سجينة سياسية مزدوجة الجنسية تطالب بمراعاة حقوق الإنسان في إيران



ذكر تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن السلطات الإيرانية تعتبر حزب الله اللبناني "حليفها وخط الدفاع الأول" لها، في وقت أصبح فيه "النظام السياسي الهش في لبنان عرضة للضغوط الداخلية والخارجية"، مما أدى إلى تفاقم التحديات الاقتصادية والسياسية العميقة، التي يواجهها هذا البلد.
وقد قامت إيران بشن هجوم صاروخي على إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد مقتل حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، على يد إسرائيل.
وبحسب تقرير "الغارديان"، يعكس هذا الهجوم الإيراني تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين إيران وإسرائيل.
وقد وعدت حكومة بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بالرد بشكل حاسم، وهو ما قد يشمل ضربات مباشرة ضد طهران.
دور حزب الله الاستراتيجي بالنسبة لإيران
مع تصاعد المواجهات العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، تحول لبنان مرة أخرى إلى ساحة صراع بين القوى الإقليمية، مما وضع بيروت في وضع حساس.
ويعتبر النظام الإيراني حزب الله خط دفاعه الأول، وقد يجد لبنان نفسه متورطًا في حرب بالوكالة ضد إسرائيل، دون إرادته.
وتوضح العلاقات القوية بين إيران وحزب الله مدى استغلال إيران العميق للوضع اللبناني الحرج.
التداعيات المحتملة للهجمات الإسرائيلية على حزب الله
لم يسبق لحزب الله أن تعرض لهجمات بهذا الحجم وفي وقت قصير كهذا، حيث دمرت إسرائيل مراكز عسكرية رئيسة وقتلت كبار قادته، بمن فيهم أمينه العام، حسن نصرالله.
ورغم القيود الشديدة على قدراته العسكرية والأمنية، يواصل حزب الله تصعيد المواجهات مع إسرائيل التي أكدت في تصريحاتها الرسمية، أن معركتها ليست مع الشعب اللبناني، بل مع حزب الله فقط.
الحاجة إلى حلول دبلوماسية
ورغم أن إسرائيل قد ترى في القضاء على حزب الله وسيلة لضمان أمن حدودها الشمالية، فإن عدم الاستقرار في لبنان قد تكون له عواقب سلبية على أمن تل أبيب.
وحتى في حالة هزيمة حزب الله عسكريًا، فإنه لن يختفي بشكل كامل، وقد يستخدم الوضع لتعزيز موقعه داخل لبنان.
ويشير هذا الصراع إلى أن الأمن الداخلي والإقليمي مترابطان بشدة، وأن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب حلولاً دبلوماسية وتعاونًا إقليميًا.

