طهران عرضت على واشنطن خفض التوترات النووية مقابل رفع العقوبات والإفراج عن أموالها المجمدة
علمت "إيران إنترناشيونال" من مصادر دبلوماسية في طهران أن وزارة الخارجية الإيرانية اقترحت على الولايات المتحدة خلال محادثات السبت الماضي "خطة من 3 مراحل" تهدف إلى خفض التوترات النووية مقابل رفع العقوبات والوصول إلى الأموال الإيرانية المجمدة.
ومن المقرر أن تبدأ الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما بوساطة عمانية.
وبناءً على المقترح الذي قدّمته إيران، فقد تعهدت طهران في المرحلة الأولى بأنه في حال حصولها على أموالها المجمّدة وسُمح لها ببيع النفط، ستقوم بخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المائة.
وفي المرحلة الثانية، إذا تمكنت الولايات المتحدة من إقناع الترويكا الأوروبية بعدم تفعيل "آلية الزناد" وقامت بإلغاء جزء من العقوبات، فإن إيران ستوقف التخصيب عند المستويات العالية، وتستأنف عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية وتنفيذ البروتوكول الإضافي.
أما في المرحلة الثالثة، فإذا تم التصديق على الاتفاق النهائي في الكونغرس الأميركي وتم إلغاء جميع العقوبات الأولية والثانوية، فإن إيران ستوافق على نقل اليورانيوم المخصّب إلى دولة ثالثة.
يأتي هذا وسط تقارير عن خلاف داخل الإدارة الأميركية بشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وفي الأثناء، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال زيارته إلى طهران، إن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة وصلت إلى "مرحلة حساسة للغاية"، وإن الجانبين لديهما فرصة محدودة لحل المأزق الطويل الأمد بشأن البرنامج النووي لطهران.
وأضاف غروسي في تصريح لوكالة "بلومبرغ": "هناك احتمال لتحقيق نتيجة إيجابية، لكن لا يوجد شيء مضمون".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كتبت، الأربعاء 16 أبريل (نيسان)، أن الخلافات كشفت عن انقسام بين تيارين في إدارة ترامب؛ تيار يرى ضرورة تدمير البرنامج النووي الإيراني عسكرياً، وآخر أكثر حذراً يشكك في إمكانية القضاء على طموحات إيران النووية عبر هجوم عسكري دون التسبب بحرب أوسع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن إسرائيل خططت لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، ربما في الشهر المقبل، بمساعدة الولايات المتحدة، لكن بعد خلافات داخل إدارة ترامب، قرر الرئيس دونالد ترامب إيقاف هذه الخطة، مفضلاً التفاوض لتقييد البرنامج النووي لطهران.
ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، وضع المسؤولون الإسرائيليون في الأسابيع الأخيرة خططاً لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية في الشهر المقبل، بهدف تأخير تقدم البرنامج النووي الإيراني لمدة عام على الأقل.
وأشار التقرير إلى أن معظم هذه الخطط تطلبت مساعدة الولايات المتحدة، سواء للدفاع عن إسرائيل ضد هجمات انتقامية إيرانية أو لضمان نجاح العملية.
ومع ذلك، اختار ترامب حالياً الدبلوماسية على العمل العسكري، وفتح باب المفاوضات مع إيران، مانحاً إياها مهلة عدة أشهر للتوصل إلى اتفاق.
كما كتب موقع "أكسيوس"، يوم الأربعاء 16 أبريل (نيسان)، في تقرير له أن دونالد ترامب ملتزم بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، لكن هناك خلافًا داخل فريقه الأمني حول أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف الموقع أن المسؤولين الأميركيين يختلفون حول أي مسار سيكون أكثر نجاحًا، لكنهم يعتقدون أن الحرب ستندلع على الأرجح إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع طهران.
وكان الموقع قد كشف، يوم 15 أبريل عن عقد اجتماع سري في "غرفة الأزمات" بالبيت الأبيض، حيث ناقش ترامب وكبار مسؤوليه المفاوضات النووية مع إيران.