اعتقال 7 إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران



أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها قدمت شكوى إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتجاجًا على "تهديدات إسرائيل" بضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الوزارة، إن طهران أرسلت رسالة إلى الوكالة تشكو من التهديدات الإسرائيلية ضد برنامجها النووي.
جاءت هذه التحركات الإيرانية بعد إعلان إسرائيل عزمها الرد على الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). وتدور تكهنات واسعة حول إمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل إسرائيل في إطار هذا الرد.
وفي مؤتمر صحافي يوم الاثنين 21 أكتوبر (تشرين الأول)، قال بقائي: "التهديد بالهجوم على المنشآت النووية يخالف قرارات الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي يدين مثل هذه التهديدات. لقد أرسلنا رسالة بهذا الخصوص إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكد أن إيران سترد بشكل حاسم على أي عمل إسرائيلي ضدها.
من جانبها، واصلت إسرائيل التأكيد على نيتها الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية، رغم دعوات الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية كجزء من أي رد انتقامي.
وكانت الإدارة الأميركية قد نصحت تل أبيب بتجنب ضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية كجزء من ردها على الهجوم الإيراني الأخير.
في سياق آخر، أشار بقائي إلى أن نشر الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي "ثاد" في إسرائيل يعد خطوة جديدة في دعمها لإسرائيل، مضيفًا أن طهران قررت موقفها بغض النظر عن هذه الخطوة.
ومع ذلك، امتنع المتحدث عن التعليق المباشر على تسريب الوثائق الاستخباراتية الأميركية بشأن خطة إسرائيل للهجوم على إيران، واكتفى بالقول إن طهران تعتمد على قدراتها العسكرية وعلى "كل المعلومات والأخبار المتاحة" للدفاع عن نفسها.
كانت تقارير إعلامية سابقة من شبكة "سي إن إن" وموقع "أكسيُوس" قد أفادت بأن الولايات المتحدة تجري تحقيقًا في تسريب وثائق من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تتعلق بالتحضيرات الإسرائيلية لرد عسكري محتمل على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير.

قال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، لقناة العربية الإخبارية؛ تعليقًا على تصريحات رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف: "أتفهم أن تدعم إيران التفاوض، لكن لا أحد يتحدث نيابة عن الدولة اللبنانية".

حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات، أفادت بأن محكمة الثورة في أصفهان، أصدرت أحكامًا بالسجن لمدة 90 عامًا، وغرامة قدرها 900 مليون تومان بحق 10 نساء بهائيات.
وهؤلاء النساء هن: يگانه آكاهی، وندا بدخش، وبرستو حکیم، ونكین خادمي، ويكانه روح بخش، وآرزو سبحانیان، ومجكان شاهر ضایي، وشانا شوقي فر، وندا عمادي وبهارة لطفي.
وجاء في هذا الحكم، الذي صدر عن الشعبة الأولى لمحكمة الثورة في أصفهان، برئاسة القاضي محمد رضا توكلي، أن كلاً من آكاهی، وبدخش، وحكیم، وخادمي، وروح بخش، وسبحانیان، وشاهر ضایی وشوقي فر حُكم عليهن بالسجن لمدة 10 سنوات، وغرامة مالية قدرها 100 مليون تومان لكل واحدة منهن، بينما حُكم على عمادي ولطفي بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 50 مليون تومان لكل واحدة.
كما نص الحكم على مصادرة الهواتف المحمولة، وأجهزة الحاسوب، والأجهزة الرقمية، والمجوهرات، والسلاسل، والخواتم والعملات الأجنبية، التي تم ضبطها في منازل هؤلاء المواطنات لصالح "صندوق المسلمين (الحكومة)"، كجزء من العقوبات التكميلية.
علاوة على ذلك، حُكم على جميع هؤلاء النساء بالسجن والغرامة ومصادرة الممتلكات، بالإضافة إلى فرض حظر سفر لمدة عامين وحظر استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لمدة عامين كعقوبات إضافية.
ووفقًا للمعلومات الواردة لـ "إيران إنترناشيونال"، فقد صدرت هذه الأحكام بتهمة "الأنشطة التعليمية والدعوية ضد الشريعة الإسلامية المقدسة"، وأشارت المحكمة إلى أن ثلث مدة السجن المفروضة على آكاهی، وخادمی وروح بخش قد تم تعليقها.
كما أن نصف مدة السجن المفروضة على بدخش، وحكیم، وسبحانیان، وشاهرضایی وشوقيفر، وأربع سنوات من السجن المفروض على عمادي ولطفي تم تعليقها أيضًا.
وأوضح مصدر مطلع على وضع هؤلاء المواطنات البهائيات، في حديث لـ "إيران إنترناشيونال"، أن المحكمة اعتبرت الحكم "سريًا وأمنيًا"، ومنعت توفير أو تصوير نص الحكم، وأضاف أن الحكم أُبلغ إلى محامي النساء في 30 أكتوبر (تشرين الأول) شخصيًا.
محاكمة النساء البهائيات في أصفهان
عُقدت جلسة المحكمة للنظر في اتهامات النساء البهائيات، في 23 سبتمبر (أيلول) من هذا العام، في الشعبة الأولى لمحكمة الثورة في أصفهان؛ حيث دافعن عن أنفسهن بحضور محاميهن بشأن تهمة "الأنشطة التعليمية والدعوية ضد الشريعة الإسلامية المقدسة".
وكانت لائحة الاتهام قد صدرت في 4 أغسطس (آب) الماضي عن الشعبة 18 للتحقيق في محكمة أصفهان. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، اعتبرت المحكمة تنظيم دورات تعليمية في الموسيقى واليوغا والرسم واللغة الإنجليزية ورحلات الطبيعة للأطفال والمراهقين الإيرانيين والأفغان دليلاً على التهم الموجهة إليهن.
ومن بين هؤلاء النساء، يكانه روحبخش وأرزو سبحانيان، وهما أم وابنتها، حيث تبلغ روحبخش من العمر 19 عامًا فقط.
التفتيش والاعتقال والتهديد
تم اعتقال النساء البهائيات العشر من قبل قوات الأمن الإيرانية، في 23 أكتوبر 2023، وتم إطلاق سراحهن بكفالة من سجن دولت آباد في أصفهان بعد نحو شهرين.
وأفادت "إيران إنترناشيونال"، في تقرير نُشر في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بأن وزارة الاستخبارات هددت أصدقاء وجيران وزملاء هؤلاء النساء غير البهائيين، وهددتهم بأنه إذا لم يقدّموا شكاوى ضد هؤلاء النساء البهائيات ويزعموا أنهن حاولن إغواءهم، فسيواجهون ضغوطًا أمنية.
كما كشف مصدر مقرب من عائلات النساء البهائيات لـ "إيران إنترناشيونال" عن أن التهديدات تضمنت الفصل من العمل وطرد الأبناء من المدارس والجامعات، كما تم إبلاغهم بأنه سيتم استخدام أي صور أو وثائق ذات محتوى سياسي تُكتشف في هواتفهم لفتح قضايا جنائية ضدهم.
وأفاد مصدر آخر حول استجواب إحدى النساء المعتقلات، قائلاً: "استُجوبت لساعات بسبب وجود صورة في هاتفها تُظهر شعار (المرأة، الحياة، الحرية) مكتوبًا على كف شخص، وطُلب منها تفسير سبب التقاطها لهذه الصورة."
وأضاف المصدر أن امرأة أخرى تم استجوابها فقط بسبب دعوتها صديقتين غير بهائيتين للخروج معًا إلى الحديقة، حيث سألها المحقق عن هدفها من الذهاب إلى الحديقة معهما، وطُلب منها كتابة تقرير بذلك.
اضطهاد البهائيين في إيران
يُعتبر البهائيون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وقد تعرضوا للاضطهاد الممنهج منذ الثورة الإيرانية عام 1979، كما تصاعدت الضغوط التي تمارسها السلطات الإيرانية عليهم، في الأشهر الأخيرة.
وأصدرت "الجامعة العالمية للبهائيين"، في 24 سبتمبر الماضي، بيانًا يشير إلى وعود الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، باحترام حقوق جميع الأقليات العرقية والدينية في إيران، لكنها أكدت أن البهائيين لا يزالون يتعرضون للاضطهاد في البلاد.

