مايك بنس: العالم أكثر أمنا بموت رئيسي



تركت حادثة مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحيته صدى واسعا بين الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم.
وأصدرت وزارتا الخارجية السويسرية والفرنسية بيانين، أعربتا عن تعازيهما لإيران في وفاة إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما.
كما أعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا عن تعازيه في وفاة هذين المسؤولين الإيرانيين رفيعي المستوى ووفدهما المرافق.
ووقف أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دقيقة صمت حدادا على رئيسي ومرافقيه في بداية اجتماعهم اليوم الاثنين 20 مايو (أيار).
ونقل المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفن دوجاريك، عن أنطونيو غوتيرش تعازيه لإيران حكومة وشعبا على وفاة رئيسي.
وكتب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل، في رسالة على حسابه على "X: "يعرب الاتحاد الأوروبي عن تعازيه في وفاة إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان وأعضاء آخرين من الفريق المرافق وطاقم المروحية".
لكن زعيم اليمين الهولندي خيرت فيلدرز قال إن رسالة التعزية التي أرسلها ميشيل بشأن وفاة رئيسي لا تمثله.
وبعد احتجاج خيرت فيلدرز على رسالة تعزية رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، انتشر هاشتاغ "ليس باسمي" (not in my name).
واستخدم هذا الهاشتاغ ممثلون في البرلمان الأوروبي ودول أوروبية، مثل: تشارلي فايمرز وبنجامين حداد وديفيد ليجا وناتالي جوليت وثيو فرانكن.
وخاطبت عضو برلمان الاتحاد الأوروبي وأحد منتقدي إيران هانا نيومن، الشعب الإيراني في رسالة على "X"، وقالت إن ميشيل أصدر رسالة تعزية بصفته الشخصية، وليس نيابة عن أوروبا.
واحتج نائب وزير الأمن في المملكة المتحدة وعضو برلمان البريطاني توم توغنهوت، على إرسال الاتحاد الأوروبي رسالة تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي.
وكتب على "X": "لقد قتل النظام آلاف الأشخاص في إيران، واستهدف أشخاصًا في بريطانيا، وفي جميع أنحاء أوروبا. لن أحزن عليه".
كما قال بنيامين حداد، عضو البرلمان الفرنسي: "تعازينا للنظام الديني الإيراني الذي يشنق شبابه المحبين للحرية، ويهاجم جيرانه، وتقتل طائراته المسيرة المدنيين الأوكرانيين، ألا يعتبر دعما للإرهاب؟"
وقال مسؤول كبير في إدارة جو بايدن لشبكة "إن بي سي نيوز" إنه "لم يكن هناك أي تدخل أجنبي" في تحطم مروحية إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له.
وأشار إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، بشأن دور العقوبات الأميركية في العطل الفني وتحطم مروحية رئيسي، ووصف هذا الادعاء بأنه "مضحك".

