الأمن الإيراني يهدد أسرة أحد ضحايا الاحتجاجات لمنعهم من إحياء ذكراه



أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن وقوع هجوم مسلح ضد جان محمد صباحي، إمام الجمعة في كازرون بمحافظة فارس جنوبي إيران. وأضافت أنه أصيب ونقل إلى المستشفى. وأضافت "إرنا" أن صباحي توفي بعد نقله إلى المستشفى.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت أنه بعد أداء صلاة الجمعة، أطلق شخص النار على خطيب الجمعة في كازرون.

أثارت حملات السلطات الإيرانية لجمع التبرعات المالية لحزب الله، الوكيل الرئيس لطهران في لبنان والمنطقة، غضب المواطنين، الذين يعانون من ارتفاع التضخم السنوي بنسبة 40 في المائة، منذ خمسة أعوام.
وقد ظهرت لافتات ورسائل على الطرق السريعة والجسور في طهران، خلال الأسبوع الماضي، تدعو المواطنين للتبرع لصالح المتضررين من الحرب في لبنان، بينما تعمل الحكومة على جمع أموال لدعم حزب الله.
وتأتي هذه الحملات في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني ضغوطًا كبيرة مع ارتفاع التضخم وزيادة تكاليف المعيشة.
ويحصل حزب الله أيضًا على دعم مالي وسياسي وعسكري من إيران، بما في ذلك الأسلحة والتدريب؛ حيث قدّر مسؤولون أميركيون، في عام 2018، أن إيران تنقل نحو 700 مليون دولار سنويًا إلى حزب الله.
وتحث لافتة في طهران المواطنين على إرسال رسائل نصية للتبرع للبنانيين، في حين تشجع حملات مماثلة على التلفزيون الرسمي ومن خلال رسائل نصية من قوات "الباسيج" على التبرع بالنقد أو الذهب أو حتى دعم عائلة لبنانية ماليًا.
وقد أثارت هذه الحملات انتقادات من الإيرانيين الذين يشعرون بأن النظام يضع مصالحه الخارجية في الصدارة، بدلاً من تلبية احتياجات المواطنين الداخلية.
وقال الصحافي الإيراني، علي شيرازي، لقناة "إيران إنترناشيونال": "إن طهران أرسلت مساعدات مالية ضخمة لحزب الله، رغم الصعوبات الاقتصادية في الداخل". وأضاف: "تبين أن النظام الإيراني يرسل أموالاً تصل إلى 50 مليون دولار شهريًا لدعم هذا التنظيم، وهذا الدعم ليس ماليًا فقط، بل يشمل المساعدات العسكرية والأسلحة والطائرات دون طيار والصواريخ، وحتى إعادة إعمار المباني المتضررة".
وقد ازداد الحديث والنقاش حول الدعم المالي والعسكري الإيراني لحزب الله، بعد الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت مؤسسات مالية مرتبطة به في بيروت، بما في ذلك بنك "القرض الحسن".
وعرقلت هذه الضربات وصول حزب الله للأموال، وكشفت عن دور إيران في تقديم الدعم المالي والعسكري للتنظيم، مما زاد من استياء الإيرانيين مع تدهور اقتصادهم.
ويشعر الإيرانيون بأن مسؤولي النظام غير مدركين للواقع، الذي يواجهه معظم المواطنين.
وقال مواطن من طهران: "إن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والدولار والذهب أثر سلبًا، ودمر الفئات الأضعف وذات الدخل المنخفض". وأوضح أن الناس باتوا يبحثون عن الطعام في القمامة، وأن أكثر من مليوني طالب لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس هذا العام.
وأضاف آخر: "منذ 45 عامًا، لم نسمع أي أخبار جيدة من وسائل الإعلام. لو أن الأموال التي أُنفقت على لبنان وسوريا وفلسطين صُرفت داخل إيران، لازدهر كل شيء".
ويطالب البعض بتوجيه الأموال لمعالجة المشاكل الداخلية، بدلاً من دعم الميليشيات المسلحة؛ حيث قال رجل أعمال من مدينة رشت، شمالي إيران: "إذا أردنا المساعدة، فنحن نفضل دعم مواطنينا، وخاصة المحتاجين في محافظات، مثل بلوشستان، بدلاً من إرسال الأموال إلى حماس وحزب الله".
ومع استمرار ارتفاع التضخم، وتداول الدولار الأميركي عند 67 ألف تومان، وتوقعات بزيادة الأسعار بنهاية العام، يشعر الإيرانيون بوطأة الأزمة، ويشككون في أولويات الحكومة.

