نقابي إيراني: يتم الترويج لانخفاض قيمة العملة المحلية على أنه إصلاح للأسعار



أدانت الحكومة الإيرانية، اليوم السبت 15 فبراير (شباط)، معاملة المواطنين الإيرانيين، الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة إلى بنما، واصفة إياها بـ"القاسية وغير الإنسانية". وذلك رغم تصريحات المرحّلين بالخوف من العودة إلى إيران.
تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الترحيل، التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتشمل إرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى عدة دول، ومنها: كولومبيا وفنزويلا والبرازيل وغواتيمالا وبنما، فضلاً عن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا.
وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الولايات المتحدة على الالتزام بالقواعد الدولية في معاملة المهاجرين. وقال: "إن إيران لن تدخر جهدًا في حماية مواطنيها في الخارج"، مضيفًا أنه تم توجيه مكتب حماية المصالح الإيرانية في واشنطن والبعثات الدبلوماسية في أميركا الجنوبية لتقديم المساعدة للإيرانيين المرحلين.
وأكد بقائي أن "إيران هي وطن جميع الإيرانيين، ويمكن لأبناء وطننا العودة بحرية إلى وطنهم والسفر منه".
جاءت هذه التصريحات بعد ترحيل ما لا يقل عن 12 مهاجرًا إيرانيًا دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عبر المكسيك. وتم احتجاز المهاجرين وترحيلهم إلى بنما، على متن طائرة عسكرية أميركية، في خطوة أثارت تساؤلات كثيرة.
وقال المرحلون إنهم تم تقييدهم بالأغلال ووضعهم في قيود أثناء النقل، ويتم الآن احتجازهم في فندق بدولة بنما، تحت إشراف الحكومة الأميركية. وأضافوا أن الولايات المتحدة تبدو عازمة على محو أي دليل يؤكد دخولهم إلى البلاد.
ولم يتضح عدد الذين تقدموا بطلبات لجوء سياسي في الولايات المتحدة، لكن بعضهم أفادوا بأنهم تقطعت بهم السبل دون مال أو اتصال بالإنترنت أو مساعدة قانونية، وعبروا عن خوفهم من إعادتهم إلى إيران.
ومن بين المرحلين آرتميس قاسم زاده، التي قالت لقناة "إيران إنترناشيونال"، إنها وآخرين تم إخبارهم في البداية بأنهم سيُنقلون إلى معسكر بولاية تكساس الأميركية.
وأضافت: "لم يخبرنا أفراد الأمن إلى أين نحن ذاهبون، وعندما هبطنا، رأينا علم بنما على زيهم الرسمي".
ووصفت قاسم زاده وضعهم الحالي قائلة: "نحن تحت المراقبة، ومحرومون من المساعدة القانونية، ونخشى أن تتم إعادتنا إلى إيران".
وأشارت قاسم زاده إلى أن الكثير منهم دخلوا الولايات المتحدة بشكل قانوني قبل أو بعد فترة وجيزة من تولي ترامب منصبه. وقالت: "الولايات المتحدة تقول إننا مهاجرون غير شرعيين، لكننا لسنا كذلك. لدينا جميعًا وثائق معتمدة".
وقال مسؤولون بنميون إن المرحلين سيبقون في مراكز إيواء مؤقتة، قبل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. ومع ذلك، يظل مستقبل المهاجرين الإيرانيين غير واضح المعالم، وسط مخاوفهم من عواقب تهدد حياتهم، في حال عودتهم إلى طهران.
وقال المرحلون إنهم فروا من إيران؛ هربا من الاضطهاد بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للنظام أو تحولهم الديني إلى المسيحية، وكلاهما يُعاقب عليه في إيران بإجراءات مشددة، بما في ذلك السجن أو الإعدام.
وواجهت إيران انتقادات دولية بسبب قمعها للمعارضة؛ حيث تم اعتقال الآلاف وقتل المئات، خلال الاحتجاجات منذ وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، بعد تعذيبها في مركز للاحتجاز على يد عناصر أمنية تابعة للنظام، في سبتمبر (أيلول) عام 2022. وقد تم إعدام عدة متظاهرين دون محاكمات عادلة، بينما يواجه آخرون خطر الإعدام الوشيك.

