المرشد الإيراني: لا قلق لدينا من الناحية الدفاعية



قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، ردًا على تهديدات رئيس وزراء إسرائيل: "نتنياهو لا يستطيع فعل أي شيء". وأضاف: "هذه التهديدات تتعارض مع المبادئ والقوانين الدولية، ولو كان القانون هو الحاكم في العالم، لكان نتنياهو قد حوسب بسبب تهديداته".

ذكرت وكالة "رويترز" أن البنك المركزي العراقي يعتزم منع 5 بنوك عراقية من إجراء معاملات بالدولار الأميركي. ويعتقد المراقبون أن هذا القرار سيزيد من الضغوط الاقتصادية والعملة على النظام الإيراني.
ونقلت "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن الهدف من هذه الخطوة هو مكافحة غسل الأموال وتهريب الدولار الأميركي والمخالفات المالية الأخرى.
وأضافت الوكالة، مساء الأحد 16 فبراير (شباط)، أن هذا القرار جاء بعد اجتماع مسؤولي البنك المركزي العراقي مع مسؤولي وزارة الخزانة والبنك المركزي الأميركيين في دبي الأسبوع الماضي.
وكان البنك المركزي العراقي قد فرض حظرًا مماثلًا على ثمانية بنوك في العراق العام الماضي.
يشار إلى أن العراق، الذي يُعد ثاني أكبر منتج للنفط ضمن دول أوبك، يمتلك أكثر من 100 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية في الولايات المتحدة، ويعتمد بشكل كبير على واشنطن للوصول إلى عائدات النفط وموارده المالية.
في الوقت نفسه، تُعد بغداد واحدة من الحلفاء الرئيسيين لطهران في المنطقة، حيث تتمتع إيران بنفوذ عسكري وسياسي واقتصادي كبير في العراق من خلال دعمها للميليشيات وبعض الأحزاب السياسية.
وذكرت "رويترز" أن إيران تستخدم العراق كـ"منفذ تنفس" اقتصادي، وتستفيد من النظام المصرفي العراقي لتأمين العملات الأجنبية وتجاوز العقوبات الأميركية.
وأفادت "إيران إنترناشيونال" في أغسطس (آب) 2023 أن طهران وحلفاءها قاموا بتهريب ملايين الدولارات من العراق إلى إيران عبر إنشاء شركات وهمية وشراء بطاقات إلكترونية واستخدام الحقائب ومكاتب الصرافة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا لإعادة تفعيل سياسة الضغط الأقصى ضد إيران وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وذلك للضغط على طهران لوقف برنامجها النووي.
وكأول إجراء بعد هذا القرار، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية في 6 فبراير (شباط) شبكة دولية في قائمة العقوبات بسبب دورها في نقل وبيع شحنات النفط الإيرانية.
ويظهر قرار البنك المركزي العراقي الأخير أن إدارة ترامب تعتزم تشديد الخناق على النظام الإيراني في مجال المعاملات المالية أيضًا.
البنوك المحظورة تواصل عملها في العراق
وأضافت "رويترز" في تقريرها أن البنوك التي تم منعها من استخدام الدولار الأميركي بموجب قرار البنك المركزي العراقي، لا تزال قادرة على مواصلة عملها باستخدام عملات أخرى.
وسيؤثر منع استخدام الدولار بشكل رئيسي على أنشطة هذه البنوك خارج العراق.
والبنوك الخمسة التي سيتم تطبيق الحظر عليها هي: البنك الإسلامي العربي، وبنك المتحدة للاستثمار، والبنك الإسلامي الصنم، والبنك الإسلامي مسك، والبنك الإسلامي أمين العراق.
كما شمل القرار ثلاث شركات تقدم خدمات الدفع البنكي.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كشفت "رويترز" عن وجود شبكة معقدة مرتبطة بالنظام الإيراني لتهريب زيت الوقود في العراق، والتي ازدهرت منذ تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء في عام 2022.
وتدر هذه الشبكة ما بين مليار إلى ثلاثة مليارات دولار سنويًا لصالح طهران وقواتها الوكيلة في المنطقة.
ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية في إيران، وإعادة تفعيل سياسة الضغط الأقصى من قبل ترامب، ومعارضة المرشد علي خامنئي، للتفاوض مع الولايات المتحدة، شهد سعر الدولار في السوق الإيراني ارتفاعًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة.
وفي 9 فبراير (شباط)، تجاوز سعر الدولار في السوق الحرة الإيرانية 93 ألف تومان، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا في تاريخ المعاملات المالية.

