الخارجية الأميركية: لن ننسى السلوك البغيض بحق دبلوماسيينا خلال اقتحام سفارتنا في طهران



قال رئيس "معهد أبحاث المعرفة الأساسية" الإيراني محمد جواد لاريجاني: "نحن ندعم وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، لكن ذلك لن يؤثر في ردنا على إسرائيل، وردنا سيكون حتميا ومؤلما للغاية".

أعلن "مقر القدس"، التابع للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني، عن مقتل العميد حميد مازندراني، قائد لواء "نينوى" بمحافظة جلستان، والطيار حامد جندقي، إثر حادث تعرضت له طائرة تابعة للحرس الثوري أثناء تنفيذ عملية قتالية خلال مناورات "شهداء الأمن" بالمنطقة الحدودية في محافظة بلوشستان.
ووفقًا للتقارير المحلية، فالطائرة التي تعرضت للحادث هي من طراز "جایروپلن"، المعروفة أيضًا باسم الطائرات الدورانية، وهي طائرة فائقة الخفة، وتتسع عادةً لشخصين.
حوادث متكررة في مناورات الحرس الثوري
ويعد هذا الحادث جزءًا من سلسلة حوادث مشابهة وقعت خلال مناورات عسكرية وأمنية للحرس الثوري الإيراني، والتي أسفرت سابقًا عن سقوط ضحايا من صفوف القوات الإيرانية نفسها، دون أن يتم الإعلان في معظم الأحيان عن نتائج تحقيقات رسمية أو اتخاذ إجراءات لمعاقبة المتسببين.
وفي إحدى الحالات، أعلنت قوات الحرس في محافظة "فارس" في 29 أكتوبر (تشرين الأول) عن سقوط مروحية تابعة لقوات الحرس الثوري خلال مهمة تدريبية في محيط مدينة "زرین دشت"، حيث أُصيب أحد الركاب، وتم نقله إلى المستشفى.
وفي حادث آخر، أفادت وسائل الإعلام المحلية في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2023 عن مقتل وإصابة 3 من أفراد وحدة "نوبو" التابعة للشرطة الإيرانية في زنجان، حيث ذكرت أن "موجة انفجار ناتجة عن تدريبات" أدت إلى إصابة الأفراد الثلاثة ونقلهم إلى المستشفى، إلا أن أحدهم، ويدعى علي بيات، تعرض لوفاة دماغية بعد ثلاثة أيام من الحادث.
كما شهدت مناورات داخلية أخرى جرت في 24 يونيو (حزيرن) 2017 بمطار "مهر آباد" حادثًا مميتًا آخر، حيث أصابت رصاصة بالخطأ مهدي یزدي، أحد أفراد الحرس الثوري المكلفين بحماية المطار، ما أدى إلى مقتله.
وأفادت التقارير غير الرسمية بأن يزدي كان يؤدي دور شخص انتحاري في المناورة، حيث أصيب برصاصة في رأسه عن طريق الخطأ.
مناورات "شهداء الأمن" للحرس الثوري
ووفقًا لأحمد شفاهي، نائب قائد "مقر القدس" التابع للقوات البرية بالحرس الثوري، فإن هذه المناورات جاءت ردًا على "الهجوم الإرهابي في 26 أكتوبر/تشرين الأول" الذي أدى إلى مقتل عدد من قوات الحرس الثوري.
وأضاف أن الهدف من هذه المناورات هو التدريب على مواجهة التهديدات الأمنية، ورصد تحركات الفرق الإرهابية، والقيام بعمليات لمكافحة التخريب والأنشطة العدائية في مناطق جنوب شرق إيران.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 26 أكتوبر (تشرين الأول) عن مقتل 10 من أفراد القوات العسكرية في منطقة جوهرکوه بمحافظة تفتان ببلوشستان، وقد أعلنت جماعة "جيش العدل" مسؤوليتها عن الهجوم.
وعليه، كلّف وزير الداخلية فريقًا من المسؤولين وقادة الأمن بإجراء تحقيق حول أبعاد هذا الهجوم.
وذكر شفاهي أن المناورات شملت مشاركة وحدات من قوات "صابرين" الخاصة، ووحدات الطائرات المروحية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى وحدات الحرب الإلكترونية والهندسية، إلى جانب مشاركة قوات من الشرطة، ووزارة الاستخبارات، وقوات التعبئة.
كما أُجري اختبار لعدد من المعدات والآليات القتالية الحديثة ضمن التدريبات الميدانية.
جماعة "جيش العدل"
ومنذ خريف 2022، وبعد حادثة الجمعة الدامية في زاهدان والقمع المستمر للاحتجاجات الشعبية خلال صلوات الجمعة في عدة مدن بمحافظة بلوشستان، تصاعدت الهجمات المسلحة التي استهدفت قوات الأمن والحرس الثوري من قبل مجموعات معارضة، حيث أعلنت جماعة "جيش العدل" مسؤوليتها عن بعض هذه الهجمات في عدة بيانات.
وتعتبر كل من إيران والولايات المتحدة الأميركية جماعة جيش العدل "منظمة إرهابية".
وكانت هذه الجماعة قد شنت هجمات مماثلة في السنوات الماضية، استهدفت فيها مواقع قوات الحرس الثوري والقوات العسكرية في محافظة بلوشستان.

