قائد بالحرس الثوري: كنا آخر من تركوا جبهة الحرب في سوريا



صرح وزير الخارجية الإميركي، أنطوني بلينكن، في مقابلة له بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أن واشنطن، بغض النظر عن الحكومة التي تكون في السلطة، لن تسمح للنظام الإيراني بامتلاك السلاح النووي.

ألقى داني دانون، مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، كلمة باللغة الفارسية تناول فيها تطورات الأوضاع في المنطقة، مشيرًا إلى سقوط بشار الأسد، الحليف الأساسي للنظام الإيراني. ودعا دانون الشعب الإيراني إلى اغتنام ما وصفه بـ”الفرصة التاريخية” لتحقيق التغيير وعدم تفويتها.
وأشار دانون، يوم الأربعاء، خلال جلسة مجلس الأمن حول تطورات الشرق الأوسط، إلى التهديدات التي يشكلها النظام الإيراني على المنطقة والعالم. ووجه حديثه للشعب الإيراني قائلًا باللغة الفارسية: “يا شعب إيران! لا تضيعوا هذه الفرصة التاريخية. تحركوا. الشعب الإسرائيلي يقف إلى جانبكم.”
وأضاف دانون في خطابه الموجه إلى الإيرانيين: “نحن ندرك ثمن الحرية والشجاعة التي تتطلبها. نضالكم ليس فقط من أجلكم، بل أيضًا من أجل ملايين الأشخاص الذين تسبب هذا النظام في زعزعة استقرارهم وتدمير حياتهم. في أيديكم تكمن القدرة على إعادة بناء وطن غني بالتاريخ والثقافة والمقاومة.”
كما وجه السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، حديثه إلى ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن قائلًا: “الوقت الآن للتحرك! الشرق الأوسط لم يعد كما كان - نحن مستمرون في القضاء على حماس وإزالة أي تهديد يأتي منها، حزب الله لم يعد ذلك التنظيم الخطير والوحشي كما كان، ونظام الأسد قد انهار بالفعل.”
وأضاف: “هذه فرصة فريدة للمجلس وللعالم. امنعوا إيران من الحصول على سلاح نووي، وصنفوا الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.”
هذه ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها مسؤولون كبار في إسرائيل بخطاب إلى الشعب الإيراني.
فقد أكد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في رسالة فيديو الأسبوع الماضي موجهة إلى الإيرانيين، أن مستقبل إيران بدون النظام الإيراني سيُحدد قريبًا، “أقرب مما يظن الشعب.”
في أحدث تصريحاته، شدد نتنياهو على أن المستقبل بدون النظام الإيراني “سيأتي أسرع مما نتصور”، مضيفًا: شعار “المرأة، الحياة، والحرية. هو مستقبل إيران. هذا هو مستقبل السلام.”
وأشار نتنياهو إلى أن النظام الإيراني أنفق أكثر من 30 مليار دولار لدعم بشار الأسد في سوريا، لكنه قال: “بعد 11 يومًا فقط من الحرب، انهار نظام الأسد.”
في المقابل، أكد المسؤولون الإيرانيون في الأشهر الأخيرة، وبعد مقتل عدد كبير من قادة المجموعات المسلحة التابعة لهم في المنطقة، أنهم سيواصلون دعمهم لما يسمونه “محور المقاومة”.

قالت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، إنه "على الرغم من الأنشطة والاستثمارات التي قامت بها إيران على مستوى المنطقة وفي القوات الوكيلة لها، فقد تكبد نظام طهران في الأشهر الأخيرة خسائر لا يمكن تعويضها".
وأضافت، خلال لقاء وحوار عبر الإنترنت مع مسعود قره خاني، رئيس البرلمان النرويجي، وفي إجابة على سؤال من صحافي نرويجي كان حاضرًا في الجلسة: "نظرًا لعدم شرعية النظام داخل البلاد، واعتماده فقط على قوة مزيفة قائمة على القمع، فإن طريقنا نحو الديمقراطية يصبح أكثر وضوحًا وسهولة".