حذرت الصحافية والناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد من أن إيران ومجموعاتها الحليفة، بما في ذلك حماس وحزب الله، تنشر أيديولوجيتها في أوروبا، وذلك خلال خطاب لها في مؤتمر ميونيخ للأمن.
وقالت علي نجاد: "هنا في ألمانيا، لديهم 51 مركزًا إسلاميًا... هل تعتقدون أن هذه المراكز الإسلامية تحاول تعليمك السلام والأمان؟ لا".
وأضافت: "كل هذه المراكز الإسلامية تم إنشاؤها من قبل الديكتاتور علي خامنئي، وهم يحاولون توسيع القوانين الإسلامية، قوانين الشريعة، إلى ألمانيا".
وقالت علي نجاد إن الشبكات المدعومة من إيران في أوروبا تقوم بغسل أدمغة الشباب، محذرة من أنهم "يغسلون أدمغة أطفالكم ليقولوا إنهم من حماس أو حزب الله".
وأعربت عن قلقها من انتشار الأيديولوجيات المتطرفة عبر الإنترنت، مشيرة إلى مقاطع فيديو على تطبيق "تيك توك" حيث يمجد المستخدمون أسامة بن لادن والمجموعات المتطرفة مثل طالبان وداعش.
كما انتقدت الحكومات الأوروبية لقمعها الأصوات التي تتحدث ضد التطرف الإسلامي، مشددة على أن هذا الأمر يسهم في انتشار الأيديولوجيات المتطرفة.
وعلى الرغم من حضورها، أكد المنظمون للمؤتمر لقناة "إيران إنترناشيونال" أن الدعوة غير الرسمية لولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي قد سُحبت بعد محادثات مع الحكومة الألمانية.
وأقرت وزارة الخارجية الألمانية بالتواصل مع مؤتمر ميونيخ للأمن لكنها قالت إن القرارات المتعلقة بالدعوات اتخذت بشكل مستقل. وقال مصدر مطلع على الأمر لـ"إيران إنترناشيونال" إن برلين كانت تخشى أن يؤدي حضور بهلوي إلى تعريض حياة المواطنين الألمان الذين يحملون الجنسية المزدوجة والمحتجزين في إيران للخطر.
وفي منشور لها على منصة "إكس" يوم الأحد، كتبت مسيح علي نجاد: "إسكات الأصوات بحجة التصحيح السياسي أو الإسلاموفوبيا لن يضع حدًا للإرهاب، بل سيؤدي فقط إلى تمكينه وتعزيزه".
وفي سياق مشاركتها في مؤتمر ميونيخ للأمن، حذرت من أن حرية التعبير باتت مهددة، في إشارة إلى قرار سحب الدعوة الموجهة لنجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي".
كما سلطت علي نجاد الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، مشيرة إلى النساء المحكوم عليهن بالإعدام وأم بويا بختياري، أحد المتظاهرين الذي قُتل على يد قوات الأمن خلال احتجاجات إيران عام 2019 والتي حاولت مؤخرًا الانتحار في السجن. وختمت بقولها: "قفوا في الجانب الصحيح من التاريخ".

