وأضاف بقائي، يوم الاثنين 18 أغسطس (آب)، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن محادثات أُجريت الأسبوع الماضي مع الوكالة بشأن تحديد أو صياغة بروتوكول للتعامل، وأن البعثة الدائمة لإيران في فيينا على اتصال مباشر ومستمر مع الوكالة.
وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن جهود وساطة لاستئناف التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد توقفه. وتمت هذه الاتصالات بهدف تخفيف التوترات والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وجاء في بيان رسمي لوزارة الخارجية المصرية أن بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، أجرى يوم الثلاثاء 12 أغسطس الجاري اتصالات منفصلة مع وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة، رافائيل غروسي. بهدف تعزيز الثقة المتبادلة وخلق أرضية مواتية للأمن والاستقرار في المنطقة.
وجرت هذه الاتصالات في وقت أعلنت فيه طهران، بعد حرب استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، تعليق تعاونها مع الوكالة. وكان عراقجي قد أكد في يونيو (حزيران) الماضي، عبر رسالة على منصة "إكس" أن "إيران ستوقف تعاونها مع الوكالة حتى تتمكن من ضمان أمن وسلامة أنشطتها النووية".
وردًا على سؤال حول زيارة مسؤولي الوكالة لإيران، خلال الأسبوع الماضي، قال بقائي إن الهدف من هذه المحادثات والزيارة كان مناقشة آلية تعامل طهران مع الوكالة بعد الهجوم الإسرائيلي والأميركي على المنشآت النووية الإيرانية.
الرد على تصريحات إسرائيل بشأن أزمة المياه في إيران
وردًا على عرض إسرائيل للمساعدة في حل أزمة المياه في إيران، اتهم بقائي إسرائيل باستهداف خط أنابيب رئيس لنقل المياه في شمال طهران.
وقال إن من اشتهروا بـ "سرقة المياه والاستيلاء على الموارد المائية من الجيران" ليس لديهم "أي صلاحية" للحديث في مثل هذه القضايا.
وجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد وجه رسالة مصورة إلى الشعب الإيراني، في 12 أغسطس الجاري، مشيرًا إلى أزمة نقص المياه في إيران، وقال إن الوقت قد حان "للنضال من أجل الحرية".
وأضاف نتنياهو في جزء من الرسالة: "عطش المياه في إيران لا يضاهيه سوى عطش الحرية".
وجاء في الرسالة الموجهة إلى الشعب الإيراني: "في هذا الصيف الحار، لا تملكون حتى مياهًا نظيفة وباردة لأطفالكم. هذا هو النفاق بعينه. إنه عدم احترام صارخ للشعب الإيراني. أنتم لا تستحقون هذا الوضع".
الحرب في أوكرانيا
من ناحية أخرى أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ترحيب طهران "بأي مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب والصراع بين روسيا وأوكرانيا".
ويأتي ذلك في وقت قدمت فيه إيران نفسها كأحد الداعمين العسكريين لروسيا، إلى جانب الصين وكوريا الشمالية، من خلال تقديم الدعم العسكري لموسكو بتزويدها بطائرات "شاهد" المُسيّرة الانتحارية في السنوات الماضية.
وبشأن ذلك، أوضح المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، أن مثل هذه التصريحات ليست سوى "ضجيج دعائي" من جانب إسرائيل.
وحول اجتماع دونالد ترامب مع فلاديمير بوتين وقادة أوروبيين بشأن حرب أوكرانيا، قال بقائي: "على أميركا أن تبذل جهدًا كبيرًا لكسب ثقة الأطراف المختلفة".
نفي إغلاق السفارات الأوروبية في إيران
كما نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية التقارير حول إغلاق سفارات الدول الأوروبية في طهران، وقال إن بعض السفارات قيدت خدماتها القنصلية، والبعض الآخر في طور تغيير طريقة تقديم الخدمات القنصلية.
وأشار إلى انتهاء مهمة السفير الألماني في إيران، مضيفًا أن بعض السفارات أُغلقت منذ الحرب، التي استمرت 12 يومًا ولم يتم فتحها حتى الآن.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، في 10 أغسطس الجاري، عن عضو الجمعية الوطنية لمكاتب الخدمات السياحية في إيران، أميد محمد علي خان، قوله إنه مع إغلاق بعض السفارات خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، لا تزال ثلاثة إلى أربعة آلاف جواز سفر لمواطنين إيرانيين أُرسلت للحصول على تأشيرات عالقة في السفارات، ويواجه العديد من المتقدمين، خاصة الطلاب والرياضيين، مشاكل في مغادرة البلاد.
ووفقًا للوكالة، فإنه مع توقف إصدار تأشيرات السياحة من بعض السفارات، ظل نحو 40 إلى 50 ألف شخص في حالة انتظار.
ممر زنغزور واجتماع واشنطن بشأن أوكرانيا
وردًا على سؤال صحافي حول اتفاقية زنغزور بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، قال بقائي إن إيران حساسة تجاه "وجود وتدخل الجهات الفاعلة من خارج المنطقة في جنوب القوقاز".
وأضاف: "يجب ألا يؤدي رفع الحصار وإنشاء مسارات الاتصال، بما في ذلك مسار السكك الحديدية في جنوب أرمينيا لربط جمهورية أذربيجان بنخجوان، إلى الإضرار بالحدود الدولية المعترف بها، أو أن يكون في تعارض مع السيادة الوطنية لأرمينيا، أو يتسبب في تغيير الجيوسياسية في المنطقة".
وكان نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني، عباس موسوي، قد هدد أذربيجان وأرمينيا في 13 أغسطس الجاري، قائلاً إن "الأمر لم ينتهِ بعد"، ويجب عليهما إعادة النظر في اتفاقهما بشأن ممر زنغزور، الذي أُطلق عليه الآن اسم "مسار ترامب".