قال مصدر أمني إسرائيلي، في تصريحات خاصة إلى "إيران إنترناشيونال"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه تم وضع قائد قاعدة "نيفاتيم" الجوية، التي كانت هدفاً لهجوم صاروخي إيراني مؤخراً، تحت الحماية الأمنية بعد إحباط مؤامرة إيرانية لاغتياله.
وأضاف: "هذا ليس إجراءً عادياً يتم اتخاذه مع الجميع، بل يقتصر على من يتعرض لتهديدات مثل رئيس الأركان وقائد سلاح الجو، لكنهم الآن وفروا الحماية له ولعائلته بعد تعرضه للخطر".
وكشف المصدر أن القائد كان من بين الأهداف التي استهدفتها خلية مدعومة من إيران تتكون من إسرائيليين من أصل أذري، اعتقلوا الشهر الماضي بعد سنوات من التعاون مع عملاء إيرانيين لجمع المعلومات عن المواقع العسكرية والأهداف الاستراتيجية والشخصيات البارزة.
وأوضح المصدر، الذي يعمل تحت ظروف أمنية مشددة، قائلاً: "عادة ما تُجرى تقييمات أمنية لهؤلاء الأشخاص لمعرفة مدى نشاطهم وعائلاتهم على الإنترنت".
وتعد قاعدة "نيفاتيم" واحدة من الأهداف التي استهدفتها موجة من نحو 200 صاروخ باليستي الشهر الماضي، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية مواقع الضربات، بما في ذلك أضرار في سقف أحد الحظائر.
وأضاف المصدر: "القائد يعد هدفاً مرغوباً بشدة لأن قاعدة نيفاتيم نفسها تعتبر هدفاً استراتيجياً لإيران؛ فهي ليست مجرد قاعدة للطائرات المقاتلة، بل تضم معلومات استخباراتية ومهام متعددة التخصصات".
وليست هذه المرة الأولى التي يُكشف فيها عن محاولات إيرانية لاستهداف شخصيات بارزة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. ففي سبتمبر (أيلول)، تم إحباط مؤامرات استهدفت شخصيات على أعلى مستوى، شملت رئيس الوزراء ورئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" ووزير الدفاع.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وُجهت تهم لسبعة إسرائيليين من أصل أذربيجاني بالتجسس لصالح إيران لمدة عامين، حيث قاموا بتنفيذ 600 عملية تضمنت تبادل المعلومات حول القواعد الجوية المستهدفة في الهجوم الصاروخي الإيراني.
كما اتهمت الخلية بتسريب معلومات حول نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية" ومحطة كهرباء الخضيرة، ونقل المعلومات مباشرة إلى إيران.
وتبين أن الخلية، التي كانت تقيم في شمال إسرائيل، قد حصلت على مبالغ مالية تصل إلى آلاف الدولارات، بما في ذلك مدفوعات بالعملات الرقمية، وفقاً لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أسماء المتهمين، وهم: عزيز نيسانوف، ألكسندر سيديكوف، فياتشيسلاف غوشين، يوجيني يوفا، يغال نيسان، بالإضافة إلى قاصرين.
وأوضحت الشرطة أن التحقيق كشف أن "المشتبه بهم كانوا ينفذون سلسلة من المهام الأمنية المختلفة لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية، بتوجيه من عميلين إيرانيين".
وقد شملت مؤامرات أخرى أُحبطت في الأسابيع الأخيرة محاولات اغتيال شخصيات داخل إسرائيل، من بينها عالم نووي، على يد خلايا مدعومة من إيران.