ذكرت صحيفة "تلغراف" أن كريغ وليندزي فورمان، الزوجين البريطانيين اللذين اعتُقلا في إيران، لم يرتكبا أي جريمة، وأن اعتقالهما كان بهدف الحصول على مكاسب من بريطانيا.
وقال مصدر مطلع لصحيفة "تلغراف" يوم الأحد 16 فبراير (شباط): "لم يتم اعتقالهما بسبب ارتكاب جريمة. إنهما مواطنان بريطانيان، وهذا وحده كافٍ لتبرير اعتقالهما، وللاتصال بلندن ومطالبتها بشيء ما".
وأضاف المصدر أن هذين السائحين ربما اعتُقلا بحجة "التقاط صور" لمكان معين، وأن السلطات الإيرانية تحاول الحصول على تنازلات من بريطانيا مقابل الإفراج عنهما.
وحذر المصدر قائلاً: "ليس عليك أن ترتكب جريمة. امتلاك جواز سفر أوروبي يجعلك هدفاً لنظام إيران. إذا كنت تملك عيونا زرقا وشعرا أشقر، فإن إيران ليست آمنة بالنسبة لك، سواء كنت سائحاً أو في زيارة عمل".
وفي 12 فبراير، أعلنت السلطة القضائية في كرمان عن زيارة السفير البريطاني في طهران، هوغو شورتر، لمواطنَيْن بريطانيين محتجزين في هذه المحافظة، وأعلنت أن هذين الشخصين "متهمان بجرائم أمنية". ولم تكشف السلطة القضائية في كرمان عن هوية الشخصين.
وفي 15 فبراير، أعلن أفراد عائلة المواطنَيْن البريطانيين في بيان هويتهما وهما كريغ وليندزي فورمان، وقالوا إنهم سيقومون بكل ما في وسعهم لضمان سلامة وأمان أحبائهم.
وأفادت "بي بي سي" أيضاً في 15 فبراير أن هذين السائحين، اللذين يبلغان من العمر أكثر من 50 عاماً، كانا يقومان برحلة حول العالم بدراجة نارية عندما اعتُقلا في إيران.
وتابعت صحيفة "تلغراف" في تقريرها أن كريغ وليندزي فورمان كانا على دراية بالمخاطر التي قد تواجه المواطنين البريطانيين أثناء السفر إلى إيران.
وأضافت "تلغراف" أنه قبل أربعة أيام من فقدان الاتصال بهذين الزوجين، نشر الاثنان منشوراً على فيسبوك أشارا فيه إلى التحذيرات الرسمية لوزارة الخارجية البريطانية بشأن "احتمال كبير للاعتقال" في إيران، وأعربا عن قلق عائلتهما وأصدقائهما. وأكد الزوجان أنهما يريدان تجربة الأوضاع في إيران بنفسيهما.
وكتب الزوجان في المنشور: "الحكومة البريطانية لا تنصح بالسفر إلى هذه المناطق إلا في حالات الضرورة، والأخبار تقدم صورة قاتمة إلى حد ما عن الأوضاع في إيران. لكن النقطة هي أن المسافرين والسياح الذين عبروا هذه المناطق يتحدثون فقط عن الضيافة الدافئة، والمناظر الطبيعية المذهلة، والذكريات الخالدة. نحن نريد أن نختبر هذا بأنفسنا. لهذا السبب نحن هنا".
من جانب آخر، أعلنت فيدا مهران نيا، زوجة أحمد رضا جلالي، المواطن الإيراني-السويدي المحتجز في سجن إيفين، أنها علمت من خلال السجناء الآخرين باعتقال هذين الزوجين البريطانيين.
وقالت نقلاً عن جلالي إن كريغ وليندزي فورمان لم يُنقلا بعد إلى سجن إيفين.
يذكر أن جلالي، الذي سافر إلى إيران في مايو (أيار) 2016 بدعوة من جامعات طهران وشيراز، اعتُقل بعد مشاركته في ندوات علمية ووُجهت إليه تهمة "التجسس"، وقد أصدر القاضي أبو القاسم صلواتي، قاضي محكمة الثورة، حكماً بالإعدام عليه، وتم تأييد الحكم من قبل المحكمة العليا.
ومنذ ذلك الحين، يواجه خطر تنفيذ حكم الإعدام.
ويرى ناشطو حقوق الإنسان أن اعتقال مواطني الدول الغربية من قبل النظام الإيراني يمثل "اختطافاً حكومياً"، ويقولون إن طهران تستخدم هذه الوسيلة للضغط على الغرب والحصول على تنازلات منه.
وفي وقت سابق، أُطلق سراح الصحفية الإيطالية تشيشيليا سالا في 8 يناير (كانون الثاني) بعد قضائها 20 يوماً في سجون إيران، وبعد أربعة أيام، أصدر كارلو نورديو، وزير العدل الإيطالي، أمراً بالإفراج الفوري عن محمد عابدين نجف آبادي، الإيراني المعتقل في إيطاليا بتهمة التعاون العسكري مع الحرس الثوري.

قال الناشط السياسي الإصلاحي، بهزاد نبوي: "المواقف التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي تغيرت واشتدت عدة مرات بشأن إيران هي باختصار: إما الاستسلام غير المشروط أو التدمير". وأضاف: "نظرًا لأن ترامب من أصحاب الصفقات، فيجب انتظار مواقفه النهائية".