تسمم 31 طالبًا في إيران بغاز "المركابتان"



أمين عام حزب "مؤتلفة الإسلامي" في إيران، أسد الله بادامجيان، قال في تصريحات صحافية: "موسوي وكروبي لا يعتبران تحت الإقامة الجبرية.. تتم زيارتهم ويقومون بكل شيء". وأضاف: "أحد أسباب وضعهما تحت الإقامة الجبرية هو احتمال قتلهما واتهام النظام".

نائب وزير الاتصالات الإيراني، بهزاد أكبرى، قال: "فى الأسبوع الماضى، تم شن هجمات سيبرانية على البنية التحتية للاتصالات في البلاد من 174 دولة حول العالم."

أبرز مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وردود فعل إيران ووكلائها تجاه هذا الحدث نقطتين رئيسيتين، وهما: ضعف وتراجع الثقة بالنفس لدى النظام الإيراني في الداخل، وفقدان الثقة من قِبل وكلائه في الخارج، في ظل الضربات، التي لا يمكن تعويضها.
وعندما نتأمل الصمت الطويل للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ثم التصريحات القليلة التي أدلى بها بعض مسؤولي النظام، مثل قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، ورئيس الحكومة، مسعود بزشكيان، حول مقتل يحيى السنوار، يمكننا ملاحظة كيف أن قادة النظام قد تخلوا عن عادة التهديدات والاستفزازات القديمة، خلال أقل من ثلاثة أشهر، وأصبحوا يسعون لكسب الوقت والفرصة لإعادة تنظيم أنفسهم ووكلائهم. وصاروا- فجأةً- يتبنون شعار السلام في منطقة أشعلوا فيها نيران الحرب والإرهاب على مدى نصف قرن.
الخوف والمكر
التهديدات والإهانات، التي أطلقها علي خامنئي بالأمس، وصمته اليوم، مقارنة بتصريحات حسين سلامي ومسعود بزشكيان، قبل وبعد مقتل إسماعيل هنية، وحسن نصرالله، وردود أفعالهم تجاه مقتل هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحًا لخلافة نصرالله في قيادة حزب الله اللبناني، تظهر بوضوح كيف أن قادة إيران قد غيروا مواقفهم بشكل مفاجئ وغير فعال في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الوشيك، وذلك باستخدام ما يعتبرونه خدعة أو "تقية".
وكان بزشكيان، قد كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل هنية في طهران: "الشهادة هي فن رجال الله. التحالف بين إيران وفلسطين أقوى من السابق، والمقاومة ستواصل طريقها بقوة أكثر من أي وقت مضى". لكنه في بيانه الأخير، بعد مقتل يحيى السنوار، لم يكن هناك أي ذكر لمعاقبة "الجبناء" أو "الدفاع عن شرف النظام الإيراني".
كما أرسل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إسماعيل قاآني، الذي ظهر منذ أيام قليلة، بعد أسبوعين من الغموض حول مصيره، رسالة بعد مقتل هنية مفادها: "نحن ملتزمون بالانتقام لدمه، وسنحقق العدالة ضد الكيان الصهيوني (إسرائيل)". لكن بعد مقتل السنوار، لم يكن هناك أي رد فعل أو رسالة مشابهة.
وهذا التحول الواضح في اللهجة لم يكن استثناءً، بل شمل جميع قادة الحرس الثوري، وكبار المسؤولين في إيران، وعلى رأسهم علي خامنئي.
وعلى الرغم من أن تراجع طهران عن "الوعود الصادقة" قد لا يغيّر شيئًا من موقف إسرائيل تجاه مهاجمة إيران، فإن هذا التحول لن يخفى عن أعين الشعب الإيراني أو حلفاء النظام ووكلائه في الخارج؛ حيث إن قادة إيران، الذين يشعرون بعمق الضربات الإسرائيلية الأخيرة، فقدوا ثقتهم بأنفسهم، إلى درجة أنهم لم يعودوا قادرين حتى على التهديد بالانتقام.
الوكلاء يفقدون الثقة
سيشكل مقتل السنوار وحسن نصرالله وإسماعيل هنية، نقطة تحول في العلاقة بين النظام الإيراني ووكلائه الخارجيين؛ حيث من المرجح أن تبتعد حماس عن طهران، بعد موت السنوار، كما أن القوى الإقليمية مثل تركيا وقطر، وربما مصر والسعودية، ستسعى للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
وبعد مقتل السنوار، اجتمع رئيس مكتب "حماس" السياسي، محمد درويش، مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ومن المتوقع أن يتم اختيار خليفة للسنوار قريبًا، ويبدو أن خالد مشعل، الذي له تاريخ من الابتعاد عن إيران، والتقرب من تركيا وقطر، هو الأكثر حظًا من بين المرشحين لخلافة السنوار.
وفي الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت حماس وحزب الله أسوأ فترات تاريخهما؛ حيث تُركتا بمفردهما من قِبل قادة إيران، على الرغم من كل الوعود السابقة، كما أن الأخبار التي تفيد بأن معلومات إسرائيلية داخل الحرس الثوري الإيراني كانت السبب في مقتل حسن نصرالله زادت من انعدام الثقة تجاه إيران.
حماس، التي تحتاج إلى المال والدعم، ستتقرب من تركيا وقطر، وربما تسعى لتحسين علاقاتها مع الأردن ومصر والسعودية. أما حزب الله، فهو أمام خيارين؛ إما الخضوع الكامل لسيطرة الحرس الثوري، أو محاولة تقديم نفسه كقوة لبنانية محلية.
وأظهر رد فعل رئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي، والاعتراضات، التي أبداها القادة السياسيون في بيروت، تجاه تدخل إيران، أن نفوذ حزب الله قد تقلص في الداخل اللبناني.