وتابعت: "أنا لا أقول إن عملنا سيصبح سهلًا. لكنني أتحدث عن يقيني بالنصر في مسار الديمقراطية والحرية والمساواة، وأنا متفائلة جدًا".
وأشارت الناشطة الإيرانية إلى أن "وعي الشعب الإيراني قد وصل في السنوات الأخيرة، خاصة مع حركة المرأة، الحياة، الحرية، إلى مستوى تاريخي سيكون له دور كبير في تحقيق الديمقراطية".
وقالت: "صحيح أن الشعب قد ناضل على مدار 46 عامًا لتحقيق حقوقه، لكننا الآن في فترة زمنية استثنائية لتحقيق الحرية".
وأكدت نرجس محمدي: "أسعى إلى الانتقال من الجمهورية الإسلامية كنظام استبداد ديني، مع التركيز على تحقيق الديمقراطية والحرية والمساواة، وإعطاء الشعب دوره الحقيقي".
وتطرقت الناشطة، التي صدر ضدها عدة أحكام بالسجن، إلى التطورات الإقليمية قائلة: "لا يمكن إنكار أن هناك العديد من العوامل الإقليمية والخارجية المؤثرة، لكن الأولوية بالنسبة لي هي دور الشعب. الشعب، بفضل وعيه وإرادته للانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية، سيحقق النجاح رغم صعوبة المرحلة القادمة".
نظام يفتقد القدرة على تحقيق الديمقراطية والحرية
وأضافت الحائزة على جائزة نوبل للسلام: "النظام الإيراني أثبت على مدار 46 عامًا أنه يفتقر إلى القدرة على تحقيق الديمقراطية والحرية".
وأردفت: "الأمر الأكثر أهمية هو أن إيران لا تملك القدرة على الإصلاح. لا يمكننا أن نتخيل أن هذا النظام قابل للإصلاح. وبالتالي، الخيار الوحيد المتاح أمامنا هو الانتقال من هذا النظام الاستبدادي الديني".
وخلال هذا اللقاء الافتراضي، هنأ مسعود قره خاني مرة أخرى نرجس محمدي على حصولها على جائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى فيديو تظهر فيه محمدي وهي تهتف "المرأة، الحياة، الحرية" أثناء نقلها من المستشفى بسيارة إسعاف. وقال قره خاني مخاطبًا محمدي: "أنتِ امرأة شجاعة."
وخلال اللقاء، ناقش الطرفان قضايا حقوق الإنسان في إيران وحركة "المرأة، الحياة، الحرية".
وبعد نهاية اللقاء، وفي مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" قال مسعود قره خاني: "يجب أن نشهد قريبًا ثورة في إيران".
ووفقًا لتقاليد جائزة نوبل للسلام، يُدعى الفائزون بالجائزة في اليوم التالي لاستلامها إلى لقاء رسمي مع رئيس البرلمان النرويجي. وفي العام الماضي، بسبب سجن نرجس محمدي، دُعيت عائلتها التي تسلمت الجائزة نيابة عنها إلى هذا اللقاء.
نرجس محمدي، التي تقضي إجازة طبية مؤقتة من السجن، عقدت في وقت سابق اجتماعًا افتراضيًا مع أعضاء لجنة نوبل للسلام.
مقابلة مع "سي إن إن"
كما أجرت نرجس محمدي، يوم الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول)، مقابلة مع كريستيان أمانبور، مقدمة البرامج في شبكة "سي إن إن"، قالت فيها: "منذ حصولي على جائزة نوبل للسلام، زادت ضغوط السلطات الإيرانية عليّ في السجن".
وأضافت: "بغض النظر عن أي عقوبة أو ضغط تمارسه الحكومة ضدي، سأبقى صامدة ضد الإعدام، والفصل العنصري القائم على الجنس، وسياسات نظام الجمهورية الإسلامية".
