لندن تعرب عن "قلقهاالعميق" بشأن اتهام إيران زوجين بريطانيين بالتجسس



قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان: "سمح المرشد بسحب ما يقارب مليار دولار من صندوق التنمية الوطنية، لتأمين كوبونات سيتم توزيعها على 7 شرائح من الشعب، وسيستمر هذا الإجراء". يذكر أنه في السابق، لم يتم تمويل مثل هذه المشاريع من صندوق التنمية الوطنية.
وقبل تصريحات مسعود بزشكیان أمس، أعلنت بعض الوكالات الإخبارية المحلية هذا الخبر بنشر صورة عن قرار الحكومة.
ووفقًا لهذا القرار، وبإذن من المرشد الإيراني، تنوي الحكومة سحب ما يعادل مليار دولار من صندوق الاحتياطي النقدي لتمويل توزيع كوبونات على الإيرانيين.
جدير بالذكر أن صندوق التنمية الوطنية هو حساب كانت الحكومات المتعاقبة في إيران تودع فيه جزءًا من عائدات بيع النفط السنوية، بهدف استخدامه لتطوير وإعمار البلاد. ومع ذلك، ومنذ سنوات، لم تقم الحكومات بزيادة رصيد هذا الصندوق بعد تشديد العقوبات، بل قامت بسحب أموال منه مرارًا لتسيير الأمور الجارية.
ومع ذلك، لم يسبق أن تم السحب من هذا الصندوق لتوزيع كوبونات.
ووفقًا للفقرة الأولى من هذا القرار، سيتم تخصيص كوبونات إلكترونية للشرائح الثلاث الأقل دخلًا بمبلغ 500 ألف تومان للفرد، وللشرائح من الرابعة إلى السابعة بمبلغ 350 ألف تومان للفرد، لتمكينهم من شراء 11 صنفًا من السلع المختارة.
وقال أحمد ميدري، وزير العمل في حكومة بزشكيان، إن هذا المشروع سيبدأ قبل شهر رمضان المبارك، ويهدف إلى تغطية حوالي 70 في المائة من المجتمع.
ويوجد حوالي 20 مليون شخص في الشرائح من الأولى إلى الثالثة، و40 مليون شخص آخر في الشرائح من الرابعة إلى السابعة. ومن المقرر أن يحصل هؤلاء الـ60 مليون شخص على 11 صنفًا من السلع تشمل: اللحوم، والدجاج، والبيض، والأرز، والمعكرونة، والزيت، والحليب، والجبن، والزبادي، والبقوليات، والسكر.
وكان توزيع الكوبونات على الشعب لتأمين الاحتياجات اليومية قد بدأ في الثمانينات، بالتزامن مع فترة الحرب. ولكن منذ عهد رئاسة حسن روحاني، وبعد أكثر من عقدين من انتهاء الحرب، تم إعادة تفعيل هذا المشروع في فترات متقطعة.
ومع ذلك، في البداية، كان المجتمع المستهدف محدودًا، ولم يكن النظام الإيراني يسحب من صندوق التنمية الوطنية لتأمين الموارد اللازمة له.
أما الآن، وبعد حوالي 36 عامًا من انتهاء الحرب، قال وزير العمل إن 60 مليون إيراني يحتاجون إلى مساعدة في شكل كوبونات لتأمين احتياجاتهم من السعرات الحرارية؛ حيث يتم تمويلها بموافقة المرشد الإيراني من صندوق كان من المفترض أن يُستخدم لتطوير ونهضة البلاد، وليس لتأمين "الحد الأدنى" من السعرات الحرارية للشعب.

