تهديدات إسرائيل المتزايدة.. وتواطؤ غروسي.. والسياسات التقشفية

اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة يوم الأحد 22 يونيو (حزيران)، بما سمته "جهود الدبلوماسية الإيرانية"، في مواجهة إسرائيل، وشكوى طهران لمجلس الأمن ضد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي والتداعيات الاقتصادية للحرب الإسرائيلية.
وسلطت صحيفة "إيران" الرسمية الضوء على مشاركة وزير الخارجية، عباس عراقجي، في الاجتماع الـ 51 لوزراء خارجية الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، والذي أكد "عزم طهران الاستفادة القصوى من الأدوات الدبلوماسية والشرعية في مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني (إسرائيل) المتزايدة".
ووصفت صحيفة "مردم سالارى" الأصولية اجتماع إسطنبول بـ "اتحاد إسلامي لدعم إيران"، وتحت عنوان "الدبلوماسية من جنيف إلى إسطنبول"، نقلت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، عن وزير الخارجية الإيراني، قوله: "نستفيد من حقنا المشروع إزاء هجوم المعتدي".
وأضافت صحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني: "يقدم الجهاز الدبلوماسي في طهران نموذجًا مختلفًا لإدارة الأزمات: سردية لا تعتمد على السلبية، بل على الفعل المدروس والهادف، تسعى إلى تحويل فضاء الحرب إلى أداة لتعزيز المصالح الوطنية".
وعلى صعيد آخر، تقدمت إيران بشكوى لمجلس الأمن ضد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، وتحميله مسؤولية الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وحسبما ذكرى صحيفة "آكاه" الأصولية، فقد اشتملت عريضة الشكوى على "اتهام المدير العام للوكالة الدولية بالتواطؤ والصمت تجاه هجمات تل أبيب، واتباع نهج مسيّس وانتقائي تجاه إيران".
ونقلت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، عن وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف قوله: "يجب أن يُحاسب غروسي بسبب تواطئه في موت أبرياء إيران، نتيجة العدوان الإسرائيلي، الذي استخدم تقريره كذريعة".
وفي الشأن الاقتصادي، أثارت الحرب الراهنة، وفق صحيفة "اسكناس"، المخاوف من تعطيل إمدادات النفط في المنطقة، مما أدخل السوق العالمية في حالة اضطراب وتقلبات؛ حيث توقع محللو بنك سيتي أن ترتفع أسعار النفط بنسبة 20- 30 في المائة عن مستوياتها، حال تعطل الإنتاج اليومي بمقدار 1.1 مليون برميل.
وحذرت تقرير صحيفة "صبح امروز" الأصولية، من تجاهل أزمات المرأة المعيلة، وكتبت: "إغلاق الوحدات الإنتاجية الصغيرة، وتوقيف النشاط المؤقت للتعاونيات المحلية، وانخفاض الطلب في الأسواق الصغيرة، وتقييد عرض السلع، يعني فقدان فرص اقتصادية غير مستقرة للمرأة المعيلة".
وردًا على سؤال صحيفة "روزكار" الإصلاحية، حول كيفية إدارة الحكومة للاقتصاد في ظل الظروف الحربيـة، قال عضو غرفة تجارة إيران، مسعود دانشمند: "على الحكومة تقنين السلع الأساسية وإعطاء الناس كوبونات على الفور لتحقيق التوازن في الاستهلاك. بهذه الطريقة، يمكن للشعب الإيراني الحصول على المواد الغذائية، بينما يستطيع غير الإيرانيين الشراء من السوق الحرة".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"إيران": سياسات تقشفية في ظل الظروف الحربية
أكد خبراء اقتصاديون، في حوار مع صحيفة "إيران" الرسمية، أن الظروف الحربية تتطلب سياسات تقشفية دقيقة، وإلغاء النفقات غير الضرورية، مع الاستخدام الذكي للأدوات المالية، مثل السندات للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
ويقول الخبير الاقتصادي، جعفر خيرخواهان: "في الظروف الحربية، يجب أن تكون أولوية الاقتصاد، دعم معيشة المواطنين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. لا بد من التركيز على السلع الأساسية والخدمات الداعمة للحفاظ على الطلب وحماية المواطنين".. ويعتقد أن على الحكومة التحكم بدقة في النفقات، وتجنب طباعة النقود عبر الاقتراض من البنوك.