وعن الكتاب الذي تعمل عليه في السجن، قالت لشبكة "سي إن إن" إنه ليس مجرد مذكرات شخصية، بل يتناول تجارب المجتمع الإيراني خلال العقود الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالنساء.
وأضافت: "لقد عانت النساء في إيران أشد أنواع القمع في العقود الأخيرة، واستمررن في مقاومتهن. هذه المقاومة لم تكن فقط ضد الحكومة، بل أيضًا ضد التقاليد القديمة في الشرق الأوسط وداخل البلاد".
وأكدت أن "مقاومة النساء الإيرانيات كانت دائمًا مصحوبة بأمل في مستقبل مشرق، وقد دفعن ثمنًا باهظًا مقابل هذه الصمود".

نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن مسؤولين استخباراتيين سودانيين و4 مسؤولين غربيين، أن طهران وموسكو أجرتا في الأشهر الأخيرة مفاوضات مع الجيش السوداني لإنشاء قاعدة عسكرية في ميناء بورتسودان، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات أصبحت أكثر أهمية عقب هزيمة روسيا وإيران في سوريا.
وذكرت الوكالة، الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول)، في تقرير مفصل حول دور الطائرات المسيرة الإيرانية والأسلحة الروسية في الحرب الأهلية السودانية، نقلاً عن دِرار أحمد دِرار، قائد جماعة شبه عسكرية مؤيدة للجيش السوداني، أن البلاد تتلقى دعماً من إيران وروسيا.
وقال: "إنهم يقدمون أشياء مختلفة مثل الطائرات المسيرة والأسلحة، والآن تغير ميزان القوى".
ويأتي الدعم الخارجي للجيش السوداني في ظل استمرار الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 شهراً، ما أدى إلى واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
والحرب، التي تدور بين الجنرالين عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، ومحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، تهدف للسيطرة على هذا البلد الشاسع بخط ساحلي استراتيجي على البحر الأحمر، وهي واحدة من أكثر الحروب دموية التي شهدتها منطقة الساحل الأفريقي في السنوات الأخيرة.
وأدت الانقلابات العسكرية المتكررة في المنطقة إلى تقارب جيوش مالي وبوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى مع موسكو وابتعادها عن الحلفاء الغربيين. وقد نشرت روسيا مرتزقتها في تلك البلدان.
ولكن لم يجذب أي من بلدان المنطقة القوى الأجنبية كما فعل السودان. وعلى عكس الهزيمة التي لحقت بروسيا وإيران مؤخراً في سوريا، فإن موسكو وطهران حالياً في موقع قوي داخل السودان.
أسلحة روسية وإيرانية للجيش السوداني
ومع استمرار الحرب الأهلية السودانية، باعت روسيا ملايين البراميل من الوقود وآلاف الأسلحة ومكونات الطائرات إلى الجيش السوداني، بينما أرسلت إيران شحنات أسلحة وعشرات الطائرات المسيرة إلى السودان، مما مكن الجيش من استعادة أجزاء من العاصمة الخرطوم.
كما سمحت هذه الأسلحة للجيش السوداني بالسيطرة على مناطق واسعة من البلاد من قوات الدعم السريع المنافسة.
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن ترسانة الجيش السوداني زادت إلى درجة أن منشأة جديدة تم بناؤها في الجناح العسكري لمطار بورتسودان في وقت سابق من هذا العام.
وأكدت الوكالة الأميركية أن تدفق الأسلحة إلى السودان يعني أن الحرب تُدار بشكل متزايد من الجو.
وبحسب تقييم أمني للأمم المتحدة اطلعت عليه "بلومبيرغ"، فقد استخدم الجيش السوداني أسلحة مضادة للطائرات في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) لإسقاط أسراب من الطائرات المسيرة بالقرب من مدينتي عطبرة والدامر.
