ترامب: نجري محادثات مباشرة مع نظام طهران والفشل فيها سيضع ايران في خطر عظيم

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين 7 أبريل، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع إيران.

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين 7 أبريل، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع إيران.
وجاء هذا الإعلان المفاجئ في وقت كان فيه عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، قد صرّح سابقاً بأن أي مفاوضات بين طهران وواشنطن لم تجرِ بعد.
ولم يكشف ترامب عن تفاصيل مكان المحادثات المباشرة بين واشنطن وطهران.
وكان مسؤولون إيرانيون قد قالوا إن طهران قاومت مطالب ترامب لإجراء مفاوضات مباشرة بشأن برنامجها النووي، لكنها أبقت الباب مفتوحاً أمام المحادثات غير المباشرة.
لكن الرئيس الأمريكي قال: “محادثاتنا مع إيران تجري على أعلى مستوى. نحن نتفاوض معهم مباشرة. وسنتواصل يوم السبت مع إيران على أعلى مستوى”.
وأضاف: “لدينا اجتماع بالغ الأهمية، وسنرى ما سيحدث. أعتقد أن الجميع يتفق على أن التوصل إلى اتفاق أفضل من الخيارات الأخرى”.
وأكد الرئيس الأميركي: “ربما نتوصل إلى اتفاق مع إيران”.
وقال ترامب حول اتخاذ الخيار العسكري في حال فشل الجهود الدبلوماسية مع ايران:
"اعتقد بأن فشل المحادثات مع ايران سيضع ايران في خطر عظيم،لا يمكن لهم امتلاك السلاح النووي"
وجلس ترامب إلى جانب نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وقال للصحفيين إن الاتفاق مع إيران سيكون أفضل من الانخراط في خطوات “قد أضطر أنا للقيام بها، أو قد تضطر إسرائيل للقيام بها”.
وأضاف: “آمل أن تكون هذه المحادثات ناجحة، وأعتقد أنه إذا نجحت، فسيكون ذلك لصالح إيران”.
وقال ترامب إنه أجرى “محادثة جيدة” مع نتنياهو حول إيران والقضايا التجارية.
من جانبه، قال نتنياهو عقب لقائه ترامب: “تحدثنا مع ترامب بشأن الوضع في سوريا، وتحدثنا عن تركيا”.
وأضاف: “تحدثنا عن إيران، بحيث لا تصل أبداً إلى امتلاك سلاح نووي، وإذا أمكن تحقيق ذلك عبر الطرق الدبلوماسية كما حدث مع ليبيا، فهذا أمر جيد”.
وكان ترامب، بعد عودته إلى السلطة، قد أعلن أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بدلاً من الدخول في مواجهة عسكرية. وكان قد قال في مارس إنه بعث رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يقترح فيها التفاوض.

أفادت مصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط لـ"إيران إنترناشيونال" بأن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، سيحاول خلال زيارته إلى واشنطن إقناع إدارة ترامب بتفكيك كامل لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني.
وترى إسرائيل أنه حتى إذا تمكنت إيران من الحفاظ على جزء صغير من برنامجها النووي، فإنها ستقوم، بعد انتهاء ولاية ترامب الرئاسية أو في أي وقت تراه مناسبًا، بتسريع برنامج التخصيب الخاص بها.
ولهذا السبب، تطالب الحكومة الإسرائيلية بتفكيك كامل ودائم لبرنامج التخصيب التابع لإيران.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إيران لا ينبغي أن تُمنح حتى الحق في الاحتفاظ بجزء ضئيل جدًا من التخصيب لأغراض "بحثية أو طبية"، لأنهم يرون أن طهران ستواصل، تحت هذا الغطاء، برنامجها "التسلحي".
وقال هؤلاء الدبلوماسيون لـ"إيران إنترناشيونال" إن هدف النظام الإيراني من الدخول في مفاوضات غير مباشرة أو ربما مباشرة هو أمر واحد فقط: "الحفاظ على البنى التحتية لبرنامج التخصيب الإيراني".
