عمدة طهران: ما حدث في سوريا سببه عدم الالتزام بمستلزمات المقاومة



خلال أقل من شهر، شنّ المرشد الإيراني علي خامنئي، هجومًا للمرة الثالثة على الحكومة السورية الجديدة. ومنذ سقوط بشار الأسد، كانت إيران هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي أبدت رد فعل سلبيا تجاه هذا التحول السياسي.
وبينما رحبت معظم دول المنطقة بسقوط الأسد أو أعربت عن أملها في أن تشهد سوريا السلام والاستقرار بعد سنوات من الحرب، تبنت طهران موقفًا مختلفًا تمامًا، حيث أدانت سقوط الأسد. وقال خامنئي صراحة بأن هذه الحكومة يجب أن تُسقط.
ويعكس تكرار خطابات خامنئي ضد الحكومة السورية الجديدة إصرارًا لا يبدو أن له هدفًا سوى خلق عداوة جديدة للشعب الإيراني.
وعلى مدى العقد الماضي، عانى الشعب السوري بسبب التدخلات الإيرانية والجماعات التابعة لها مثل حزب الله، ولواء فاطميون، وحركة النجباء. ويرى العديد من السوريين أن إيران شريكة للأسد في جرائم الحرب وتشريد الملايين. وبدلاً من محاولة إصلاح هذه الجراح وتحسين صورة إيران لدى السوريين، يصر خامنئي على مواصلة العداء مع الحكومة السورية الجديدة.
وفي خطاب حديث، زعم خامنئي أن الوضع الجديد في سوريا مليء بالفوضى وعدم الاستقرار، رغم أن غالبية الشعب السوري استقبل التحولات الجديدة بتفاؤل.
ويبدو أن خامنئي يحاول أن يحكم بدلاً من الشعب السوري، ويخبرهم بأن أوضاعهم سيئة وأنهم لا يدركون ذلك. وهو موقف أبوي ومتحيز لا يساعد في تحسين العلاقات بين إيران وسوريا، بل يزيد من حدة التوترات.
تجدر الإشارة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء معارضة خامنئي للحكومة السورية الجديدة هو قلقه من تداعيات هذا التحول على النظام الإيراني. فمن وجهة نظر خامنئي، إذا نجحت تجربة سوريا بعد سقوط الأسد، فقد يستنتج الإيرانيون أن الإطاحة بالديكتاتورية يمكن أن تحسن الأوضاع. هذا القلق يدفع نظام طهران إلى بذل كل جهد ممكن لمنع نجاح الحكومة السورية الجديدة.
ويبدو أن إيران تسعى من خلال دعم الجماعات المسلحة والمعارضة في سوريا إلى زعزعة استقرار البلاد. وقد تؤدي هذه السياسة إلى تشكيل جماعات مشابهة لحزب الله في سوريا تهدف إلى خلق الفوضى. ومن خلال هذه الإجراءات، يسعى خامنئي إلى تعزيز ادعائه بأن سقوط الأسد يؤدي إلى الفوضى.
من اللافت أن أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، زعيم الحكومة السورية الجديدة، ورغم تاريخه في جماعات مثل هيئة تحرير الشام، وداعش، والقاعدة، التي تُعتبر جماعات إرهابية في بعض الدول، قد تحدث بإيجابية عن إيران مؤخرًا. وأعرب الجولاني عن أمله في أن تلعب إيران دورًا إيجابيًا في المنطقة وتتخلى عن سياساتها التدخلية في الشأن الداخلي السوري.
وهذا الموقف من أحمد الشرع يتناقض تمامًا مع تصريحات خامنئي الاستفزازية.
إلى ذلك، فإن إصرار خامنئي على العداء مع الحكومة السورية الجديدة لا يساعد في تحسين العلاقات بين إيران وسوريا، بل يخلق عدوًا جديدًا للشعب الإيراني.
وفي الوقت الذي تسعى فيه العديد من دول المنطقة إلى تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، تجد إيران نفسها معزولة بسبب سياساتها العدائية. وهذه السياسات لا تلحق الضرر بالمصالح الوطنية لإيران فحسب، بل تخلق أيضًا صورة سلبية عن البلاد في المنطقة.
وفي هذا السياق، يجب على خامنئي أن يدرك أن عصر الديكتاتوريات الأبوية قد انتهى، وأن شعوب المنطقة تتطلع إلى تغييرات إيجابية ومستدامة. وأن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تعميق عزلة إيران في المنطقة.

حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات تفيد بأن الناشطة المدنية فرزانه محمدي بارسا، طبيبة الأسنان المقيمة في طهران، تم اعتقالها منذ أسبوع، دون أن تتمكن من التواصل مع عائلتها، مما أثار قلقهم على حالتها.
ووفقًا لمصدر قريب من عائلة الطبيبة المعتقلة، اقتحم رجال الأمن منزلها في الساعة التاسعة من صباح يوم الأربعاء، 25 ديسمبر، بعد دخولهم بطريقة غير قانونية. وقاموا باعتقال فرزانه محمدي بارسا بعنف، وسط شتائم وضرب، دون تقديم مذكرة تفتيش أو أمر اعتقال.
يشار إلى أن فرزانه بارسا، التي عُرفت بنشاطها المدني، سبق أن استُدعيت عدة مرات للتحقيق بسبب معارضتها للحجاب الإجباري ومقاطعتها الانتخابات، وتعرضت للتهديد من قبل رجال الأمن.
ورغم مرور أسبوع على اعتقالها، لم تحصل عائلتها على أي معلومات بشأن وضعها. ولم يلقَ وجود والدتها المسنة، التي قدمت من آبادان إلى سجن إيفين لمعرفة مصير ابنتها، أي استجابة من السلطات الأمنية.

