برلماني إيراني: عندما يتحدث المسؤولون عن الوضع الاقتصادي أشعر أنهم يتحدثون عن بلد آخر



اتهم وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة بالموافقة على تنفيذ إسرائيل هجومها على القنصلية الإيرانية. وذلك خلال افتتاحه مبنى جديداً لقنصلية بلاده بدمشق في أول زيارة له إلى سوريا بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية.
وقال أمير عبد اللهيان، يوم الإثنين 8 أبريل(نيسان)، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق: "لا يبدو أن [بنيامين] نتنياهو كان قادراً على القيام بشيء كهذا دون الضوء الأخضر من الولايات المتحدة".
ولم يقدم عبد اللهيان دليلاً على ادعائه، وقال ببساطة إن فشل الولايات المتحدة في إصدار بيان يدين هذا الهجوم هو "علامة على الضوء الأخضر الأميركي لإسرائيل".
وأضاف وزير خارجية إيران أن الأميركيين بعثوا برسالة إلى طهران مفادها أنه لا يوجد تنسيق بينهم وبين إسرائيل لمهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق.
هذا وقد افتتح أمير عبد اللهيان، الإثنين، القنصلية الإيرانية الجديدة في دمشق بحضور نظيره السوري.
ويقع مبنى القنصلية الجديد بالقرب من المبنى المدمر في هجوم الأسبوع الماضي.
وقد قُتل سبعة قادة وضباط في الحرس الثوري الإيراني خلال الهجوم الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وكان محمد رضا زاهدي، الذي أطلق عليه المرشد خامنئي، لقب "القائد" في رسالة التعزية، بصفته "المنسق" والمسؤول الأعلى لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، أهم شخص قُتل خلال الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
واعتبرت طهران ودمشق أن تل أبيب هي المسؤولة عن هذا الهجوم، لكن إسرائيل لم تعلن رسميا أنها نفذته.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية مؤخرا أنها مستعدة للرد على أي هجوم من جانب إيران.
وقال أمير عبد اللهيان في دمشق دون أن يقدم تفاصيل محددة بهذا الخصوص، إن "كيفية الرد على إسرائيل ستحدد وستوضح ميدانيا".
وفي الأسبوع الماضي، هدد المرشد الإيراني، علي خامنئي، في رسالة تعزية له، إسرائيل وكتب أن تل أبيب سوف "تعاقب" و"تندم".
ونقل موقع "جاده إيران" باللغة العربية عن مصدر دبلوماسي مطلع لم يكشف عن هويته، أن إيران أبلغت الولايات المتحدة أنها ستمتنع عن الرد على الهجوم ضد قنصليتها في دمشق إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وبعد نشر هذا التقرير، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الإثنين 8 أبريل(نيسان)، إنه غير مستعد للحديث عن الرسالة التي أرسلتها إيران إلى الولايات المتحدة، ولكنه شدد على أنه إذا كانت طهران تسعى حقًا إلى وقف إطلاق النار، فعليها الضغط على حماس للموافقة على وقف إطلاق النار.