وصف رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، بير حسين كوليوند، دور المساعدة الأجنبية في العثور على حطام مروحية إبراهيم رئيسي بأنه "شائعة"، ويأتي ذلك في حين أن طهران طلبت، على الأقل وفقًا للاتحاد الأوروبي وتركيا، مساعدة خارجية للعثور على حطام مروحية الرئيس الإيراني.
وقال كوليوند، يوم الاثنين 20 مايو (أيار)، إن أكثر من ألفي شخص من جميع الجهات كانوا متواجدين في مواقع الحادث، وتم تنفيذ العملية بالكامل من قبل قوات الإنقاذ الإيرانية.
وأشار إلى أن المكان الذي تضررت فيه المروحية كان على ارتفاع 2500 متر، وأن مروحيات الهلال الأحمر هي أول من حدد مكان الحادث.
وأضاف رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني: "لم تكن لدينا أي مساعدات خارجية. وإذا قالوا إنه تم تقديم مساعدات خارجية، فهذه شائعة".
وقال أصغر عباسقلي زاده، قائد فيلق عاشوراء للحرس الثوري بمحافظة أذربيجان الشرقية، في إشارة إلى إرسال طائرة مسيرة من تركيا للعثور على المروحية التي تقل رئيسي، إن الطائرات الإيرانية المسيرة نجحت أخيرًا في العثور على المروحية.
وأضاف: "الطائرة التركية المسيرة رصدت نقطة سوداء، لكن عندما وصلت قواتنا إلى هناك، تبين أن ما رصدته الطائرة التركية المسيرة لم يكن مروحية".
الصور الأولية لحطام مروحية رئيسي
وفي تركيا، أعلنت وكالة أنباء "الأناضول"، التي تديرها الدولة، أنه تم العثور على حطام المروحية التي كانت تقل رئيسي في الإحداثيات التي أعلنتها طائرة "أكينجي" المسيرة.
وبحسب ما ذكره سلجوق بيرقدار، رئيس مجلس إدارة شركة "بايكار" التركية، فإن طائرة "أكينجي" المسيرة التابعة للقوات البرية التركية، قامت برصد المنطقة التي اختفت فيها المروحية التي كانت تقل رئيسي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء الأحد، أنه تم تخصيص طائرة مسيرة من طراز "أكينجي" وطائرة هليكوبتر من طراز "كوغار" ذات قدرة على الرؤية الليلية للمساعدة في البحث عن مروحية "رئيسي" في أذربيجان الشرقية، وتم تنفيذ هذا الإجراء بناءً على طلب طهران.
كما أعلنت منظمة الإنقاذ التركية أن إيران طلبت مروحية بحث وإنقاذ للرؤية الليلية من تركيا عبر وزارة الخارجية.
وأضافت هذه المنظمة أنه تم إرسال 32 من قوات الإنقاذ و6 مركبات إلى موقع الحادث من محافظتي فان وأرضروم التركيتين.
وبثت وكالة أنباء "الأناضول" التركية صورا حية لعملية الطائرة المسيرة التركية للبحث عن المروحية التي تقل رئيسي.
وبالإضافة إلى تركيا، كتبت وسائل إعلام إيرانية أن مساعد الرئيس الروسي الخاص، قال في محادثة مع محمد مخبر، المساعد الأول لرئيسي، إنه سيتم إرسال طائرتين متطورتين مع مروحيات خاصة إلى تبريز مع 50 من رجال الإنقاذ الجبليين المحترفين.
وهذا القرار الذي اتخذته روسيا لا يمكن أن يكون دون طلب أو موافقة إيران.
كما طلبت طهران المساعدة من الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت مفوضة إدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، جانيتس لينارسيتش، مساء الأحد، أن الاتحاد الأوروبي قام بتفعيل نظام رسم الخرائط التابع لخدمة كوبرنيكوس لإدارة الطوارئ لتحديد موقع المروحية التي تقل إبراهيم رئيسي بناء على طلب طهران.

