المتحدث باسم مكتب خامنئي: اللبنانيون بحاجة إلى مساعدة الشعب الإيراني



تشعر إيران بالتوتر إزاء احتمالية تعرض منشآتها النووية لضربات إسرائيلية، وتستخدم برنامجها النووي المثير للجدل كورقة ضغط لإرسال رسالة ليس لإسرائيل فقط، بل للولايات المتحدة أيضًا، وفقًا لخبير في شؤون الأمن بالشرق الأوسط.
وقد ظهر أليكس وطن خاه، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، في برنامج "عين على إيران" الذي تقدمه قناة "إيران إنترناشيونال"، وقال إن أكثر ما تخشاه الحكومة الإيرانية في طهران هو هجوم على بنيتها التحتية النووية، التي تعد إنجازها الأهم خلال 45 عامًا من الحكم.
وأوضح وطن خاه أن الحكومة الإيرانية ربما تمارس ضغوطًا على الإدارة الأميركية للحد من تحركات إسرائيل ومنع أي هجوم على مواقعها النووية، خاصة بعد القصف الصاروخي الإيراني الذي وقع في الأول من أكتوبر. وأضاف أن شبكة "سي إن إن" أفادت بأن إيران تشعر بالتوتر وتقوم بجهود دبلوماسية مع دول الشرق الأوسط في محاولة لتقليل حدة الرد الإسرائيلي على هجومها الصاروخي الباليستي.
وفي يوم الجمعة، التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعا إلى "نظام عالمي جديد" يضم حلفاء روسيا. وقد اجتمعت إيران، الأسبوع الماضي، أيضًا مع وزير الخارجية السعودي. فيما أفادت قناة 12 الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة ودولًا عربية تجري مفاوضات سرية مع إيران تهدف إلى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في المنطقة، وهو ما نفته الولايات المتحدة.
ونقلت "سي إن إن" عن مصادر مطلعة أن طهران قلقة مما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتقليل نطاق ردها. وفي الوقت ذاته، دعا أكثر من ثلاثة عشر نائبًا في إيران هذا الأسبوع البلاد إلى السعي لتطوير أسلحة نووية، وهو تطور غير مسبوق في انفتاح المسؤولين الإيرانيين والإعلام على مناقشة إمكانية امتلاك قنبلة نووية، وهو أمر كان غير قابل للتفكير قبل سنوات قليلة.
وأشار وطن خاه في حديثه لبرنامج "عين على إيران" إلى أن "هذا كله يعكس خوفًا كبيرًا لدى النظام الإيراني الذي ينتظر ما ستفعله إسرائيل فيما يتعلق بردها الانتقامي". وأضاف: "الرسالة موجهة للولايات المتحدة: إذا لم توقفوا إسرائيل، فسوف نسعى للتسلح النووي. لا تدفعونا إلى هذا. المقصود بذلك هو عدم استهداف منشآتنا النووية. تذكروا أن هذا برنامج نووي مضى عليه نحو ربع قرن، وتكلف مليارات الدولارات".
ومن وجهة نظر إيران، فإن إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة. والسؤال المطروح الآن هو: هل ستستجيب إسرائيل لدعوات إدارة بايدن، التي تحثها على الرد بشكل "متناسب"؟ وتحث الولايات المتحدة وجيران إيران الأغنياء بالنفط إسرائيل على عدم استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية.
كيف سترد الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى توتر العلاقات بين بايدن ونتنياهو، ما زال غير واضح. لأول مرة منذ شهرين، تحدث بايدن ونتنياهو هاتفيًا يوم الأربعاء، وركزت المكالمة على خطط إسرائيل للرد على إيران.
يقول وطن خاه: "لا يمكنني التنبؤ بما سيفعله نتنياهو. إنهم يسعون للقضاء على جميع أعدائهم الكبار، سواء كان ذلك حماس، أو حزب الله، أو إيران. هل تستطيع إسرائيل القيام بذلك وحدها؟".
تزايدت المخاوف الإيرانية نتيجة ضعف حزب الله، الذراع الأقوى لإيران بين وكلائها، إذ تعرض الحزب لانتكاسات كبيرة بسبب الهجمات الإسرائيلية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل اغتالت زعيم الحزب حسن نصرالله ومن كان سيحل محله. وفي الشهر الماضي، وقعت سلسلة من الانفجارات في أجهزة اتصالات تابعة لحزب الله في لبنان، وهو هجوم غير مسبوق على أجهزة الاتصالات.
