وزير الخارجية التركي: أنقرة لا تريد أن تشهد أي هجوم على جارتها إيران
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لـ"رويترز" اليوم الجمعة 4 أبريل (نيسان)، ردا على تحذيرات دونالد ترامب بشأن هجوم عسكري أميركي على إيران، إن حل هذا الخلاف يتطلب الدبلوماسية، وإن أنقرة لا تريد أن تشهد أي هجوم على جارتها إيران.
وأضاف فيدان أن بلاده لا تريد أي صراع مع إسرائيل في سوريا، حيث أدت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية في ذلك البلد إلى إضعاف قدرة الحكومة السورية الجديدة على ردع التهديدات.
وفي جزء آخر من المقابلة، أضاف فيدان عن تصرفات إسرائيل في سوريا أن الهجمات الإسرائيلية تمهد الطريق لمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. وأنه "إذا كانت الحكومة الجديدة في دمشق تريد التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل- التي هي مثل تركيا جارة لسوريا- فهذا الأمر يعود لها".
يأتي ذلك في ظل تواصل الهجمات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في سوريا. وتُعدّ حكومة أحمد الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، من الحلفاء المقربين لتركيا.
ومنذ سقوط نظام الأسد، استهدفت إسرائيل بشكل متكرر مواقع عسكرية داخل سوريا، ما أضعف قدرة الحكومة الجديدة في دمشق على ردع التهديدات الأمنية.
وفي حديثه مع وكالة "رويترز"، يوم الجمعة 4 إبريل (نيسان)، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو في بروكسل، قال هاكان فيدان: "إن تحركات إسرائيل في سوريا تمهّد الطريق لعدم استقرار مستقبلي في المنطقة".
وفيما يخص العلاقات المستقبلية المحتملة بين دمشق وتل أبيب، أضاف وزير الخارجية التركي: "إذا رغبت الحكومة السورية الجديدة في التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل، وهي جارة مثل تركيا، فذلك شأن يخصها وحدها".
إسرائيل: تركيا تسعى لفرض وصايتها على سوريا
من جانبه، اتّهم وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تركيا بالسعي لتحويل سوريا إلى "دولة تحت وصايتها".
وقال ساعر، خلال مؤتمر صحافي في باريس، يوم الخميس 3 إبريل: "إنهم يفعلون كل ما في وسعهم لجعل سوريا منطقة خاضعة للوصاية التركية، وهذا واضح تمامًا".
وأضاف: "لا نعتقد أن سوريا، في وضعها كوكيل لإيران، كانت في حالة جيدة، كما أننا نعتقد أنها يجب ألا تخضع للوصاية التركية".
وردًا على هذه التصريحات، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا، اتّهمت فيه إسرائيل بـ "تقويض الجهود الرامية إلى استقرار سوريا".
وجاء في البيان: "من خلال هجماتها، التي تستهدف وحدة الأراضي والسيادة الوطنية لدول المنطقة، أصبحت إسرائيل التهديد الأكبر لأمن واستقرار الشرق الأوسط".
تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل
ازدادت وتيرة التوتر بين تركيا وإسرائيل، في الأيام الأخيرة، تزامنًا مع اندلاع احتجاجات واسعة في تركيا، على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو.
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم السبت 29 مارس (آذار) الماضي، بيانًا جاء فيه: "لا وجود للعدالة أو القانون أو الحرية في تركيا، تحت حكم أردوغان".
كما اتّهمت الخارجية الإسرائيلية، الرئيس التركي بـ "قمع المواطنين بعنف واعتقال المعارضين السياسيين بالجملة".
ويُعتبر اعتقال أكرم إمام أوغلو من قِبل السلطات التركية، الشرارة الكبرى لأكبر موجة احتجاجية تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
وفي رد فعلها، قامت حكومة أردوغان باعتقال نحو ألفي شخص على خلفية هذه الاحتجاجات.
وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل متوترة، حتى قبل اندلاع حرب غزة، لكنها ازدادت توترًا مؤخرًا، حيث وجّه أردوغان مرارًا انتقادات حادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وفي عام 2017، وصف نتنياهو الرئيس التركي بـ "الديكتاتور الوحشي" واتّهمه بدعم "التنظيمات الفلسطينية الإرهابية".
استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا
أفادت وكالة "أسوشيتد برس"، يوم الجمعة 4 أبريل، بأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 9 أشخاص في جنوب غرب البلاد.
فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الضحايا من المدنيين، دون تقديم تفاصيل إضافية.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أفاد بأن القتلى هم من المسلحين المحليين في محافظة درعا.
وأفادت تقارير أخرى بأن إسرائيل شنّت يوم الأربعاء الماضي، 2 إبريل الجاري، أكثر من 12 غارة جوية على خمس مدن سورية، بينها مواقع قريبة من قاعدة جوية استراتيجية في مدينة حماة.
وتسعى تركيا، التي تعتبر من الحلفاء الأساسيين للرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، إلى إقامة وجود عسكري في هذه القاعدة، بحسب التقارير.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان رسمي، أن الهجمات الإسرائيلية "أدت إلى تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري، وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين بجروح".