عمال محطات الطاقة جنوب إيران يعملون في حرارة تبلغ 70 درجة



طلب المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الأحد 21 يوليو (تموز)، في أول لقاء له مع الرئيس الجديد وأعضاء البرلمان، في دورته الثانية عشرة، "مساعدة" البرلمان لمسعود بزشكيان "في أداء واجباته"، مشددًا على ضرورة "أن يسمع الخارج صوتًا واحدًا في إيران".
ووصف خامنئي، بزشكيان بـ "الرئيس المنتخب"، ودعا البرلمان والحكومة إلى وحدة الكلمة وعدم الخلافات، كما دافع عن قانون "إلغاء العقوبات الاستراتيجي" الذي أصدره البرلمان السابق في عهد حكومة روحاني وعرقل إحياء الاتفاق النووي في تلك الفترة.
وأكد خامنئي، في كلمته، ضرورة أن يسمع الخارج صوتًا واحدًا في إيران، وعدم الكشف والجهر بالخلافات، كما أكد بزشكيان أن مشاكل البلاد لا تُحل بالخلافات والمشاجرات.
وشدد على أهمية حضور البرلمان في القضايا السياسية والدولية، واعتبر "قانون إلغاء العقوبات الاستراتيجي" مثالاً على هذا الحضور.
ووافق نواب البرلمان الإيراني، في ديسمبر (كانون الأول) 2020، على خطة ما يسمى "العمل الاستراتيجي لإلغاء العقوبات وحماية حقوق الشعب الإيراني"، والتي بموجبها تلتزم الحكومة بزيادة القدرة على التخصيب وإنتاج اليورانيوم المخصب.
وتأتي إعادة تأكيد خامنئي على هذا القانون، بينما انتقده وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، وهو أحد الشخصيات المقربة من بزشكيان، خلال حملته الانتخابية الأخيرة، وأكد أنه أضر بالبلاد كثيرًا.
وقد أعلن مسعود بزشكيان، في المناظرة الانتخابية الثانية، أنه سيطبق هذا القانون.
وفي المقابل، أعرب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في إشارة إلى اقتراب طهران من الحصول على المواد الانشطارية، عن استيائه من حكومة بزشكيان، معتقدًا أن القرارات لاتزال في يد خامنئي.
وردًا على سؤال حول توقعات أميركا من حكومة بزشكيان القادمة، أضاف بلينكن: "الحقيقة هي أن المرشد الإيراني لايزال يقرر كل شيء، لذلك لا نتوقع الكثير، لكننا سنرى ما سيفعله (بزشكيان) وفريقه الحكومي بعد تسلم مناصبهم".
وفي شأن منفصل قال خامنئي إن "قضية غزة لا تزال هي القضية الأولى للعالم الإسلامي وعلى البرلمان ألا يهدأ له بال في هذا الخصوص".
وبعد انتخابه رئيسًا لإيران، ركز مسعود بزشكيان، في أول تصريحاته ولقاءاته، على قضية غزة ودعم الميليشيات، التي ترعاها إيران في المنطقة.
وستُقام مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد وأداء اليمين الدستورية الأسبوع المقبل، وبعدها سيباشر عمله رسميًا.

