نائب رئيس البرلمان الإيراني: قالوا إننا فشلنا في سوريا.. فلماذا انتصرت المقاومة في غزة؟



وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، الحوار كـ"أكثر الطرق عقلانية" للوصول إلى اتفاق بين طهران والغرب، وذلك من خلال بدء مفاوضات تهدف إلى رفع العقوبات. ومع تولي دونالد ترامب السلطة، تغيرت نبرة مسؤولي النظام الإيراني بشأن المفاوضات.
وقال كاظم غريب آبادي، اليوم الثلاثاء 21 يناير (كانون الثاني) على هامش الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد اتفاقيات جنيف لعام 1949، ردًا على سؤال حول موعد الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران وأوروبا: "لقد اتفقنا على مواصلة الحوارات، وسنحدد الموعد القادم من خلال التشاور بيننا".
وفي الأيام الماضية، تم نشر تقارير عن جهود النظام الإيراني للعثور على وسيط لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
يشار إلى أن غريب آبادي، الذي كان من نواب السلطة القضائية، تم تعيينه من قبل وزير الخارجية عباس عراقجي كمفاوض للبرنامج النووي الإيراني بعد بدء عمل الحكومة الجديدة.
وأكد غريب آبادي أن إيران مستعدة، كما في السابق، لبدء واستئناف مفاوضات رفع العقوبات، قائلاً: "نحن نؤمن بوجود فرص مناسبة للحوار والتفاهم".
وفي عام 2018، خلال فترة ترامب الأولى، بدأ حملة "الضغط الأقصى" على النظام الإيراني بعد انسحابه من الاتفاق النووي، مما أدى إلى انخفاض غير مسبوق في صادرات النفط الإيرانية إلى أقل من 190 ألف برميل يوميًا.
وقال الدبلوماسي الإيراني البارز في تصريحاته اليوم الثلاثاء: "نحن لا ننكر أن العقوبات تؤثر على حياة الناس بشكل من الأشكال، لكن هدف الفارضين للعقوبات هو إحداث تغييرات أخرى في الدول الخاضعة للعقوبات، ولم ينجحوا حتى الآن في تحقيق أهدافهم".
وأكد غريب آبادي أن "أكثر الطرق عقلانية هي بدء حوارات رفع العقوبات والعودة إلى المسار الصحيح".
بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية، وضع ترامب خلال فترة رئاسته الأولى طهران تحت ضغوط عسكرية غير مسبوقة، حيث أمر القوات الأميركية باستهداف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، في بغداد، مما أدى إلى مقتله.
وبعد مقتل سليماني، وعدت إيران بالانتقام من الذين أصدروا أوامر بالهجوم عليه، ولكن مع انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة مرة أخرى بعد فترة رئاسة جو بايدن، نفى مسؤولو النظام الإيراني طرح هذا الموضوع.
من جهة أخرى، كتب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد علي خامنئي، في صحيفة "كيهان"، يوم 16 يناير، مهاجمًا طرح موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة من قبل الرئيس الإيراني، أن طرح موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة يخرج عن صلاحيات مسعود بزشكيان، وأن واجبه هو "محاولة قتل ترامب".
كما أفاد موقع "إرم نيوز" القريب من الإمارات العربية المتحدة، يوم الاثنين 20 يناير (كانون الثاني) بالتزامن مع مراسم تنصيب ترامب، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن "شخصية سياسية" في العراق تلقت الضوء الأخضر لفتح قناة خاصة بهدف "التوسط بين الولايات المتحدة وإيران".
ووفقًا للتقرير، ومع تزايد احتمالات الهجمات الإسرائيلية على إيران، أصبح العراقيون قلقين بشأن التأثير السلبي لهذا الحدث على أمن واستقرار بلادهم.
ونقل "إرم نيوز" عن مصادر قولها: "أبلغت القيادة السياسية الإيرانية، ممثلة بحكومة بزشكيان، العراق بأنها مستعدة لفتح أبواب الحوار والجلوس إلى طاولة واحدة مع الولايات المتحدة".

أعلنت مجموعة من السجينات السياسيات في سجن إيفين عن دخولهن في إضراب عن الطعام اليوم وغدا، احتجاجًا على أحكام الإعدام الصادرة. وأوضحن أن هذا الإضراب يأتي بالتزامن مع الأسبوع الثاني والخمسين لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" ودعمًا للإضراب العام الذي ينفذه أهالي كردستان.

