مستشار قائد الحرس الثوري: غياب قاآني عن المشاهد العامة "دليل على ضميره"



قال محلل سياسي بارز إن رؤية الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان حول المصالحة الوطنية محكوم عليها بالفشل، إذا لم يفِ بوعوده الانتخابية المتعلقة بالاقتصاد والحريات.
وأضاف الصحافي والسياسي الإصلاحي الإيراني، عباس عبدي، في مقال نُشر بصحيفة "اعتماد"، الصادرة في طهران: "لا يوجد حل سحري لمشاكل البلاد. إذا لم يتمكن الرئيس من تحقيق تحسينات في مجالات مثل قيود الإنترنت، وحرية النساء، والعلاقات الخارجية، وطريقة عمل التلفزيون الحكومي، فإن مصالحة بزشكيان الوطنية ستفشل".
ويُفسر شعار بزشكيان حول المصالحة، بشكل كبير، بأنه دعوة للتعاون بين الفصائل السياسية، داخل الحكومة الإيرانية، بدلاً من مصالحة وطنية حقيقية تشمل إعطاء الشعب دورًا أكبر في الحكم أو الاستجابة لمطالب المواطنين.
وأوضح عبدي أن تحقيق إصلاحات سريعة ليس بالأمر الهين، "كمن يشعل ويطفئ الأنوار بسهولة"، نظرًا لتجذر انعدام الثقة لدى الشعب تجاه الحكومة. وأكد أنه إذا لم يحقق بزشكيان وعوده، فإنه حتى المصالحة بين القوى المختلفة داخل النظام ستنهار سريعًا.
وأضاف عبدي، في رسالته للرئيس الإيراني بعد الانتخابات: "الانتخابات مستمرة كل يوم. صناديق الاقتراع مفتوحة في المراكز المجتمعية بالمدن والقرى. يمكن لأي شخص أن يسحب صوته، ومن امتنع عن التصويت يمكنه الآن أن يدلي به. الأصوات ليست مجرد أوراق، بل تجسد الإرادة الحرة للشعب، وما يدفع الشعب لاتخاذ قرار حول كيفية التعامل مع هذه الصناديق المفتوحة هو السياسات الرسمية للحكومة".
وأضاف المعلق الإصلاحي أن الناس لديهم توقعات مختلفة بشأن سرعة الوفاء بالوعود، في حين أن الذين رفضوا التصويت ربما يرغبون في تبرير موقفهم السياسي بإثبات فشل بزشكيان.
وأشار عبدي أيضًا إلى مفارقة أن الحكومة نفسها تبدو كأنها تتجاهل شعارات بزشكيان ونهجه، رغم تأكيده على "المصالحة"، قائلاً: "إن المصالحة بالنسبة للشعب، ليست الهدف النهائي، بل هي مجرد خطوة نحو معالجة القضايا الملحة، مثل تحسين الاقتصاد، وكبح التضخم، وضمان الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية، ورفع الرقابة عن الإنترنت، ومعالجة قضايا المرأة، ورفع العقوبات، وغيرها من التحديات".
ولكن بزشكيان ضحى بكل شيء في سبيل محاولة تحقيق المصالحة بين المجموعات السياسية المختلفة، حتى إن بعضهم شكك في فكرة المصالحة، بعد لقائه حزب "بایداري" اليميني المتشدد، الأمر الذي فسره الإصلاحيون على أنه بمثابة تحالف غير معلن مع خصومه السياسيين.
ورفض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سَتّار هاشمي، يوم الاثنين الماضي، فكرة إلغاء القيود على الإنترنت، أو توفير وصول متساو للشبكة العنكبوتية، واقترح بدلاً من ذلك "إدارة ذكية للإنترنت".
وردًا على ذلك، تساءل موقع "فرارو" الإخباري الإصلاحي عن وعود الرئيس الإيراني، ومقاومة إدارته للضغوط، بما فيها المتعلقة بقيود الإنترنت، وطرح السؤال: "ماذا حدث لوعود بزشكيان بالتغيير، بما في ذلك الوصول إلى الإنترنت؟".
وخلال الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) الماضي، قال الشاعر والمؤثر الإيراني حسين جنّتي إنه سيصوّت لبزشكيان فقط، إذا ضمن مستشاروه، وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف، ووزير الاتصالات السابق محمد جواد آذري جهرمي، إنهاء "شرطة الأخلاق" وتصفيات وسائل التواصل الاجتماعي، ووعدوا بإبلاغ الشعب، إذا تعرض الرئيس لضغوط ضد إرادة الشعب.
وكتب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في منشور على منصة "إكس" في 30 يونيو (حزيران) الماضي: "أضمن أن الحكومة بأكملها ستقف بكل قواها ضد الدوريات الإجبارية، والتصفية، وجميع الضغوط الخارجية الأخرى في اجتماعاتها".
ولكن هذه لم تكن الوعود الوحيدة، التي قدمها بزشكيان قبل وخلال وبعد الانتخابات الرئاسية؛ فقد نشرت وكالة "تسنيم" للأنباء المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني قائمة تضم 14 وعدًا له.
ومن اللافت أن قائمة "تسنيم" لم تتضمن القضايا الاجتماعية والثقافية المثيرة للجدل، مثل الوصول إلى الإنترنت وقضايا المرأة. كما أن هاتين المسألتين لم تُذكرا حتى في قائمة صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، التي تضم 6 من وعود بزشكيان، وهو مؤشر على أن كلاً من المحافظين والإصلاحيين يفضلون التغاضي عن هذه المشاكل.