أدانت المحامية والناشطة الحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، حجز طالبة جامعة "آزاد" في مستشفى للأمراض النفسية، معتبرةً أن اتهام المحتجين والمعارضين بـ"المرض النفسي" أسلوب قديم يتبعه النظام لقمع المعارضة.
ويوم السبت 2 نوفمبر (تشرين الثاني) خلعت طالبة بجامعة "آزاد" فرع العلوم والبحوث ملابسها في الحرم الجامعي، احتجاجًا على تعرضها لمحاولة فرض الحجاب الإجباري من قبل عناصر الأمن الجامعي.
وبعد انتشار مقاطع الفيديو بشكل واسع، أفادت تقارير بأن الطالبة تعرضت للضرب واعتقلت، قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى للأمراض النفسية.
وفي منشور لها على إنستغرام، يوم الاثنين 4 نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت عبادي إن رد فعل السلطات تجاه هذه الواقعة "ليس سوى تكرار لنفس السيناريو البالي، من خلال وصف المعترضين باضطرابات نفسية".
وأشارت إلى أن "وصم المعترضين بالأمراض النفسية يعد أسلوبًا قديمًا لأجهزة القمع"، وتساءلت قائلة: "إذا كانت الطالبة المحتجة في جامعة العلوم والبحوث تعاني من مرض، فلماذا تم اعتقالها؟ هل الجهاز الأمني مكلف بمعالجة المواطنين؟"
واستحضرت عبادي أيضًا "التجربة الأليمة" لمقتل بهنام محجوبي، السجين السياسي الذي فارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى للأمراض النفسية، مؤكدة أن نقل المواطنين من قبل الأجهزة الأمنية إلى مستشفيات نفسية يمثل أحد أشكال التعذيب الشديدة.
وفي السياق ذاته، كانت 4 جمعيات للطب النفسي في إيران قد انتقدت العام الماضي استخدام السلطات الإيرانية للطب النفسي كوسيلة لقمع معارضي الحجاب الإجباري.
شعارات الدعم وانتشار الهاشتاغات
وحتى الآن، لم يتم الكشف عن مكان احتجاز الطالبة أو حالتها، فيما انتشرت على نطاق واسع هاشتاغات تضامنًا معها.
وأظهرت صور وفيديوهات، حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، شعارات كـ"المرأة، الحياة، الحرية"، و"عاشت آهو الشجاعة"، و"الموت لخامنئي القاتل" مكتوبة على جدران في طهران، مساء يوم الأحد 3 نوفمبر (تشرين الثاني) دعمًا لاحتجاج الطالبة.
ومنذ يوم السبت، أعلنت عدة محاميات، من بينهن مريم كيان آرثي، عن استعدادهن للدفاع عن الطالبة مجانًا.
وقارن العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي هذا الاحتجاج بتصرفات ويدا موحد، التي صعدت في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2017 على صندوق كهرباء في شارع الثورة بطهران، ورفعت وشاحها الأبيض على عصا، مما أشعل حركة "فتيات شارع الثورة".
وحظي هاشتاغ "الطالبة في جامعة العلوم والبحوث" بآلاف المشاركات من المستخدمين الناطقين بالفارسية، في حين بدأت تتداول أخبار حول هوية الطالبة؛ إذ أفادت بعض المصادر بأن اسمها "آهو دريايي"، وهي طالبة في قسم اللغة والأدب الفرنسي.
كما وردت رسائل صوتية من مواطنين عبر قناة "إيران إنترناشيونال"، أعرب فيها البعض عن دعمهم للطالبة.
وقال أحدهم: "احتجاج هذه الطالبة هو الصوت الأبرز لمن لا صوت لهم، وسيبقى صداها يتردد في التاريخ". وقال آخر: "رد النظام يعتمد على تضامن الطلاب، فإذا لم يتكاتفوا، سيقوم النظام بعكس الحقائق. إن تحملنا هذا الظلم، سنواجه ما هو أسوأ".

أشارت الناشطة السياسية الإيرانية المعارضة الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي إلى حادثة خلع طالبة جامعية لملابسها في إيران احتجاجا على مضايقات السلطات لها بسبب الحجاب الإجباري، وقالت: "الادعاء بمرض المحتجين هو نهج قديم لجهاز القمع الإيراني.
إذا كانت الفتاة مريضة لماذا يتم اعتقالها؟ هل الشرطة مسؤولة عن التعامل مع المرضى؟"
يذكر أن الأجهزة الأمنية أعلنت في بيان بعد اعتقال الفتاة أنها تعاني من مشكلات نفسية، وتم نقلها إلى مستشفى للأمراض العقلية.