أعلنت الناشطة الحقوقية نسرين ستوده، أن موظفي السجن منعوها وأطفالها من زيارة زوجها، رضا خندان. وكتبت على "إنستغرام": "منع الزيارة بسبب عدم الالتزام بالحجاب يُعتبر إساءة استخدام للسلطة وجريمة."
وأوضحت المحامية والسجينة السياسية السابقة أنه عندما مُنعت ابنتها مهراوة خندان أيضًا من الزيارة بسبب الحجاب، "كان الأمر لا يُحتمل بالنسبة لها، خاصة بعد أن حُرمت مرات عديدة من زيارة والديها في السنوات الماضية لنفس السبب، فصرخت بوجه هذا الظلم."
وأشارت ستوده إلى "حق أطفالها في زيارة والديهم دون توترات"، مضيفة: "رئيس قاعة الزيارة تهرّب من مقابلة ابنتها، ولكن مهراوة أصرت ورفضت مغادرة القاعة، فعُقد اجتماع شاركت فيه، حيث عبّرت عن غضبها من سنوات الظلم الطويلة للمسؤول عن قاعة الزيارات."
وأضافت نسرين ستوده أنه حضر الاجتماع أيضًا نائب مدير السجن ورئيس الحراسة، ولكن "في النهاية عدنا إلى المنزل دون أن نتمكن من الزيارة."

استدعت وزارة الخارجية في جمهورية أذربيجان القائم بالأعمال الإيراني في باكو، معربة عن احتجاجها على ما وصفته بـ"التحريض على المشاعر المعادية لأذربيجان في إيران".
وقد جاء استدعاء القائم بالأعمال الإيراني بعد أن قام منشد حكومي في مراسم حضرها ممثل المرشد علي خامنئي، بتوجيه إهانات لرئيسي أذربيجان وتركيا.
ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الأذربيجانية الصادر أمس الأربعاء، تم خلال استدعاء جعفر آقايي مريان، القائم بالأعمال الإيراني في باكو، التعبير عن استياء الجانب الأذربيجاني الشديد من التصريحات المهينة ضد جمهورية أذربيجان ورئيسها خلال مراسم أقيمت يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) في أردبيل.
يشار إلى أن هذه المراسم أقيمت بعنوان "إحياء ذكرى شهداء معركة جالديران وجبهة المقاومة"، بحضور حسن عاملي، إمام جمعة أردبيل وممثل المرشد الإيراني في محافظة أردبيل، وتم بثها عبر قنوات إذاعية وتلفزيونية إيرانية.
وأبلغت وزارة الخارجية الأذربيجانية القائم بالأعمال الإيراني عن عدم رضا باكو إزاء "التصعيد الملحوظ في المشاعر العدائية العلنية تجاه جمهورية أذربيجان بين الشعب الإيراني".
وأضاف بيان الوزارة أن الدعاية المناهضة لأذربيجان "لا تتماشى مع روح العلاقات الثنائية"، معتبرًا أن "مثل هذه الأفعال تهدف إلى خلق الكراهية والعداء".
وقد أُقيمت هذه المراسم بعد سقوط نظام بشار الأسد، وخلالها صرّح المنشد بأن أحفاد شاه إسماعيل الصفوي من أردبيل سيُقيمون يومًا "راية الإمام المهدي" في باكو والمدن التي كانت جزءًا من الأراضي الإيرانية سابقًا.
تجدر الإشارة إلى أن معركة جالديران كانت بين شاه إسماعيل الصفوي وسلطان سليم الأول العثماني عام 1514 ميلادي، وانتهت بانتصار الإمبراطورية العثمانية على إيران.
وشهدت العلاقات بين إيران وأذربيجان توترات مستمرة في السنوات الأخيرة. وتفاقمت هذه التوترات مؤخرًا بشأن إنشاء ممر بين جمهورية أذربيجان وناختشيفان.
وقبل شهرين، وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريح دون الإشارة المباشرة إلى الجهود الروسية الأخيرة لإنشاء ممر "زنجزور"، هذا الأمر بأنه "خط أحمر" و"غير مقبول".
وأشار عراقجي في منشور على حسابه في منصة "إكس"، في إشارة ضمنية إلى التحركات الأذربيجانية لإنشاء ممر زنجزور، قائلاً: "السلام والأمن والاستقرار الإقليمي ليست مجرد أولوية، بل هي واحدة من أعمدة أمننا القومي".
بدوره، عارض المرشد الإيراني علي خامنئي، مرارًا إنشاء هذا الممر.
وقبل ثلاث سنوات، ومع تصاعد التوترات، أجرى الجيش الإيراني مناورات بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وصدرت تصريحات شديدة اللهجة من المسؤولين الإيرانيين ضد أذربيجان وعلاقتها مع إسرائيل.

قال رئيس جمهورية تايوان، لاي تشينغ تي، في رسالة تهنئة بمناسبة العام الميلادي الجديد: "إن الأنظمة الاستبدادية مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، تعمل على الاتحاد لتهديد النظام العالمي القائم على القوانين".
وأوضح لاي تشينغ تي أن هذه الأنظمة تشكل خطرًا جديًا على السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وعلى العالم بأسره.
وأضاف: "يجب على تايوان أن تكون مستعدة لأي طارئ خطير حتى في أوقات السلم، مع تعزيز ميزانياتها وقدراتها الدفاعية، وإظهار عزمها على حماية البلاد.