أفادت مصادر عراقية بأن مسؤولين إيرانيين أبلغوا الجماعات الموالية لطهران في العراق أن إسرائيل قد تهاجم إيران خلال أسبوع. ووفقاً للتقرير، فقد تلقت طهران "إشارات سلبية للغاية" تشير إلى أن الجهود الدولية لإقناع إسرائيل بعدم الرد على الهجوم الإيراني قد فشلت.
وطلب المسؤولون الإيرانيون من حلفائهم في العراق التصرف بحذر، خاصة إذا استهدفت الهجمات الإسرائيلية مواقع الجماعات المدعومة من النظام الإيراني في العراق.

الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، بعث برسالة تعزية في مقتل هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحا محتملا لمنصب الأمين العام لحزب الله، وكتب: "حزب الله كيان شعبي في لبنان، وقوته تزداد يوماً بعد يوم من خلال الجهاد والمقاومة ضد العدو الغاصب واستشهاد قادته المخلصين والمظلومين".

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن 4 مسؤولين إيرانيين، أن طهران تستعد بشكل مكثف للرد الانتقامي المحتمل من إسرائيل، وكشفت المصادر عن انشغال السلطات بإعداد خطط عسكرية متعددة تحسبًا لأي هجوم؛ حيث صدرت أوامر للقوات المسلحة بالاستعداد التام.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في إيران، رغم رؤيتهم لتداعي حلفائهم في لبنان وغزة، يسعون بجدية إلى تجنب اندلاع الحرب.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن هؤلاء المسؤولين، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد وجه أوامره للحرس الثوري والجيش بوضع خطط عملياتية للرد على أي هجوم إسرائيلي.
وأكد المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة، أن رد الفعل الإيراني يعتمد على شدة الهجمات الإسرائيلية على إيران، وأشاروا إلى أنه إذا تسببت الهجمات في أضرار واسعة أو خسائر فادحة، فستقوم طهران بالرد، لكن إذا اقتصرت الضربات الإسرائيلية على قواعد عسكرية ومستودعات صواريخ وطائرات مُسيّرة، فقد تتجنب إيران الرد.
وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين أكدوا أيضًا أن خامنئي شدد على أن إيران سترد حتمًا إذا استهدفت إسرائيل البنية التحتية للطاقة والنفط أو المنشآت النووية، أو استهدفت شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الإيرانية.
أما عن طبيعة الرد الإيراني، فقد صرّح بعض المسؤولين، بمن فيهم اثنان من قادة الحرس الثوري، بأن إيران قد تطلق ما يصل إلى ألف صاروخ باليستي، إلى جانب تصعيد الهجمات من قِبل الجماعات المسلحة التابعة لها في المنطقة، وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية وحركة النقل في الخليج العربي ومضيق هرمز، في حال وقوع أضرار جسيمة جراء الهجمات الإسرائيلية.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن طهران أكدت علنًا أنها لا ترغب في الحرب، لكن استمرار الهجمات الإسرائيلية على قواتها الموالية بات يشكل تحديًا للسلطات الإيرانية، التي ترفض الظهور بمظهر الضعيف أو المتردد.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أول من أمس الأربعاء، على هامش اجتماع مجموعة "بريكس" في قازان بروسيا، إن "رد إيران سيكون متناسبًا ومدروسًا" في حال هاجمت إسرائيل.
وصدرت تصريحات متضاربة من المسؤولين الإيرانيين، خلال الأسبوع الماضي، بشأن كيفية الرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل. لكن "نيويورك تايمز" أفادت، نقلاً عن المسؤولين الأربعة، بأن إيران تتوقع منذ أسابيع هجومًا انتقاميًا من إسرائيل، وأن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى، مع تعزيز الدفاعات الجوية حول المواقع العسكرية والنووية الحساسة.