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إنه غير مستعد للحديث عن الرسالة التي بعثتها إيران إلى الولايات المتحدة، لكنه أكد أنه إذا كانت طهران تبحث حقا عن وقف لإطلاق النار، فينبغي عليها الضغط على حماس لقبول الاتفاق المطروح.
وأكد كيربي للصحفيين أنه لا يستطيع الإجابة على أسئلة تتعلق بتقييمات استخباراتية، لكنه أضاف في الوقت نفسه: لا أعلق حقا على هذا التقرير القائل بأن إيران تدعي عدم الرد في حالة وقف إطلاق النار.. بصراحة، إذا كانت طهران راغبة بوقف إطلاق النار في غزة، فيتعين عليها أن تستخدم كل قوتها للضغط على حماس لحملها على قبول الاتفاق المطروح على الطاولة.
وسبق أن أكدت طهران وواشنطن تبادل الرسائل بشأن الهجوم الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق.
وفي الأيام الأخيرة، أفادت بعض المصادر الإخبارية أن إيران بعثت برسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فإن طهران ستمتنع عن تنفيذ هجوم انتقامي.
يأتي ذلك في حين أن المفاوضات في القاهرة بوساطة مصر وقطر وحضور الولايات المتحدة فشلت يوم الإثنين، وأعلن الجانبان أن المفاوضات لم تصل إلى نتيجة.
من ناحية أخرى، أكد وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، أثناء افتتاحه المبنى الجديد للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، على الهجوم على أهداف إسرائيلية وتحدث عن "معاقبة" تل أبيب.
وقال عبد اللهيان: "إن عقاب النظام الإسرائيلي المعتدي والمجرم أمر مؤكد".
في غضون ذلك، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في كلمة مصورة بثت يوم الإثنين في حفل تأبين حزب الله لضحايا الهجوم الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق، "لقد اتخذ المرشد، علي خامنئي، قرارًا حازمًا بأن ترد طهران بشكل مباشر على تل أبيب هذه المرة".
لكنه لم يوضح أيضا الأبعاد المحتملة لمثل هذا الرد، وقال بدلا من ذلك: "الاستراتيجية الصحيحة للمقاومة ليست تشكيل صراع عسكري كلاسيكي".

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال تفقده ركام مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وافتتاح مبنى جديد بدلا من السابق، "إن كيفية الرد على إسرائيل ستكون من صلاحيات الحرس الثوري".
وبالتزامن مع إعلان إسرائيل عن إغلاق 28 سفارة لها في العالم، في ضوء التهديدات الإيرانية بالرد على حادث استهداف القنصلية الإيرانية ومقتل قادة في الحرس الثوري، تحدث عبد اللهيان خلال زيارته إلى سوريا عن "تأديب" إسرائيل، موضحا أن هذا الأمر سيكون من صلاحيات الحرس الثوري.
وقال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الاثنين 8 أبريل (نيسان)، إن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية يدركون أن "رد إيران على قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية قادم".
وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين: "استمرارا لحالة التأهب في جميع السفارات الإسرائيلية في العالم، بعد أن هددت إيران بالانتقام لمقتل قادة كبار في الحرس الثوري نتيجة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، لا تزال المكاتب التمثيلية والسفارات الإسرائيلية، التي تم إغلاقها مؤقتا منذ يوم الجمعة 5 أبريل (نيسان)، مغلقة في الوقت الحالي".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنه لا يُعرف بعد إلى متى ستبقى هذه السفارات الإسرائيلية مغلقة.
ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية إخلاء هذه المراكز الدبلوماسية، لكنها نصحت دبلوماسييها في المنطقة والعالم باتخاذ الإجراءات الاحترازية.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين ادعى وزير الخارجية الإيراني، خلال زيارته الأولى لسوريا بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، أن الولايات المتحدة أعطت إسرائيل "الضوء الأخضر" لشن الهجوم على القنصلية في دمشق.
وقال عبد اللهيان إن أميركا "يجب أن تتحمل المسؤولة" لأن الهجوم الإسرائيلي "تم باستخدام طائرات وصواريخ أميركية" و"كان صفحة جديدة من الانتهاك المتعمد والواضح للالتزامات والقوانين الدولية".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد وصل إلى دمشق بعد مباحثات أجراها مع المسؤولين العمانيين في مسقط يوم الأحد.
وأكد حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد بدمشق، أن "كيفية الرد على إسرائيل ستتبين في الميدان".
وفي لغة المسؤولين الإيرانيين وخطاباتهم، يشير مصطلح "الميدان" إلى القوات العسكرية، وخاصة الحرس الثوري الإيراني.
وفي هذه الزيارة التي قام بها عبد اللهيان إلى سوريا، افتتح الوزير الإيراني مبنى القنصلية الإيرانية الجديد، والتقى أيضا بالرئيس السوري بشار الأسد.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها رسميا عن الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين صرحوا لوسائل الإعلام الأميركية بأن المبنى الذي تم استهدافه كان مقرا لأنشطة فيلق القدس ويعتبر "هدفا عسكريا مشروعا".

