سجينة سياسية: الصمت أمام قتل الأطفال في إيران سيبقى في ذاكرتنا



أثارت التصريحات العدائية لرجل دين إيراني متشدد بشأن الحرب مع إسرائيل وأميركا، مهما كان الثمن، ردود فعل قوية من رجال دين أكثر اعتدالاً، وذلك في ظل تصاعد التوترات؛ حيث تواجه إيران هجومًا إسرائيليًا محتملاً.
وقد انتقد طلاب معتدلون، وكذلك معارضون آخرون، رجل الدين المتشدد، محمد مهدي ميرباقري، المعروف بأنه القائد الروحي لحزب "بايداري" الإيراني، بسبب تصريحاته حول المقاومة والحرب ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بأي ثمن.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، رجل الدين المتشدد، محمد مهدي ميرباقري، وهو يقول: "إن المسلمين من إسرائيل إلى اليمن، ومن إيران إلى فلسطين، يجب عليهم الاستمرار في مقاومتهم ضد إسرائيل، حتى لو أدى ذلك إلى مقتل نصف سكان العالم في النزاع".
وبحسب وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، فقد انتقد طالب العلم، محمد تقي فاضل ميبدى، رجل الدين المتشدد، محمد مهدي ميرباقري، قائلًا: "السيد ميرباقري يقترح أن يموت أربعة مليارات شخص لتحقيق هدفه. وجهته تتماشى مع الأجندة نفسها التي يدفع بها حزب بايداري".
وأضاف فاضل ميبدى: "يبدو أن ميرباقري يعتبر نفسه جزءًا من النصف الذي من المفترض أن ينجو، وإلا لكان في غزة الآن! من المؤسف أنه يدلي بمثل هذه التصريحات باسم الإسلام".
ووفقًا لتقرير من موقع "رويداد 24"، فقد وصفت الصحيفة الإصلاحية "هم ميهن"، محمد مهدي ميرباقري بأنه "منظر للحرب".
وأشارت الصحيفة إلى أن ميرباقري استشهد بمؤسس نظام الجمهورية الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، حيث زعم أنه قال: "إذا أعدمت القوى الكبرى جميع الناشطين المسلمين وأخذت جميع نسائنا كأسرى، فإن هدفنا سيظل يستحق ذلك"، مؤكدة أن صحة هذا الاقتباس المنسوب إلى الخميني لم يتم التحقق منها بعد.
وأفادت الصحيفة، جنبًا إلى جنب مع مصادر أخرى، بأن ميرباقري وأعضاء حزبه معروفون بمعارضتهم لتطور إيران، وفقًا للمعايير الدولية الشائعة.
وفي أول رد فعل على ما نشرته الصحيفة الإصلاحية، وصف مؤيدو ميرباقري "هم ميهن" بأنها صحيفة صهيونية، مدعين أن ميرباقري هو "منظر للمقاومة"، وليس للحرب.
ويدور النقاش الأساسي بين الإيرانيين الآن حول الخيار بين المواجهة المستمرة مع الدول الأخرى، والسعي نحو السلام والعلاقات الجيدة والاقتصاد القوي والتنمية.
فبعد بعد 45 عامًا من الثورة الإيرانية، ظهر واضحًا أن طهران فشلت في إقامة اقتصاد صحي؛ حيث أرجع المعارضون هذا الفشل إلى النظام الإيراني، الذي يتهمونه بتغذية التوترات الإقليمية المستمرة، التي جعلت إيران أكثر عزلة.
وقد اتهم الاقتصادي الإيراني البارز محمد رناني، رجل الدين المتشدد ميرباقري، بأنه يعيش في وهم، مشيرًا إلى أن التحالف الذي يمتد من أفغانستان (طالبان) إلى اليمن وفلسطين غير واقعي.
كما سلط الصحافي الاقتصادي الإيراني، ميثم شرفي، الضوء على أن أفكار ميرباقري تنشر على قناته على "تليغرام" تحت عنوان "الحرب"، مما يتعارض مع مزاعم مؤيديه بأنه يدعو إلى "المقاومة".
وفي الوقت نفسه، ساهم السياسي المخضرم والبرلماني الإيراني السابق، هاشم فلاحات بيشه، في النقاش الدائر، وقال في تعليق له: "إن نشر الولايات المتحدة نظام (ثاد) المضاد للصواريخ في إسرائيل من المحتمل أن يشير إلى تحول في سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة".
وأشار إلى نقطتين رئيستين بشأن خطوة الولايات المتحدة، وهما: "إن واشنطن نشرت النظام خصيصًا لمواجهة الصواريخ البالستية الإيرانية أولاً، كما أنها تهدف إلى طمأنة حلفائها العرب في المنطقة ثانيًا".
وأضاف فلاحات بيشه أن "إسرائيل والولايات المتحدة دخلتا مرحلة جديدة في تحالفهما ضد إيران. ومع ذلك، بينما ترى إسرائيل أن مواجهتها مع إيران عملية تكتيكية، فإنها بالنسبة للولايات المتحدة مسألة استراتيجية".
وعلق فلاحات بيشه على التأثير المحتمل للانتخابات الأميركية، قائلاً: "إذا فاز ترامب، على عكس الديمقراطيين، فإنه سيتولى إدارة التوترات مع روسيا لكنه سيعطي مجالاً أكبر لتصعيد النزاعات في الشرق الأوسط"، وأكد أيضًا أن دبلوماسية ترامب لا تترك مجالاً للتنازلات تجاه الدول الشرق أوسطية.