وبحسب مصادر "إيران إنترناشيونال"، فإن بنيامين نتنياهو لن يوصي المسؤولين الأميركيين خلال زيارته إلى واشنطن بعدم التفاوض مع إيران، لكنه سيطلب منهم الدخول في أي محادثات محتملة مع نظام طهران بشرط مسبق يتمثل في "تفكيك كامل لبرنامج التخصيب".
التركيز على الملف الإيراني
وأفادت وسائل إعلام عبرية أن عدة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، يرافقون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته إلى واشنطن، قالوا إن نتنياهو سيُركّز في لقائه المرتقب مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، على الملف الإيراني.
وذكر موقع "والا" أن أحد هؤلاء المسؤولين قال إن نتنياهو سيقدّم لترامب رؤيته الخاصة بشأن "كيفية صياغة اتفاق جيد مع إيران".
وأضاف: "نتنياهو يدعم اتفاقًا يؤدي إلى التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، على غرار ما حدث في ليبيا".
كما صرّح مسؤولون إسرائيليون لـ"قناة 12" بأن نتنياهو يعتزم أن يكون التركيز في المفاوضات على إيران، وليس بالضرورة على الرسوم الجمركية التجارية التي طُرحت في الظاهر كسبب رئيسي لهذا اللقاء.
وكان عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، قد صرّح سابقًا بأن على أميركا أن "تحلم فقط" بإبرام اتفاق مشابه للاتفاق بين واشنطن وليبيا في عام 2003، مع طهران.
وفي السياق ذاته، قال السيناتور الجمهوري الأميركي توم كاتن إن سياسات إدارة أوباما-بايدن تجاه إيران قد انتهت، وإن حملة الضغط القصوى التي يقودها ترامب أوقفت صادرات طهران، وسدّت الطريق أمام حصولها على سلاح نووي.
وأضاف هذا السيناتور الجمهوري أن ترامب "قال إن هناك طريقين لتحقيق هذا الهدف، وهو منفتح على كليهما. خياره المفضل هو اتفاق شبيه باتفاق ليبيا مع الولايات المتحدة عام 2003، لكن إن لم يتحقق الاتفاق، فسيكون الخيار هو القصف".
صحيفة "شرق" تعتذر عن نشر تقرير بشأن ظريف
وقدّمت صحيفة "شرق" الإيرانية اعتذارًا عن نشر تقرير أفاد باحتمال مشاركة محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، في مفاوضات محتملة بين طهران وواشنطن.
ونشرت "شرق" يوم الأحد 6 أبريل (نيسان) تقريرًا نقلًا عن مصادر مطلعة، أفادت فيه بعقد اجتماع سري يوم الجمعة بين محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، وحميد رضا حاجي بابائي، نائب رئيس المجلس، مع المرشد علي خامنئي.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاجتماع السري شهد موافقة علي خامنئي على موضوع "المفاوضات المباشرة" مع الولايات المتحدة، وتم تعيين ثلاث شخصيات سياسية، من بينها علي لاريجاني، ومحمد فروزنده، ومحمد جواد ظريف، كممثلين مختارين لتنفيذ هذه المهمة.
ومع أن التقرير استند إلى شائعات وتكهنات، فقد نشرت الصحيفة يوم الاثنين 7 أبريل توضيحًا واعتذارًا جاء فيه: "نعترف بأن استخدام مثل هذه العبارات، من دون الاستناد إلى مصدر رسمي وموثوق، حتى وإن كان ذلك في إطار تحليل أو بهدف رفضه، قد أدى إلى إساءة فهم نية التقرير الأصلية، ومهّد الطريق لتفسيرات خاطئة ونشر قراءات غير دقيقة، بل واستغلال من قبل بعض الوسائل الإعلامية والتيارات".

فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن اللقاء المقرر بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، الاثنين 7 أبريل (نيسان)، سيناقش احتمال الهجوم على منشآت إيران النووية أو العودة للمفاوضات، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، بشأن التفاوض مع أميركا: "نحن نؤمن بالمفاوضات، لكن ليس مع الذل".