في تجاهل واضح للانتقادات الدولية، تحدث المرشد الإيراني، علي خامنئي، في خطبة اليوم الجمعة 4 أكتوبر (تشرين الأول)، واصفا الهجمات الصاروخية التي شنّتها إيران على إسرائيل بأنها "مشرّعة وقانونية".
وقد جاءت تصريحات خامنئي في وقت أثارت فيه هذه الهجمات، التي وقعت يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر موجة واسعة من الانتقادات العالمية، بما في ذلك إدانة من الأمين العام للأمم المتحدة.
وأثناء خطبة الجمعة في طهران، التي جرت في إطار احتفال وصف بأنه لتأبين حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني والذين سقطوا معه، مثل عباس نيلفروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قال خامنئي: "أحكام الدفاع في الإسلام، وقوانيننا، والقوانين الدولية كلها تؤكد أن لكل شعب حق الدفاع عن أرضه ووطنه ضد المعتدين".
وفي دفاعه عن الجماعات المسلحة التي تحارب إسرائيل، والتي وصفها المرشد الإيراني بأنها "الشعب" الفلسطيني واللبناني، شدد خامنئي على أنه "لا يحق لأحد الاعتراض" على مقاومتهم، معتبرًا أن أولئك الذين يدافعون عن الشعب الفلسطيني إنما يقومون بواجبهم.
يذكر أن النظام الإيراني هو الداعم الرئيسي ماليًا وعسكريًا لحركتي حماس وحزب الله، اللتين تُصنَّفان كجماعات إرهابية من قبل الولايات المتحدة وكثير من الدول.
خطبة خامنئي جاءت بعد ثلاثة أيام فقط من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، وقبل ثلاثة أيام من الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر العام الماضي. وفي ذلك الهجوم، قُتل ما لا يقل عن 1200 شخص، غالبيتهم العظمى من المدنيين، بمن فيهم أطفال. كما تم أخذ أكثر من 250 رهينة، معظمهم من المدنيين، ونُقلوا إلى مواقع سرية لحماس في غزة، وكان من بينهم مسنون وأطفال.
وردت إسرائيل بهجمات ضد حركة حماس في غزة راح ضجيتها الآلاف من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.
وفي معرض حديثه عن مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، دعا خامنئي الشعب اللبناني وأعضاء الحزب إلى "عدم الاستسلام لليأس".
شارك في هذا الاحتفال مسعود بزشكيان، رئيس الحكومة الإيرانية، ومحمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، وغلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية في إيران.
يُذكر أن آخر مرة ظهر فيها خامنئي في صلاة الجمعة كانت في 17 يناير (كانون الثاني) 2020، عقب مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري على يد القوات الأميركية في مطار بغداد.
هذا وقد جرت صلاة الجمعة في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث أفادت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري بأن رئيس شرطة المرور في طهران أعلن يوم أمس الخميس عن اتخاذ "إجراءات مرورية" وفرض "قيود على الحركة والتوقف".
وتشير بعض التقارير إلى أن هناك عمليات نقل لبعض سكان القرى والمدن القريبة من طهران إلى مصلى العاصمة طهران.

ذكرت مصادر حقوقية أن مواطنًا كرديًا يدعى "يوسف دشتي" (38 عاما)، يعمل تاجرا من مدينة بوكان، قُتل برصاص قوات عسكرية تابعة للنظام الإيراني. ووفقًا لموقع "كردبا"، فقد تم استهداف سيارة هذا المواطن، بشبهة تهريب البضائع.

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا في الأسواق العالمية، بعد تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي أشار فيها إلى احتمال هجوم إسرائيل على المنشآت النفطية الإيرانية. وذكرت وكالة "رويترز" أن أسعار النفط سجلت زيادة كبيرة خلال الأسبوع الحالي، متجهة نحو أعلى ارتفاع أسبوعي منذ أكثر من عام.
ومن المتوقع أن تسجل العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 8 في المائة هذا الأسبوع، وهو أكبر صعود منذ فبراير (شباط) 2023. كما ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي بنسبة 8.2 في المائة، ما يمثل أكبر زيادة أسبوعية منذ مارس (آذار) العام الماضي.
ورفض بايدن، مساء أمس الخميس، التعليق علنًا على ما إذا كان قد طلب من إسرائيل عدم مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية، وعند سؤاله عن قلقه من تأثير هجوم إسرائيلي على أسعار النفط، أجاب الرئيس الأميركي: "إذا جاء إعصار، سترتفع الأسعار. لا أدري، من يعرف؟".
وعندما سُئل عن عدم اتصاله برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة، قال بايدن: "لأنه لا يوجد شيء يجري في الوقت الحالي".
وبحسب مصادر "رويترز"، تحاول الدول الخليجية طمأنة إيران حول حيادها في هذا النزاع، خشية أن يؤدي تصعيد العنف إلى تهديد المنشآت النفطية في المنطقة.
وتشمل الأهداف المحتملة لهجوم إسرائيلي، ردًا على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، مواقع عسكرية وبنية تحتية نفطية ومنشآت صاروخية وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى المواقع النووية في إيران.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين على دراية بالتخطيطات العسكرية لطهران، أن طهران طلبت من روسيا أن تتعاون معها في مجال المعلومات الاستخباراتية عبر الأقمار الصناعية، وذلك قبل أي هجوم محتمل من إسرائيل على إيران.