القائد العام للجيش الإيراني: لدينا استعدادات قصوى لحروب المستقبل



دُفن جثمان إبراهيم نبوي، الناشط السياسي والكاتب الساخر، اليوم الثلاثاء في مقبرة "بهشت زهرا" بعد نقله إلى إيران. ووفقًا للمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، فقد تمت مراسم الدفن تحت إجراءات أمنية مشددة، حيث حضر عدد محدود من أفراد عائلته وأقربائه فقط.

في الذكرى السنوية الأولى لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" الواسعة والشاملة، التي بدأها السجناء السياسيون في سجن قزل حصار بدعم من عنبر النساء بسجن إيفين، والتي انتشرت الآن في العديد من السجون بجميع أنحاء إيران، هناك العشرات من السجناء المعرضين لخطر تنفيذ أحكام الإعدام بتهمة "البغي".
مهدي حسني وبهروز إحساني، اثنان من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، تم نقلهما من سجن إيفين إلى سجن قزل حصار في كرج، ويواجهان ظروفًا غامضة.
بخشان عزيزي ووريشة مرادي أيضًا، رغم الإضرابات الواسعة والمشرفة في كردستان بهدف "إلغاء حكم الإعدام" وإنشاء حملة لإطلاق سراحهما، لا تزالان تحت تهديد تنفيذ حكم الإعدام، وحياتهما في خطر.
و"البغي" في الفقه الشيعي والقوانين القضائية للنظام الإيراني يُطلق على الفرد أو الأفراد الذين يثورون ضد "أساس" النظام، ويسببون "الخوف" و"الترهيب" للناس و"زعزعة أمنهم".
الاستنباط الرئيسي لتهمة "البغي" هذه مأخوذ من آية مشهورة في سورة الحجرات، بتفسير يحمل آراء مختلفة، بمعنى أن الخطاب في الآية موجه إلى "المؤمنين"، وثانيًا، لم يتم تقديم حكم قاطع أو تفسير واضح بشأن "البغي".
النقاش الفقهي حول حقوق المواطنة في بلد ما هو موضوع مهم يتطلب تعاون المجددين الدينيين ورجال الدين المعارضين للنظام.
لكن الاستناد إلى تفسير القاضي والفقهاء للآية القائم على قراءة النوايا واتهامات لم تراعِ حتى المبادئ القانونية الأساسية في إجراءات التحقيق، يتناقض بوضوح مع مفهوم "القسط" و"العدل".
كما أن الشعب الذي يعاني من القمع والعنف المنهجي المتزايد في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والذي يقف بغضب لا هوادة فيه ضد "أساس" النظام لم يرتكب "بغيًا".
وعندما انتشر خبر اغتيال القاضيين الشرعيين [علي رازيني ومحمد مقيسة]، تأسفت لأنهما كانا يجب أن يحاكما في محكمة عادلة ومنصفة، ولربما كان الموت أسهل عقاب لهما.
وهؤلاء الذين وقعوا بلا رحمة على أحكام إعدام المئات من البشر بفخر، يواجهون اليوم موجة من الغضب وتراكم العنف الذي أعاد نظام طهران إنتاجه عبر القمع والقتل والإعدام؛ غافلين عن أن يوم المحاكمة بإرادة الشعب سيأتي حتمًا.
في الواقع، "الباغي" هو هذا النظام الديني المستبد والظالم الذي، في مواجهة الاحتجاجات والمطالب المشروعة للشعب، يشعل نيران الغضب والكراهية والانتقام، ومن أجل بقائه السياسي، يصف قوات القمع ويخلق "جوًا من الرعب وعدم الأمان" في المجتمع، ولا يتردد في استخدام أي ذريعة غير إنسانية مستمدة من "الإسلام الفقهي الشيعي" وباسم "مصلحة الأمة الإسلامية".
لذلك، أصبح شعار "لا للإعدام" اليوم يعني المعارضة و"لا" لهيكل وأساس النظام بأكمله، ويجب أن يكون نقطة ارتكاز وتوحيد للمجموعات المختلفة والمجتمع المدني من أجل مزيد من التضامن.
الإضراب العام الواسع والمنسجم لشعب كردستان الأسبوع الماضي، كموقف مقاومة مشرف وشكل من أشكال العصيان المدني، يجب أن يكون نموذجًا لجميع المجموعات الحقوقية والسياسية المعارضة للإعدام.
الدعم الدولي أيضًا يمكن أن يعزز التضامن وروح الناشطين المدنيين، ولكن في النهاية، إرادة ومقاومة الشعب هي التي ستؤتي ثمارها.
على أمل إيران واعية.. حرة ومزدهرة.. وعلى أمل "المرأة، الحياة، الحرية"... .