وأضاف بزشكيان، اليوم الاثنين خلال لقائه مع ممثلي الأحزاب والتشكيلات الشعبية: "نحن نتفاوض مع العالم أجمع وليس لدينا خصومة مع أحد، لكننا لن نرضخ للذل ولن نفاوض بأي ثمن... نحن لا نسعى للحرب أو الاضطرابات أو القنبلة النووية، فكيف يمكننا أن نطمئن العالم أكثر من ذلك؟ نحن نسعى للمفاوضات، لكنهم هم بحاجة إلى إثبات أنهم يريدون المفاوضات. إن عدم وجود نية لدى إيران لاستخدام قدراتها النووية بشكل غير سلمي ليس مجرد تصريح مني، بل هو فتوى شرعية صادرة عن المرشد".
كما قال وزير خارجية إيران والمتحدث باسمه، صباح الاثنين في تصريحات منفصلة، إن طهران تنتظر رد واشنطن على اقتراح المفاوضات غير المباشرة.
وكان ترامب قد أكد في الأيام الماضية على المفاوضات المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال بزشكيان إن علاقات إيران مع قادة المنطقة أصبحت الآن أفضل مما كانت عليه في الماضي، لكن "موضوع المفاوضات مع أميركا مختلف".
وأضاف الرئيس الإيراني: "عندما تضعنا دولة مثل أميركا تحت ضغط شامل وتهددنا كل يوم، كيف يمكننا التفاوض معها؟"
خيار الهجوم على إيران
وكتب موقع "واي نت" الإسرائيلي، مشيراً إلى اللقاء المقرر بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو اليوم الاثنين، أن الطرفين سيناقشان احتمال الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أو العودة إلى المفاوضات.
كما ذكرت "قناة 14" التلفزيونية الإسرائيلية في تقرير أن قضية إيران ستكون على رأس أولويات لقاء نتنياهو وترامب في البيت الأبيض.
ويأتي هذا اللقاء في وقت عززت فيه الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بشكل ملحوظ.
ونقلت "القناة 14" عن محللين قولهم إن "اللقاء غير العادي" بين نتنياهو وترامب قد يحدد مصير الخيارين المتاحين لواشنطن، وهما "اتفاق جديد أو عمل عسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني".
ووفقاً للتقرير، يعتقد المراقبون أنه على عكس عهد باراك أوباما، فإن الحكومة الأميركية الحالية تدرك دور إسرائيل النشط في أي اتفاق محتمل مع إيران.
من ناحية أخرى، فإن تهديدات طهران ضد البنية التحتية للطاقة في الشرق الأوسط زادت من مخاوف ترامب الاقتصادية.
الوساطة الروسية
فيما قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، اليوم الاثنين، إن روسيا مستعدة لتقديم كل ما في وسعها لحل التوترات بين أمريكا وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران.
وكان ترامب قد طالب إيران في الأيام الأخيرة إما بالموافقة على المفاوضات وتوقيع اتفاق نووي أو الاستعداد لقصف أراضيها.
ومع تصاعد المخاوف من تحرك عسكري أميركي ضد إيران، عرضت موسكو مرات عديدة التوسط بين الطرفين.
وفي هذا السياق، قال بيسكوف: "نحن نتشاور باستمرار مع شركائنا الإيرانيين حول قضايا مختلفة مثل الاتفاق النووي، وهذه العملية ستستمر في المستقبل القريب".
وأضاف: "روسيا مستعدة لتقديم كل جهودها وتسخير كل طاقاتها للمساعدة في حل هذه المشكلة من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية."
وعلى الرغم من تأكيد ترامب على المفاوضات المباشرة، تقول إيران إنها ستدخل في مفاوضات غير مباشرة مع أميركا عبر عُمان.
وصف سيرغي ريبكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، تصريحات ترامب الأخيرة حول قصف إيران بأنها "تعقد الوضع"، وحذر من أن مثل هذه الهجمات قد تؤدي إلى "كارثة" واسعة النطاق في المنطقة بأكملها.
