خطر مشاركة الروس في المفاوضات.. وعنف "مجتمعي" ضد النساء.. و"حرب شوارع" في أميركا

سيطر موضوع سرقة وثائق نووية إسرائيلية، على اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة يوم الاثنين 9 يونيو (حزيران)، بالإضافة إلى زيادة معدلات جرائم القتل ضد النساء، والمظاهرات التي تجتاح بعض الولايات الأميركية، والعقلية الإدارية السلبية في المؤسسات الإيرانية.
ولليوم الثاني على التوالي، تحتفي الصحف الإيرانية بما وصفته "نجاح الاستخبارات الإيرانية في الحصول على كميات من الوثائق والمعلومات بالغة الحساسية من داخل إسرائيل"، حيث تناقل العديد من الصحف تصريحات وزير المخابرات الإيراني عن تفاصيل العملية.
ولا يزال مقتل الشابة الإيرانية إلهة حسين نجاد وقانون حماية النساء، لا سيما بعد مقتل بطلة المصارعة الحرة النسائية "هانية بهبودي" الأم البالغة من العمر 23 عامًا على يدي زوجها في مدينة فريمان بمحافظة خراسان الرضوية، يحظى باهتمام الصحف الإيرانية، وبخاصة الإصلاحية.
ونقلت صحيفة "هفت صبح" المقربة من رئيس البرلمان، عن نرجس معدنى بور، رئيس اللجنة الثقافية والاجتماعية بمجلس بلدية طهران، قولها: "هذا الحادث المأساوي، يعكس ضرورة إعادة النظر في العوامل المسببة للخطر في المدن، خصوصًا بالنسبة للنساء والأطفال وكبار السن".
وفي صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، كتب المحامي حميد رضا حاجي اسفندياري: "لا تنبع شدة رد الفعل العام تجاه هذه الحادثة، عن فداحة الكارثة الإنسانية وطريقة العنف المستخدمة في القتل فقط؛ وإنما تنبثق من استثارة شعور جماعي باليأس وانعدام الأمن الاجتماعي".
ووفق صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، تثير جرائم القتل بدافع الشرف من جهة، وقتل النساء والفتيات بسبب غياب الرقابة والأمن من جهة أخرى، مخاوف المجتمع.
وكتبت صحيفة "أبرار" الأصولية: "لم يعد قتل النساء بداعي الشرف مجرد كارثة إنسانية، بل أصبح أزمة قضائية واجتماعية. لابد من إعادة صياغة جادة للقوانين الجزائية المتعلقة بالعنف ضد النساء. لا ينبغي أن يصبح الدفاع عن الشرف ذريعة لقتل النساء. يجب تعزيز برامج الدعم للنساء المتضررات من العنف المنزلي".
كذلك سلطت الصحف الإيرانية الضوء على مظاهرات المهاجرين في الولايات المتحدة الأميركية، ووصفت صحيفة "سياست روز" المظاهرات بـ"حرب الشوارع". وكتبت صحيفة "جوان": "فيضان في عاصمة المهاجرين الأميركية".
وتحت عنوان "الحرب ضد الهجرة"، كتبت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية: "أشعلت حملة شنّتها قوات الهجرة والجمارك (ICE) على عدة مواقع، بينها مستودع ملابس في لوس أنجلوس، احتجاجات تجتاح اليوم أشهر مدينة أميركية".
وفي الشأن الاقتصادي، عارض البرلمان، وفق صحيفة "جمهوري إسلامي"، مطلب الحكومة مجددًا خفض ضريبة القيمة المضافة على الأدوية ومستلزماتها، والمستلزمات الاستهلاكية الطبية، وحليب الأطفال المجفف، والسلع الأساسية، ومستلزمات الثروة الحيوانية والزراعية.
وتواجه الأسر الإيرانية، بحسب صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية، تحديا خطيرا بسبب نقص حليب الأطفال؛ نتيجة تأثير السياسات النقدية والقيود الجمركية على انخفاض الواردات، وفشل المنتجات المحلية في توفير بديل مناسب.
واعترفت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، بأن السبب الرئيس في التحديات التي تواجه إيران، هو "قلة العزيمة، وسوء الأداء، والتأثر بالنزعة الأرستقراطية أو تسلط النفوذ، وإهمال بعض المسؤولين". ودعت إلى "تطهير العقلية الإدارية السلبية من رواسب التقاعس".
