وأوضح التقرير، الذي نُشر يوم الاثنين أول سبتمبر (أيلول)، أنّ حاجي زاده كان ينوي المبيت في منزله، لكنه وبعد ظهور مؤشرات لاحتمال عملية عسكرية، قرر نقل اجتماع طارئ للقيادة إلى المخبأ التابع لقوة الجو-فضاء. إلا أنّه عند محاولته إنهاء الاجتماع، قامت قيادة الجيش الإسرائيلي بإصدار أوامر إلى 140 طائرة بإظهار أنظمتها التعريفية على الرادارات الإيرانية بشكل متزامن، ما دفع حاجي زاده ورفاقه إلى العودة سريعًا إلى المخبأ، حيث استُهدفوا وقُتلوا.
ونقل التقرير عن مصادر إسرائيلية أنّ الهدف الأساسي كان استغلال "الحلقة الأضعف" في المنظومة الأمنية، وهي الحراس الشخصيون، الذين كانوا يُرصدون عبر هواتفهم المحمولة واستعمالهم غير المنضبط لمواقع التواصل الاجتماعي، ما مكّن من تتبع تحركات القادة لحظة بلحظة.
وبحسب موقع "واي نت"، فقد جاء القرار النهائي باستهداف المخبأ بدل منزل حاجي زاده، بعد تلقي طهران "إنذارًا بعملية وشيكة" من حزب الله، لتصدر القيادة الجوية الإسرائيلية أمرًا باستخدام قنابل اختراق خاصة لتدمير المخبأ.
وأكد التقرير أن هذه الضربة جزء من خطة عملياتية واسعة أعيد تصميمها منذ سنوات لاستهداف شبكة الصواريخ والطائرات المُسيّرة والعناصر المرتبطة بـ "وحدة السلاح" التابعة لإيران.
وفي موازاة ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ إسرائيل اعتمدت، خلال حرب الـ 12 يومًا مع إيران، على اختراق وتعقّب هواتف حراس الشخصيات الإيرانية البارزة، ما أتاح استهداف مواقع حساسة، من بينها اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي في طهران يوم 16 يونيو الماضي، الذي أسفر عن مقتل عدد من الحراس.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن 5 مسؤولين إيرانيين بارزين، واثنين من عناصر الحرس الثوري، و9 مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين، أنّ "الاستخدام المتهور للهواتف من قِبل الحراس الشخصيين لعب دورًا محوريًا في رصد قادة الحرس الثوري وعناصر البرنامج النووي الإيراني خلال الأسبوع الأول من الحرب".
كما أشار التقرير إلى أنّ قائد قوات "أنصار المهدي" المكلّفة بحماية المسؤولين والعاملين في البرنامج النووي، محمد جواد أسدي، كان قد حذّر قبل الحرب بأكثر من شهر من "خطر اغتيالات وشيكة"، داعيًا إلى تشديد الإجراءات الأمنية.