ووفقاً لتقارير، من المقرر أن تستضيف موسكو يوم الثلاثاء 8 أبريل (نيسان) اجتماعاً ثلاثياً بين روسيا والصين وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، وسّع فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، علاقاته مع إيران. ووقّعت موسكو وطهران في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي اتفاقية لشراكة استراتيجية ثنائية.

أفادت مجلة "نيوزويك"، يوم الاثنين 7 أبريل (نيسان)، مستندة إلى صور أقمار صناعية جديدة، أن حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس كارل فينسون"، التي كانت متمركزة في غرب المحيط الهادئ، باتت الآن في طريقها للانضمام إلى حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" في الشرق الأوسط.
وعبرت "كارل فينسون" برفقة مجموعتها الضاربة التي تضم المدمرتين "يو إس إس برينستون" و"يو إس إس ستيرت"، مضيق "ملقا" ودخلت المحيط الهندي.
وكتبت "نيوزويك" في تقريرها أن هذه التحركات تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إيران والحوثيين في اليمن، وقد تكون مؤشراً على احتمالية اتخاذ الولايات المتحدة نهجاً أكثر هجومية في الأيام والأسابيع القادمة.
ووفقاً للتقرير، مع وجود حاملتي طائرات في وقت واحد، تمتلك الولايات المتحدة الآن قوة ضاربة قوية في المنطقة.
ويعزز الوجود المشترك لـ"كارل فينسون" و"هاري إس. ترومان"، إلى جانب قاذفات "بي-2" المتمركزة في جزيرة دييغو غارسيا، بشكل كبير قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ هجمات جوية وصاروخية، ويزيد من احتمال توسيع العمليات العسكرية.
مفاوضات مباشرة
وقال محمود واعظي، رئيس مكتب الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، بشأن إجراء مفاوضات مباشرة بين إيران وأميركا، إنه إذا توقف ترامب وإدارته خلال المفاوضات غير المباشرة مع طهران عن "التناقض في الأقوال والتنمر والتهديد"، و"أظهروا حسن النية عملياً"، فليس من المستبعد "تغيير النهج" للوصول إلى اتفاق.
وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا" أنه إذا انتبه المسؤولون الأميركيون إلى أن تبني موقف متساوٍ ومحترم تجاه إيران هو ضرورة وأساس الحوار، فإن "الظروف ستتغير".
وقال واعظي إن على الولايات المتحدة أن تعلم أن إيران، على مدى أكثر من 40 عاماً وبالرغم من الأزمات المختلفة، "لم تقبل التفاوض تحت الضغط أو التنمر أو التهديد أو الترهيب، ولم تستسلم لأنواع الضغوط المختلفة".

كشف عشرة قادة بارزين في بعض الفصائل الشيعية المسلحة ومسؤول عراقي لوكالة رويترز أن عدداً من المجموعات القوية المدعومة من إيران في العراق أبدت، وللمرة الأولى، استعدادها لتسليم سلاحها، في محاولة لتفادي خطر التصعيد مع الولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترامب.
وقالت رويترز، الاثنين 7 أبريل، إن المحادثات بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقادة الفصائل المسلحة بلغت "مرحلة متقدمة".
وكانت واشنطن قد وجّهت تحذيرات إلى بغداد، مؤكدة أن هذه الجماعات قد تصبح هدفاً للغارات الجوية الأميركية في حال لم يتم حلّها.
ويأتي هذا التحول في موقف هذه المجموعات في إطار مساعٍ لخفض التوتر، بعدما وجّهت الولايات المتحدة، منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، رسائل سرّية وحاسمة للحكومة العراقية تطالب فيها بحلّ هذه الفصائل المسلحة.
ذكرت وكالة رويترز أن ستة من مصادرها، وهم قادة في أربع جماعات شيعية مسلّحة رئيسية في العراق، كشفوا أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية بأنها قد تشنّ ضربات جوية ضد هذه الجماعات إذا لم تتخذ بغداد خطوات جدّية لحلّها.
