رئيس اللجنة القضائية بالبرلمان الإيراني:التزمن الحجاب حتى لا نخصم 3 ملايين غرامة من حسابكن



صرح مسؤولان إيرانيان سابقان، لوسائل الإعلام، بأن "العديد من الدول الإقليمية ترغب في رؤية إيران متورطة بشكل مباشر في حرب مع إسرائيل؛ لأنها ستلحق أضرارًا كبيرة بالبلاد"، حسب تعبيرهما.
وامتلأت وسائل إعلام مقربة من النظام في طهران بالتصريحات المتوعدة بالانتقام، في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني بمبنى قنصلية طهران في دمشق، في الأول من أبريل (نيسان) الجاري.
وتواجه قيادة الجمهورية الإسلامية، خاصة المرشد الأعلى، علي خامنئي، معضلة سياسية صعبة بين شن هجوم انتقامي قوي على إسرائيل والمخاطرة بحرب أوسع نطاقًا، أو ممارسة ضبط النفس والبحث عن بدائل أقل خطورة للنظام.
ومع ذلك، فإن وكلاء طهران في المنطقة، ومؤيديها في الداخل، وحتى الإيرانيين العاديين المعارضين للنظام، يرون أن أي تردد في الرد والانتقام سيُفسر بأنه علامة ضعف للنظام.
وقال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، اليوم، الأحد، إن "مصالح جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة اليوم تكمن في جر إيران إلى الحرب".
واتهم فلاحت بيشه روسيا بالسعي لتحقيق الهدف نفسه.. مؤكدًا أن الحرب في الشرق الأوسط تصب في مصلحة موسكو، بينما ترفض روسيا تسليم طائرات سوخوي 35 الحربية إلى إيران، ولم تتصدَ دفاعاتها الجوية للطائرات الإسرائيلية فوق سوريا.
وحذر النائب السابق من أي تصعيد من جانب إيران، قائلًا: "إنه لا ينبغي للبلاد أن ترتكب خطأً استراتيجيًا أثناء عزلتها الحالية، ولا ينبغي أن تقع في الفخ والفتنة التي خلقها (بنيامين) نتنياهو"، حسب تعبيره.
وأكد المحلل السياسي الإيراني، رحمن قهرمانبور، أن إيران باتت أكثر عزلة في المنطقة، وأن الغارة الجوية الإسرائيلية في دمشق كانت استفزازًا فريدًا لجر طهران إلى حرب أوسع. كما اتفق مع فلاحت بيشه على أن الدول الأخرى في المنطقة ترغب في رؤية إيران متورطة في حرب ستدمر قوتها العسكرية وتضعفها.
ولم يذكر صراحة أي الدول ستستفيد من الحرب المحتملة، لكنه أشار إلى دول عربية في المنطقة عانت منذ فترة طويلة من نفوذ إيران المتزايد ووكلائها المسلحين مثل الحوثيين وحزب الله في المنطقة.
وقال موقع "انتخاب" الإخباري المستقل نسبيًا، إن لدى طهران أربعة بدائل للاختيار حول كيفية الرد على إسرائيل، وهي:
أولاً: تستهدف إيران، التي تعتمد على قدراتها الصاروخية والطائرات المسيرة، أهدافًا عسكرية أو أهدافًا تتعلق بالبنية التحتية في إسرائيل في هجمات انتقامية، ومن خلال معاقبة إسرائيل، فإنها ستثبت قوتها الصاروخية وقدرتها على الردع على المستويين الإقليمي والدولي.
ثانيًا: تستهدف إيران بعثة دبلوماسية إسرائيلية في إحدى دول المنطقة، الأمر الذي سيظهر ردًا مناسبًا مع قصف قنصلية طهران في دمشق.
ثالثًا: تقوم إيران، بالاعتماد على قدرات مجموعاتها الإقليمية الوكيلة، بتنفيذ هجمات هادفة ومؤثرة على القواعد العسكرية الإسرائيلية والمراكز الحيوية.
رابعًا: لتجنب التصعيد الإقليمي، تمتنع إيران عن أي رد فوري، وتتبنى بدلًا من ذلك الصبر الاستراتيجي، وتنخرط في حرب استنزاف نفسي ضد إسرائيل، مع الحفاظ على قوتها العسكرية.
وخلص الموقع إلى أنه بالنظر إلى العديد من التصريحات الصادرة عن مسؤولين وشخصيات مؤثرة في النظام الإيراني، فمن المحتمل أن طهران قد تبنت هذا الخيار الأخير.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن بلاده استعدت بشكل كامل لأي سيناريو محتمل ضد النظام الإيراني.
