وزير الخارجية الأميركي: إيران على بُعد أسبوع من إنتاج السلاح النووي



أبدى خبراء ومراقبون إيرانيون، الحيطة والحذر، تجاه مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية، خلال الفترة المقبلة، بعد فوز المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، بانتخابات الرئاسة في إيران، واحتمالية مجيء الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، مرة أخرى.
وكان الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، قد رحّب، في تصريحاته الأخيرة، بالمفاوضات مع أوروبا، لكنه لم يعرب عن أي اهتمام بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
وصرح الدبلوماسي الإيراني السابق، فريدون مجلسي، بأنه لا يهم إيران من يقود الإدارة الأميركية المقبلة، وذلك بعد يوم واحد فقط من ترشيح دونالد ترامب كمرشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري.
وأضاف مجلسي، في مقابلة مع موقع "خبر أون لاين" الإيراني: "لقد كان لدينا ما يكفي من الخلافات والتوتر، وحان الوقت الآن للسلام".
وفي تصريح آخر، أكد الدبلوماسي الإيراني السابق أن الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة لا تحدد مسار السياسة الخارجية الأميركية، في إشارة إلى أن موقف واشنطن بشأن إيران يتجاوز الإدارات الجمهورية أو الديمقراطية.
وشدد على أن إيران تخلفت في مجال التنمية لمدة 45 عامًا، وذكر أن إيران بحاجة إلى تقليل التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وإظهار حسن النية للتوصل إلى حل وسط وتطبيع العلاقات، بالإضافة إلى ذلك، يجب على إيران قبول البروتوكولات المصرفية الدولية وإجراء المعاملات باستخدام الدولار الأميركي لتسهيل التجارة الدولية.
وكان مجلسي أكثر جرأة في الحديث حول أخطاء السياسة الخارجية الإيرانية؛ حيث أكد أن طهران تهدر مواردها حتى الآن في حروب ضد دول إقليمية وإسلامية أخرى.
ومن الواضح أن مثل هذه الإجراءات، التي يطالب بها المسؤول الإيراني السابق، تتطلب تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية وقرارات كبرى لا يأذن بها سوى المرشد، علي خامنئي.
وأشار الموقع الإيراني إلى أن الولايات المتحدة لا تبدي حاليًا اهتمامًا يُذكر بالتغييرات السياسية في إيران أو المفاوضات النووية مع طهران.
بدوره قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، رضا نصري، في مقابلة مع وكالة إيلنا الإيرانية، إنه إذا كانت إدارة بزشكيان تسعى إلى التنمية الاقتصادية، فعليها أولاً العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف نصري أن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، يعتقد أن دول المنطقة يجب ألا تهدر مواردها المالية على صراعات وحروب استنزاف.
وأوضح نصري أن سياسة بزشكيان الخارجية المعلنة تقوم على الركائز الثلاث المتمثلة في العلاقات المتوازنة مع دول المنطقة، والتفاعل البناء لتسهيل التنمية، وتبني سياسات لا تؤدي إلى مزيد من معاناة الشعب وتضرره.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه يتعين على طهران والولايات المتحدة إجراء مفاوضات في مرحلة ما؛ حيث إن كليهما لاعب رئيس في المنطقة، ولا يمكنهما تجاهل بعضهما البعض.
ولتحقيق هذه الغاية، قال نصري إنه يتعين على الرئيس الإيراني الجديد أن يشكل فريقًا ماهرًا للسياسة الخارجية من المسؤولين الواقعيين، الذين يدركون أن تطورات مفاجئة قد تحدث في الأشهر الستة المقبلة.. مضيفًا أن فريق السياسة الخارجية الإيرانية الجديد يجب أن يكون مستعدًا لمواجهة أي سيناريو.
وفي غضون ذلك، قال السفير الإيراني السابق لدى المملكة المتحدة، محمد حسين عادلي، إن "إيران تمارس لعبة على حافة الهاوية"، وأضاف أن "أولئك الذين مازالوا يتحدثون عن الالتفاف على العقوبات يفكرون في استمرارها واقعيًا"، وهم الذين يُعتقد بأنهم مستفيدون من هذه العقوبات المفروضة على إيران؛ حيث توفر لهم غطاء للقيام بأعمالهم الاقتصادية بشكل سري وبعيد عن المحاسبة والمساءلة.