وكان عضوان في الكونغرس الأمريكي قدّما في وقت سابق مشروع قانون بعنوان “تحرير العراق من النفوذ الإيراني”، يهدف إلى تقليص دور طهران وتعزيز استقلال بغداد. وقال جو ويلسون، النائب الجمهوري، إن هذا المشروع جاء بدعم من نائب ديمقراطي.
من جهته، أكد عزت الشابندر، السياسي الشيعي المقرّب من ائتلاف السلطة في العراق، أن المحادثات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وزعماء بعض الميليشيات وصلت إلى “مراحل متقدّمة جداً”، مشيراً إلى أن هذه الجماعات مستعدة للاستجابة لمطالب واشنطن بنزع السلاح، قائلاً: “هذه الجماعات ليست عنيدة ولا تصرّ على الاستمرار بواقعها الحالي”.
وبحسب الشابندر، فإن هذه الجماعات “مدركة تماماً” لخطر استهدافها بغارات أمريكية.
وتحدث القادة الستة، الذين التقتهم رويترز في بغداد وأحد أقاليم جنوب العراق وطلبوا عدم كشف أسمائهم، عن انتمائهم إلى كتائب حزب الله، حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء.
ونقلت رويترز عن أحد قادة كتائب حزب الله قوله، أثناء حديثه وهو يرتدي قناعاً أسود ونظارات شمسية: “ترامب مستعدّ لتصعيد المواجهة معنا إلى مستوى أكثر خطورة. نحن نعلم ذلك، ونريد تجنّب سيناريو كارثي كهذا”.
وأضاف هؤلاء القادة أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو الداعم الرئيسي لهم، منحهم “صلاحية كاملة” لاتخاذ ما يرونه مناسباً لتفادي الصدام مع واشنطن وإسرائيل.
وتشكّل هذه الجماعات جزءاً من تحالف “المقاومة الإسلامية في العراق”، الذي يضم نحو عشرة فصائل شيعية مسلّحة ويبلغ عدد مقاتليه حوالى 50 ألف عنصر، وفقاً لمصادر أمنية، ويملك أسلحة متطورة بينها صواريخ بعيدة المدى ومنظومات دفاع جوي.
ويُعدّ هذا التحالف من ركائز محور إيران الإقليمي، وهو المسؤول عن عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد مواقع أمريكية وإسرائيلية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل 18 شهراً.
وقال فرهاد علاء الدين، مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي، إن السوداني ملتزم بإخضاع السلاح لسيطرة الدولة، ويسعى لتحقيق هذا الهدف عبر “حوار بنّاء مع مختلف الأطراف الوطنية”.
وكشف مصدران أمنيان عراقيان أن السوداني يحاول إجبار جميع فصائل “المقاومة الإسلامية في العراق” على تسليم أسلحتها، رغم ولائها لفيلق القدس بدلاً من الحكومة العراقية.
وأشارا إلى أن بعض هذه الجماعات بدأت منذ منتصف يناير بإخلاء مواقعها وتقليص وجودها في مدن كبرى مثل الموصل والأنبار، تحسّباً لضربات أمريكية محتملة، كما كثّفت قياداتها إجراءاتها الأمنية من خلال تغيير مقارّها وسياراتها وأرقام هواتفها بشكل متكرر.
وفي هذا السياق، شددت وزارة الخارجية الأميركية على ضرورة أن تخضع هذه الجماعات لسلطة القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وليس لإيران.
لكنّ مسؤولاً أميركياً أبدى، في حديث لرويترز، تشكّكه في إمكانية استمرار عملية نزع السلاح على المدى الطويل، مذكّراً بأن هذه الجماعات أوقفت هجماتها في السابق تحت ضغط أمريكي، لكن الأمر كان “مؤقتاً”.
من جانبها، رفضت قيادات الحرس الثوري الإيراني ووزارة الخارجية الإيرانية التعليق على أسئلة رويترز بشأن هذه التطورات.

