وأعلنت أميري، الإثنين 18 أغسطس (آب) عبر حسابها على "إنستغرام" أن الحكم صدر غيابيًا بحقها من قبل إيمان أفشاري، رئيس الفرع 26 لمحكمة الثورة في طهران، وتم إبلاغها به رسميًا.
ووفق نص الحكم، أدينت أميري بتهمة "نشر الأكاذيب بقصد تضليل الرأي العام" بالسجن سنتين مع غرامة مالية قدرها 50 مليون تومان. كما حكم عليها بالسجن سنة أخرى بتهمة "الدعاية ضد النظام"، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 3 ملايين و300 ألف تومان بتهمة "الظهور في الأماكن العامة من دون الحجاب الشرعي".
وشمل الحكم أيضًا عقوبات تكميلية منها: حظر السفر إلى خارج البلاد لمدة سنتين، ومنعها من الانضمام إلى أي مجموعات أو تجمعات سياسية واجتماعية.
سجل من الاعتقالات السابقة
كانت أميري قد تعرضت في السنوات الماضية للاعتقال والسجن عدة مرات بسبب أنشطتها المدنية، ومنها احتجاجها على الهجمات الكيميائية وحوادث التسميم المتسلسل للتلميذات في المدارس، إلى جانب نشاطها ضد عقوبة الإعدام ومشاركتها في فعاليات يوم المرأة العالمي (8 مارس/آذار).
في تعليقها على الحكم، كتبت أميري على "إنستغرام": "تفاصيل الملف والأدلة بلا قيمة، حتى بالنسبة للقاضي، فالحكم ما هو إلا نسخة مطابقة لقرار الإحالة إلى المحاكمة، وربما للتقرير النهائي الصادر عن جهاز الأمن (وزارة الاستخبارات). لكن اللافت أن هذا الجهاز الأمني الضخم وقع في تناقض مع نفسه".
وأضافت: "قالوا لي إن قولك إن "كل إعدام هو إعدام سياسي" يُعتبر تقليلًا من شأن عقوبة الإعدام، وهذا يُصنف ضمن الدعاية ضد النظام. أي أن الحديث عن الإعدام يُعتبر مساسًا بكيان النظام نفسه ويستوجب العقوبة. ولهذا أقول بوضوح: كل إعدام سياسي، وهو أداة بيد السلطة الاستبدادية لفرض هيبتها".
وتابعت: "عندما يُعتبر مجرد إعلان رفض الإعدام وذكر أسبابه بمثابة "دعاية ضد النظام"، فهذا اعتراف من الحُكم نفسه بأن الإعدام أداة سياسية للترهيب، ولا يُسمح بكشفه أو الحديث عنه".
وأشارت إلى أن المحكمة اعتبرت حديثها عن أوضاع السجون وسجن إيفين جزءًا من نشر الأكاذيب، مضيفة: "الحديث عن أوضاع المرضى في السجن، أو عن العيادة، أو عن الطعام وظروف الاحتجاز في السجون كافٍ ليدرك الجميع ما يجري خلف القضبان".
نضال من أجل قيم إنسانية
وأكدت أميري أن معارضتها لعقوبة الإعدام جزء من نضالها من أجل القيم الإنسانية والجماعية.
وأوضحت أنها شاركت خلال الفترة الماضية في حملة "ثلاثاء لا للإعدام" وسعت إلى نقل معاناة السجناء المحكومين بالإعدام، مؤكدة: "على الإنسان أن يسأل نفسه يوميًا: إلى أي مدى تقدم في النضال من أجل مبادئه، ومن أجل رفاقه السجناء، ومن أجل الأرواح المهددة بالإعدام؟ أؤمن بأن يومًا ما سنحرق جميع حبال المشانق وأعواد الإعدام".
يأتي هذا الحكم بينما سبق أن أصدرت المحاكم الإيرانية العام الماضي حكمًا بالسجن لمدة عام بحق الناشط الطلابي خشايار سفيدي، بسبب احتجاجه على حكم الإعدام الصادر بحق مغني الراب المعارض توماج صالحي، وذلك بتهمة "الدعاية ضد النظام".