وأضاف التقرير أن كلا الطرفين المتصارعين يسعى بشكل نشط لتعزيز ترسانته، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لدعم مواقعهما.
وكتبت "بلومبيرغ" عن مفاوضات روسيا وإيران مع الجيش السوداني في الأشهر الأخيرة لإنشاء قواعد عسكرية في بورتسودان، مشيرة إلى أن أهمية هذه المحادثات تأتي بسبب مخاطر فقدان روسيا جسراً جوياً رئيسياً إلى إفريقيا نتيجة احتمال خسارة قاعدتين عسكريتين في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.
كما أن هذه المفاوضات تأتي في وقت تواجه فيه إيران ضعفاً بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على وكلائها.
وتمول الأطراف المتصارعة شراء الأسلحة باستخدام عائدات بيع الذهب السوداني، التي تحقق للجيش السوداني وحده أكثر من مليار دولار سنوياً.
وذكرت "بلومبيرغ" أن الصين لم تنحز لأي طرف، لكن كلا الجانبين يستخدمان طائرات مسيرة صينية الصنع. وقد بنت الصين ميناءً بقيمة 140 مليون دولار في السودان، وهي تجري محادثات مع الجيش السوداني للاستثمار في مصفاة نفط جديدة وإعادة تأهيل أكبر مجزر في البلاد.
عودة العلاقات بين إيران والسودان
ومع تصاعد الحرب، أعادت إيران في أواخر عام 2023 العلاقات الدبلوماسية مع السودان بعد انقطاع دام 7 سنوات، وأرسلت دبلوماسيين إلى السودان، وافتتحت سفارتها هناك.
وكانت العلاقات بين النظامين في طهران والخرطوم قوية طوال العقود الثلاثة الماضية، حيث تحالف النظامان أيديولوجياً بعد وصول عمر البشير إلى السلطة عام 1989. وساعد النظام الإيراني حكومة البشير في تأسيس جهازها الاستخباراتي.
ونقلت "بلومبيرغ" عن مسؤولين استخباراتيين ودبلوماسيين قولهم إن طهران تعمل بنشاط على تزويد الجيش السوداني بالأسلحة والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية والمعلومات الميدانية.
وأفادت الوكالة أن بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) من هذا العام، قامت شركة "قشم فارس إير"، وهي شركة طيران إيرانية خاضعة للعقوبات الأميركية ومرتبطة بفيلق القدس، بتنفيذ ما لا يقل عن 7 رحلات بين إيران والسودان.
وبحسب منظمة "كونفليكت أوبزير فاتوري"، فإن أربعاً من هذه الرحلات انطلقت من مطار "مهر آباد" بطهران، وهو موقع قاعدة تابعة للقوات الجوية الإيرانية.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، أكدت تقارير إعلامية وجود طائرات مسيرة إيرانية في السودان.
وخلال 2023، استخدمت القوات المسلحة السودانية هذه الطائرات المسيرة لاستعادة مناطق محيطة بالخرطوم كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وأكد مسؤولون أميركيون أن الدعم الإيراني للجيش السوداني يُعقّد علاقاته مع الولايات المتحدة، التي تضغط للتوصل إلى حل سلمي للصراع.

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على شخصين إيرانيين وشركتين، إحداهما إيرانية والأخرى سويسرية، لدورهم في تطوير وتوريد مكونات أنظمة ملاحة حساسة للقوات المسلحة الإيرانية.
وشملت العقوبات الأميركية الجديدة شركة صنعت ودانش رهپویان أفلاك، بالإضافة إلى محمد عابديني نجف آبادي، المدير التنفيذي للشركة، وكاوه مرآت، كبير مساعديها في مجال التكنولوجيا. كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة إيلوموف (Illumove)، في سويسرا، ويشغل محمد عابديني نجف آبادي منصب مديرها التنفيذي.