كشف الجنرال ديفيد بترايوس، القائد السابق للمنطقة المركزية الأميركية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، أن أي عملية عسكرية أميركية لن تقتصر على استهداف المنشآت النووية، بل ستشمل أيضاً الدفاعات الجوية والقواعد الصاروخية.
وقال بترايوس إن الجيش الأميركي يمتلك منذ نحو 15 عاماً خطة شاملة للهجوم على المنشآت النووية والأهداف العسكرية الحيوية للنظام الإيراني، وهي خطة خضعت لتحديثات مستمرة مع مرور الزمن.
وأشار إلى أن هذه الخطة وُضعت خلال فترة قيادته للمنطقة المركزية الأميركية (سنتكوم)، وأن القوات الأميركية سبق أن أجرت محاكاة عملية لتنفيذها داخل الأراضي الأميركية، ضمن تدريبات عسكرية فعلية استعداداً لأي مواجهة محتملة مع إيران.
• خطة قديمة لكنها لا تزال فعالة
يقول الجنرال ديفيد بترايوس، الذي تولّى قيادة القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) بين عامَي 2008 و2010، إن خطة تدمير البرنامج النووي الإيراني "تم إعدادها منذ سنوات طويلة".
وفي هذا الحوار، أشار بترايوس إلى أن القوات الأميركية وصلت ذات مرة إلى مرحلة "الاستعداد الكامل"، حيث جرى تجهيز جميع الطائرات، والقواعد الجوية، والقنابل، وعمليات التزود بالوقود جواً، وحتى تأمين الطعام والمياه مسبقاً.
وأكد بترايوس- في إشارة إلى ضرورة تنفيذ عملية شاملة- أنه "لا شيء محدودا" في مثل هذه العملية، مضيفاً أن العملية لا تستهدف البنية التحتية النووية الإيرانية فقط، بل يجب أيضاً تدمير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الإيرانية، "لأنه لا يمكن إرسال طائرات للتحليق بينما لا تزال هذه الأنظمة نشطة".
كما ذكّر بترايوس بأن إسرائيل كانت قد نجحت سابقاً في إلحاق أضرار كبيرة بمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة "S-300" التي تستخدمها إيران، مشيراً بذلك إلى أن دخول الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع إيران لن يقتصر على استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم فحسب، بل إن أنظمة الدفاع والصواريخ الإيرانية، بل وحتى بعض القدرات الهجومية لطهران، ستكون ضمن دائرة أهداف الهجوم المحتمل.
• القنبلة الخارقة العملاقة… سلاح لا تملكه سوى أميركا
من وجهة نظر القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، فإن نشر قاذفات الشبح الاستراتيجية "B-2" في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وتنفيذها رحلات متكررة إلى المنطقة، لا يُعد فقط رسالة ردع، بل هو جزء من "الاستعدادات المحتملة" لتنفيذ هجوم عسكري.
وهذه القاذفات قادرة على حمل نوعين على الأقل من القنابل الخارقة للتحصينات:
اولا: القنبلة الخارقة العملاقة (MOP) التي تزن نحو 14 طناً، والمخصصة لضرب المنشآت المحصنة بشدة في أعماق الأرض.
ثانيا: قنبلة أصغر تزن قرابة 2.5 طن، مخصصة لاستهداف المنشآت الواقعة على أعماق أقل.
وأكد بترايوس أن إسرائيل لا تملك مثل هذه القنابل، ولا الطائرات القادرة على حملها، قائلاً: "هذه أسلحة ثقيلة ومدمرة للغاية، ولديها القدرة على إلحاق أضرار هائلة، خاصة وأن كثيراً من المنشآت النووية الإيرانية تقع في مناطق نائية".
وأضاف بترايوس أن إمكانية استخدام هذه القنابل، وخاصة القنبلة (MOP)، ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، ليست أمراً وارداً فحسب، بل ستكون ضرورة في حال تنفيذ هجوم عسكري.
• هجوم مشترك أم عملية أميركية منفردة؟
تحدّث الجنرال بترايوس أيضاً في هذا الحوار عن احتمالية التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتنفيذ هجوم محتمل على إيران.