على الرغم من محاولات السلطات الإيرانية وشخص المرشد علي خامنئي تشجيع الإيرانيين على الإنجاب، إلا أن المؤشرات في هذا الخصوص تشير إلى انخفاض ملحوظ في نسب الإنجاب بين الإيرانيين في العام الإيراني المنصرم.
وتظهر الإحصائيات التي قدمتها منظمة السجل المدني في إيران للعام الإيراني الماضي (انتهى في 19 مارس/ آذار الماضي) أن معدل الإنجاب بين الإيرانيين هذا العام تراجع بنسبة 17 ألف مولود جديد مقارنة مع العام الذي سبقه، وهو بمثابة فشل ذريع للسلطات الإيرانية، التي تعمل جاهدة على تشجيع الإنجاب لمواجهة أزمة الشيخوخة التي باتت تعاني منها بعض المدن، لا سيما المدن الكبرى.
وأفاد مركز الرصد السكاني التابع لمنظمة السجل المدني في إيران، أنه وفقا للإحصائيات المتوفرة للعام الإيراني الماضي، تم تسجيل مليون و57 ألفا و948 مولودا جديدا في البلاد، فيما تشير إحصاءات عام 2022 إلى أن مليونا و75 ألفا و381 طفلاً جديدا ولدوا في هذا العام.
وبمقارنة إحصاءات العامين الماضيين، تبين أن عدد الأطفال الذين ولدوا في البلاد عام 2023 كان أقل بنحو 17433 طفلاً عن عام 2022.
ويأتي هذا الانخفاض في المواليد الجدد على الرغم من دعوات المسؤولين الإيرانيين الحثيثة وتشجيع أئمة المساجد والخطباء التابعين للنظام، المواطنين إلى الإنجاب أكثر لمواجهة أزمة الشيخوخة التي يحذر منها الخبراء.
كما كشفت رئيسة اللجنة الوطنية للسكان التابعة للحكومة، شكيببا محبي تبار، عن سن قوانين جديدة لمعاقبة المؤسسات العاملة في مجال الإجهاض، وفي المقابل تخصيص ميزانيات كبيرة للمنظمات العاملة في دعم وتشجيع المواطنين على الإنجاب.
لكن وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين ومحاولاتهم إلا أن النتائج تظهر العكس، ففي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) النمو السكاني في إيران في عام 2022 بأنه أقل من المتوسط العالمي، وأعلن أن عدد سكان إيران سينمو بنسبة 0.71 في المائة فقط هذا العام، وسيصل العدد السكاني لإيران إلى 89 مليون شخص.
وفي السنوات الأخيرة، حذر المسؤولون في إيران مرات عديدة من شيخوخة السكان وانخفاض معدل المواليد، وقالوا إنه مع الاتجاه الحالي للنمو السكاني، خلال عقدين من الزمن سيكون هناك طفل واحد لكل 5 مسنين في البلاد.
وصادق البرلمان عام 2021 على قانون لدعم الأسر والعوائل التي تنجب الأطفال الجدد، كما شجع خامنئي باستمرار ودعا إلى دعم المشاريع الرامية إلى زيادة معدل الإنجاب.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد أجرت عام 2021 دراسة استقصائية، وبناءً على نتائجها، تتراجع الرغبة لدى الإيرانيين في إنجاب الأطفال، ويعارض 70٪ من الشعب السياسات السكانية للنظام.
وفي السنوات الماضية، نُشرت تقارير حول تأثير المشكلات الاقتصادية والمعيشية على تراجع اهتمام الإيرانيين بإنجاب الأطفال أو إنجاب عدد كبير منهم.

في لقاء مع مجموعة من طلاب الجامعات، الأعضاء في نفس الوقت بمنظمة الباسيج التابعة للحرس الثوري، قال المرشد الإيراني علي خامنئي رداً على أحد الطلاب الذي طلب "إرسال طلاب الباسيج إلى الحرب ضد إسرائيل في غزة": "هذا كلام.. تأكدوا لو كان هذا الشيء ممكنا لقمنا به قبل أن تطلبوه".