وأوضح وطن خاه أن إيران لم تعد قادرة على التستر خلف وكلائها العرب، وذلك بعد أن نظمت حملة متعددة الجبهات ضد إسرائيل دون التضحية بنفسها. وأضاف أن المرشد الإيراني علي خامنئي، من جهة، يقول إنه لا يريد الحرب مع إسرائيل، ومن جهة أخرى، يواصل دعم مجموعات مثل حماس وحزب الله لضرب إسرائيل، مع دعوات لتدمير الدولة اليهودية.
وقال وطن خاه: "هذا هو الموقف الذي يمكن تلخيصه بأنك تريد محاربة إسرائيل حتى آخر جندي عربي". ولكن الآن، تستعد إسرائيل لنقل القتال إلى الأراضي الإيرانية، وتبلغ السلطات الإيرانية بأنها لم تعد قادرة على الاختباء خلف وكلاء عرب "يتم التخلص منهم".

وفقًا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، بدأت الحكومة الإيرانية مساعي دبلوماسية عاجلة مع دول الشرق الأوسط، وذلك بسبب قلقها من رد انتقامي محتمل لإسرائيل عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير.
وتهدف هذه التحركات، وفقًا للتقرير، إلى تقليل حدة الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم أو في حال فشل المساعي، تأمين دعم يحمي طهران.
وأفادت مصادر مطلعة أن قلق إيران الرئيسي وهو ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على منع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية والنفطية الإيرانية.
إضافة إلى ذلك، زادت المخاوف بعد أن تم إضعاف حزب الله، الحليف الأبرز لإيران في المنطقة، بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل أن يكون ردها على الهجوم الإيراني“متناسبًا” وأن تتجنب مهاجمة المنشآت النووية والنفطية في إيران. كما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التحلي بمزيد من ضبط النفس.
من جهة أخرى، أعربت الدول الخليجية، بما في ذلك الإمارات، البحرين وقطر، عن مخاوفها من التأثيرات الاقتصادية والبيئية السلبية المحتملة لهجوم على المنشآت النفطية الإيرانية، وأكدت أنها لن تسمح باستخدام مجالها الجوي في أي هجوم على إيران.
في بيان صادر عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أشار إلى أن “الضربة الإسرائيلية ستكون قوية، دقيقة ومفاجئة”، موجهًا تهديدًا شديدًا إلى طهران. وقد طلبت إيران أيضًا من السعودية استخدام نفوذها في واشنطن لمنع حدوث هذا الهجوم.
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى رد إسرائيل، من المتوقع أن تتضح المزيد من التفاصيل بعد انتهاء يوم الغفران اليهودي (يوم كيبور).
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الجمعة أن الولايات المتحدة مستعدة تمامًا للدفاع عن قواتها وشركائها وحلفائها ضد أي هجمات محتملة من النظام الإيراني أو وكلائه.
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، في اتصال هاتفي جرى يوم الخميس 10 أكتوبر بين لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد الطرفان التزامهما بمنع “أطراف مختلفة” من استغلال التوترات أو توسيع نطاق الصراع في المنطقة.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" استنادًا إلى مصادر مطلعة ورسائل بريد إلكتروني تم فحصها، طلبت حملة دونالد ترامب الانتخابية توفير طائرات عسكرية.
كما طالبت بفرض قيود إضافية على الطيران في الأماكن التي يوجد فيها ترامب، بالإضافة إلى توفير مركبات عسكرية لنقله. وقد جاء هذا الطلب بعد تحذيرات أشارت إلى أن إيران "تخطط بنشاط لاغتيال ترامب".

