رجل دين مقرب للنظام:تهديدنا لـ"إيران إنترناشيونال" بهجوم صاروخي هدف عكسي في مرمانا



رئيس المحكمة العليا في إيران، محمد جعفر منتظري، أشاد بحضور أنصار النظام في صلاة الجمعة الماضية بإمامة المرشد علي خامنئي، بعد 4 سنوات من الغياب، على خلفية مقتل حسن نصر الله والتصعيد مع إسرائيل.
وقال منتظري: "سمعت أن بعض المصلين اغتسلوا ونطقوا الشهادة وجاؤوا إلى الصلاة خلف خامنئي متجاهلين تهديدات العدو".

أعلن كين مك كالوم، رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5)، أن جهازه أحبط خلال العامين الماضيين 20 مؤامرة محتملة قاتلة مدعومة من النظام الإيراني. وأشار إلى أن طهران زادت من توظيف الوسطاء والجماعات الإجرامية لتنفيذ مؤامرات اغتيال وتخريب ضد معارضي النظام المقيمين في بريطانيا.
وفي تقريره، حذر رئيس "MI5" من أنه إذا شعرت طهران بأن بريطانيا متورطة سياسياً أو عسكرياً في دعم إسرائيل، فقد تركز هذه المؤامرات على أهداف أخرى في بريطانيا، خاصة في ظل التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط، والهجمات الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.
تزايد التهديدات
وأشار مك كالوم إلى أن الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في غزة وحزب الله في لبنان لم يؤدِّ بشكل مباشر إلى زيادة المؤامرات الإرهابية في بريطانيا، لكنه ساهم في خلق مشكلات بالنظام العام وزيادة جرائم الكراهية، مما اضطر الشرطة إلى التعامل مع هذه القضايا.
المؤامرات التي تم إحباطها
وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني إن "MI5" والشرطة البريطانية اكتشفا 5 مؤامرات جديدة هذا العام كانت مدعومة من إيران. واحدة من هذه الأنشطة الإرهابية كانت الهجوم على بوريا زراعتى، أحد مقدمي قناة "إيران إنترناشيونال"، الذي تعرض لهجوم من قبل 3 مسلحين بأسلحة باردة في 29 مارس (آذار) 2024.
وذكر كالوم أن الهدف من هذه التهديدات هو خلق حالة من الرعب والذعر بين المعارضين، وكذلك الضغط على الأفراد والجماعات التي تعتبرها طهران تهديداً لبقائها.
وفي السنوات الماضية، تعرضت قناة "إيران إنترناشيونال" للتهديد عدة مرات من قبل مسؤولين ومناصرين للنظام الإيراني. ووصف كاظم غريب آبادي، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية السابق، في 7 يونيو (حزيران)، القناة بأنها "منظمة إرهابية"، وهدد بملاحقة موظفيها.
التعاون الخفي مع الجماعات الإجرامية
وقال كين مك كالوم إن إيران تستخدم الشبكات الإجرامية لتنفيذ مؤامراتها، حيث يشمل هذا التعاون التهديدات والترهيب، وحتى القيام بهجمات إرهابية، وتخريب ضد أفراد محددين في بريطانيا.
وتُمكن هذه الشبكات إيران من تحقيق أهدافها دون تدخل مباشر من العناصر الأمنية الإيرانية، مما يسمح لها بإخفاء دورها في هذه الهجمات.
وفي تقرير نشرته "واشنطن بوست" في 12 سبتمبر (أيلول)، تمت الإشارة إلى استخدام طهران لشبكات إجرامية غربية لتخطيط أعمال عنف ضد معارضيها في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث اتخذت السلطات البريطانية تدابير لحماية قناة "إيران إنترناشيونال"، التي لها جمهور كبير في إيران، ويصفها النظام بأنها "غير قانونية".
تجدر الإشارة إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" قد اضطرت في 18 فبراير (شباط) 2023، نتيجة التهديدات الأمنية، إلى نقل بثها مؤقتًا من لندن إلى واشنطن، وقد استأنفت البث في 25 سبتمبر (أيلول) 2023 من استوديو جديد في لندن.
تزايد التهديدات من دول أخرى
ولم تكن إيران الدولة الوحيدة التي تشارك في هذه الأنشطة. حيث تستخدم روسيا أيضًا شبكات إجرامية مماثلة لتنفيذ مؤامرات تخريبية في بريطانيا وأوروبا.
ووفقًا لقول مك كالوم، فقد زادت تحقيقات "MI5" بشأن التهديدات الحكومية، بما في ذلك إيران وروسيا والصين، بنسبة 48% في العام الماضي، مما يدل على شدة واتساع جهود هذه الدول لإحداث عدم استقرار في بريطانيا ودول أوروبية أخرى.
خروج البريطانيين للانضمام إلى داعش
ووفقًا للتقرير، أدى إحياء داعش في أفغانستان إلى استئناف جهود هذه الجماعة الإسلامية المتطرفة لتصدير الإرهاب، حيث زادت أعداد البريطانيين الذين يسعون للسفر إلى الخارج لتعلم أساليب هذه الجماعة.

