وقال خامنئي في اجتماع ضم كبار الشخصيات العسكرية والسياسية: "خلف ابتسامات الدبلوماسية، تكمن دائمًا عداوات وضغائن خفية وخبيثة. يجب أن نفتح أعيننا ونكون حذرين في تعاملنا وحوارنا مع الآخرين".
وجلس خامنئي بجانب الرئيس مسعود بزشكيان، الذي أقر علنًا بانفتاحه على محادثات مع الولايات المتحدة، موضحًا: "عندما يعرف الشخص خصمه، قد يبرم صفقة، لكنه يعرف ما يجب فعله. يجب أن نعرف ونفهم".
وعلى الرغم من أن خامنئي لم يتطرق صراحة إلى العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن دعوته لليقظة فُسرت من قبل الكثيرين، وخاصة وسائل الإعلام الإصلاحية في طهران، على أنها إشارة خضراء ضمنية للمحادثات مع واشنطن.
وأكدت هذه الوسائل ما وصفوه بتحول ملحوظ في نبرة خامنئي، التي بدت أكثر انفتاحًا على إمكانية إبرام صفقة محتملة، ما يشير إلى ليونة دقيقة ولكنها مهمة في خطابه.
ويشتهر خامنئي بالتحدث بكلمات ملتوية وغامضة عند مخاطبة الفصائل المتنافسة داخل النظام الذي يقوده. ونادرًا ما يتخذ مواقف سياسية أو دبلوماسية واضحة، وغالبًا ما يفضل البقاء خلف ستار من الإنكار. وقبل أكثر من عقد، حذر أيضًا مفاوضي إيران خلال المحادثات النووية، مما وضعه في موقع المراقب بدلًا من صانع القرار.
خامنئي، الذي يُعتبر صانع القرار النهائي في نظام طهران خلال معظم تاريخها الذي يقارب 50 عامًا، تدعم حكمه أجهزة أمنية محلية مخيفة صدت محاولة اغتيال وثورات شعبية وتمردات مسلحة وهجمات إرهابية.
وكتب محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية، على منصة "X": "تصريحات المرشد اليوم تُظهر بوضوح أن الدبلوماسية يجب أن تُدار بفهم عميق للطرف الآخر وعداواته. هذه رسالة واضحة للجميع للمضي قدمًا على هذا الطريق الصعب بتضامن وإجماع".
من جانبه، قال المحلل الإصلاحي محمد علي أهانغران: "لو كان المرشد الأعلى ينوي رفض إمكانية المفاوضات، كان يجب أن يفعل ذلك في خطابه اليوم. لكن المرشد الحكيم، من خلال تحذيراته وتوضيحاته اليوم، أظهر أن لديه خطة مختلفة — خطة حرمت مجموعة من المتشددين من الراحة والسلام".
النخب المالية
كما أشار خامنئي إلى ما وصفه بازدواجية الدبلوماسية الأميركية، مستشهدًا بأمثلة مزعومة لدعم الولايات المتحدة للعنف ضد المدنيين.
وأضاف خامنئي: "عندما يصفق أعضاء الكونغرس الأميركي للجزار المسؤول عن مقتل آلاف الأطفال، أو عندما يمنحون وسامًا لقائد السفينة الحربية الأميركية التي أسقطت طائرة ركاب إيرانية كانت تحمل 300 مدني، تكشف هذه الأفعال عن عداوتهم الخبيثة والمخفية خلف ابتساماتهم الدبلوماسية".