أعلنت رئيسة لجنة البيئة في البرلمان الإيراني، سمية رفيعي، أن 30 ألف شخص في إيران لقوا حتفهم خلال العام الماضي بسبب تلوث الهواء، مقارنة بـ 24 ألف شخص في العام الذي سبقه. وأشارت إلى أنه خلال الحرب التي استمرت لمدة عام في غزة، قُتل نحو 42 ألف شخص.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن النظام الإيراني، الذي لديه سجل في استخدام عصابات إجرامية، لتنفيذ هجمات ضد أهداف في الدول الغربية، لا يزال يسعى إلى استخدام هذه الجماعات لاستهداف المصالح الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته، اليوم الجمعة 11 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الهجمات المتعددة، التي شنتها إسرائيل على النظام الإيراني وحلفائه، وكذلك مقتل حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، قد قلصت من الخيارات المتاحة أمام طهران للرد على إسرائيل.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الردود الانتقامية الإيرانية قد تؤدي إلى حرب إقليمية، ولهذا السبب تسعى إيران إلى إيجاد طرق جديدة لضرب إسرائيل. ويحذر خبراء ووكالات أمنية غربية من أن طهران قد تستهدف المصالح الإسرائيلية في الغرب من خلال عصابات إجرامية منظمة.
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن الهجمات الأخيرة على المصالح الإسرائيلية في أوروبا قد تكون بأوامر من إيران. ونقلت عن خبراء أمنيين قولهم: "إن خيارات إيران وحلفائها للرد على الهجمات الإسرائيلية في لبنان باتت محدودة"، مضيفين أن أوروبا توفر ساحة مهيأة لضرب المصالح الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى تورط حزب الله، المدعوم من إيران، في هجمات سابقة على أهداف يهودية وإسرائيلية، منها تفجير المركز الثقافي اليهودي في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، عام 1994 وتفجير حافلة سياحية إسرائيلية في بلغاريا عام 2012.
وأكدت أن زيادة الجرائم المنظمة، في دول مثل السويد وبريطانيا وهولندا وألمانيا، إلى جانب الحدود المفتوحة نسبيًا في أوروبا، توفر فرصًا جديدة للنظام الإيراني لتنفيذ هجماته.
وأشار دانيال بايمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إلى أن العمليات السرية في أوروبا أصبحت أداة حرب غير تقليدية للخصوم، موضحًا أن هذه العمليات تتطلب موارد قليلة ويمكن أن تستهدف مجموعة واسعة من الأهداف غير المحمية.
وسبق أن نشرت أجهزة أمنية ووسائل إعلام غربية، تقارير عديدة حول علاقة طهران بتلك العصابات، التي تستهدف معارضي النظام في الخارج؛ حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن إيران تعتمد على شبكات إجرامية غربية للتخطيط لهجمات عنيفة ضد معارضيها في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن أهداف إيران تشمل صحافيين من قناة "إيران إنترناشيونال"، ونشطاء حقوق المرأة في إيران بسويسرا.
وفي الدنمارك، اعتُقل شابان سويديان بتهمة الإرهاب، حيث يشتبه بتورطهما في تفجيرين بالقرب من السفارة الإسرائيلية في كوبنهاغن، ويُعتقد أنهما مرتبطان بعصابة إجرامية متهمة بالقيام بعمليات عنيفة لصالح إيران في الدول الإسكندنافية. وأشارت التقارير إلى أن زعيم العصابة يختبئ حاليًا في طهران.
وأكد مصدر سويدي وآخر في الشرطة لـ"إيران إنترناشيونال"، في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أن إيران تقف وراء الهجمات المسلحة على السفارات الإسرائيلية في استكهولم وكوبنهاغن. كما حذّر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي من زيادة كبيرة في المحاولات لاستهداف المصالح الإسرائيلية منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وفي ذلك اليوم، شنت "حماس" هجومًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين. وردًا على هذا الهجوم، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في غزة. كما انخرطت جماعات مدعومة من إيران، مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، في الصراع دعمًا لحركة حماس، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
وأوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها، أن الصحافي والناشط الإيراني المعارض، سيامك طهماسبی، نجا من محاولة اغتيال في هولندا. كما أكدت النيابة العامة الهولندية أن المهاجمين، أحدهما تونسي مرتبط بـ "كارتل مخدرات" شمالي أوروبا، كانا مسلحين وحاولا اقتحام منزل طهماسبی.
وفي السويد، صرح المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني بأن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار كانت تستهدف في السابق المعارضين الإيرانيين في الخارج، لكنها بدأت هذا العام في توجيه هجماتها نحو المصالح الإسرائيلية.