برلماني إيراني: مواقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستند إلى تقارير إسرائيلية



قالت الخارجية الإيرانية إن على بريطانيا أن تتحمل المسؤولية عن تقديم ما وصفته بـ"الاتهامات الباطلة" ضد إيران، وذلك بعد قرار المملكة المتحدة بتشديد القيود على طهران في أعقاب مزاعم بالتدخل الأجنبي.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في منشور على موقع "إكس"، اليوم الخميس 6 مارس (آذار): "يجب محاسبة أي حكومة توجه اتهامات لا أساس لها ضد الأمة الإيرانية أو تتخذ إجراءات عدائية ضدها".
وكان بقائي يرد على قرار الحكومة البريطانية بوضع أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية في أعلى قائمة مراقبة تأثيراتها الخارجية، استنادًا إلى القلق من التدخل السياسي لطهران.
وبموجب التصنيف الجديد، سيتم الطلب من إيران وأي أفراد يعملون نيابة عنها تسجيل أنشطتهم في المملكة المتحدة، أو مواجهة أحكام بالسجن قد تصل إلى خمس سنوات.
وأشار بقائي إلى تدخل بريطانيا في الشؤون الداخلية الإيرانية في الماضي، وأضاف: "أنتم تتهمون إيران بما تتقنونه أنتم؛ التدخل في الشؤون الداخلية للدول! ولكن لم يعد هذا هو القرن التاسع عشر".
وفي منشوره، ذكر بقائي انقلاب 1953 في إيران، الذي تم خلاله إقالة رئيس الوزراء محمد مصدق من منصبه. وكان الحدث، الذي يُفهم تاريخيًا على أنه عملية مدفوعة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، قد شمل الجيش الإيراني وأسفر عن ترسيخ سلطة محمد رضا شاه، آخر ملوك إيران.
وتقول إيران إن أهداف هذا العمل كانت حماية المصالح البريطانية في النفط الإيراني، بعد رفض الحكومة الإيرانية الاستجابة للمطالب الغربية بشأن امتيازات النفط.
واتهم بقائي بريطانيا بمحاولة تشتيت الانتباه عن سجلها الخاص، قائلاً: "بريطانيا تتمسك بعقلية عدائية وغير منطقية تجاه الإيرانيين، بهدف تغطية جرائمها كداعم للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وداعم للإرهاب ضد إيران".

أثارت "الأحكام المخففة" التي أصدرها القضاء الإيراني ضد وزيرين سابقين تمت إدانتهما في قضية فساد بمليارات الدولارات انتقادات واسعة وتلميحات إلى أن "المحسوبية" أثرت في مدة العقوبات الصادرة ضدهما.
وتلقى وزير التجارة السابق رضا فاطمي أمين حكماً بالسجن لمدة عام، بينما تم الحكم على وزير الزراعة السابق جواد ساداتي نجاد بالسجن لمدة عامين، بعد أن وجدتهما المحكمة مذنبين بـ"التواطؤ في إفساد النظام الاقتصادي للبلاد".
وتتعلق التهم بقضية فساد مزعومة بمليارات الدولارات عُرفت بقضية "فساد شاي ديبش".
واعتبر العديد من وسائل الإعلام والنشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي أن المواطنين الإيرانيين العاديين والسجناء السياسيين يتعرضون لعقوبات أكثر قسوة، ونددوا بالحكم باعتباره "غير عادل".
وكتبت صحيفة "هم میهن" الإصلاحية في طهران: "باعتبارهما وزيرين سابقين، كان ينبغي أن يواجه المدانون أحكامًا أشد وليس أكثر تساهلاً".
وتعد هذه القضية واحدة من أكبر قضايا الفساد المالي في تاريخ إيران، حيث تتعلق بسوء السلوك المالي الذي بلغ نحو 3.4 مليار دولار.
وكشفت التحقيقات عن احتيال واسع النطاق، بما في ذلك تهريب الشاي على نطاق واسع، وتلاعب بالعملة، وتربح غير قانوني للعملة الأجنبية.
وذهب غلام علي إيمانا بدي، البرلماني السابق، إلى حد اتهام بعض الشخصيات الحاكمة بتدبير إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي ومساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف من الحكومة يوم الأحد، لخلق فوضى وتحويل الأنظار عن الأحكام المخففة في فضيحة "شاي ديبش".
وأشار مؤيدو الفصيل الإصلاحي داخل إيران إلى أن الوزيرين المدانين خدما في الحكومة السابقة للرئيس إبراهيم رئيسي، وهي حكومة قدمت نفسها على أنها "ثورية" ومؤمنة بالمثل العليا.
وتعد محاكمة المسؤولين الحكوميين السابقين واحدة من الحالات النادرة التي تتم فيها محاكمة شخصيات بارزة في إيران. ومع ذلك، فإن الحالات المماثلة غالبًا ما تؤدي إلى استئنافات أو تخفيضات في العقوبات تمنع تنفيذ الأحكام بشكل كامل.
والآن، يُنظر إلى الأحكام المخففة غير المعتادة على الوزيرين باعتبارها مثالًا آخر على التساهل مع المقربين من النظام.
وكان المتهم الرئيس في فضيحة "شاي ديبش" هو الرئيس التنفيذي للمجموعة الصناعية، أكبر رحيمي دار آباد، الذي تم الحكم عليه يوم الاثنين بالسجن 66 عامًا بتهم اقتصادية متعددة، وفقًا للمتحدث باسمه، بما في ذلك التهريب المنظم والاحتيال المصرفي.
وقد طُلب من رحيمي دار آباد أيضًا إعادة أكثر من ملياري يورو من تسهيلات العملة الأجنبية التي حصل عليها، ودفع غرامات مقابل شحنات الشاي المهربة.
وكان الوزيران السابقان من بين 44 فردًا تمت إدانتهم في القضية التي تضمنت مزاعم عن تورط البنك المركزي الإيراني والجمارك وعدد من الوزارات الأخرى، مما أثار قلقًا عامًا بشأن حجم الفساد الاقتصادي في إيران.
وزعمت التحقيقات أن شركة "شاي ديبش" استغلت السياسات الحكومية للحصول على كميات ضخمة من العملة الأجنبية بأسعار صرف رسمية، ثم بيعها بأسعار أعلى بكثير في السوق المفتوحة.

ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن إيران تسعى للوصول إلى مليارات الدولارات الموجودة في شركة تابعة لبورصة الأوراق المالية الألمانية (دويتشه بورصه)، والتي تم حظرها منذ سنوات بسبب العقوبات الأميركية.
وأضافت المجلة أن طهران بذلت على ما يبدو جهودا أولية للاستحواذ على بعض هذه الأصول، بقيمة أولية تقترب من 4.9 مليار دولار.

أعلن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن الولايات المتحدة ستقطع وصول طهران إلى النظام المالي الدولي عبر استهداف الأطراف الإقليمية التي تسهل تحويل الإيرادات الإيرانية، مؤكدا على ممارسة أقصى الضغوط ووقف قدرات النظام الإيراني النفطية والطائرات دون طيار.
وحذر وزير الخزانة الأميركي من أنه إذا كان الأمن الاقتصادي هو نفسه الأمن القومي فإن النظام الإيراني لن يحظى بأي منهما.

قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس مقتدائي، إن روسيا تأخذ مصالح إيران في الاعتبار أثناء محادثاتها مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى التقارب بين طهران وموسكو في أعقاب الحرب الأوكرانية.
وأضاف مقتدائي: "روسيا، في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، تأخذ أيضًا مصالح إيران في الاعتبار، والروس لديهم اتفاق استراتيجي معنا وسينظرون في مصالحنا".
ونفى مقتدائي المخاوف من أن مصالح إيران قد تتعرض للخطر كجزء من المحادثات الأوسع بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا.
وقال: "موقف إيران وموقف أوكرانيا على الساحة الدولية مختلف تمامًا". وأضاف: "لذلك، مقارنة بلدنا بأوكرانيا وتقديم هذا التحليل بأن الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن يتفاوضا بشأن مصالح إيران كما يتفاوضان حول مصالح أوكرانيا، هو تحليل خاطئ أساسًا".
وأصبحت موسكو وطهران أكثر قربًا بعد غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، حيث فُرضت علي إيران عقوبات من القوى العالمية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب تزويدها روسيا بالطائرات المسيّرة المستخدمة في استهداف السكان المدنيين في أوكرانيا.
وقد أجرت الدولتان، إلى جانب الصين، تدريبات عسكرية متعددة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات استراتيجية طويلة الأجل، وهو ما أشار إليه مقتدائي بأنه قد رسخ التحالف بين البلدان الثلاثة.
وأضاف: "أولئك الذين يحللون أن الولايات المتحدة وروسيا سيتبادلان المصالح الإيرانية بنفس الطريقة التي يتفاوضون بها حول مصالح أوكرانيا، ليس لديهم فهم عميق لبلدنا وقدراته".
وأكد الكرملين، أمس الأربعاء 5 مارس (آذار)، أن روسيا اقترحت على الولايات المتحدة أن تجري القوتان محادثات تركز على البرنامج النووي الإيراني، حيث أفادت وسائل الإعلام الروسية هذا الأسبوع بأن الرئيس فلاديمير بوتين قد وافق على التوسط في المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.