ذكر موقع "إرم نيوز"، نقلاً عن مصدر إيراني، أن نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، قد سافر إلى طهران بطائرة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بناءً على أوامر من كبار مسؤولي طهران، خوفًا من قتله على يد إسرائيل.
وذكر الموقع، نقلاً عن المصدر أيضًا، أن قاسم ألقى ثلاث خطب، منذ مقتل حسن نصر الله، وأن الخطبتين الثانية والثالثة له قد تم تسجيلهما في طهران.

ناقش مراسل شبكة "كان" الإسرائيلية، أمخاي شتاين، في مقابلة مع بودكاست "عين على إيران" من قناة "إيران إنترناشيونال"، تأثير مقتل قائد حماس، يحيى السنوار، على مصير الرهائن المحتجزين لدى الحركة ومستقبل المنطقة في ظل التصعيد القائم بين إسرائيل وإيران.
وأوضح شتاين أنه بينما يقوم وزير الخارجية الإيراني بجولات إقليمية لتعزيز العلاقات بين طهران والدول العربية، تبعث إيران برسائل إلى الولايات المتحدة تحثها على إقناع إسرائيل بتخفيف حدة ردها الانتقامي.
وأضاف شتاين أنه على الرغم من أن القوى التابعة لإيران لم تنسحب بالكامل من الساحة، فإن قدراتها قد تراجعت بشكل كبير، مما أدى إلى إضعافها، وهذا الوضع قد يدفع طهران إلى التخفيف من حدة التوترات وتعديل مواقفها من أجل البقاء.
وأشار إلى أن إيران تبعث برسائل مفادها أنها لن ترد، إذا كانت ردود الفعل الإسرائيلية محدودة، ويبدو أن الجمهورية الإسلامية تحاول تقليل تصعيدها تجاه إسرائيل.
الجدير بالذكر أن إسرائيل استهدفت بعض أهم قادة الجماعات التابعة للنظام الإيراني، خلال الأشهر القليلة الماضية؛ حيث قُتل القائد السابق لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، في نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، كما تم استهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي إثر غارة إسرائيلية على بيروت، وتم القضاء على يحيى السنوار في جنوب غزة، منذ أيام قليلة.
الرد الإسرائيلي على إيران
قيّم شتاين رد إدارة بايدن على خطة إسرائيل لمهاجمة طهران بشكل إيجابي، وذلك بعد تصريح الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته لألمانيا، يوم أمس الأول 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بأنه على علم بتوقيت وأساليب الرد الإسرائيلي على إيران، لكنه لم يذكر تفاصيل محددة.
وتوقع شتاين، بناءً على معلوماته كصحافي إسرائيلي، أن يكون الرد الإسرائيلي محدودًا في استهدافه لأهداف عسكرية.
وأضاف: "ربما تشعر طهران بالقلق بعد مقتل السنوار، وقد يكون المسؤولون الإيرانيون يحاولون نقل رسالة إلى إسرائيل عبر الأميركيين مفادها أنه إذا امتنعت إسرائيل عن مهاجمة المنشآت النفطية والغازية والنووية الإيرانية، فإن طهران لن ترد بهجمات انتقامية جديدة."
كما ذكر أن الدول الخليجية تضغط على واشنطن لمنع إسرائيل من مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية؛ خوفًا على منشآتها النفطية أيضًا.
يُذكر أن الحرس الثوري الإيراني استهدف الأراضي الإسرائيلية بنحو 200 صاروخ باليستي، وهو ثاني هجوم مباشر تشنه الجمهورية الإسلامية على إسرائيل.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون مرارًا في الأيام الماضية أن بلادهم سترد على الهجوم الصاروخي الإيراني.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مناسبات عديدة، أن جميع الخيارات مطروحة في التعامل مع نظام الجمهورية الإسلامية.
احتمالية الهجوم على المنشآت النووية
بعد تقارير عن هجوم إسرائيلي محتمل على أهداف عسكرية في إيران، صرح وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، بأن "إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولذلك فجميع الخيارات، بما في ذلك الهجوم على المنشآت النووية، مطروحة".
وعلى الرغم من أن بنيامين نتنياهو وجه رسائل حازمة إلى طهران على مدار عقود، فإن الاعتبارات السياسية قد تفرض بعض القيود على تحركاته.
ويرى نتنياهو أن إيران هي العدو الأول لإسرائيل، ودائمًا ما كان يؤكد ضرورة مواجهة البرنامج النووي الإيراني، ولكنه يدرك أيضًا القيود الموجودة.
وأوضح شتاين أنه يشك في أن نتنياهو سيستغل الفرصة الآن لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكنه أشار إلى أن الوقت سيثبت صحة هذه التوقعات.
وأكد أن مقتل السنوار قد يؤجل الانتقام الإسرائيلي المخطط له ضد إيران، لكنه لن يمنع حدوثه.
وختم شتاين قائلاً: "إن مقتل السنوار قد يفتح الباب أمام إسرائيل للتركيز على غزة، خاصة في ظل غياب قيادة واضحة فيها، مما يمهد الطريق لهدنة محتملة وإطلاق سراح 101 رهينة ما زالت تحتجزهم حماس".
وفيما يتعلق بموقف الغزاويين، قال شتاين إن بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن سكان غزة قد ينتفضون ضد "حماس".
وأضاف أن بعض المسؤولين الإسرائيليين فوجئوا بعدم قيام سكان غزة بالثورة حتى الآن، وعزا ذلك إلى البنية المدنية لـ "حماس"، التي لا تزال نشطة هناك، ما يجعل المدنيين معتمدين عليها، وإذا انهارت هذه البنية، فقد يتغير الوضع بشكل كبير.