مرّ نحو 10 أيام على آخر ظهور لإسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. لم يظهر قاآني في صلاة الجمعة التي أُقيمت في 4 أكتوبر (تشرين الأول) برئاسة المرشد علي خامنئي، ولم يحضر مراسم تسليم الوسام لقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زاده.
ورغم أن المسؤولين في إيران يؤكدون أن قاآني لا يزال على قيد الحياة، إلا أنهم يفتقرون إلى سجل موثوق في تقديم معلومات دقيقة في أحداث مشابهة.
آخر مرة ظهر فيها قائد فيلق القدس كانت في 29 سبتمبر (أيلول) 2024، عندما ذهب إلى مكتب حزب الله في طهران لتقديم التعازي بمقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
في 6 أكتوبر (تشيرين الأول)، صرح إيرج مسجدي، نائب قائد فيلق القدس، خلال مؤتمر تكريمي لخدام "أربعين الحسين": "كثيرون يسألون عن حالة الجنرال قاآني، أود أن أطمئنهم أنه بخير ويواصل عمله". وأضاف معلقاً على الدعوات لإصدار بيان رسمي: "لماذا نصدر بياناً؟ لا داعي لمثل هذا الإجراء".
ومع ذلك، أثارت هذه التصريحات، نظراً لتاريخ النظام الإيراني في مثل هذه الأحداث، مزيداً من الشكوك حول حالة قاآني.
الغياب الأول – 4 أكتوبر
في صلاة الجمعة التي أَمَّها خامنئي في 4 أكتوبر (تشرين الأول)، حضر عدد كبير من كبار المسؤولين الحكوميين، لكن غياب قاآني لفت انتباه وسائل الإعلام. وسرعان ما ردّ رسول سنائي راد، نائب المكتب السياسي للمرشد الإيراني، قائلاً إن غياب قاآني كان "علامة على العقلانية الثورية" ويدل على "الاستعداد العسكري".
كما كتب روزبه علمداری، رئيس تحرير موقع "جماران" المرتبط بعائلة روح الله الخميني، على منصة "X" أن غياب القادة العسكريين يشير إلى حالة تأهب قصوى "للرد السريع على أي تحرك إسرائيلي".
ومع ذلك، تظهر الصور أن قادة آخرين مثل حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، ونائبه علي فدوي، وعبد الرحيم موسوي، قائد الجيش، وأحمد رضا رادان، قائد الأمن العام، كانوا حاضرين في صلاة الجمعة.
في اليوم التالي، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن قاآني ربما يكون قد أصيب في هجوم إسرائيلي على بيروت. وأشارت القناة إلى أن الهدف الرئيس لهذا الهجوم كان هاشم صفی الدین، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وحسين الهزيمة، رئيس استخبارات الحزب، ولم تتوفر معلومات حول مصير هذين القياديين أيضاً.
في الوقت نفسه، قال مصدر أمني لبناني لوكالة "رويترز" إن الاتصال بهاشم صفي الدين انقطع منذ الهجوم الجوي الإسرائيلي على بيروت في 4 أكتوبر.
وفي 6 أكتوبر (تشرين الأول)، وصف عباس كلرو، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، التقارير التي تشير إلى وجود قاآني في موقع الهجوم الإسرائيلي في بيروت بأنها "شائعات"، مضيفاً أن هذه التقارير جزء من "حرب الفضاء الإلكتروني"، وأكد أن قاآني في حالة صحية جيدة.
الغياب الثاني – 6 أكتوبر
في 6 أكتوبر، أقيمت مراسم لتكريم أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، من خلال منحه وسام "فتح" من قبل خامنئي. إلا أن الصور من هذا الحفل أظهرت غياب قاآني، رغم حضور عدد كبير من القادة العسكريين البارزين.
