وأوضح ناغل، في تحليله للتطورات بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، في مقابلة مع إذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية، يوم الجمعة 22 أغسطس (آب)، أن ما تحقق خلال تلك الفترة فاق التوقعات، وحقق جميع الأهداف.
ولكنه أضاف الوقت نفسه: "لقد تركنا النظام الإيراني مثل الحيوان الجريح، والحيوان الجريح في الغابة هو أخطر المخلوقات. من يظن أن قدرة إيران قد تلاشت بالكامل فهو مخطئ".
وأشار ناغل إلى أن محاولات كبح البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين، خلال العقدين الماضيين، تكشف أن طهران ارتكبت خطأين استراتيجيين؛ الأول مهاجمة إسرائيل بصواريخ باليستية وكروز، والثاني "الدعم الواسع للإرهاب". وأضاف أن كل ما جرى ضد إسرائيل ما كان ليحدث لولا إيران.
وتابع: "يجب أن نضمن إنهاء هذه المشكلة مع إيران مرة واحدة وإلى الأبد".
وأكد ناغل أن "الطريق الوحيد لإنهاء مشكلة إيران هو أن تتوقف عن السعي وراء السلاح النووي، وأن تكف عن دعم الإرهاب، وألا تطور الصواريخ الباليستية التي تلحق الضرر بإسرائيل". وأضاف أن "الحل الآخر هو تغيير النظام الإيراني".
وأشار إلى أن أي اتفاق يمكن القبول به مع إيران عبر المفاوضات يجب أن يكون "اتفاق استسلام كامل"، يشمل تفكيك جميع البنى التحتية النووية، وتدمير مخزونات اليورانيوم، ووقف التهديدات الإرهابية ضد إسرائيل. ثم أردف: "هل هذه المطالب ممكنة مع النظام الحالي؟ الجواب الواضح والقاطع: لا".
وحذّر ناغل، في ختام حديثه، من الشعور بالاطمئنان بعد الإنجازات الإسرائيلية الأخيرة ضد طهران، قائلاً: "هل يعني ذلك أننا لم نعد نملك أعداء؟ أو أن إيران لم تعد موجودة؟ لا، إيران عدو أخطر مما كانت عليه، ويجب قول ذلك بوضوح".
وأكد موقع "سنديكاي خبر يهود" الإسرائيلي أن تهديدات إيران لم تنتهِ بعد. كما وصف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يوم 13 أغسطس الجاري، النظام الإيراني بأنه "قوة متطرفة ومدمرة"، مؤكدًا أن إسرائيل لم تعد تؤمن بـ "وهم السلام عبر الاستسلام".
وفي اليوم التالي، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، أن بلاده تعرف كيف تواجه إيران مرة أخرى عند الضرورة، وكيف تنفذ عمليات عسكرية داخلها بكامل قوتها.
دعوات لتغيير النظام الإيراني
في الشهرين الماضيين، كرر نتنياهو وعدد من أعضاء حكومته، بعد الحرب الأخيرة، دعمهم للشعب الإيراني من أجل "الانتفاض" و"النضال من أجل الحرية وإسقاط نظام طهران".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد حذّر مؤخرًا المرشد الإيراني، علي خامنئي، من أن "عُرسًا دمويًا" بانتظاره. فيما قال الرئيس السابق لقسم إيران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، دِنيس سيتْرينوفيتش، يوم 14 أغسطس الجاري، إن وضع طهران الحالي يمثّل "مأزقًا استراتيجيًا"، وإن الحرب المقبلة معها ستندلع بوتيرة عالية.
ومن جانبه، صرح يحيى رحيم صفوي، المستشار الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي، يوم 17 أغسطس الجاري، بأن احتمال اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل قائم، لكنه أضاف: "بعدها قد لا تندلع حرب أخرى".
ويُشار إلى أن الحرب المعروفة باسم "حرب الـ 12 يومًا" بين إيران وإسرائيل بدأت يوم 13 يونيو (حزيران) الماضي، إثر سلسلة هجمات مفاجئة نفذتها إسرائيل ضد مواقع إيرانية. ومنذ التوصل إلى وقف إطلاق النار، تتكاثر التوقعات في إيران وإسرائيل حول احتمال تجدد المواجهة.
كما ذكرت وسائل إعلام أن الجيش الإسرائيلي، يعتزم تسريع تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي "حيتس-3" و"حيتس-4"، ردًا على تهديدات إيران، لزيادة قدرته على اعتراض التهديدات البعيدة عن حدوده.