قال عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، إن مضاعفة مخصصات القوات المسلحة 3 مرات في موازنة عام 2025 لا تعني بالضرورة أن "البلاد تستعد للحرب"، لكنها قد تدل على أن "المفاوضات ليست خيارًا مطروحًا".
وفي حديث صحافي، ردّ أحمد بخشايش أردستاني، على سؤال حول ما إذا كانت زيادة مخصصات القوات المسلحة بنسبة 200 في المائة تعني الاستعداد لظروف الحرب، قائلاً: "لا يمكن الجزم بذلك بشكل دقيق، لكن في كل الأحوال، هذه الزيادة الكبيرة تعني أننا لن نتفاوض، ولا نضع التفاوض على جدول أعمالنا".
تأتي هذه التصريحات في وقت تصاعدت فيه لهجة المرشد الإيراني وكبار قادة الحرس الثوري، حيث أكدوا مجددًا حتمية الهجوم على إسرائيل، وفي حال الضرورة، استهداف المصالح الأميركية في المنطقة.
وفي 19 فبراير (شباط)، صرّح أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، بشكل مباشر عن نية تنفيذ "الوعد الصادق 3"، قائلًا: "إذا هوجمت المنشآت النووية الإيرانية، فإن المنطقة ستشتعل بنيران لا يمكن حساب مداها".
جاءت هذه التصريحات بعد أن هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إسرائيل "ستشن هجومًا عسكريًا على إيران إذا لم تتخلَّ عن برنامجها النووي".
جدير بالذكر أنه حتى مسؤولو حكومة مسعود بزشكيان، الذين كانوا في السابق من دعاة التفاوض، تراجعوا عن موقفهم بعد أن رفض المرشد الإيراني علي خامنئي علنًا أي مفاوضات بشأن البرنامج النووي.
وقال خامنئي في خطاب عام: "اليوم، لا نشعر بأي قلق أو مشكلة فيما يتعلق بالتهديد الصلب أو الحرب المباشرة". ويُستخدم مصطلح "التهديد الصلب" في الخطاب الرسمي الإيراني كمرادف لكلمة "الحرب".
تمويل الحرب من صادرات النفط
تخطط الحكومة الإيرانية في مشروع موازنة 2025، لتصدير 1.75 مليون برميل من النفط يوميًا، مع تخصيص 420 ألف برميل منها للقوات المسلحة. وهذا يعني أن 24 في المائة من صادرات النفط اليومية ستذهب مباشرة إلى الجيش.
ومن حيث القيمة، يُقدَّر النفط المخصّص للقوات المسلحة في عام 2025 بنحو 11 مليار يورو، مقارنة بـ 4 مليارات يورو في ميزانية عام 2024، ما يعني أن بزشكيان رفع موازنة الجيش إلى 3 أضعاف تقريبًا.
ووفقًا للمادة (أ) من البند 3 في الموازنة، تبلغ حصة الحكومة 509 تريليونات تومان، بينما تبلغ حصة القوات المسلحة 561 تريليون تومان، أي أكثر من الحكومة مجتمعة بـ52 تريليون تومان.
خفض الإنفاق على السلع الأساسية
وقال حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري: "الوضع الحربي لا يعني فقط الضرب، بل الاستعداد لتلقي الضربات أيضًا". وأضاف: "في الواقع، لم يكن القصف سيئًا بالنسبة لنا، لأنه جعل المسؤولين أكثر انتباهًا، وحصلنا على المزيد من الأموال والإمكانات".
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة عمليتي "الوعد الصادق 1 و2" بلغت ما لا يقل عن 138 تريليون تومان، أي ما يعادل 1.6 مليون تومان لكل مواطن إيراني، تم إنفاقها على الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وفي الوقت نفسه، وفقًا لوزير العمل أحمد ميدري، يحتاج 60 مليون إيراني– أي 70 في المائة من السكان– إلى قسائم غذائية ودعم حكومي لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية.
لكن الحكومة تعاني من نقص التمويل اللازم لهذه القسائم، ما دفع خامنئي إلى السماح لها بالسحب من صندوق التنمية الوطني.
وبينما ارتفعت موازنة القوات المسلحة، فقد شهدت مخصصات استيراد السلع الأساسية انخفاضًا كبيرًا، حيث تم تخفيضها من 16 مليار يورو في 2024 إلى 12 مليار يورو في 2025، أي بانخفاض 33 في المائة.
وهذا التخفيض سيمسّ الإمدادات الأساسية مثل الأدوية، والمستلزمات الطبية، وحليب الأطفال، والأعلاف الحيوانية، ما سينعكس بشكل مباشر على معيشة الفئات الفقيرة.
وعلى الرغم من أن موازنة 2025 لم تدخل حيز التنفيذ بعد، فقد بدأت آثارها في الظهور، حيث ارتفعت أسعار أكثر من 400 دواء مشمول بالتأمين الاجتماعي.

قال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف: "نتنياهو اليوم يروج لرواية "إيران الضعيفة"، وهي رواية خطيرة لأنها تهدف إلى إقناع الآخرين بأن طهران ضعيفة، وبالتالي فإن الوقت مناسب لاستهدافها".

