتهم "الدعاية ضد النظام" و"نشر معلومات كاذبة".
وجدير بالذكر أن المسؤول الإيراني السابق، محمد جواد لاريجاني، قد صرح بأن طهران يمكنها إنتاج قنبلة نووية في أقل من أسبوعين، لكنها اختارت عدم القيام بذلك. وأضاف أن العقيدة النووية الإيرانية تعتبر هذه القدرة وسيلة ردع بينما تحظر تحويلها إلى سلاح، وذلك بناءً على فتوى من المرشد علي خامنئي.