ويرى القائد السابق لـ"سنتكوم" أن واشنطن تملك القدرة الكاملة لتنفيذ عملية عسكرية مستقلة، ولا تحتاج بالضرورة إلى تدخل إسرائيلي.
وبحسب بترايوس، فإن إشراك إسرائيل في مثل هذه العملية قد يحمل بعض الفوائد ضمن سيناريوهاته المختلفة، لكنه في الوقت نفسه حذّر من أن عبور الطائرات للأجواء التابعة لدول ثالثة، والحساسيات الإقليمية، قد تشكّل عائقاً أمام تنفيذ عملية مشتركة واسعة النطاق.
وأشار بترايوس إلى سجلّ الجيش الإسرائيلي في استهداف المنشآت النووية، سواء عبر قصف مفاعل سوريا النووي سابقاً، أو من خلال عملياته المحدودة ضد منشآت إيرانية، قائلاً: "لقد نجحت إسرائيل مرتين في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وتمكنت حتى من تدمير منشآت إنتاج محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب".
لكنه أضاف أن مشاركة إسرائيل بشكل مباشر إلى جانب الولايات المتحدة في حال اتخاذ واشنطن قراراً نهائياً بالهجوم، ستظل رهناً بظروف المنطقة وتعقيداتها في ذلك الوقت.
• الرد الإيراني المحتمل
أشار الجنرال ديفيد بترايوس إلى التهديدات الأخيرة من قادة الحرس الثوري الإيراني بشأن استهداف القواعد الأميركية في المنطقة، قائلاً في حواره مع "إيران إنترناشيونال" إن واشنطن تأخذ هذه التهديدات "بشكل جدي للغاية"، وأن الاستعدادات العسكرية الجديدة تم التخطيط لها خصيصاً لمواجهة هذا الخطر.
ومع ذلك، حذر بترايوس في الوقت نفسه من أن إيران موجودة في "منزل زجاجي أكثر منا" مقارنة بالقوات الأميركية، مضيفا: "في رأيي، هم في منزل زجاجي أكثر منا، وإذا قامت إيران بأي خطوة تؤدي إلى مقتل جنود أميركيين أو جنود حلفائنا، فإن الولايات المتحدة ستكون قادرة على إلحاق أضرار أكبر بكثير وأشد بإيران.. وهو رد سيكون شديداً للغاية".
وبحسب بترايوس، في حال حدوث هجوم، فإن أي خطة للانتقام من إيران ستكون جزءاً مهماً من أهداف الهجوم الأميركي، بما في ذلك قواعد الصواريخ الباليستية، وأنظمة الدفاع الجوي، وأي موقع آخر يمكن أن يشكل تهديداً للقواعد والسفن الأميركية وحلفائها.
• الدبلوماسية أم المواجهة العسكرية؟
أشار الجنرال بترايوس إلى أن الرئيس دونالد ترامب، بناءً على ما رأيناه منه، "ينهي الحروب، ويفضل عدم بدء أي صراع جديد"، لكنه أضاف في الوقت نفسه: "لقد أظهر ترامب بوضوح أنه إذا أصبحت الحرب أمراً لا مفر منه، فإنه يمتلك الاستعداد والقدرة للدخول فيها".
وتابع بترايوس بالحديث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد أوضحا مسبقاً أنهما لن يسمحا لإيران بامتلاك سلاح نووي، قائلا: "هناك قلق عميق بشأن مدى اقتراب إيران من بناء سلاح نووي. هم عملياً على بُعد مرحلة واحدة فقط من عملية تخصيب اليورانيوم اللازمة لإنتاج سلاح نووي".
كما أشار بترايوس إلى التعزيزات العسكرية الكبيرة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى المنطقة، قائلاً: "الرئيس ترامب أكد مراراً أنه لن يسمح أبداً لإيران بامتلاك سلاح نووي، وبالتالي ما نراه اليوم هو استعدادات عسكرية محتملة، وكذلك محاولة لإرسال رسالة ردع إلى إيران، رسالة جادة وواضحة تقول: لا تواصلوا في هذا المسار، لأنه في حال فعلتم ذلك، ستكون الولايات المتحدة مضطرة للتحرك".