عقب مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، كتبت أسر ضحايا نظام طهران المطالبين بتحقيق العدالة رسائل عبروا فيها عن سعادتهم بسماع نبأ وفاته. ووصفوا رئيسي في هذه الرسائل كأحد "أهم منتهكي حقوق الإنسان" في إيران، كما أكدوا على أنه أفلت من المحاكمة بمصرعه.
وبالإشارة إلى جرائم رئيسي في العقود الأربعة الماضية، ذكّرت هذه العائلات بالألقاب المنسوبة إليه مثل: "جلاد 1988"، و"آية الله المجزرة"، و"قاضي الموت"، و"عضو لجنة الموت".
كما نشر بعض أفراد الأسر المطالبة بتحقيق العدالة مقاطع فيديو لأحبائهم المتوفين وهم يرقصون، وطلبوا من المواطنين الرقص تعبيرا عن فرحتهم بوفاة رئيسي ورفاقه.
وتم تعيين رئيسي وهو في سن الخامسة والعشرين نائبًا لمحكمة الثورة عام 1985، وفي عام 1988 شارك بصفته نائب المدعي العام في طهران في "لجنة الموت" لإرسال عدة آلاف من الأشخاص إلى الإعدام بين أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) من عام 1988 .
وتوفي إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يوم الأحد 19 مايو (أيار) 2024 عن عمر يناهز 64 عامًا.
إسماعيليون: ضحايا رئيسي حرموا من فرصة محاكمته
وكتب حامد إسماعيليون، إحدى الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني وعضو جمعية أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، على "X": "لقد حُرم ضحايا رئيسي من فرصة محاكمة هذا المجرم، لكن اسمه سيحفر في التاريخ في كفن الجريمة المظلم".
وقال إن رئيسي يستحق أن يحاكم أمام محكمة عادلة بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية، مضيفا أن الشعب الإيراني ضحية جرائم ضد الإنسانية، ويستحق أن يرى العدالة.
وكتبت بانو صابري، السجينة السياسية السابقة التي قُتل زوجها عباس علي منشي رودسري في إعدامات الثمانينيات، على شبكة التواصل الاجتماعي "X"، مرفقة هاشتاغ "مقبرة خاوران ذاكرة تاريخية، المطالبة بالعدالة ومجزرة 88": "عزيزي عباس، ستبقى في ذاكرتي دائمًا".
كما نشرت بهار، ابنة هذا السجين السياسي المعدوم، صورة لوالدها على "X"، وكتبت: "هذه أمنية أخرى حولها رئيسي (أحد أعضاء لجنة الموت) إلى حسرة".
دايه شريفة: رحل جلاد آخر
ونشر أمجد حسين بناهي، شقيق السجين السياسي رامين حسين بناهي، الذي أُعدم عام 2018، رسالة من الأم المطالبة بالعدالة، دايه شريفة، على شبكة "X".
وفي هذه الرسالة التي نشرت مع هاشتاغ "سقوط الجلاد"، جاء نقلاً عن هذه الأم المطالبة بتحقيق العدالة: "أنا سعيدة لأن جلادًا آخر قد مات، أنا سعيدة لأن اليوم الآلاف من الأمهات المكلومات سعيدات مثلي، وأنا سعيدة لأن ابني رامين أعدم وهو بريء بتوقيع من هؤلاء الجلادين".
وكتبت جوانا طميسي، زوجة محسن مظلوم، أحد السجناء السياسيين الأكراد الأربعة الذين أعدمهم النظام الإيراني في فبراير (شباط) 2024، على شبكة "X" مع هاشتاغ "سقوط الجلاد": "لمحسن، وبيجمان، ووفاء، ومحمد، وجميع من تم إعدامهم".
شقيق نويد أفكاري: لم أر والدتي بهذه السعادة طوال هذه السنوات
أشار سعيد أفكاري، شقيق نويد أفكاري، المصارع الذي أعدمه النظام الإيراني، إلى أنه لم ير والدته سعيدة بهذه الدرجة طوال السنوات الماضية، وكتب على "X": "شقيقي وحيد كان يخبرنا أنه بعد أيام قليلة من مقتل نويد، جاء العديد من الأشخاص الذين يمثلون إبراهيم رئيسي وذهبوا للقاء وحيد في قبو سجن عادل آباد في شيراز. وأخبر ممثلو رئيسي شقيقي وحيد أن الحاج طلب لملمة القضية. إما أن تظهر على التلفاز وتقول إنك مجرم، أو سنعدم حبيبك أمامك أولاً، ثم نعدمك أنت".
وأضاف أفكاري: "آمل أن تكون قد شعرت ولو للحظات قليلة ببعض الألم الذي عانينا منه".
وأعرب فرهاد محمودي، شقيق فريدون محمودي، أحد ضحايا الاحتجاجات التي عمت البلاد عام 2022 في إيران، عن سعادته على شبكة التواصل الاجتماعي "X"، وكتب: "كنت سعيدًا من أعماق قلبي، وأتمنى أن نرى جميعًا الإطاحة بالجمهورية الإسلامية قريبا جدا".
وفي منشور آخر، استذكر كلام حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران الذي لقى مصرعه في الحادث أيضا، الذي قال إنه لم يُقتل أي شخص في احتجاجات عام 2022، وكتب: "بعد مقتل أخي فريدون، لم أشعر قط بمثل هذه السعادة من أعماق قلبي. هل تتذكرون أمير عبد اللهيان الذي قال إنه لم يقتل أحد في الاحتجاجات؟ نعم الأرض دوارة والدنيا دار عقاب".
وكتبت لادن بازركان، إحدى المطالبات بتحقيق العدالة فيما يتعلق بإعدامات عام 1988، على "X" من خلال إعادة نشر شعر لهوشانك ابتهاج: "لم أعتقد أبدًا أن موت شخص ما سيجعلني سعيدةً جدًا.. هذه من معجزات النظام الإسلامي".
ونشرت زهرا سعيديان جو، شقيقة ميلاد سعيديان جو، أحد ضحايا الانتفاضة الشعبية في إيذه، جنوب غربي إيران، مقطع فيديو لرقصة شقيقها المتوفى.
كما نشرت مرضية أدينه زاده، شقيقة أبو الفضل أدينه زاده، أحد المتظاهرين الذين قُتلوا في الانتفاضة الشعبية، مقطع فيديو لرقصة شقيقها القتيل على شبكة "X".

قالت رابطة ضحايا الطائرة الأوكرانية، التي أسقطها الحرس الثوري مطلع عام 2020، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي لقى حتفه أمس الأحد، ضالع في إسقاط الطائرة الأوكرانية، وذلك عبر السماح بإبقاء الأجواء مفتوحة في ليلة الرد على الإيراني على مقتل قاسم سليماني.
وأضافت الرابطة أن رئيسي أيضا، وباعتباره رئيسا للسلطة القضائية آنذاك، بذل كل جهده لمنع أهالي الضحايا في إيران من متابعة ملفاتهم وحقوق أبنائهم الضائعة.

أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي الحداد العام في إيران لمدة 5 أيام بعد مصرع الرئيس والوفد المرافق له في حادث تحطم مروحية.