لاتزال المعركة بين التيار الأصولي وصحفه، وبين الإصلاحيين وصحفهم محتدمة، منذ الساعات الأولى للحملات الانتخابية، وتعززت هذه الهجمات المتبادلة بعد فوز مرشح الإصلاحيين، مسعود بزشكيان، وانتهاء 3 سنوات من حكم الأصوليين، الذين سيطروا على جميع المؤسسات من برلمان وقضاء وإعلام ورئاسة.
اللافت في هذه المعركة المستمرة هو اجتهاد الأصوليين لاستثناء الرئيس الجديد من هجماتهم، التي ركزت على شخصيات بعينها، مثل وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، والرئيسين الأسبقين: حسن روحاني ومحمد خاتمي، ودعت بزشكيان، الذي تأمل فيه أن يكون مختلفًا عن الإصلاحيين، إلى عدم اقتفاء نهج روحاني وخاتمي؛ كونه يؤكد وباستمرار اتباعه نهج خامنئي وولاءه له، خلافًا لكل من روحاني وخاتمي، اللذين كانا يتعاملان بندية غير معلنة مع المرشد، ويحتفظان باستقلالية نسبية في عملهما السياسي.
وأشارت بعض الصحف إلى الهجوم على ظريف؛ حيث امتد إلى منابر صلاة الجمعة، التي يسيطر عليها الأصوليون والمقربون من خامنئي، وانتقدت صحيفة "آرمان امروز" توظيف الدين للأغراض السياسية.
ورأى الكاتب عباس عبدي، حسبما نقلت ذلك صحيفة "آرمان امروز"، أن الأصوليين، وبعد هزيمتهم، باتوا يلجؤون لكل الطرق والوسائل، وأنهم لا يرحمون شيئًا، حتى صلاة الجمعة باتوا يوظفونها لأغراضهم غير الصحيحة.
وسخرت صحيفة "جمله" أيضًا من الأصوليين "المتطرفين"؛ كونهم يدعون الرئيس الجديد إلى عدم الاستعانة بـ "ظريف"، والإصلاحيين الآخرين في حكومته القادمة، وقالت: "ليقم بزشكيان بتسليم الحكومة إلى المرشح الخاسر، سعيد جليلي، لكي يرضي الأصوليين عنه ويطيّب خاطرهم".
أما الصحف الأصولية فسلطت الضوء على تشكيل حكومة "بزشكيان" والمجلس القيادي، الذي يترأسه ظريف لترشيح المسؤولين والوزراء للرئيس الجديد للاختيار فيما بينهم، وقالت صحيفتا "جوان" و"خراسان" الأصوليتان إن هذا المجلس وبدل المساهمة في تسهيل عمل الحكومة القادمة تحول إلى حلبة للصراع على المناصب وتقاسم السلطة والنفوذ.
وأشارت صحف أخرى، مثل صحيفة "عصر إيرانيان"، إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني؛ ردًا على هجوم بطائرة مُسيّرة أطلقها الحوثيون نحو تل أبيب، ورأت هذه الصحيفة أن الحادثة تصعيد سيؤدي إلى مزيد من الصراع المباشر بين "محور المقاومة" وإسرائيل في الأيام والأسابيع المقبلة.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم:
"جهان صنعت": إيران في مأزق وطريق مسدود.. ولا بد من الدبلوماسية الفاعلة مع العالم
تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى زيارة الرئيس الإيراني الجديد إلى مقر الغرفة التجارية، ولقائه النشطاء الاقتصاديين، وحديثه عن مستقبل الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني أزمات متراكمة ونزيفًا مستمرًا، منذ سنوات؛ نتيجة العقوبات والحظر المفروض على طهران؛ بسبب برنامجها النووي، ودورها المزعزع للأمن والاستقرار في العالم والمنطقة.
ونقلت الصحيفة كلام مجموعة من الخبراء الاقتصاديين، الذين شاركوا في هذا الاجتماع وممثلين عن القطاع الاقتصادي؛ حيث أعربوا عن أملهم في أن يروا تغييرًا في واقع إيران الاقتصادي في الحكومة الجديدة ورئيسها، مسعود بزشكيان، الذي وعد بالتغيير والإصلاح في هذا المجال.
وقارن الباحث والخبير الاقتصادي، محمد قاسمي، بين الاقتصاد الإيراني والاقتصاد التركي وكذلك اقتصاد كوريا الجنوبية؛ حيث بيّن أن عامل العقوبات لعب دورًا كبيرًا في عرقلة التنمية والتقدم الاقتصادي في إيران، بينما سمحت العلاقات الحرة لكل من كوريا الجنوبية وتركيا في أن يشهد اقتصاداهما نموًا متسارعًا وكبيرًا.
ورأى الكاتب أن إيران اليوم أصبحت في مأزق وطريق مسدود، وأن الطريق الأمثل للخروج من هذا المأزق هو أن تعتمد طهران دبلوماسية فاعلة لحل مشاكلها مع العالم.
"كيهان": على بزشكيان الاختيار بين دبلوماسية روحاني "الذليلة" ورئيسي "الثورية" خارجيًا
دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من خامنئي، في مقالها الافتتاحي، الرئيس الجديد إلى عدم اعتماد نهج "ظريف" في سياسته الخارجية المستقبلية؛ كون "ظريف" والتيار الإصلاحي بشكل عام، الذي كان يسيطر على حكومة روحاني، لم يكن يفهم لغة العالم، مقارنة مع فهم حكومة "رئيسي" خلال السنوات الثلاث الأخيرة؛ حيث تميزت تلك الحكومة ومسؤولو دبلوماسيتها بفهم سليم للغة العالم وطريق عمل العلاقات الخارجية بين الدول، حسب ما جاء في الصحيفة.
واستشهدت الصحيفة بكلام وتصريحات لمسؤولي حكومة روحاني، وذكرت أن الحكومة المقربة من الإصلاحيين ضحت بكل شيء في سبيل تحسين علاقاتها مع الغرب، ورأينا في النهاية كيف تخلى الغرب عن الاتفاق النووي.
أما بالنسبة لحكومة رئيسي "الثورية" فقد حققت مكاسب وإنجازات تدعو للفخر على صعيد العلاقات الخارجية، وانضمت إلى تحالفات واتفاقيات دولية مرموقة دون الحاجة إلى الاتفاق النووي أو الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF)، كما كان يروج أنصار التيار الإصلاحي، ويدّعون أنه لا يمكن السير خطوة واحدة دون الانضمام إلى هذه المجموعة وإحياء الاتفاق النووي.
وأضافت الصحيفة أن العالم يحكم بـ "لغة الغابة"، ولا يعرف غير لغة القوة والعزة، التي تخلت عنها حكومة روحاني، والتزمت بها حكومة رئيسي.. لافتة إلى تصريح للرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، الذي قال إنه ينبغي أن نفهم لغة العالم، وذكرت أن هذا تصريح مهم ويجب على الرئيس الجديد أن يقتدي بحكومة رئيسي ويعتمد لغة القوة والعزة، بدل لغة التضرع والتودد للغرب والولايات المتحدة الأميركية.
"آرمان ملي": هجوم شرس على ظريف بسبب نجاحه.. والأصوليون لن يقبلوا الهزيمة
رأى الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي، حميد شجاعي، في مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي"، أن هجومًا شرسًا يشنه الأصوليون هذه الأيام على وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف؛ لتشويه صورته في عيون الناس والتقليل من شأنه، خوفًا من تصاعد شعبيته بين الناس، ولتخريب عمل الحكومة الجديدة.
وأضاف الكاتب أن الأصوليين بدأوا يروّجون لفكرة أن ظريف هو الرئيس الفعلي، وأنه هو الذي يدير الحكومة بدلاً من بزشكيان، متناسين أن ظريف لن يتولى أي منصب حكومي، وأن نجاحه في كسب ثقة الشعب هو دليل على قوته السياسية وشخصيته الكفؤة دبلوماسيًا، حسب قراءة الكاتب.
ولفت شجاعي إلى أن التيار الأصولي بدأ بمهاجمة الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، ومن حوله بعد هزيمتهم في الانتخابات، لأنهم لم يقبلوا الهزيمة، ولم يفهموا أن الشعب الإيراني لا يريد نهجهم وطريقتهم في إدارة البلاد.

