نعيمة دوستدار
صحافية - "إيران إنترناشيونال"

صحافية - "إيران إنترناشيونال"
قتل النساء في إيران هو نتاج تفاعل الخطاب الرسمي، والقوانين التمييزية، وفشل المؤسسات الحكومية. يتناول هذا المقال كيف تعمل السياسات الرسمية، من الحجاب الإجباري والقوانين المستندة إلى القوامة، والخطاب الإعلامي، على جعل "قتل" النساء قاعدة وليس استثناء.
تجاوزت قضية اتهام ثلاثة رياضيين إيرانيين باغتصاب جماعي في كوريا الجنوبية حدود الرياضة، وتحولت إلى اختبار أخلاقي ودبلوماسي لنظام يُعرف بتغطيته على العنف الجنسي، حين يتورط فيه ممثلوه.
شهدت إيران على مدار أكثر من عقد محاولات قانونية ورسمية متكررة لحظر تنزه المواطنين بكلابهم في الشوارع، وهي مسألة تحولت إلى ساحة مواجهة خفية بين المواطنين وبنية السلطة.
لم تعد إيران شابة؛ فمع متوسط عمر مرتفع، وانخفاض معدل المواليد، دخلت البلاد مرحلة جديدة من الشيخوخة، مما يدق ناقوس الخطر بالنسبة للاقتصاد، وصناديق التقاعد، ومستقبل سوق العمل.
في زمن تتقلّص فيه موائد الشعب الإيراني، وتستمر البطالة وانعدام الأمن الوظيفي، وترتفع معدلات الهجرة بشكل مقلق، قررت السلطات الحاكمة أن تبحث عن حل للأزمة السكانية ليس في الإصلاحات الاجتماعية أو الاقتصادية، بل في نصب لافتات تندد، بطريقة عاطفية، بـ"منع الحمل".
منذ أواخر أبريل (نيسان) 2025، شهد تنفيذ سياسة الحجاب الإجباري في إيران تطورًا جديدًا فرض طبقات إضافية من الخوف والغموض وانعدام الثقة داخل المجتمع: رسائل نصية تُرسل بشأن مزاعم مخالفة النساء لقانون الحجاب، وصلت في بعض الحالات إلى رجال الأسرة.
لا يمكن اعتبار انفجار بندر عباس مجرد حادث عابر، فهذا الحدث يعكس أزمة أعمق من الأبعاد الإنسانية والاقتصادية؛ أزمة تكشف عن مواطن الضعف البنيوي في النظام الإيراني من حيث الإدارة، والمساءلة، والشفافية، وضمان أمن المواطنين.
التحرش الجنسي تجربة مشتركة لملايين النساء حول العالم، تتم تغطيته بالصمت، الذي تفرضه المجتمعات، ولكن بفضل جهد وشجاعة النساء اللاتي تقدمن لمشاركة تجاربهن على وسائل التواصل الاجتماعي، تم كسر هذا الصمت الآن.
خلال النصف الثاني من شهر يناير (كانون الثاني)، قُتل ما لا يقل عن سبع نساء بإيران في جرائم قتل بدافع الشرف.