الحرس الثوري الإيراني يعتقل أكثر من 20 شخصًا على خلفية مقتل هنية بطهران



أعرب تحالف "الحرية لنرجس"، في بيان له، عن قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الصحي للناشطة الإيرانية والحائرة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، وطالب السلطات الإيرانية بإطلاق سراحها فورًا وتقديم العلاج لها.

وصل سعر الدولار الأميركي في السوق السوداء بإيران إلى أكثر من 61 ألف تومان، وذلك بعد يومين من مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، في طهران.

أصدرت "جبهة الإصلاحيين في إيران" بيانًا، أدانت فيه اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، وقالت: "إن إسرائيل تبحث عن فرصة لتوسيع حربها العسكرية لتمتد إلى طهران، وتوريط حكومة بزشكيان في حرب مدمرة".

تفاعل مواطنون إيرانيون، في وسائل التواصل الاجتماعي، مع التهديدات والوعود بالرد والانتقام، التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون هذه الأيام، بعد حادث اغتيال إسماعيل هنية في طهران، ورأوا أن الرد الإيراني سيكون "ضعيفًا ومحدودًا"، كما في المرة السابقة، وأنه "مجرد حديث للاستهلاك المحلي".
ووجهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل، واتهمت أميركا بالتواطؤ مع تل أبيب في حادث اغتيال هنية بطهران.
وفي الوقت نفسه، طالب العديد من الشخصيات والمجموعات السياسية والعسكرية المقربة من النظام، برد عسكري سريع وحاسم على مقتل "ضيف" إيران، خلال حفل تنصيب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان.
ونسب مندوب إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أمس الخميس، في رسالة إلى الأمين العام لهذه المنظمة، اغتيال إسماعيل هنية في طهران إلى إسرائيل، وأكد أن إيران، لن تتردد في استخدام "الحق الثابت في الدفاع عن النفس للرد بشكل حاسم وفوري" على هذا الهجوم، استنادًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
ولكن على الرغم من كثرة التهديدات، التي يطلقها المسؤولون في إيران، فإن للمواطنين الإيرانيين رأيًا مغايرًا تمامًا؛ حيث يعتقدون أن النظام الإيراني لن يجرؤ على رد حقيقي، وإنما سيكرر التجربة السابقة، ويقوم برد محدود وضعيف.
وسالت قناة "إيران إنترناشيونال" متابعيها لمعرفة رأيهم حول حقيقة الرد الإيراني المزعوم، وحصلت على إجابات أكد معظمها استبعاد فرضية الرد الحقيقي.
ووصف أحد المتابعين تهديد إيران بـ "الانتقام" بأنه "كلام فارغ"، وأكد أن أي خطوة تقوم بها إيران في هذا السياق ستكون بتنسيق مسبق مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأشار أحد المتابعين الآخرين إلى أن "إيران ووكلاءها ليست قوية بما يكفي للوقوف ضد إسرائيل وأميركا"، وتوقع أن تتصرف هذه الجماعات، كما كانت من قبل مع تغيير طفيف في التكتيكات.
فيما توقع مواطن آخر أن يكون الرد الإيراني على إسرائيل إجراءً "متفقًا عليه سرًا"، ويتم إطلاق عدد من الصواريخ الإيرانية على الأراضي الفارغة في إسرائيل.
لكن أحد المواطنين أكد أن هناك احتمالية لرد من قِبل إيران، وقال إن هذا الحادث سيكون في النهاية ضد مصلحة إيران، وقد يؤدي إلى سقوط النظام الحالي.
فيما رأى مواطن آخر أن اغتيال هنية تم بتخطيط من خامنئي والنظام الإيراني، وإن إسرائيل ليست هي المسؤولة عن الحادث.
وأشار أحد المتابعين الآخرين إلى أن ادعاءات مسؤولي الجمهورية الإسلامية هي للاستهلاك الداخلي، وقال إن النظام سوف يستهدف المواطنين العاديين في إيران للتعويض عن خسائره المتكررة وفضائحه المتراكمة.
وتوقع مواطن آخر أن انتقام إيران هذه المرة سيكون مختلفًا، وأشار إلى إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ وطائرات مُسيّرة على إسرائيل في إبريل (نيسان) الماضي، وكتب: "في المرة السابقة أطلق الحرس الثوري صواريخ، بدون رؤوس حربية حتى يعرفوا مدى تغلغل أسلحتهم في إسرائيل لكن هذه المرة الأمر مختلف".
ومع تزايد التكهنات حول هجوم إيران على إسرائيل، أوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى تل أبيب، وأفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن الولايات المتحدة مستعدة للتصدي ومواجهة الهجمات الإيرانية.

قال وزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، في مكالمة هاتفية مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "إن إيران ستستخدم بالتأكيد حقها المشروع لمعاقبة إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران".
كما انتقد باقري بعض الدول الأوروبية لانضمامها إلى الولايات المتحدة في منع مجلس الأمن الدولي من إدانة مقتل هنية في طهران.