اقترح أحد الأعضاء بمجلس بلدية طهران تغيير اسم شارع "مهستان"، في العاصمة الإيرانية، والذي تقع فيه سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى اسم "الجزر الإيرانية"، وذلك بعد بيان اجتماع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوربي، الذي دعا إيران إلى إنهاء "احتلال الجزر الإماراتية الثلاث".

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان له، أن محاولة "عملاء إيران" لاغتياله هو وزوجته كانت "خطأً كبيرًا"، مشددًا على أن طهران ووكلاءها سيدفعون ثمنًا باهظًا.
ويأتي ذلك على الرغم من محاولات بعثة إيران في الأمم المتحدة تبرئة طهران من الهجوم بمُسيّرة على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي واستهدافه أمس.
واعتبر رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوهانا، أن استهداف زعماء جماعات إرهابية يختلف كثيرًا عن استهداف رئيس وزراء دولة ديمقراطية، محذرًا من أن إيران ووكلاءها سيدفعون ثمنًا باهظًا أيضًا، لدرجة أنهم لن يكونوا قادرين حتى على إطلاق "صواريخ ورقية".
وكتب وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، في تغريدة بالفارسية أن طهران ووكلاءها قد تجاوزوا "الخط الأحمر"، وأن نهاية النظام الإيراني باتت أقرب من أي وقت مضى.
وفي السياق ذاته، رد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على نفي طهران دورها في الهجوم، قائلاً: "إن حزب الله هو الذراع الأساسية لإيران، وإن عمليات الحزب تخضع لسيطرة طهران الكاملة"، مؤكدًا أن إيران مسؤولة عن هذا الهجوم.
أما من بين السياسيين المعارضين، فقد دعا أفيغدور ليبرمان، أحد أبرز المعارضين الإسرائيليين، إلى استهداف قادة النظام الإيراني بشكل مباشر.
وفي هذا الإطار، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن قادة تل أبيب يأملون أن يمنح الهجوم مزيدًا من الشرعية لتوجيه ضربات أوسع نطاقًا لأهداف داخل إيران.
بينما أشارت القناة 11 الإسرائيلية أيضًا إلى أن بعض المقربين من نتنياهو يدعون إلى رد فعل أكثر حدة على الهجوم، الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل، قبل ثلاثة أسابيع.