وشدد غالانت، اليوم الأحد، 7 أبريل (نيسان)، على أن جهاز الدفاع الإسرائيلي أنهى تقييمه للوضع الحالي، وهو مستعد للرد على أي سيناريو ضد إيران.
وجاءت تصريحات غالانت، بعد اجتماعه مع عوديد باسيوك، قائد دائرة العمليات، وأهارون خليفة، قائد دائرة المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن محور هذا الاجتماع هو "تقييم الظروف العملياتية".
واستهدفت إسرائيل مبنى قنصلية إيران في العاصمة السورية، دمشق، وقُتل سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني، في الهجوم الذي وقع يوم الإثنين، 1 أبريل (نيسان) الجاري.
وكان من بين القتلى محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، ومحمد هادي حاجي رحيمي، نائبه.
وأكد عدد من المسؤولين الإيرانيين، ومن بينهم المرشد علي خامنئي، أن إيران ستنتقم بشدة من إسرائيل.
وأعلن خامنئي، في رسالة، يوم الثلاثاء، 2 أبريل (نيسان): "سوف تُعاقب إسرائيل على أيدي رجالنا الشجعان؛ وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وأمثالها".
وقال محمد حسين باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في مراسم جنازة زاهدي، يوم أمس، إن الانتقام من إسرائيل أمر مؤكد، وسيتم "بأقصى قدر من الضرر للعدو".
من ناحية أخرى، دعا عدد من المسؤولين الآخرين في إيران، إلى الصبر الاستراتيجي ضد إسرائيل مستخدمين لهجة محافظة.
قال حسن همتي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، اليوم الأحد، ردًا على سؤال حول رد فعل إيران على الهجوم الأخير، إن إسرائيل تلقت من قبل جزءًا من الرد الإيراني خلال عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حماس.
وأضاف: "جزء من الرد يكمن في رد فعل إيران، بأن تنفذ السلطات المعنية قرارها في الوقت المناسب وتعطي ردًا حاسمًا على هذا الهجوم".
وأكد عضو البرلمان الإيراني أن عدد الهجمات الإسرائيلية على قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا لم يتزايد، وأن "الحالات القليلة جدًا" التي حدثت كانت بسبب "انعدام الحماية".
وأعلن حسين جلالي، وهو عضو آخر في البرلمان الإيراني وأحد الشخصيات المتشددة في جبهة "الصمود"، في وقت سابق يوم أمس، السبت: "لا نرى أنه من المناسب لإيران أن تدخل الحرب علنًا".
واتهم إسرائيل بمحاولة جر إيران إلى حرب "مفتوحة ومباشرة"، وأضاف: "سنرد على إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال مجموعاتنا".
وتأتي هذه التصريحات في حين نفت السلطات الإيرانية، مراراً، دعمها المباشر للجماعات المسلحة في المنطقة، مثل حماس وحزب الله والحوثيين اليمنيين والحشد الشعبي، قائلة إن هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل ولا تتلقى الأوامر من طهران.
وأعلن حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إيران، في نوفمبر من العام الماضي، أن طهران ليس لديها أي جماعة أو حرب بالوكالة في المنطقة.

ذكرت صحيفة "آرمان امروز"، أن قادة إسرائيل توصلوا إلى نتيجة أن إيران لن تقوم بالرد على هجماتهم؛ بسبب "الظروف السياسية والاقتصادية"، لهذا صعَّدوا من درجة المواقع المستهدفة، وباتوا يقتلون قادة عسكريين كبارًا، وأشارت تقارير إلى أن إسرائيل باتت تعتقد أن طهران هي بمثابة "نمر من ورق".

قال مصدر مقرب من جبهة المقاومة الوطنية لـ "أفغانستان إنترناشيونال"، إن الشباب الثلاثة الذين اعتقلتهم الشرطة الإيرانية في مدينة كرج (غرب طهران)، لا علاقة لهم بتنظيم "داعش".
وأضاف هذا المصدر، أن الشرطة الإيرانية قد اعتقلت ثلاثة من طالبي اللجوء الذين لجؤوا إلى إيران؛ هربًا من خطر "طالبان" الأفغانية "بُناءً على معلومات كاذبة".