ونقلت صحيفة "عصر رسانه" الإصلاحية، عن حمید رضا إمام قلی تبار، مفتش اتحاد العمال العالي، قوله: "انقطاع الكهرباء أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج للسلع والخدمات على أصحاب العمل، والتي يتحملها في النهاية العمال والموظفون".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
صحيفة "شرق": "تسييس" الصحة أدى إلى "موت" صناعة الدواء
أعدت صحيفة "شرق" الإصلاحية، تقريرًا عن تأثير العقوبات، والتربح، وسوء الإدارة على "موت" صناعة الدواء في إيران، وكتبت: "لم يعد الوصول إلى الدواء مجرد قضية طبية، بل تحول إلى موضوع استراتيجي ذي أبعاد اقتصادية وسياسية... ومن أهم العوامل التي ساهمت في تفاقم هذه الأزمة، تسييس عملية صنع القرار في المجال الدوائي، أي تدخل الرؤى الحزبية، وعمليات التربح والاستغلال، والنظرات السياسية قصيرة الأمد في مجال يفترض أن يكون قائمًا بالكامل على التخصص ويستند إلى المصلحة العامة".
وأضاف التقرير: "إلى جانب هذه التحديات الهيكلية، كان للضغوط الدولية أيضًا تأثير متزايد على الوضع الدوائي في إيران؛ حيث استهدفت الجهود الأميركية والأوروبية المستمرة لتحقيق سياسة "التخصيب الصفري" وتشديد العقوبات ضد إيران، بشكل مباشر صناعة الدواء في إيران".
وخلص التقرير إلى ضرورة: "إعادة النظر بشكل جوهري في السياسات الداخلية للقطاع الدوائي، وتعزيز الرقابة المتخصصة، وقطع جذور الفساد والتربح، ووضع سياسات مقاومة للضغوط الخارجية، باعتبارها واجب أخلاقي وإنساني يجب أن يكون في صميم اهتمام الحكومة والسلطة".
"هم ميهن": أسباب "الانحرافات السلوكية" في المجتمع الإيراني
في صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، نشر الكاتب أحمد زيد آبادي، مقالًا عن العنف اللفظي والسلوكي في المجتمع الإيراني، وكتب: "من يتصور أو يدّعي أن سلوكنا كإيرانيين، يندرج ضمن الأعراف السائدة في المجتمعات الأخرى، فهو إما قطع علاقاته الاجتماعية وعاش في قوقعته، أو يرى أن هناك تعارضًا بين الاعتراف بالانحرافات السلوكية في المجتمع، وبين حفظ مكانته ومصالحه!"
وأضاف: "الحقيقة أن المشادات الكلامية، وعدم الاحترام، والفظاظة، والشتم، والاشتباكات الجسدية، والعراك، والاقتتال العنيف المفضي إلى القتل، قد تجاوزت بكثير، على مختلف المستويات المجتمعية، الحدود الطبيعية".
وعن الأسباب قال: "يمكننا أن نحصي الضغوط المتزايدة للحياة، من ضيق العيش وعدم كفاية الدخل، واستحقاق الأقساط، والزحام المروري، والهواء الملوث، وعدم استقرار الأسعار، والفساد الإداري، وعدم المساواة والتمييز، والخوف من المستقبل، وعشرات الأمور المشابهة، أسبابًا لغضب الأفراد وتحفيزهم على التصرف بعنف. لكن الوجه الآخر للقصة هو أن شيئًا محددًا جدًا في المجتمع الإيراني قد تضرر بشدة مؤخرًا، ألا وهو الجوهر الأخلاقي للمجتمع. نحن بحاجة إلى صحوة أخلاقية وطنية".
"ستاره صبح": خطر مشاركة الروس في المفاوضات
عبر نعمت الله إيزدي، الدبلوماسي الإيراني المتقاعد، بحسب صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، عن قلقه من تدخل الروس في المفاوضات النووية بين إيران وأميركا، وقال: "البعض قلق من أدوار روسيا في هذا المسار. الروس ليسوا مستعدين بمفردهم لحل هذه المفاوضات، ويرجح أنهم سيطلبون امتيازات من إيران وأميركا لاجتياز هذه المرحلة".
وأضاف: "إذا نظرت روسيا إلى قضية إيران بشكل مستقل ولم ترغب في أن تأخذ في الاعتبار مصالحها الخاصة، فإن بمقدورها كدولة مؤثرة في العالم أن تساعد. لكن إذا لم ترغب موسكو في المساعدة، فسوف تعقد القضية أكثر مما دفعها نحو الحل. لذلك فإنني غير متفائل كثيرًا إلا إذا غيرت روسيا سياستها".