أشار حسن عاملي، رجل الدين الإيراني المعين من قِبل المرشد علي خامنئي، إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هو المسيح الدجال الأعور، الذي تنبأت الأديان بظهوره لإثارة الفوضى قبل يوم القيامة.
وقال حسن عاملي، في خطبة أمس الجمعة: "إنه أعور تمامًا، وهذه علامة من علامات نهاية الزمان"، مضيفا: "الرئيس الأميركي الجديد لديه نظرة أحادية الجانب تمامًا". وأضاف: "يرى العالم من خلال نظرة مادية بحتة ويعلن صراحة أن أميركا هي شركة تجارية".
وتابع: "إنه يطمع في الثروة أينما وجدت، سواء كانت نفط الشرق الأوسط، أو النفط السوري، أو معادن أوكرانيا".
كما انتقد عاملي نهج ترامب في العلاقات الخارجية، قائلاً: "إن الرئيس الأميركي استخدم تكتيكات الترهيب لفرض الضغط على الدول"، متوقعًا أن تمتثل إيران بالطريقة نفسها.
وعاملي هو ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، لإلقاء خطب الجمعة الأسبوعية في مدينة أردبيل، شمال غربي إيران، وتعتبر تصريحات قادة صلاة الجمعة انعكاسًا للتفكير الرسمي في النظام الثيوقراطي الإيراني.
يشار إلى أن "المسيح الدجال"، في العقيدة الإسلامية، شخصية كاذبة تظهر في آخر الزمان، تهدف إلى نشر الفساد وإضلال الناس بوعود كاذبة بالسلطة والازدهار، قبل أن يتم هزيمتها في النهاية.
وقد فُسر وصفه في النصوص الإسلامية بأنه "أعور" على أنه إشارة إلى خداعه وقدرته على التلاعب بالآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
وأعاد ترامب، الذي يُعرف بمواقفه المتشددة تجاه طهران، هذا الشهر تفعيل حملة "الضغط الأقصى" للعقوبات على إيران، التي انتهجها منذ فترة ولايته الأولى، مؤكدًا أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل بدلًا من أي هجوم عسكري على طهران.

قال البرلماني الإيراني، علي رضا منادي: "رواتب الممرضين في الخارج أفضل مقارنة بإيران، ونحن نسعى لزيادة رواتب الممرضين، لكن لا شيء يعادل الوطن". وأضاف: "دخل هذه الفئات في الخارج بالكاد يكفي لتغطية تكاليف المعيشة، ومعظمهم ليسوا راضين تمامًا".

قال البرلماني الإيراني، بيت الله عبداللهي: "نشهد حاليًا عدم كفاءة المسؤولين الاقتصاديين في الحكومة، فما الذي حدث حتى تنخفض قيمة عملتنا بأكثر من 20 في المائة في غضون شهر واحد؟". وأضاف: "يبدو أن اقتصاد البلاد بلا راعٍ".

أفادت مصادر حكومية إيرانية بأن طهران تجري محادثات غير مباشرة مع الحكومة السورية الجديدة، ولكنها ستتخذ قرارها النهائي بشأن دورها المستقبلي في البلاد "في الوقت المناسب".
وقال الممثل الخاص لإيران في منطقة غرب آسيا، محمد رضا رؤوف شيباني، في مقابلة نُشرت اليوم السبت 15 فبراير (شباط): " نراقب تطورات الوضع في سوريا بتأنٍ وصبر، وسنتخذ قرارنا المحدد عندما يحين الوقت".
وأكد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، بشأن تبادل "الرسائل الإيجابية" بين طهران ودمشق، بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكانت الحكومة الإيرانية قد تورطت بعمق في الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها؛ حيث أرسلت قوات نظامية وميليشيات لدعم حكم بشار الأسد.
وشدد وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، في تصريحات أدلى بها خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، هذا الأسبوع، على أنه بينما تلقت سوريا "رسائل واضحة وإيجابية" من كل من إيران وروسيا، فإن هذه الرسائل بحاجة إلى أن تُترجم إلى "سياسة واضحة تجعل الشعب السوري يشعر بالطمأنينة".
وكانت إيران وروسيا، الداعمتان الرئيسيتان للأسد خلال النزاع الدموي، الذي بدأ في سوريا عام 2011، قد لعبتا دورًا كبيرًا في إحكام قبضته على السلطة حتى الهجوم السريع الذي شنته المعارضة المسلحة، في ديسمبر الماضي، وأجبره على اللجوء إلى موسكو. ومنذ ذلك الحين، سعت كلا الدولتين إلى الحفاظ على نفوذهما في سوريا، في ظل المشهد السياسي الجديد.
وقد تبنت أوروبا موقفًا واضحًا في دعم القيادة السورية الجديدة؛ حيث تعهد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتقديم المساعدة في مواجهة الإرهاب ومنع عودة الميليشيات المدعومة من إيران.
وقال ماكرون، في مؤتمر باريس حول سوريا، المنعقد مؤخرًا، وحضره قادة إقليميون وغربيون: "الأولوية هي ضمان ألا تصبح سوريا منصة لوجيستية للميليشيات المرتبطة بإيران، والتي تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي".
وفي وقت سابق، كانت إيران قد استثمرت بشكل كبير في بقاء الأسد؛ حيث يُعتقد أنها أنفقت ما يتراوح بين 30 و50 مليار دولار. والآن، تواجه إيران تحديًا في إعادة ضبط استراتيجيتها، وقد تعهد المرشد علي خامنئي في عدة مناسبات باستعادة نفوذ إيران في سوريا، مما يزيد من تعقيد الوضع الحالي.