من هي مطهرة غونه اى؟
مطهره غونه إی، هي طالبة في طب الأسنان والرئيسة السياسية السابقة لاتحاد الطلاب الإسلامي في جامعة طهران وكلية علوم الطب في طهران، تم اعتقالها خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" في عام 2022.
وتم اعتقال هذه الناشطة الطلابية مرة أخرى في 1 مايو (أيار) الماضي بعد استدعائها إلى استخبارات الحرس الثوري في طهران، وأُفرج عنها بعد أيام قليلة بعد دفع كفالة.
وفي النهاية، حُكم عليها في يوليو (تموز) الماضي من قبل الفرع 29 لمحكمة الثورة في طهران بالسجن لمدة عام، وبدأت تنفيذ عقوبتها في سجن إيفين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة صحافية، أن إيران مستعدة لسماع عروض الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إجراء مفاوضات جديدة، لكنه أشار إلى أن الظروف الحالية "أكثر صعوبة من السابق" لإقناع طهران بالبدء في مفاوضات جديدة.
وفي المقابلة التي تم بثها اليوم الثلاثاء 28 يناير (كانون الثاني)، ردًا على تصريحات ترامب التي قال فيها إن "اتفاقًا جديدًا مع إيران سيكون جيدًا"، وصف عراقجي هذه الرسالة بأنها "غير كافية"، قائلًا: "في ضوء ما حدث مع الاتفاق النووي السابق فإن إقناع إيران بالبدء في مفاوضات مع الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق آخر يتطلب وقتًا أطول بكثير من هذا".
وأضاف عراقجي أن الوضع الحالي مختلف تمامًا وأكثر صعوبة من المفاوضات السابقة حول الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من الأعمال التي يجب على الطرف الآخر القيام بها لكسب ثقتنا... لم نسمع سوى كلمات طيبة، ومن الواضح أن هذا غير كاف".
وفي يوم الاثنين 27 يناير (كانون الثاني) الجاري، أعلن مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عن "التفاعل والتشاور مع الأصدقاء" بشأن بدء عمل إدارة ترامب، قائلًا إن طهران لديها أفكار لكنها يجب أن تكون مستعدة لـ"أسوأ السيناريوهات".
وقال تخت روانجي في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا": "عندما يتم الإعلان عن سياسات الطرف الآخر، سنتصرف وفقًا لتلك السياسات".
وأضاف عراقجي لـ"سكاي نيوز": "الجمهورية الإسلامية لن تعارض بالضرورة جميع عروض الولايات المتحدة".
يشار إلى أنه بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحدثت مصادر مقربة منه عن احتمال عودة سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران، بل وحتى إمكانية شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
كما نُشرت تقارير عن مخاوف مسؤولي النظام الإيراني من إجراءات ترامب. على سبيل المثال، نقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن مصادر مطلعة أن إيران، خوفًا من سياسات إدارة ترامب، أمرت وكلاءها في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالتصرف بحذر.
وحول احتمال استهداف المنشآت النووية الإيرانية، قال عراقجي لـ"سكاي نيوز": "إسرائيل والولايات المتحدة لن تتخذا مثل هذه الخطوة، وإذا ارتكبتا هذا الخطأ، فستتلقيان ردًا سريعًا وحازمًا سيؤدي إلى كارثة في الشرق الأوسط".
وبينما اعترف عراقجي بأن حلفاء إيران قد أُضعفوا، قال إن حركتي حماس وحزب الله قد تضررتا لكنهما تعملان على إعادة بناء نفسيهما.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون أنه بعد إضعاف وكلاء طهران في الشرق الأوسط وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أتيحت فرصة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

أعلن رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بيمان جبلي، أن إسرائيل اعتقلت صحافيا من المؤسسة. وقال جبلي، اليوم الثلاثاء، إن صحافيا من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون "تم سجنه" في إسرائيل، ولا يزال "في الأراضي المحتلة تحت الاحتجاز، وليس في غزة".
ودون الإشارة إلى اسم أو هوية الصحافي أو وقت اعتقاله، أعرب رئيس الإذاعة والتلفزيون عن أمله في أن يتحرر من "الأسر" في أسرع وقت ممكن.
ووفقًا لقول جبلي، فإن عائلة الصحافي "لم تكن ترغب في طرح الموضوع". وحتى الآن، لم تعلق الحكومة أو الجيش الإسرائيلي على اعتقال صحافي إيراني.
وكانت إسرائيل قد فرضت قيودًا على دخول الصحافيين الأجانب إلى غزة منذ بداية الحرب.
وخلال الأشهر الـ16 الماضية، تم نشر إحصائيات مختلفة حول عدد الصحافيين الذين قُتلوا في حرب غزة التي بدأت بهجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وتقول مصادر فلسطينية إن إسرائيل قتلت حتى الآن 205 صحافيين.
وأعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقريرها السنوي أن عدد الصحافيين الذين قُتلوا في غزة حتى نهاية عام 2024 بلغ 145 شخصًا، ووصفت المنطقة بأنها "مقبرة للصحافيين".
ووفقًا لتقرير لجنة حماية الصحافيين (CPJ)، قُتل ما لا يقل عن 166 صحافيًا فلسطينيًا في هذه الحرب.

بعد يوم واحد من هجوم رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، على تصريحات جواد ظريف في منتدى دافوس، علق غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية، أيضا على هذه التصريحات، قائلا إن "تصريحات ممثل النظام الإيراني يجب أن لا تكون بطريقة تسمح للأعداء باستغلالها".
يشار إلى أن إيجه إي، الذي كان يتحدث يوم الاثنين 27 يناير (كانون الثاني) في مؤتمر المدعين العامين في إيران، قال إن ممثل النظام لا ينبغي أن يناقش القضايا الداخلية في المحافل الدولية، وأن لا يتحدث بطريقة "تُسعد الأعداء وتُبهجهم".
وقال رئيس السلطة القضائية، الذي وصف الولايات المتحدة بأنها "تجسيد للطاغوت": "لا يمكننا أن نعول على حكومة ظالمة لحل مشكلاتنا".
وأكد قائلا: "لا ينبغي أن نتحدث في المحافل العالمية بطريقة توحي بوجود خلافات داخل بلدنا، ولا يجوز أن ننطق بكلام أمام الأجانب يُظهر ضعف البلاد".
كانت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني قد أصدرت بيانًا وصفَت فيه حضور ظريف في منتدى دافوس بأنه "مخالف للقانون"، وقالت: "في الظروف الحرجة الحالية، طرح القضايا الداخلية في المحافل الدولية يخدم مخططات العدو المثيرة للفرقة، والتي تهدف إلى تشويه الوحدة والتماسك الوطني، ولا يعبر هذا إلا عن جهل أو خيانة".
وقبل يوم من هذه التصريحات، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن "ممثلي النظام" يجب أن يكونوا حذرين في تصريحاتهم حتى "لا يتم نقل رسالة إلى العدو ولا يتم تعريض المصالح الوطنية للخطر".
وبالإضافة إلى رئيسي السلطتين، اعترض عدد من نواب البرلمان وأئمة الجمعة على تصريحات ظريف في منتدى دافوس بشأن ترامب وجليلي، وطالب بعض الشخصيات المحافظة بمحاكمته.
تجمع ضد ظريف في ميدان "باستور"
محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، قال في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي خلال حواره مع فريد زكريا في دافوس: "لو أصبح سعيد جليلي رئيسًا للجمهورية بدلًا من مسعود بزشكيان اليوم، لربما كانت حرب كبيرة تدور في المنطقة. هناك وجهات نظر مختلفة في إيران، وأنا أحترم هذه الاختلافات".
ومع ذلك، كتبت صحيفة "هم ميهن" يوم الأحد إن سؤال فريد زكريا كان يستند إلى فكرة أن وجود أو عدم وجود قوى معتدلة في الهيكل السياسي لنظام الجمهورية الإسلامية لا يحدث فرقًا، وأن ظريف أراد أن ينفي هذا الأمر.
وفي نهاية المقال، قال الكاتب إن ظريف "في خضم شتاء 2024 القاسي" يمثل "واحدًا من القدرات القليلة والمحدودة المتاحة لإيران على المستوى العالمي".
كما قال ظريف إن إيران لا تشكل تهديدًا أمنيًا للعالم، وأعرب عن أمله في أن يكون "ترامب 2" (ترامب في ولايته الثانية) أكثر جدية وتركيزًا وواقعية".
وفي يوم السبت الموافق 25 يناير، تجمع عدد من الأشخاص في ميدان "باستور" للاحتجاج على تصريحات ظريف.
وقال كامران غضنفري، ممثل طهران في البرلمان الإيراني، خلال هذا التجمع إن ظريف "تم إرساله إلى أميركا بدعم من السافاك قبل الثورة".
وفي منتدى دافوس، نفى ظريف أيضًا المخاوف الدولية بشأن سعي إيران للحصول على أسلحة نووية، ودعم طهران للجماعات شبه العسكرية في المنطقة، والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في إيران.
كما قال، ردًا على سؤال حول قمع النساء في إيران، إن طهران لم تعد تتشدد مع النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب.
وأثارت هذه التصريحات انتقادات واسعة، حيث تذكر البعض عبارة "المزيف الأكبر" التي أطلقت عليه سابقًا.
كما أصدرت منظمة "الاتحاد ضد إيران النووية" بيانًا ردًا على حضور جواد ظريف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ووصفته بأنه "المسؤول الرئيسي عن دعاية نظام إيران الداعمة للعدوان والإرهاب".