وأضاف أنه "يمكن للحكومة تأمين الموارد من خلال الدبلوماسية والحصول على الأموال المتراكمة من بيع النفط في الدول الصديقة"، كما اقترح استخدام السندات الحكومية مع ضبط أسعار الفائدة لجذب المستثمرين.
وحول عجز الميزانية، أوضح الخبير الاقتصادي، مرتضى أفقه، أن "انخفاض صادرات النفط أجبر الحكومة على الاقتراض من البنوك أو بيع السندات، والتي وصلت إلى حد التشبع". كما ناقش تقلبات أسعار الفائدة، مقترحًا تحديد سقف ثابت (مثل 30 في المائة) لتحقيق الاستقرار. وختم بقوله: "إذا أرادت الحكومة النجاح، فعليها تطبيق سياسات طارئة وفعالة لإدارة الأزمة".
"خراسان": التعاطف المصرفي في أجواء الحرب
أعدت صحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري، تقريرًا عن تراجع إيرادات المشاريع الصغيرة؛ بسبب الحرب الإسرائيلية على إيران، وكتبت: "واجهت المشاريع الصغيرة صعوبة في الوفاء بالالتزامات المالية، مثل تسوية الحسابات مع الشركات والمصانع. ومن ناحية أخرى، واجه المواطنون صعوبات في سداد ديونهم بسبب بعض الاضطرابات المصرفية".
وكتبت الصحيفة، على لسان ناشط اقتصادي: "تواصل بعض فروع البنوك المتابعة بإلحاح، رغم علمها بصعوبة تحويل الأموال، وعدم القدرة على سداد الديون البنكية".
وشدد التقرير على ضرورة "اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتلبية مطالب وتوقعات الشعب. لا بد من تعميق التضامن إذا استمر هذا الوضع، الأمر الذي يتطلب تأخذ الأجهزة التنفيذية في الاعتبار الظروف الاستثنائية لتسهيل الإجراءات والبيروقراطية الإدارية، والتخلي عن بعض التشدد، وإصدار التعليمات بسرعة أكبر. وإذا حدث أي تقصير من قبل أي شخص، فيجب معالجة الأمر وفقًا لظروف الحرب المفروضة.
"اطلاعات": المجتمع الإيراني يتصرف بعقلانية في الأزمات الكبرى
امتدح أستاذ علم الاجتماع، آزاد أرمكي، في مقال بصحيفة "اطلاعات"، عقلانية الشعب الإيراني، وقال: "تتسم ردود أفعال مجتمعنا بالعقلانية في الأزمات الكبرى. وقد حاولت الأنظمة السياسية والجماعات ذات المصالح استغلال الأزمات، لكن المجتمع لم يكن كذلك، لأن الفاعلين والقوى الاجتماعية في المجتمع يتصرفون بناءً على تجربة تاريخية مستمرة".
وعن التضامن الشعبي خلال الهجوم الإسرائيلي، أضاف: "لم نصل بعد إلى تضامن اجتماعي قوي، لأن المجتمع بأكمله لم يدخل ساحة الحرب؛ لكننا نرى تعاونًا بين التجار وأرباب الحرف المختلفة مع الشعب، رغم إمكانية خلق سوق سوداء. لا أقول إنه لا توجد مخالفات، لكن المجتمع حاليًا يسير في مسار خالٍ من الاضطرابات والفوضى لأن المسألة هي حرب".
وأكد أنه "كلما عاملنا الشعب باحترام، سنحصل على تضامن غير قابل للكسر، حتى لو استمرت الحرب وزادت الضغوط والقيود. ويجب على وسائل الإعلام الاستعانة بأشخاص يشرحون الأمور بطريقة تعزز التضامن والظلم والمصالحة والسلام".