الرئيس الإيراني: خامنئي يبقي باب المفاوضات غير المباشرة مفتوحًا مع واشنطن

قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن المرشد علي خامنئي، أشار في رده على رسالة دونالد ترامب، إلى أن مسار المفاوضات "غير المباشرة" مع الولايات المتحدة لا يزال مفتوحًا. ووفقًا للمسؤولين الإيرانيين، فإن هذه المفاوضات ستقتصر على البرنامج النووي.

وقال بزشكیان، يوم الأحد 30 مارس (آذار)، إن الرد الذي قدمه خامنئي على رسالة ترامب وصل إلى الوسيط الأميركي عبر سلطنة عُمان.

وأضاف الرئيس الإيراني: "على الرغم من أن التفاوض المباشر بين الطرفين قد تم رفضه في هذا الرد، فإنه تم التأكيد أن مسار التفاوض غير المباشر لا يزال مفتوحًا".

وأشار إلى أن "عدم التزام" واشنطن تسبب في تعقيد مسار التفاوض، مؤكدًا أنه يتعين على الأميركيين الآن تصحيح الأمر وإعادة بناء الثقة، وقال: "إن أسلوب تصرف المسؤولين الأميركيين هو الذي سيحدد استمرار مسار المفاوضات".

قبل ذلك قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن إيران ردت على رسالة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتم وضع مسار المفاوضات "غير المباشرة" مع الولايات المتحدة على جدول الأعمال. ووفقًا للتقارير، فقد أكدت طهران أن هذه المفاوضات ستقتصر فقط على البرنامج النووي.

وكتبت مهاجراني، يوم الأحد، على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس": "تم إعداد الرد الإيراني على الرسالة المرسلة وتسليمه. وفي هذا السياق، وُضِع مسار المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة على جدول الأعمال، وتستمر المحادثات الدبلوماسية".

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن في 27 مارس الجاري، أن طهران أرسلت ردًا على رسالة ترامب "بطريقة مناسبة عبر سلطنة عُمان".

المفاوضات حول البرنامج النووي
لم توضح مهاجراني الوسيط، الذي سيتم من خلاله إجراء هذه المفاوضات غير المباشرة، لكن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، قال إن هذه المفاوضات ستجري "عبر الأوروبيين أو روسيا".

وأضاف بخشايش أردستاني، يوم الأحد 30 مارس، أن إيران قدمت ردًا جيدًا على رسالة ترامب، وأعلنت أنها "ستتفاوض بشكل غير مباشر فقط حول القضية النووية".

وتابع: "قلنا لترامب إننا لن نتفاوض بشأن قدراتنا الدفاعية أو الصواريخ. أما بالنسبة للقضايا الإقليمية، فقد أكدنا أننا لا نمتلك مجموعات بالوكالة".

وذكر موقع "واينت" الإسرائيلي، اليوم أيضًا، أنه من المتوقع أن تحدد المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في الأشهر المقبلة مصير الاتفاق النووي.

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل تستعد أيضًا لسيناريو فشل المفاوضات بين طهران وواشنطن.

ومن جانبها، ذكرت صحيفة "العربي الجديد" القطرية، أمس السبت 29 مارس الجاري، أن طهران أكدت في ردها الرسمي على الرسالة الأخيرة لترامب التزامها بالمواقف الثابتة، مثل عدم التفاوض حول برنامجها الصاروخي، أو المجموعات الوكيلة، وعدم التفاوض خارج إطار الاتفاق النووي.

اختيار عُمان بدلاً من الإمارات كوسيط
قالت مصادر إيرانية، لصحيفة "العربي الجديد"، إن قرار طهران إرسال الرد عبر عُمان، بدلاً من الإمارات العربية المتحدة، كان خطوة متعمدة، مما يعكس ثقة إيران في دور عمان كوسيط "محايد".

وأكد بخشايش أردستاني أن طهران أعطت نسخة من الرسالة إلى الإمارات، لكن الوسيط كان عُمان، لأن إيران "على الأرجح لديها ثقة أكبر" في مسقط.

ومنذ نحو أسبوعين، سلم المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، رسالة ترامب إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في طهران.

وعلّق عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان على هؤلاء الوسطاء قائلاً: "هذه المرة لم ترسل أميركا الرسالة عبر عُمان أو سويسرا أو اليابان، لأنها كانت تبعث الرسائل من خلال هذه الدول في الماضي دون الوصول إلى نتيجة. لكن هذه المرة أرسلت الرسالة عبر الإمارات؛ لأنها كانت تعلم أن لغة التهديد فيها أكثر شدة".

وأضاف بخشايش أردستاني: "الإمارات لا تخشى إيران كثيرًا، لأن إيران تستورد ما يقارب 40 مليار دولار من السلع الأساسية من الإمارات. وفي هذه المرة، أوكلت أبو ظبي تسليم الرسالة إلى شخص دبلوماسي، ولكنه ليس دبلوماسيًا مسؤولاً تمامًا".

وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، في 19 مارس الجاري، أن رسالة ترامب كانت ذات لهجة حادة، وحددت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وحتى الآن، لم يقدم القادة والمسؤولون الإيرانيون أي تفاصيل حول مضمون ومحتوى رسالة ترامب.

وأعلنت العلاقات العامة بوزارة الخارجية الإيرانية، بشأن كيفية تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة، أن الحفاظ على سرية المفاوضات والمراسلات الدولية، وعدم الكشف عن تفاصيل العمليات الدبلوماسية هو "سلوك احترافي يتماشى مع المصالح الوطنية"، وسيستمر "طالما تتطلب المصالح الوطنية ذلك".

وأضافت الوزارة في بيان: "الإصرار على الكشف عن المراسلات والتفاعلات الجارية بين الدول باستخدام عبارات مضللة، مثل اعتبار الشعب (غير مؤهل) لمعرفة الحقائق، حتى في أحسن الأحوال، ليس سوى تشويش غير ضروري ومحاولة لزرع البلبلة في المجتمع".

وطالب عزت الله ضرغامي، وزير السياحة في حكومة الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، يوم السبت 29 مارس الجاري، بنشر نص رسالة ترامب إلى المرشد علي خامنئي، وقال: "يبدو أن الشعب فقط هو الذي يعتبر (غير مؤهل)".

وفي 4 فبراير (شباط) الماضي، وقّع ترامب أمرًا بإعادة فرض سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر؛ لدفع طهران إلى وقف برنامجها النووي.

وأكد ترامب مرة أخرى، في 28 مارس، أن على إيران إما التفاوض، أو مواجهة عواقب وخيمة للغاية.