أفادت وسائل إعلام عربية بأن الجيش السوري صادر مستودعين للأسلحة تابعين لحزب الله في ضواحي دمشق، وقامت السلطات السورية بتقييد تحركات أعضاء حزب الله والجماعات المدعومة من إيران باتجاه الجولان ومدينة حمص وضواحيها، وذلك بسبب مخاوف من هجوم إسرائيلي.

بعد نحو يومين من إعلان إسرائيل عن مقتل القائد العسكري لحركة حماس يحيى السنوار، قدم المرشد الإيراني تعازيه وأكد استمرار دعمه لقوى "محور المقاومة" دون أن يذكر "الانتقام من إسرائيل".
وقال علي خامنئي في بيان صدر صباح السبت: "إن جبهة المقاومة، كما لم تتوقف في تقدمها باستشهاد قادتها البارزين في الماضي، لن تتوقف لحظة واحدة باستشهاد السنوار أيضًا".
ويستخدم مصطلح "جبهة المقاومة" في إيران للإشارة إلى الجماعات والمنظمات المسلحة في المنطقة التي تتلقى دعمًا ماليًا وعسكريًا من طهران، وتشمل هذه الشبكة حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، والجماعات الشيعية في العراق، والتي تشكل القوى الرئيسية للوكلاء الإيرانيين في المنطقة.
وقد وصف خامنئي مقتل السنوار بأنه "مؤلم" للجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل، لكنه شدد على أن ذلك لن يوقف جهودهم. وأضاف: "هذه الجبهة لم تتوقف بتقدمها مع استشهاد شخصيات بارزة مثل الشيخ أحمد ياسين، وفتحي الشقاقي، والرنتيسي، وإسماعيل هنية، ولن تتوقف لحظة باستشهاد السنوار أيضًا، بإذن الله. حماس حية وستبقى كذلك"، حسبما قال الزعيم الإيراني البالغ من العمر 85 عامًا.
ومع ذلك، تواجه إيران احتمال تعرضها لهجوم إسرائيلي منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما أطلقت أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، في ثاني هجوم من نوعه خلال ستة أشهر. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة آخرون بالرد، ولكن يبدو أن تل أبيب تتفاوض مع واشنطن حول الأهداف التي سيتم ضربها. وتعارض واشنطن قصف المراكز النووية الإيرانية أو قطاعها النفطي.
وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الجمعة، أول رد رسمي على اغتيال قائد حماس يحيى السنوار، مؤكدة أن ذلك لن يضعف القتال ضد إسرائيل، وأن آخرين سيواصلون طريق السنوار.
وجاء في بيان الوزارة: "من المؤكد أن القضاء الجسدي على المقاتلين في طريق الكرامة والشرف الإنساني لن يُضعف مدرسة ونهج المقاومة".
ومع ذلك، فإن النظام الإسلامي بقيادة خامنئي شهد ضعفًا كبيرًا لحركتي حماس وحزب الله منذ اندلاع القتال بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف مدني. وتركز إسرائيل على القضاء على قادة الميليشيات التابعة لخامنئي.
وقُتل إسماعيل هنية في طهران في يوليو، فيما استهدفت غارة جوية إسرائيلية كبرى في بيروت حسن نصرالله، زعيم حزب الله، في سبتمبر (أيلول). وقد يؤدي مقتل السنوار إلى إحداث فوضى داخل حماس.
وتشير التقارير إلى أن طهران، التي وجدت نفسها في موقف ضعيف، قد أرسلت مؤشرات مؤخرًا بأنها ستتجنب الرد إذا بقيت ضربات إسرائيل محدودة، مما يسمح بإنهاء دورة الهجمات المتبادلة.