قال الأمين السابق لمجلس الفضاء السيبراني في إيران، أبو الحسن فيروزآبادي: "ذكرت مراراً أن سلطاتنا الثلاث تعرضت لهجمات سيبرانية ثقيلة وسرقت معلوماتها؛ سواء السلطة القضائية، أو التشريعية، أو التنفيذية.
كما تعرضت صناعاتنا النووية لهجمات سيبرانية، وكذلك شبكات توزيع الوقود، والبلديات، والنقل، والموانئ، وغيرها".

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أشارت إلى المشكلات الاقتصادية ومشكلات الطاقة، ونقلت عن مسعود بزشكيان قوله: "لم نتسلم أي أموال." وأعربت عن أملها في أن لا تكون هناك مشكلة في تأمين الطاقة خلال الشتاء، مشيرة إلى أن احتياطيات الطاقة في محطات الكهرباء ليست كافية.

كشفت السفيرة السابقة للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن وكالات الأمن الأميركية أكدت تخطيط النظام الإيراني لاغتيالها خلال السنوات الأخيرة.
وفي حلقة من البودكاست “نيكي هيلي لايف” التي نشرت على منصة "سبوتيفاي"، أعلنت هيلي أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أبلغها لأول مرة في عام 2020 أنها على قائمة الاغتيالات الخاصة بالنظام الإيراني، وطُلب منها أن تكون حذرة في رحلاتها الخارجية.
وقد وصفت هيلي قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بـ”الوحش”، وأوضحت أن النظام الإيراني حاول بعد مقتله اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وعددًا من كبار المسؤولين الأميركيين.
وقد أعلن مسؤولو النظام الإيراني علنًا في عدة مناسبات نيتهم استهداف مسؤولين من الإدارة الأميركية السابقة بسبب دورهم في مقتل سليماني. في 1 يناير (كانون الثاني) 2022، وخلال الذكرى السنوية الثانية لمقتل سليماني، قال المرشد الأعلى علي خامنئي لعائلة سليماني إن ترامب ومن شاركوا في قتل قائد فيلق القدس السابق “سوف يدفعون ثمن ما فعلوه وسيختفون في مزبلة التاريخ”.
كما هدد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، في مارس (آذار) 2023 بأن الحرس يسعى لقتل ترامب ووزير خارجيته السابق مايك بومبيو.
في نفس البودكاست، كشفت هيلي عن مخطط آخر للنظام الإيراني لاغتيالها، وأوضحت أن السلطات الأمنية الأميركية أبلغتها مجددًا هذا العام، بعد انتهاء حملتها الانتخابية، أن إيران سعت لاغتيالها من خلال توظيف رجل باكستاني لتنفيذ العملية.
كانت هيلي قد انسحبت من السباق الداخلي للحزب الجمهوري في 5 مارس 2024 بعد هزيمتها أمام ترامب في عدة ولايات حاسمة، وتمنت له التوفيق. ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي 5 أغسطس (آب) 2023، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن مواطنًا باكستانيًا اتُهم بالتواصل مع النظام الإيراني والتخطيط لاغتيال سياسيين ومسؤولين حكوميين في الولايات المتحدة. وأوضحت الوزارة أن هذا الرجل، الذي يدعى آصف مرشنت ويبلغ من العمر 46 عامًا، حاول توظيف أفراد في الولايات المتحدة لتنفيذ مخطط اغتيال انتقامًا لمقتل سليماني.
وأفاد المدعون العامون أن مرشنت قضى فترة في إيران قبل أن ينتقل من باكستان إلى الولايات المتحدة.
كما أشارت هيلي إلى محاولات إيران وروسيا والصين للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكدةً أن “إيران تهتم بمن يصبح رئيسًا”. وأضافت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أبلغها سابقًا بأن إيران “تنشط ضد حملتها الانتخابية”. ووجهت اتهامًا لطهران بنشر معلومات مزيفة حول الانتخابات المقبلة، مشيرةً إلى أن النظام الإيراني يريد فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وفي الأسابيع الأخيرة، أثار الكشف عن خطة النظام الإيراني لاغتيال ترامب قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية ضجة إعلامية. وفي 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أصدر فريق حملة ترامب بيانًا أكد فيه أن المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين قد أبلغوا ترامب بوجود “تهديدات حقيقية ومحددة”.

أعلن فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، فتح حساب بنكي، وطلب من المواطنين الإيرانيين تقديم مساعدات مالية لقوات حزب الله في لبنان. وأوضح الفيلق: "من الضروري أن تُقدَّم المساعدات نقدًا فقط لمقاتلي المقاومة لتلبية احتياجات الشعب اللبناني".