وسط هزائم المتتالية للقوات الموالية للنظام الإيراني في المنطقة، وتصاعد تهديدات المسؤولين الإيرانيين ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وصل فالح الفياض، قائد الحشد الشعبي العراقي، إلى إيران والتقى بكبار المسؤولين في النظام.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن فالح الفياض التقى يوم الثلاثاء، 18 فبراير، وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حيث شدد على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين مسؤولي البلدين بشأن التطورات الإقليمية.
وناقش الجانبان آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات بين طهران وبغداد، فيما أكد عراقجي على استمرار دعم طهران للفصائل الموالية لها في العراق والمنطقة، معتبرًا استمرار المشاورات بين بغداد وطهران أمرًا ضروريًا.
وفي لقاء سابق، بحث الفياض مع علي أكبر أحمديان، ممثل علي خامنئي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، الأوضاع الإقليمية والتعاون بين إيران والعراق.
وبحسب معلومات نشرها الحشد الشعبي، طلب الفياض من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني التدخل لحل الخلافات بين القوى العراقية المختلفة.
وتفيد تقارير بأن هناك خلافات داخل القوى السياسية العراقية بشأن الإبقاء على الفياض في منصبه. ففي حين يدعم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي استمراره، تسعى ثلاث كتل سياسية بقيادة هادي العامري، ونوري المالكي، وأكرم الكعبي للإطاحة به والتنافس على تعيين بديل له.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، وردت تقارير متعددة عن محاولات أمريكية لتقييد نفوذ الفصائل المسلحة التابعة لإيران في العراق.
يُعد الحشد الشعبي أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في المنطقة، لكنه لم يتعرض لخسائر كبيرة مثل بقية المجموعات المرتبطة بطهران. وقد أنفقت إيران مبالغ ضخمة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز قدراته.
في 8 يناير، وخلال لقائه برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في طهران، قال علي خامنئي إن واشنطن تسعى إلى توسيع وجودها العسكري في العراق، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الحشد الشعبي أكثر من أي وقت مضى.
تأتي تصريحات خامنئي في وقت أفادت فيه تقارير بأن زيارة السوداني لطهران كانت تهدف إلى بحث آلية حلّ ودمج بعض الفصائل المسلحة ضمن هيكل الحشد الشعبي.
دعوة علي خامنئي إلى تعزيز الحشد الشعبي تأتي في وقت يشهد فيه ما يُعرف بـ”محور المقاومة” تراجعًا كبيرًا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد ومقتل الأمين العام وقادة بارزين في حزب الله اللبناني.
قبل زيارة محمد شياع السوداني إلى طهران بيوم واحد، أكد مصدر مطّلع في بغداد لـ "إيران إنترناشيونال" أن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، زار العراق مؤخرًا بهدف مناقشة مستقبل الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران.
وبحسب معلومات المصدر، كان الهدف الرئيسي من الزيارة بحث آلية حلّ ودمج بعض الفصائل المسلحة ضمن هيكل الحشد الشعبي.
أثناء سقوط نظام الأسد، أعلن الحشد الشعبي أنه لم يكن لديه قوات في سوريا، لكنه أشار إلى أنه قد يتدخل هناك فقط بأمر مباشر من رئيس الوزراء العراقي.
ومع رفض علي خامنئي لفكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، ووسط تقارير تتحدث عن احتمال هجوم أمريكي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، تصاعدت حدة التصريحات الإيرانية.
وفي 18 فبراير، بعد أيام من تصريحات دونالد ترامب التي هدد فيها إيران بشكل غير مباشر، قال خامنئي إن طهران مستعدة لمواجهة التهديدات العسكرية على أعلى المستويات.
وأكد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أن عملية “الوعد الصادق 3” للانتقام من إسرائيل ستُنفَّذ حتمًا.
تصريحاته جاءت خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني يوم الثلاثاء 18 فبراير، شدد حاجي زاده على أن طهران لن تتراجع، حتى في حال فشل الجهود لحلّ الأزمة النووية. وقال: “البعض يقول إنه إذا لم نتفاوض فقد يهاجموننا، لا تقلقوا، لن يتمكنوا من فعل أي شيء.”
يأتي هذا في أعقاب الغارات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي الإيرانية أكتوبر العام الماضي، والتي تعد أول هجوم خارجي واسع على إيران منذ انتهاء الحرب مع العراق عام 1988 .
بالتزامن مع ذلك، قال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري: “نعرف جيدًا كيف نواجه أعداءنا.”
كما صرح علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري، في 18 فبراير:
“الوعد الصادق 3 سيتم تنفيذه في الوقت المناسب. لقد تصرفنا بشكل صحيح طوال 46 عامًا، وسنواصل ذلك.”

قال البرلماني الإيراني كامران غضنفري: "مجموعة من النواب تقدموا بشكوى إلى المحكمة الإدارية العليا ضد الرئيس مسعود بزشكیان بسبب إصدار قرار تعيين غير قانوني لجواد ظريف".