وفي الوقت ذاته، نقل مصدر مقرب من "إيران إنترناشيونال" أن أفراد عائلة قاآني لا يعلمون شيئاً عن مصيره، وهم قلقون بشأنه.
وكذلك أفادت "رويترز" نقلاً عن مصادر مطلعة في إيران أن قاآني سافر إلى لبنان بعد مقتل نصر الله، وأنه منذ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بيروت لم ترد أي أخبار عنه.
ووفقاً لهذه التقارير، كان قاآني في جنوب بيروت وقت الهجوم الإسرائيلي، لكنه لم يكن في اجتماع مع هاشم صفي الدين.
ورداً على سؤال حول حالة قاآني، قال محمود قماطي، عضو المجلس السياسي لحزب الله: "ليس لدي أي معلومات حول هذا الأمر"، وأضاف: "نحن أيضاً نسعى لمعرفة الحقيقة".
وفي غضون ذلك، انتقد موقع "تابناك"، الذي يرتبط بمحسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، طريقة التعامل الإعلامي مع غياب قاآني، وطالب بنشر مقطع فيديو يظهر قاآني إذا كان في حالة صحية جيدة.
من هو إسماعيل قاآني؟
إسماعيل قاآني، المعروف أيضاً بإسماعيل أكبرنژاد، كان نائباً لقاسم سليماني لسنوات في قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وُلِد قاآني في مدينة مشهد، وانضم إلى الحرس الثوري الإيراني في عام 1980 عندما كان في العشرين من عمره.
بعد التحاقه بالحرس، ذهب إلى طهران لتلقي تدريبه العسكري في معسكر سعد آباد، الذي يُعرف الآن بمعسكر "الإمام علي". وكان زملاؤه في التدريب محمد مهدي خادم الشريعة، مؤسس لواء "إمام رضا 21"، وولي الله چراغجی، نائب قائد اللواء ذاته.
بعد انتهاء تدريبه، عاد قاآني إلى مشهد وبدأ العمل في أحد مراكز تدريب الحرس الثوري. وفي منتصف عام 1980، تم إرساله إلى منطقة كردستان عقب اندلاع اضطرابات هناك.
في عام 1982، تعرف على قاسم سليماني، وأدى هذا التعارف إلى شراكة استمرت لسنوات طويلة في قيادة العمليات الخارجية للحرس الثوري.
سجل الإعلام الإيراني في التعامل مع أحداث مشابهة
على الرغم من تأكيدات المسؤولين في إيران بأن قاآني لا يزال على قيد الحياة، لم ينفِ أي منهم بشكل قاطع وجوده في بيروت وقت الهجوم. وسجل الإعلام الإيراني في التعامل مع أحداث مماثلة، مثل استهداف حسن نصر الله أو تحطم طائرة الهليكوبتر التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، يُظهر نمطاً من التأخير في الاعتراف بالحقائق أو تشويهها.
وعادةً ما يعتمد النظام الإيراني ووسائل الإعلام الرسمية سياسة النفي أو التعتيم على الحقيقة، إما بدعوى "المصلحة الوطنية" أو لكسب الوقت قبل الكشف عن التفاصيل الفعلية.

قالت كامالا هاريس، النائبة الأولى للرئيس بايدن والمرشحة للرئاسة، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، إن النظام الإيراني من أكبر أعداء أميركا، وإن أيديه ملطخة بدماء الأميركيين. وفي إشارة إلى الهجوم الصاروخي على إسرائيل، أضافت أنه يجب علينا التأكد من أن إيران لن تصبح أبدًا قوة نووية.

قال كين ماكالوم، رئيس جهاز الأمن البريطاني "MI5"، إن عملاء الحكومة الإيرانية يستخدمون المجرمين على نطاق واسع لتهديد وترهيب المعارضة والأشخاص الذين يمثلون تهديدًا لنظام طهران.