وكانت وسائل إعلام إيرانية، قد أفادت، أمس السبت، نقلًا عن سعيد منتظر المهدي، أحد قادة الشرطة، باعتقال ثلاثة أشخاص "من وحدات داعش الإرهابية".
وذكرت صحيفة "هشت صبح" الأفغانية، يوم أمس، السبت، نقلاً عن مصادر مقربة من "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية"، أن الأشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة الإيرانية هم أقارب خير محمد أندرابي، قائد بـ "جبهة المقاومة الوطنية"، والذين لجؤوا إلى إيران؛ خوفًا من تهديد "طالبان" بالانتقام.
يُذكر أن "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" هي جماعة يقودها أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، أحد قادة حركة المقاومة المناهضة للسوفييت في الثمانينيات، ولديها تاريخ من الصراع العسكري مع جماعة طالبان الأفغانية منذ استئناف هذه الجماعة نشاطها.
وكان سعيد منتظر المهدي، المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، قد ذكر، يوم أمس، أن منظمة استخبارات قيادة شرطة محافظة البرز اعتقلت "عضوًا كبيرًا وقائد عمليات تنظيم داعش" يدعى "محمد ذاكر" (المعروف باسم راميش)، وعضوين آخرين من هذه المجموعة في ماهدشت كرج.
وأضاف أن هذا الإجراء تم "بمتابعة استخباراتية واسعة من وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لجهاز استخبارات الشرطة والمرافقة والتعاون في التعرف على الإرهابيين من قِبل مواطن مسؤول، خلال اتصاله في الوقت المناسب بالشرطة"، وقد وقع "هؤلاء الأشخاص- خلال عمليتين منفصلتين- في فخ استخبارات الشرطة، وأصيب ثلاثة أشخاص وتم اعتقالهم في إطلاق النار على سيارتهم، وكان هؤلاء الأشخاص يعتزمون القيام بعمليات انتحارية في عيد الفطر".
ولم ينشر بعد إخطار آخر من الشرطة في هذه القضية، لكن مصادر مقربة من "جبهة المقاومة" قالت إن المعتقلين "لا علاقة لهم بداعش"، بل هم أبناء قادة كبار في الجبهة، ومن بينهم خيرخاه أندرابي.
وأضافت تلك المصادر أن "محمد راميش عادل"، الذي أطلقت عليه الشرطة الإيرانية لقب "محمد ذاكر"، واعتبرته "زعيم تنظيم داعش"، هو الابن المتبنى لخير محمد خيرخاه أندرابي، أحد كبار قادة جبهة المقاومة الوطنية الذي قُتِل أواخر ديسمبر 2022 في معركة مع طالبان.
وقالت جيلا بني يعقوب، الصحفية والسجينة السياسية السابقة المقيمة في إيران، في هذا السياق، في رسالة لها، أمس، السبت: "اعتقد سائق سيارة أجرة في كرج أن ركابه من عناصر داعش، وأبلغ الشرطة؛ قامت قوات الشرطة باعتقالهم، وبعد ساعات قليلة أعلنت أنها ألقت القبض على قادة داعش، وأجرت التحقيق بسرعة كبيرة".
ولم تعلق حتى الآن قوات الشرطة الإيرانية على هذا الخبر.
وخلف "تفجيران انتحاريان" في حفل الذكرى السنوية الرابعة لقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في يناير الماضي، أكثر من 90 قتيلاً وأكثر من 200 جريح في مدينة كرمان.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، بعد يوم واحد، مسؤوليته عن الهجوم، قائلاً إن عنصرين يحملان أحزمة ناسفة نفذا الهجوم.
وأعلن النظام الإيراني، إثر هذه الحادثة، اعتقال عدة أشخاص متهمين بالانتماء لتنظيم داعش، لكن بعد ذلك لم يتم نشر أي أخبار عن هؤلاء الأشخاص واحتمال محاكمتهم.
وتزايدت الانتقادات الموجهة لأداء الأجهزة الأمنية في إيران، بعد تفجيرات كرمان؛ حيث شكك رئيس المحكمة العليا في أداء هذه المؤسسات.

أشار القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، يحيى رحيم صفوي، إلى هجوم إسرائيل على قنصلية طهران بدمشق، ومقتل قادة عسكريين، قائلًا: "إن الأشخاص الأربعة الذين قدمتهم إلى خامنئي، وهم: قاسم سليماني وأحمد كاظمي ومحمد رضا زاهدي ومحمد حجازي، وتولوا قيادة الحرس الثوري، جميعهم لقوا مصرعهم".