أكد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، وبنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي، أثناء مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أن البلدين سيواصلان تعاونهما الأمني والعسكري الوثيق لدعم استقرار منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التهديدات المستمرة من إيران.

قال مهدي فضائلي، عضو مكتب حفظ ونشر أعمال المرشد الإيراني: "بعد ساعات من استقرار ترامب في البيت الأبيض وتصريحاته المتعجرفة، قام المرشد اليوم بزيارة معرض (رواد التقدم) لأكثر من 120 دقيقة، مؤكدًا على كسر الجمود والتركيز على القطاع الخاص".

حذّر ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، في رسالة وجهها إلى الرئيس دونالد ترامب، الإدارة الأميركية الجديدة من الثقة بالنظام الإيراني، مؤكدًا أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة يمكنه إنهاء الاستبداد الحاكم في إيران من خلال تطبيق سياسة "الضغط الأقصى".
وكتب بهلوي، في الرسالة التي نُشرت يوم الاثنين 20 يناير (كانون الثاني) على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "لم يمتلك أي من رؤساء الولايات المتحدة الشجاعة لإنهاء هذا الاستبداد حتى الآن. أنت تستطيع ذلك، ليس من خلال الحرب، بل بالحفاظ على الضغط الأقصى على النظام، ودعم الشعب الإيراني الشجاع بأقصى قدر ممكن".
وبدأ ترامب ولايته الرئاسية الثانية في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، وكان قد رفض في مواقف سابقة الدعوات لتغيير النظام في إيران.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قال ترامب في مقابلة مع بودكاست "باتريك بيت ديفيد" ردًا على سؤال حول ما إذا كان يرغب في تغيير النظام الحاكم في إيران: "لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن ننخرط تمامًا في مثل هذا الأمر. لنكن صادقين مع أنفسنا، نحن لا نستطيع حتى إدارة أنفسنا".
وخلال ولايته الأولى في البيت الأبيض بين عامي 2017 و2021، اتبع ترامب سياسة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني، وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني.
وأدت هذه السياسة إلى انخفاض كبير في صادرات النفط الإيرانية، وأثرت بشدة على الاقتصاد الإيراني.
ووعد ترامب بتطبيق سياسة الضغط الأقصى ضد النظام الإيراني في ولايته الثانية أيضا.
وقال إليوت أبرامز، الممثل السابق لترامب للشؤون الإيرانية، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن سياسة الضغط الأقصى لترامب لم تكن تهدف إلى تغيير النظام في إيران، بل كانت تسعى للوصول إلى اتفاق مع طهران.
وأضاف أبرامز: "انتقاد ترامب للاتفاق النووي كان يركز على قيوده الزمنية وعدم شموليته. فهو لم يتناول البرنامج الصاروخي الإيراني أو دعم إيران للإرهاب".
النظام الإيراني أضعف من أي وقت مضى
وأكد رضا بهلوي، في رسالته إلى ترامب، أن الإدارة الأميركية الجديدة يجب أن لا تثق بالنظام الإيراني.
وكتب أن "الجمهورية الإسلامية التي أصبحت الآن أضعف من أي وقت مضى، ستسعى إلى الحفاظ على نفسها من خلال الخداع والوعود الجوفاء والمناورات في إطار اتفاق جديد، كما فعلت خلال الـ45 عامًا الماضية، لكن لا يمكن الوثوق بهذا النظام".
وكان ماركو روبيو، المرشح المقترح لترامب لمنصب وزير الخارجية، قد أعلن الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي أن واشنطن يجب أن لا تستبعد احتمال التوصل إلى اتفاق مع طهران يؤدي إلى السلام والأمن في الشرق الأوسط.
وقال روبيو: "رأيي بشأن إيران هو أننا يجب أن نكون مستعدين لقبول أي اتفاق يحقق لنا الأمن والاستقرار في المنطقة، لكن في نفس الوقت يجب أن ننظر إليه بواقعية وعيون مفتوحة".
وفي الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وعدد من مسؤولي إدارته عن رغبة طهران في التفاوض مع إدارة ترامب.
وأعلن بزشكيان في 14 يناير (كانون الثاني) الجاري خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية أن طهران مستعدة لإجراء "مفاوضات شريفة ومتساوية".
وأضاف أن إيران "لم تكن أبدًا" تنوي اغتيال ترامب ولن تفعل ذلك في المستقبل.