وحذر عادلي من أن "أدنى خطأ في السياسة الخارجية يمكن أن يجر إيران إلى حالة من عدم الاستقرار قد تؤثر على البلاد بأكملها". وحث الرئيس الجديد على تبني نهج واقعي وتقييم الوضع الإقليمي والدولي بعناية.
وحذر عادلي كذلك من أن التطورات الإقليمية يمكن أن تقود إيران إلى حرب تعود بالنفع على إسرائيل والولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة قيام "بزشكيان" بتشكيل فريق للسياسة الخارجية قادر على الحركة، وتجنب مثل هذه السيناريوهات الخطيرة.

كشف جون بولتون، كبير مستشاري الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، أن رئاسة ترامب الثانية قد يكون لديها "حماس للتوصل إلى اتفاق مع إيران"؛ مما يؤدي إلى عقد مفاوضات مع النظام وتقليل حدة التوترات بين طهران وواشنطن.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، والمؤيد منذ فترة طويلة لتغيير النظام في إيران، إن دونالد ترامب من المرجح أن يتوصل إلى تسوية مع طهران، بدلاً من السعي إلى الإطاحة بالنظام الذي يحكمه رجال الدِّين.
وأضاف بولتون، الذي تولى منصبه السياسي من 2018 إلى 2019، أنه دعا عدة مرات الرئيس الأميركي آنذاك إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران.
وأشار إلى ترامب، قائلاً: "لم أقنعه قط بأن تغيير النظام هو الحل الوحيد والنهائي".
ويعتقد بولتون بأنه لا توجد ضمانات عندما يتعلق الأمر بصنع القرار في إدارة ترامب، نظرًا لأنه كان أحد المطلعين على السياسة الأميركية أثناء الفترة الأولى لتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وأضاف: "حتى عندما يتخذ قرارًا، اعتدنا أن نقول إنه ليس نهائيًا أبدًا حتى يصبح نهائيًا، وفي بعض الأحيان لا يزال غير نهائي".
وأوضح بولتون، أن "الحماس تجاه الاتفاق لدى ترامب قوي للغاية، وأعتقد أن ذلك قد يقوده إلى المفاوضات مع إيران".
وأشار إلى المصافحة التاريخية بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في المنطقة المنزوعة السلاح شديدة التحصين في يناير (كانون الثاني) 2019. وكان ترامب قد أجج التوترات قبل ذلك بعد ما هدد بإمطار كوريا الشمالية بـ "النار والغضب"، قبل أن يتبنى نهجًا دبلوماسيًا.
وقال بولتون: "لا تتجاهلوا أن يفعل ترامب الشيء نفسه مع إيران".
ويأمل العديد من الإيرانيين ذوي الجنسية الأميركية في أن يقدم ترامب خيارًا مختلفًا عن الرئيس الحالي، جو بايدن، عندما يتعلق الأمر بالتشدد مع إيران.
لكن بولتون رسم صورة مختلفة، قائلاً: "على الرغم من الخطاب القوي للغاية الذي يستخدمه ترامب في كثير من الأحيان، عندما يتعلق الأمر به، فإنه ليس على استعداد لاتخاذ إجراءات صارمة، ومن المفارقات أنه لا يختلف كثيرًا عن بايدن، في هذا الصدد".

أعلنت قوات الأمن الإيرانية في بلوشستان مقتل ضابط يدعى محمود مطهري خلال هجوم مسلح في مدينة سراوان، وأضافت أنه مساء الخميس، "هاجم مسلحون اثنين ضباط دورية الشرطة، ما أسفر عن مقتل ضابط ، وجرح آخر ".

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن الطائرة المُسيّرة، التي استُخدمت في الهجوم على تل أبيب، إيرانية الصنع، وانطلقت من اليمن؛ حيث أدى هذا الهجوم إلى مقتل شخص واحد.

نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن 5 مصادر مطلعة في إيران، لم يكشفوا عن أسمائهم، أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، قرر وضع مسعود بزشكيان في السباق الرئاسي كشخصية موثوقة بعد تقارير حذرت من احتمالية مشاركة شعبية منخفضة للغاية في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب هذا التقرير، الذي نشر الخميس 18 يوليو (تموز)، أبلغ مسؤولو استخبارات النظام الإيراني خامنئي في مايو (أيار) أن الشعب الإيراني يعتزم مقاطعة الانتخابات بسبب المشكلات الاقتصادية وقمع الحركات الاحتجاجية، وستكون نسبة المشاركة 13 في المائة فقط.
وأضافت "رويترز" أن خامنئي عقد 3 اجتماعات على الأقل مع عدد من مستشاريه الموثوقين في أوائل يونيو (حزيران)، بعد أن علم بإحجام المواطنين الواضح عن المشاركة في الانتخابات، وعين شخصياً مسعود بزشكيان كبديل مفضل لإبراهيم رئيسي.
وامتنعت "رويترز" عن ذكر مصادرها الخمسة، لكنها كتبت أن "مصدرين من المتشددين ومسؤولا أمنيا كبيرا وشخصين مقربين من خامنئي" قدموا المعلومات لها.
وبحسب وكالة الأنباء هذه، فإن مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين والمستشارين الأمنيين، واثنين من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وعلي أكبر ولايتي، وهو شخصية مقربة من خامنئي، كانوا حاضرين في هذه الاجتماعات.
وفي يوم الجمعة 5 يوليو (تموز)، وفي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، تم انتخاب بزشكيان، المرشح المدعوم من الإصلاحيين، لرئاسة الحكومة بحصوله على 16 مليونا و384 ألف صوت، أي ما يعادل 53.6 في المائة من الأصوات.
وأجريت الجولة الأولى من انتخابات النظام لتحديد خليفة إبراهيم رئيسي في 28 يونيو (حزيران)، ولم يتمكن أي من المرشحين الذين وافق عليهم مجلس صيانة الدستور من الفوز بأغلبية الأصوات.
ولم يشارك أكثر من 50 في المائة من المواطنين المؤهلين في الجولة الثانية، وأكثر من 60 في المائة منهم لم يشاركوا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
في 3 يوليو (تموز)، وبعد أربعة أيام من الصمت، رد خامنئي على مقاطعة الشعب الإيراني للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنسبة 60 في المائة، ومع اعترافه بأن نسبة المشاركة "أقل من المتوقع"، قال إن الذين قاطعوا الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية "ليسوا معارضين للجمهورية إسلامية".
وأضاف أن الناس لم يشاركوا في الانتخابات "ربما بسبب انشغالهم وعملهم ومشكلاتهم".
في غضون ذلك، نقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة أن خامنئي كان على علم بعزوف المواطنين عن المشاركة في التصويت قبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات.
وكتبت "رويترز" أن خامنئي، بعد أن علم باحتمالية انخفاض نسبة الإقبال، طلب من مقربيه إيجاد طريقة "لتوجيه الانتخابات"، لأنه يعتقد أن عدم مشاركة الشعب في الانتخابات من شأنه أن يقوض "شرعية" النظام، خاصة بعد الاحتجاجات الحاشدة في السنوات الأخيرة.
ووفقاً لهذا التقرير، قرر خامنئي "تنظيم انتخابات الخلافة الرئاسية بعناية"، وتمهيد الطريق أمام بزشكيان للوصول إلى الرئاسة باعتباره سياسياً "معتدلاً أقل شهرة ولكن يمكن الاعتماد عليه".
وبحسب مصدر لـ"رويترز"، قال خامنئي في اجتماعات مع مقربيه: "إيران بحاجة إلى رئيس يمكنه جذب شرائح مختلفة من المجتمع، ولكن ليس تحدي النظام الديني الشيعي".