وفي الختام، صرح بترايوس بأنه إذا فشلت الطرق الدبلوماسية ولم تتوقف إيران عن التوجه نحو بناء الأسلحة النووية، سيتم تنفيذ خطة الهجوم الأميركية التي كان قد ساهم شخصياً في تصميمها وتحديثها.
• إيران.. وحزب الله وحماس: استراتيجية الوكلاء والهشاشة الإقليمية
في جزء آخر من حواره، أشار الجنرال بترايوس إلى حزب الله اللبناني وحركة حماس باعتبارهما أبرز الجماعات الوكيلة لإيران في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى تأثير الضغوط الأخيرة من إسرائيل والتطورات الإقليمية على هذه القوى المدعومة من طهران.
ويعتقد بترايوس أن جزءاً من القدرة الانتقامية لإيران لا يكمن فقط في قوتها الصاروخية والدفاعية، بل أيضاً في شبكة من الجماعات المتحالفة معها في المنطقة. ومع ذلك، أشار إلى أن التغيرات الميدانية في السنوات الأخيرة قد ألحقَت ضربات قاسية بهذه الجماعات.
• حزب الله اللبناني: أهم وكلاء إيران في المنطقة
أكّد الجنرال بترايوس أن حزب الله اللبناني يُعد "أهم" أداة نفوذ إيرانية في المنطقة، مشيراً إلى أن إسرائيل، بعد "عملية سلسلة الإمداد"، تمكنت من تقليص ترسانة حزب الله من الصواريخ، والقذائف، والطائرات المسيّرة من حوالي 140 ألفا إلى نحو 10 آلاف فقط.
وأوضح بترايوس أن "عملية سلسلة الإمداد" السابقة قد وجهت ضربة قاسية لقادة حزب الله، وأدت إلى شلل مؤقت في قدرات المجموعة الهجومية. وأضاف: "لم تستهدف هذه العملية هيكل القيادة فقط، بل دمرت فعلياً القيادات العليا في الحزب. لم يكن هذا مجرد قطع رأس القيادة، بل كان بمثابة كسر لظهر حزب الله".
كما ذكر بترايوس أن إيران، من أجل الحفاظ على قوة حزب الله، كانت دائماً تسعى لنقل الأسلحة والذخائر عبر سوريا، ولكن التغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة، بما في ذلك التغيرات في سوريا، قد خفضت بشكل كبير قدرة إيران على إرسال الأسلحة إلى لبنان.
• دور سوريا في سلسلة الإمداد الإيرانية
من وجهة نظر بترايوس، كانت سوريا في وقت ما الحلقة الأساسية في سلسلة نقل الأسلحة والدعم اللوجستي الإيراني إلى حزب الله اللبناني. إلا أنه أشار إلى أن "سقوط بشار الأسد" والتطورات التي حدثت في مناطق شمال سوريا قد جعلت الطرق البرية والجوية الحيوية لإيران في دعم القوات الوكيلة في لبنان وحماس غير آمنة.
وأشار بترايوس إلى عدة حالات استهدفت فيها إسرائيل- حتى في عمق الأراضي الإيرانية- المنشآت العسكرية الحساسة أو أنظمة الدفاع، ليخلص إلى أن الاستراتيجية الإيرانية القائمة على الوكلاء أصبحت أكثر هشاشة في بيئة الشرق الأوسط الحالية.
وختم بترايوس: "إلى جانب سقوط نظام بشار الأسد… تغيرت الخريطة الجيوسياسية لمنطقة الشمال والشمال الشرقي لإسرائيل بشكل كامل. لم يعد بإمكان إيران استخدام الأراضي السورية بسهولة كطريق لنقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني. كما أن إسرائيل، من جانبها، تستهدف بشكل منهجي البنية التحتية الإيرانية في سوريا".