ادعت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أنه كان من المخطط أن يتم حذف إيران تدريجيًا من المشهد العالمي، وحتى من الخريطة الجغرافية الإقليمية، عبر تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، و"إنشاء ممر IMEC من قِبل إسرائيل".
وزعمت الوكالة أن "هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أحبط جميع هذه الخطط".

وجه أكثر من 500 صحافي وفنان وناشط اجتماعي رسالة إلى رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني أجه إي، مطالبين إياه باستخدام "صلاحياته" لوقف تنفيذ حكم السجن بحق الصحافيتين الإيرانيتين نيلوفر حامدي وإلهه محمدي.
ونشرت صحيفة "شرق"، يوم أمس الأحد 20 أكتوبر (تشرين الأول)، عبر حسابها بمنصة التواصل الاجتماعي "إكس"، أن هذه الرسالة وقع عليها عدد من السينمائيين والفنانين المشهورين، بمن فيهم: نغار جواهريان، ليلى جولستان، سحر دولتشاهي، رويا تيموريان، احترام برومند، رضا كيانايان، هانية توسلي، ليلى فرهادبور، هانا كامكار، فريدون خلعتبري، ستاره إسكندري، وترانة عليدوستي.
كما تضمنت قائمة الموقعين على الرسالة أسماء شخصيات معروفة وصحافيين، مثل: فريدون صديقي، بدرالسادات مفيدي، ماشاءالله شمس الواعظين، علي رضا رجائي، كامبيز نوروزي، مينو بديعي، كيوان صميمي، سعيد شريعتي، وجيلا بني يعقوب.
وقد أعلن محامو الصحافية بجريدة "شرق" الإيرانية، نيلوفر حامدي، أمس الأول، أنها استُدعيت إلى سجن إيفين لتنفيذ حكم بالسجن لمدة خمس سنوات، كما أفادت قناة "هم میهن" عبر "تليغرام" بأن زميلتها الأخرى في الصحيفة نفسها، إلهه محمدي، تلقت حكمًا مماثلاً.
واعتُقلت إلهه محمدي ونيلوفر حامدي بعد تغطيتهما ملابسات وفاة الشابة الإيرانية، مهسا (ژينا) أميني، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق، ودفنها في سبتمبر (أيلول) 2022، وبعد أكثر من عام من الحبس الاحتياطي، حكمت عليهما محكمة برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي بالسجن لمدد طويلة.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أمرت محكمة الاستئناف في طهران بتحويل كفالتيهما إلى 10 مليارات تومان لكل منهما، وتم الإفراج عنهما مؤقتاً، بينما أكد محامو حامدي ومحمدي في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، في تصريحات منفصلة، أن موكلتيهما مشمولتان بـ "عفو عام 2022".
ومع ذلك، أعلنت السلطة القضائية أنها فتحت قضية جديدة ضدهما؛ بسبب نشر صور لهما دون الحجاب الإجباري، بعد الإفراج المؤقت.
وقد أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، الأسبوع الماضي، أن حكم السجن لخمس سنوات بحق الصحافيتين سيتم تنفيذه.