وذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية اليوم الجمعة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، نقلًا عن ظريف قوله: "لم تكن مسألة (الزناد) من بنود الأيام الأخيرة للمفاوضات، ولم تكن أصلًا موضوع نقاش بيني وبين جون كيري (وزير الخارجية الأميركي آنذاك). السيد لافروف والفرنسيون قدّموا مقترحًا سيئًا للغاية، وتمكّنا بعد جهد كبير من إسقاطه".
وأضاف ظريف: "في إحدى المرات، جاء كيري بمقترح ينصّ على أن تُمدَّد قرارات مجلس الأمن كل ستة أشهر، وأن تُعرض للتصويت بناءً على طلب عضوين من المجلس. قلت له إن هذا إهانة لذكائي، فأجابني بأن هذا الاقتراح جاء من صديقك لافروف. كان يعلم أن علاقتي بلافروف تعود إلى عام 1994".
خلفية تصريحات لافروف
كان سيرغي لافروف قد قال في14 أكتوبر 2025 إن آلية الزناد في الاتفاق النووي كانت "فخًا قانونيًا"، وأبدى استغرابه من قبول طهران بها أثناء المفاوضات.
وأضاف أن هذا البند تم الاتفاق عليه مباشرة بين ظريف وكيري في المرحلة النهائية من المحادثات.
وردّ ظريف مؤكدًا أنه في عام 2020، حينما لم تكن إيران ملتزمة بأي من تعهدات الاتفاق النووي، طلبت الولايات المتحدة تفعيل آلية الزناد، لكن13 عضوًا من مجلس الأمن رفضوا ذلك.
وقال: "في ذلك الوقت، كانت روسيا والصين فقط من صوتتا ضد المقترح الأميركي، بينما في عهد محمود أحمدي نجاد كانت روسيا قد صوّتت لصالح جميع قرارات مجلس الأمن الصادرة بموجب الفصل السابع، بل ومنعت انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي".
وفي ما يتعلّق بادعاء لافروف أن روسيا كانت تعارض استمرار حظر الأسلحة على إيران، قال ظريف: "عندما دخلت الاجتماع، قال لافروف: لن يمنحوك أكثر من خمس سنوات لرفع الحظر، هل تقبل أم لا؟ فقلت: لا. فردّ غاضبًا: إذن لماذا تضيّع وقتنا؟ فأجبته: هذا لا يعنيك. وفي تلك الليلة، تم التوصل إلى النص النهائي للاتفاق النووي، رغم أن لافروف كان قد تلقى تعليمات بعرقلة التوصل إلى اتفاق".
وأضاف: "لاحقًا، صرّح لافروف للإعلام بأن روسيا كانت تعارض العقوبات، لكن ظريف أجبرنا على قبولها، وهذا غير صحيح".
تأتي تصريحات لافروف الجديدة في الوقت الذي فعّلت فيه الدول الأوروبية آلية الزناد رسميًا، ما أدى إلى أن تعيد الأمم المتحدة فرض العقوبات العسكرية وسائر القيود ضد إيران بسبب برنامجها النووي.
وكان لافروف قد صرّح مؤخرًا بأن روسيا لا تواجه أي قيود في التعاون العسكري مع إيران، ما أثار جدلًا حول ازدواجية الموقف الروسي.
ظريف: السياسة الروسية تجاه إيران معقدة
وتحدث ظريف عن طبيعة العلاقات بين طهران وموسكو قائلًا: "ما زلت أؤمن بالعلاقات الاستراتيجية مع روسيا والصين، لكن الروس يعلنون سياستهم بصراحة، ولديهم خطّان أحمران واضحان: الأول، أن لا تقيم إيران علاقات طبيعية مع الغرب والعالم. والثاني، أن لا تدخل في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي".
وأضاف: "روسيا كانت دائمًا تؤيد الاتفاقات المؤقتة مثل اتفاق جنيف، لأنها كانت تمنع تطبيع العلاقات بين إيران والعالم. وفي بداية المفاوضات الشاملة عام 2013، قال الروس إنهم سيتولون تزويد مفاعل بوشهر بكل الوقود النووي، لإلغاء حاجة إيران إلى تخصيب اليورانيوم".