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، في لقاء مع نواب البرلمان: "يجب أن يُسمع صوت واحد في البلاد فيما يتعلق بالقضايا المهمة. في بعض الأحيان يجب أن تكون الحكومة والبرلمان وجميع المسؤولين في موقف موحد". وأضاف خامنئي: "لا بد أن ييأس من يتربصون ويريدون سماع الخلافات في الداخل".

اتهمت صحيفة "كيهان"، التي تُدار بإشراف ممثل المرشد، علي خامنئي، في تقرير لها، الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بأنه مُحاصر من قِبل "مدانين أمنيين وأصحاب السجلات الإجرامية"، ووصفتهم بأنهم "فاسدون" و"أدوات أميركا وإسرائيل" للسيطرة على الحكومة القادمة.
وركزت هذه الصحيفة في هجومها بشكل رئيس على وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، الذي تم تعيينه رئيسًا للمجلس الاستراتيجي لاختيار حكومة "بزشكيان" الجديدة.
ووصفت الصحيفة المحيطين بـ "بزشكيان" بأنهم "فاسدون" و"بلطجيون سياسيون" و"أدوات أميركا وإسرائيل" للسيطرة على الحكومة القادمة.
كما وصفت هذه الصحيفة، التي يترأس تحريرها حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، هؤلاء الأفراد المحيطين بالرئيس المنتخب بأنهم "منافقون" و"أقلية مخدوعة"، وطالبت "بزشكيان" بألا يسمح لهؤلاء الأفراد "المنحرفين" بالاستمرار في لعبتهم السياسية.
وذكرت الصحيفة أسماء بعض هؤلاء الأفراد، الذين قدرتهم بـ 450 شخصًا، ووصفت بعضهم بأنهم "أصحاب سجلات إجرامية وخيانة"، وخصت منهم بالاسم وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف.
واتهمت الصحيفة ظريف بأنه "ضد التشيّع ويتضرع للأميركيين"، وانتقدت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون كونها تستدعي أمثال ظريف وتسمح له بالحديث والكلام، على الرغم من أنه حمّل البلاد والشعب الإيراني خسائر فادحة من خلال الاتفاق النووي وأخلّ بأمن المجتمع من خلال أكاذيبه وافتراءاته خلال مشاركاته في حملات بزشكيان الانتخابية.
وانتشرت، يوم الجمعة الماضي، مقاطع فيديو تظهر أنصار النظام وهم يهتفون ضد "ظريف" في صلاة الجمعة بالعاصمة طهران.
وعلق حساب كان يمثل حملة بزشكيان الانتخابية سابقًا على هذه الهجمات بالقول إنها تسلك نهج "الموساد" الإسرائيلي، وقال إن الهجوم على ظريف هو إساءة من قِبل الأقلية المهزومة في الانتخابات.
واعتبرت صحيفة كيهان أن بزشكيان يمثل الأقلية؛ حيث لم يصوت له سوى 25 بالمائة ممن يحق لهم التصويت، وأنه حصل على أقل نسبة أصوات من بين جميع الرؤساء الإيرانيين.

أشار رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى الانخفاض الحاد في نسبة المشاركة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، قائلاً: "إن عواقب هذا الانخفاض على نظام الحكم ومصير البلاد ثقيلة للغاية؛ حيث لا يمكن تجاهلها بسهولة".