وأضافت هذه الوكالة الإخبارية أن هدف خامنئي من جلب بزشكيان إلى الحملة الانتخابية هو "الحفاظ على نظام الجمهورية الإسلامية"، لأن النظام يعاني من "خلافات داخلية وتصاعد التوترات مع الغرب وإسرائيل بشأن غزة"، وبالنظر إلى مشاركة الجماعات الوكيلة لإيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، في حرب غزة، تتزايد هذه التوترات.
وقتل أعضاء حماس نحو 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 250 رهينة في هجومهم على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.
وردا على هذا الهجوم، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 39 ألفا وإصابة نحو 89 ألفا آخرين أغلبهم من النساء والأطفال.
من ناحية أخرى، دخل حزب الله والحوثيون اليمنيون في هذا الصراع دعماً لحماس، وأدت الاشتباكات العنيفة والقاتلة خلال الأشهر التسعة الماضية إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وفي مساء يوم 13 أبريل (نيسان)، هاجمت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وكان هذا أول هجوم مباشر للنظام الإيراني من أراضي إيران على إسرائيل.
ورداً على العمليات العسكرية الإيرانية، استهدفت إسرائيل قاعدة شكاري الجوية الثامنة في أصفهان صباح يوم 19 أبريل (نيسان).
وجاء في تقرير "رويترز" أنه في الاجتماع الثاني للمرشد الإيراني مع مقربيه، تم طرح عدة خيارات للرئيس المقبل، لكن خامنئي هو من اقترح بزشكيان.
وبحسب "رويترز"، يعتقد خامنئي أن بزشكيان يمكن أن "يزيد الوحدة بين من هم في السلطة [في النظام الإيراني]، ويسد الفجوة بين المؤسسة الدينية والشعب، ويضمن عملية سلسة لاختيار المرشد التالي".
وقُتل رئيسي والفريق المرافق له في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في أذربيجان الشرقية في 19 مايو (أيار). واعتبره كثيرون أحد الخيارات الأساسية لقيادة النظام الإيراني بعد وفاة خامنئي، ولهذا السبب اعتبروا سقوط الطائرة مريبا بالنسبة له.
وتحدث بزشكيان مرارا خلال حملاته الانتخابية عن ضرورة التفاوض مع الغرب، وتحديد مصير الملف النووي الإيراني، ورفع العقوبات، وأضاف في الوقت نفسه أنه يتبع سياسات خامنئي.
وفي 6 يوليو (تموز)، قال بعد انتخابه خلفاً لرئيسي: "أولا، يجب أن نشكر المرشد لأنه لو لم يكن موجودا، لا أعتقد أن اسمي كان ليخرج من صناديق الاقتراع".
وكتبت "رويترز" في جزء آخر من تقريرها بعنوان "هندسة الانتخابات" أنه من غير المتوقع أن يحدث بزشكيان "تغييرا كبيرا" في السياسة النووية أو الخارجية للنظام الإيراني أو دعم الميليشيات المتحالفة مع طهران في المنطقة، لكنه "سيشارك عن كثب في عملية اختيار خليفة خامنئي".
وأضافت هذه الوكالة نقلا عن مصادرها أن شخصية بزشكيان "المعتدلة" تهدئ الإيرانيين الساخطين، وتضع الأساس لزيادة الاستقرار الداخلي في ظل الضغوط الخارجية المتزايدة، وستوفر لخامنئي "حليفا موثوقا به" في عملية الخلافة.
وفي مقابلة مع "رويترز" وصف مصدر إقليمي مقرب من دوائر السلطة في إيران اختيار بزشكيان بأنه "مدروس"، وقال إن هذا الإجراء تم من أجل "تخفيف التوترات" بعد احتجاجات الشعب الإيراني.
وأفادت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في سبتمبر (أيلول) 2023 أن ما لا يقل عن 551 متظاهراً، بينهم 68 طفلاً و49 امرأة، قتلوا خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".
وقد بدأت هذه الاحتجاجات بعد مقتل مهسا جينا أميني على يد قوات دورية شرطة الأخلاق في سبتمبر (أيلول) 2022، وبعد ذلك تشكلت تجمعات احتجاجية أولاً في طهران وسيباس وفي أجزاء كثيرة من إيران.